علاء موفق رشيدي : أفول الثورات لغاسيت والربيع العربي
#الحوار_المتمدن
#علاء_موفق_رشيدي يضمن الفيلسوف الإسباني (خوسيه غاسيت ) في كتابه (موضوع زماننا) الصادر مؤخراً عن دار المدى، ترجمة : علي الأشقر، ملحقات إلى الكتاب الأصلي، واحدة منها هي بالعنوان ذاته الذي اخترناه لهذه المقالة، ألا وهو موضوعة : ( أفول الثورات)، التي نختار الحديث عنها للتعرف على أفكار هذا الفيلسوف الإسباني البارز، الذي تحمل آراءه عن الثورات الكثير من الأفكار الهامة للراهن السوري الإجتماعي والسياسي، وكذلك لراهن الربيع العربي برمته.الثورة ليست تغييراً في نظام الحكم : فعلى سبيل المثال، لا يوافق ( خوسيه غاسيت ) على أن نطلق لقب " ثورة " على كل حركة جماعية يستعمل فيها التمرد للتغيير، فليست ثورة مثلاً، أن يتمرد قسم من المجتمع على الحكام، ويحل محلهم بالعنف حكاماً آخرين، فهو يرى أن هذا التعريف فضفاض، ويقوم على معان غامضة جداً، بينما يحتاج التاريخ بحسب رأيه إلى أدوات أكثر صرامة وتصورات أكثر دقة ليحدد وجهته في غابة الأحداث الرئيسية. يرى (خوسيه غاسيت ) أن الثورة ليست المتراس، بل هي حالة روحية. وهذه الحالة الروحية لا تحدث في أي وقت، فهي كالثمار لها أوانها، حسب تعبيره، ومن ثم يربط هذا الفليسوف بين الثورة والإستعداد الذهني والوجداني، فيكتب : ( إن الثورات كلها في الواقع، إن كانت ثورات حقاً، تقتضي استعدادً نوعياً لا لبس فيه، في الأرواح وفي الرؤوس ) العقل بدلاً عن الخرافة والتقاليد :يعتقد (خوسيه غاسيت ) أن الفلسفات والمعتقدات القديمة تمارس جاذبيةً وقمعاً على المجتمعات المعاصرة، فيكتب : ( إنه لأمر طريف دراسة السيكولوجيا التي يسيطر فيها القديم على الشعوب التي ظلت بسبب أو آخر، في حالة من الضعف التاريخي، ظلت إلى الأبد متوقفة في هذه الحالة من الطفولة )إن الثورة الحقة برأي (خوسيه غاسيت ) هي تلك التي تعمل على مستوى الوعي والإدراك، ويشدد على أنها حالة انتقال من عقل أسطوري يؤمن بالحكايات التي أخبرها عنها الآخرون أو الأجيال السابقة، تلك التي تبرر أحداث الطبيعة وقوانين وعلوم الحياة بالحكايات العائدة إلى الأساطير وأقاويل الأجداد. يقارن (خوسيه غاسيت ) بين ردود الأفعال العقلية التقليدية، وبين الطريقة الفردية في ردود الأفعال العقلية : ( لا أجرؤ أن أسميه تفكيراً، تلك الطريقة التقليدية في ردود الفعل العقلية التي تكمن في تذكر قائمة من المعتقدات المتلقاة من الأجداد، وفي مقابل ذلك، فإن الطريقة الفردية تولي ظهرها لكل ما هو مُتلقى، وترفضه تحديداً لأنه متلقى، وتتطلع بدلاً من ذلك إلى تفكير جديد قمته في محتواه ذاته. وهذا التفكير الذي لا يأتي من الجماعة العريقة في القدم، ولا هو تفكير الآباء، وهذا التصور - الفكر من غير أصل ولا شجرة نسب، ولا هو ذو شهرة مجيدة، يجب عليه أن يكون ابن هذه الأعمال معتمداً على فعاليته المقنعة، وعلى كمال عقليته بشكل خالص، وبكملة واحدة : عليه أن يكون عقلاً )الفردية مقابل الجمعية : وهنا يدافع (خوسيه غاسيت ) عن الفردية في مقابل الجمعية : ( فالبدائي لا يشعر يقيناً بالفردية، يدرك شخصه الفردي كشيء معزكول فقط ومقتلع، والفردية وكل ما هو قائم في الفردية يحدث فيه رعباً، وهي مرادفة في نظره للضعف والنقص. أما الثابت والمطمئن فهو موجود في الجماعة التي يكون وجودها سابقاً لكل فرد، وإن هذا الفرد يجدها جاهزة حينما يستيقظ على الحياة)فبينما تقبل النفس البدائية عند ولادتها، العالم الذي وجدته متكوناً، فإن ولادة الفردية تتضمن مباشرة رفض هذا العالم. لكن المرء، عند رفضه التقليد، يجد نفسه مضطراً إلى إعادة بناء الكون بنفسه وب ......
