باسم القاسم : عن شعرية الكارثة - وطن الغريب جبينه - أحمد حافظ*
#الحوار_المتمدن
#باسم_القاسم توطئة :في نواحي البحث عن جوهر المختلف ضمن الفاعلية العربية في الكتابة الشعريّة ثمّة ناحيةٌ تبدو مصدر طمأنينة للشاعر في أنّ المخيال دائماً هو قمح الشعر وماؤه ذاك الذي سيُخرج من فرن الصورة رغيفَ دهشة ودائماً في هذه الناحية ثمّة متلقٍ ينتظره في مجاعة الأسماء، طمأنينة تسند ظهرها غالباً إلى مركزيّة الحراك اللغوي في النص ، إلّا أنّ هذه الطمأنينة تبقى زائفة حين يتجاهل الناصّ أنّ جوهر المختلف من جهة المخيال الشعري منوط بالخبرة الاستثنائيّة المتحصّلة من معايشة استثنائيّة لحدثٍ ليس استثنائيّاً بل هو الاستثناء ذاته ، هذا على الأقل ما نبّه إليه أحد منظري الاختلاف في الشعر العربي حين قال "كان علينا في حوارنا مع الحياة ، أن نجلس على حافة الموت " (1) ولكن من أجل جوهر المختلف ما الذي سيصافحه المخيال الشعري عبر أصابع اللغة عند حافة الموت ؟ سيستلم عندها الهبة المستحيلة وهي اللحظة التي تكتب كتابةً لا أب لها ولا أثر سبقها ، فعلى حدّ تعبير جاك دريدا عن هذه الهبة " هي المستحيل ، لا أيَّ مستحيل ، بل المستحيل ، وجه المستحيل ذاته ، إنها تعلن عن نفسها ، تجعل نفسها تفكر مثل المستحيل" (2) هذا المستحيلُ المُطارَد من قبل أحصنة المخيال الشعري له موقعٌ واضح ليس بحاجة إلى الكثير من البحث فهو هناك عند حافة الموت ، ومن أين للشاعر حياةٌ توفّر له حافّة موتٍ مستدامة سوى العيش في جغرافيا كارثةٍ من لحمٍ ودم ! تحوّل المخيال الشعري من طور الكتابة عن إلى الكتابة في ، من طور سمعتُ وشاهدتُّ إلى طور خبرتُ وبصُرت ،من طور تقمّص الخبرة إلى الخبرة ذاتها ، من طور تقمّص الاستثناء المفبرك إلى ماديّة الاستثناء ذاته ، بحيث تكون زمنيّة الجلوس على حافّة الموت مديدةٌ بقرارٍ منه كمصير يتتبع عبرها حقيقة المسارات التي أودت إلى الكارثة ، فيتاح لكتابته الابداعيّة فرصةَ مصافحة المستحيل في عديد تجلّياته ، ويتأكّد حينها من طول الحقبة التي استسلمنا فيها للعاديّ ،العاديّ بجميع أقنعة التحديث التي لبسها يوماً ما ، بما في ذلك عاديّ كائنات الشعر الموهومة بمقولات الجدوى ، والمستسلمة لوهم التجانس الجماليّ المعدّ له مسبقاً في أجندة النقد الحداثيّ ، هكذا في حقبة كارثيّة معيشةٍ بلحمها ودمها تفرز شعريّةً نادرة بنكهة يصعب تحصيلها من مناسبات مغايرة ، ففي الكوارث يتطابق الواقع مع مآلاته بصيغة تدميريّة وفي كليهما إن كان ثمّة أقنعةٌ واهمة أو بديهيات تردنا إلى أصول ابداعيّة أبويّة ، فالمواجهة اليوميّة مع القتل ستكون قد أسقطتها بنصاعة حقيقة الموت الأزليّة ،حيث ليس ثمّة ذاتٌ للشاعر منخوبةٌ مستثناة من محيطها في الهامش ،و لا قدرة