الحوار المتمدن
3.16K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نادية خلوف : رغيف الخبز -يوم كنا عايشين-
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف كنت معلمة في مدرسة حاتم الطائي في القامشلي ، وفي إحدى السنوات كنت أعلم الصّف السادس ، لفت نظري أن إحدى التلميذات لا تنزل علامتها عن العشرة، وهي هادئة ومهذّبة ، أحببت أن أتعرف على واقعها ، سألتها : هل والدتك هي من تهتم بك؟ أجابت: لا . والدتي لا تجيد القراءة و الكتابة ، ولا تفهم العربية ، إذن لك إخوة أكبر منك يعلمونك ، أجابت أيضاً بلا. قالت: أنا أكبر إخوتي . في أحد دروس التعبير ، وكعادة كل المعلمين ، حيث يطرحون تلك الفكرة السخيفة : " ماهي أمنيتك" !لم أعد أذكر ما كتبته التلميذة حرفياً ، لكنني أذكر ما بدأت به: " أخجل من الفقر، أتمنى أن أصبح في المستقبل معلمة كي أنقذ أمّي. عندما تذهب أمي في الصباح لتجلب لنا الخبز أخشى عليها البرد ،تبقى ساعات على الفرن حتى تستطيع جلب خمسة أرغفة ، يكون وقت المدرسة قد حان، نتناول أنا و إخوتي كل منا نصف رغيف نأكله على الطريق، و إن كان لدينا وقت تدهن لنا دبس البندورة عليه"أتحدّث عن الثمانينات من القرن الماضي، وكنت لم أسجل في نقابة المحامين بعد، وكنت أتعاطف مع الفقراء وفي نفس الوقت أمجّد الفقر ، و أعتبره من دواعي الفخر ، فقد يكون الإنسان فقيراً لكنه صاحب فكر حسب تسمية محمد الماغوط لمدينته "السلمية" مدينة الفقر و الفكر، لكنّني اليوم أسأل كيف يمكن لهذين النقيضين أن يجتمعا ؟أعود هنا لتلميذتي . تلك الفتاة التي اجتمع فيها النقيضين لكن في فترة طفولتها فقط ، حيث أرغمها الفقر على أن تأخذ دور أمها في رعاية إخوتها بعد أن أقعد ذلك المخجل والدتها طريحة الفراش، رأيتها تجلب الخبز من الفرن، وكنت أنا بدوري ذاهبة لأجلب رغيف خبز سميك واحد كي أقسمه بين أولادي لآنهم يحبونه . كان الطابور طويلاً ، رأيت إحدى النساء تلفّ خمسة أرغفة بخرقة، تحني ظهرها وتسير مسرعة، ثم توقفت وسلمت عليّ: -مرحبا آنسة. -أهلا وسهلاً -لم تعرفيني ! أنا فلانة . تركت المدرسة في الصف الثامن كي لا يتشرد إخوتي فأمي مريضة ، أعتني بها أيضاً . هل تذكرين عندما قلت لك أنني أكره الفقر. أخجل كثيراً عندما آتي لأشتري الخبز، في هذا الكان المزدحم أشعر بالذّل ، و أنه ليس لي قيمة ، ثم سألتني :أنسة ! هل أنت كردية حتى عاملتني بلطف ؟ مع أنني كنت مجتهدة ، فقط أنت من عرف ذلك. قلت لها: لا أدري لأية قومية أنتمي، لكن لا بأس ما دام الأمر يسرك فليكن . رغيف الخبز في الثمانينات من القرن الماضي كان عزيزاً في الجزيرة السورية و التي يمكن أن تسد مجاعة العالم لو استثمرت . كان هناك خبز سهل الحصول عليه في الدكاكين وبسعر أغلى ، لا يستطيع تأمينه إلا قلة من الناس ، وقد كان الموظف محظوظاً ، رغم أنه عزيز كرغيف الخبز في الجزيرة فحتى معلميهم كانوا استيراداً من الساحل السوري إلا ما ندر. ليس فقط تلميذتي من يخجل من الفقر ، بل أنا أيضاً أخجل منه، وجميع الفقراء يخجلون، مقولة أن الفقر ليس عيباً هي مقولة تخصّ غير الفقراء. هؤلاء الذين يمجدّون الفقر ، ويعتبرونه ميزة للتفوق الفكري هناك خطأ لديهم ، و الخطأ ليس فردياً بل جماعيّاً ، فعندما أرى صور وفيديوهات لشيوخ كبار ، ونساء مرهقات على وسائل التواصل أدير وجهي خجلاً، حجة من يلصقون تلك الصور و الفيديوهات، وبخاصة المحطات الفضائية إثارة الرأي العام هي حجة كاذبة، فالرأي العام الفاعل لديه ملفات كالة عن ما يجري وعن مآسي الشعب السّوري ، الشيء الوحيد المطلوب هو تحقيق الربح من قبل المحطات . . . سوف أستشهد بمثال آخر : كان هناك عامل بلاّط ، عمل لدينا في المنزل، كان يبدو مختلاً ، وفيما بعد في موجة لجوء في الثمانينيات لجأ إلى هولندا ، وحصل على الجنسية ، أ ......