#أفول
#الثورات
#لغاسيت
#والربيع
#العربي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765035
#الحوار_المتمدن
#علاء_موفق_رشيدي يضمن الفيلسوف الإسباني (خوسيه غاسيت ) في كتابه (موضوع زماننا) الصادر مؤخراً عن دار المدى، ترجمة : علي الأشقر، ملحقات إلى الكتاب الأصلي، واحدة منها هي بالعنوان ذاته الذي اخترناه لهذه المقالة، ألا وهو موضوعة : ( أفول الثورات)، التي نختار الحديث عنها للتعرف على أفكار هذا الفيلسوف الإسباني البارز، الذي تحمل آراءه عن الثورات الكثير من الأفكار الهامة للراهن السوري الإجتماعي والسياسي، وكذلك لراهن الربيع العربي برمته.الثورة ليست تغييراً في نظام الحكم : فعلى سبيل المثال، لا يوافق ( خوسيه غاسيت ) على أن نطلق لقب " ثورة " على كل حركة جماعية يستعمل فيها التمرد للتغيير، فليست ثورة مثلاً، أن يتمرد قسم من المجتمع على الحكام، ويحل محلهم بالعنف حكاماً آخرين، فهو يرى أن هذا التعريف فضفاض، ويقوم على معان غامضة جداً، بينما يحتاج التاريخ بحسب رأيه إلى أدوات أكثر صرامة وتصورات أكثر دقة ليحدد وجهته في غابة الأحداث الرئيسية. يرى (خوسيه غاسيت ) أن الثورة ليست المتراس، بل هي حالة روحية. وهذه الحالة الروحية لا تحدث في أي وقت، فهي كالثمار لها أوانها، حسب تعبيره، ومن ثم يربط هذا الفليسوف بين الثورة والإستعداد الذهني والوجداني، فيكتب : ( إن الثورات كلها في الواقع، إن كانت ثورات حقاً، تقتضي استعدادً نوعياً لا لبس فيه، في الأرواح وفي الرؤوس ) العقل بدلاً عن الخرافة والتقاليد :يعتقد (خوسيه غاسيت ) أن الفلسفات والمعتقدات القديمة تمارس جاذبيةً وقمعاً على المجتمعات المعاصرة، فيكتب : ( إنه لأمر طريف دراسة السيكولوجيا التي يسيطر فيها القديم على الشعوب التي ظلت بسبب أو آخر، في حالة من الضعف التاريخي، ظلت إلى الأبد متوقفة في هذه الحالة من الطفولة )إن الثورة الحقة برأي (خوسيه غاسيت ) هي تلك التي تعمل على مستوى الوعي والإدراك، ويشدد على أنها حالة انتقال من عقل أسطوري يؤمن بالحكايات التي أخبرها عنها الآخرون أو الأجيال السابقة، تلك التي تبرر أحداث الطبيعة وقوانين وعلوم الحياة بالحكايات العائدة إلى الأساطير وأقاويل الأجداد. يقارن (خوسيه غاسيت ) بين ردود الأفعال العقلية التقليدية، وبين الطريقة الفردية في ردود الأفعال العقلية : ( لا أجرؤ أن أسميه تفكيراً، تلك الطريقة التقليدية في ردود الفعل العقلية التي تكمن في تذكر قائمة من المعتقدات المتلقاة من الأجداد، وفي مقابل ذلك، فإن الطريقة الفردية تولي ظهرها لكل ما هو مُتلقى، وترفضه تحديداً لأنه متلقى، وتتطلع بدلاً من ذلك إلى تفكير جديد قمته في محتواه ذاته. وهذا التفكير الذي لا يأتي من الجماعة العريقة في القدم، ولا هو تفكير الآباء، وهذا التصور - الفكر من غير أصل ولا شجرة نسب، ولا هو ذو شهرة مجيدة، يجب عليه أن يكون ابن هذه الأعمال معتمداً على فعاليته المقنعة، وعلى كمال عقليته بشكل خالص، وبكملة واحدة : عليه أن يكون عقلاً )الفردية مقابل الجمعية : وهنا يدافع (خوسيه غاسيت ) عن الفردية في مقابل الجمعية : ( فالبدائي لا يشعر يقيناً بالفردية، يدرك شخصه الفردي كشيء معزكول فقط ومقتلع، والفردية وكل ما هو قائم في الفردية يحدث فيه رعباً، وهي مرادفة في نظره للضعف والنقص. أما الثابت والمطمئن فهو موجود في الجماعة التي يكون وجودها سابقاً لكل فرد، وإن هذا الفرد يجدها جاهزة حينما يستيقظ على الحياة)فبينما تقبل النفس البدائية عند ولادتها، العالم الذي وجدته متكوناً، فإن ولادة الفردية تتضمن مباشرة رفض هذا العالم. لكن المرء، عند رفضه التقليد، يجد نفسه مضطراً إلى إعادة بناء الكون بنفسه وب ......
#أفول
#الثورات
#لغاسيت
#والربيع
#العربي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765035
الحوار المتمدن
علاء موفق رشيدي - أفول الثورات لغاسيت والربيع العربي