#رغيف
#الخبز
#-يوم
#عايشين-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707460
نادية خلوف : - كنّا عايشين-
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف كنت سوف أكمل الكتابة عن نساء أمل ، و كالعادة رأيتني أكتب عن شيء آخر ، فقد حاولت على مدى عمر أن أضبط ذهني على ما أرغب بفعله دون جدوى، فبينما أكون ذاهبة إلى المكتبة أتوجه إلى السّوبر ماركت فأشتري قطعة شوكولاتة أسعد بتذوقها رغم أنّها ترفع نسبة السّكر في دمي. لا بأس بقرص دواء يخفّض السكّر. أتناوله و أنا أبتسم لي . . . تمرّدت على نفسي!أحاول الآن أن أكتب في السّياسة، في النّسوية ، في حقوق الإنسان ، في تاريخ الظّلم ، يتوزّع ذهني، يتشتت، و أرحل إلى الكهوف لأحتمي من كلّ الأشياء التي أحاول أن أكتب عنها ، لأنّني ببساطة أجهلها !في السياسة : حاولت أن أضع عنواناً لمقال: هل إيران صديق أمريكا أم عدوّتها؟ ثمّ غيّرته إلى عنوان آخر: هل السعودية مع الشعب السّوري؟ ثمّ غيرته : هل عليّ أن أقف ولو بعقلي الباطن مع المعارضة السورية؟ لم أنجح في الكتابة بأي من المواضيع السياسية السّابقة لسبب بسيط أن أسئلتي كانت تافهة مثل الحقيقة ، في مجال النّسوية التي حاولت أن أكتب فيها رأيت الشّابات في سورية يبحثن عن شاب للزواج ، ومعهن وثيقة تثبت أنهن يملكن عملاً بقدر خمسين ألف ليرة سورية في الشهر، وهو مبلغ يكفي للعيش عدّة أيام ، بينما الشباب مختبئ خلف أصبعه يختار بحرية ، ويطلب من الشّابّة أن تتقي الله فيه ، فتضع الحجاب إكراماً لله ، وتطيعه لأنّه قوّام عليها ، لكنه يقتل على حاجز مجهول ، تبكيه ، وتعيد المحاولة في إيجاد شريك جديد، فالشريك اليوم يشبه القطع النّادر!أما حقوق الإنسان فقد كتبت عنواناً : ماذا يعني أن تكون إنساناً ؟ سخرت من نفسي ، لأنّ العنوان بحدّ ذاته سخيف، و أنا التي مارست إنسانيتي على مدى طويل في الاختباء ، في الخوف، في الجوع، ثم ظهرت إلى العلن ، و أنا أحمل يافطة كتب عليها : عاش سيد الوطن! صفعت نفسي ، أقسمت أمامها أنني لم أخرج من مخبئي، ولم أكتب تلك اليافطة، لم تصدقني . لماذا تصدقني و قد كانت اليافطات تملآ الأجواء ، هل أتجرّأ؟ في الحقيقة أنني لا أتجرأ سوى على الاختباء، على الندب ، على لوم الآخر ، على الصبّر ، فالخلاص قادم، أتى فعلاً على شكل سرطان! الآن يمكنني التّحدث عن تاريخ الظّلم ، ليس في كلّ مكان ، بل في ذلك " الوطن الجميل" الذي تحدّثت عنه سابقاً عندما قلت لكم بأنّ حقيبة سفري كانت تهتزّ و أنا أودّع حديقتي ، كما تحدثت لكم عن داليتي المجنونة ، فإذ بي أرى الوطن لأوّل مرة هو سجن اسمه حديقة منزلي ، أمارس فيه فنّ تعذيب نفسي!عن ماذا سوف أكتب إذاّ؟ سوف أكتب عن كلب أمّي المدلل" بيّوض" ، فأنا لا أملّ في الكتابة عن أخلاقه الحميدة ، لكن لم أكن أعرف أنّ أمي استعاضت به عن أولادها ، عندما فقدت الأمل بأنّ أحدهم سوف يقدّم لها " العرفان بالجميل " لأنه أنجبته إلى العالم. كانت الدنيا تضيق عليها في تلك القرية الموحشة ، فربّت كلباً، وقطّة ودجاجات ، تتحدّث لهم بلغتها، ويتحدثون معها بلغتهم . كانت لغة جديدة ابتكرتها أمي من أجل الاستمرار بعد أن يئست أننا سوف نفهم لغتها يوماً ، لكنها علّمت حياناتها الحبّ، فكلبها كان يبتسم لي ، ويمد يده ليصافحني، بينما أخاف منه ، و أخذله لأنّه" حيوان" ، رغم أن أمي نبهتني أكثر من مرّة أنّ مشاعره الحيوانية رائعة . بينما ترقص الآلام في خاصرتي ، و أحاول تهدئتها ، تحضرني كل تلك الأشياء ، و أحنّ إلى " ياسمين الشّام" ، يصفعني الوجع، يسألني: أين رأيته ؟ أجيبه أنني في الحقيقة لم أره ، لكن الشعراءتغنوا به، حتى " عظيمهم نزار " !تهب رائحة البول على بعض الجدران في البرامكة حيث لا يستطيع الرجال الاتظار طويلاً ، ولم يجدوا مراحيض عامة ، فكانت الجد ......
#كنّا
#عايشين-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732249