لفردانيّته للسطو على المتن أمام فردانيّة الكثرة (النجاة) هناك تماماً حيث تولدُ شعريّةٌ مقطّرة يفرز فيها الشاعر وهمنا باللغة عن يقيننا بالجمال ، مدركاً كيف خيّبت جماليّات المعنى ظنّ اللغة بها فيهبنا فرصة التفكير في بدايات جديدة صافية من ذواكر ما قبل الكارثة عند هذا النسق تستوقفني المجموعة الشعريّة الثالثة للشاعر السوريّ أحمد حافظ الصادرة عن دار كنعان للنشر 2019/ بافتتاحيّـها الوجوديّة :لم يفاجئني سؤالكَ ( من نحن؟) ، بل ظَنُّك أنّ لديَّ جواباً.وددتُ لو أتْبَعْتَ ميمَ الحيرةِ بالألِف الذاهلة كأجنحة اللَّهَب،لا بهذه النُّونِ المطْمئنّة كقاع الهاويةالمحور : إن استبدال النون بالألف للتنقّل بين ( من نحن) و ( ما نحن ) يطلق به أحمد حافظ العنان في المجموعة الشعريّة لتخوض الكتابةُ نسياناً هو " الأكثرُ بهاءً من التذكّر " (3) وهو " وحده الذاكرة "(4) ......
#شعرية
#الكارثة
#الغريب
#جبينه
#أحمد
#حافظ*
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719316
#الحوار_المتمدن
#باسم_القاسم توطئة :في نواحي البحث عن جوهر المختلف ضمن الفاعلية العربية في الكتابة الشعريّة ثمّة ناحيةٌ تبدو مصدر طمأنينة للشاعر في أنّ المخيال دائماً هو قمح الشعر وماؤه ذاك الذي سيُخرج من فرن الصورة رغيفَ دهشة ودائماً في هذه الناحية ثمّة متلقٍ ينتظره في مجاعة الأسماء، طمأنينة تسند ظهرها غالباً إلى مركزيّة الحراك اللغوي في النص ، إلّا أنّ هذه الطمأنينة تبقى زائفة حين يتجاهل الناصّ أنّ جوهر المختلف من جهة المخيال الشعري منوط بالخبرة الاستثنائيّة المتحصّلة من معايشة استثنائيّة لحدثٍ ليس استثنائيّاً بل هو الاستثناء ذاته ، هذا على الأقل ما نبّه إليه أحد منظري الاختلاف في الشعر العربي حين قال "كان علينا في حوارنا مع الحياة ، أن نجلس على حافة الموت " (1) ولكن من أجل جوهر المختلف ما الذي سيصافحه المخيال الشعري عبر أصابع اللغة عند حافة الموت ؟ سيستلم عندها الهبة المستحيلة وهي اللحظة التي تكتب كتابةً لا أب لها ولا أثر سبقها ، فعلى حدّ تعبير جاك دريدا عن هذه الهبة " هي المستحيل ، لا أيَّ مستحيل ، بل المستحيل ، وجه المستحيل ذاته ، إنها تعلن عن نفسها ، تجعل نفسها تفكر مثل المستحيل" (2) هذا المستحيلُ المُطارَد من قبل أحصنة المخيال الشعري له موقعٌ واضح ليس بحاجة إلى الكثير من البحث فهو هناك عند حافة الموت ، ومن أين للشاعر حياةٌ توفّر له حافّة موتٍ مستدامة سوى العيش في جغرافيا كارثةٍ من لحمٍ ودم ! تحوّل المخيال الشعري من طور الكتابة عن إلى الكتابة في ، من طور سمعتُ وشاهدتُّ إلى طور خبرتُ وبصُرت ،من طور تقمّص الخبرة إلى الخبرة ذاتها ، من طور تقمّص الاستثناء المفبرك إلى ماديّة الاستثناء ذاته ، بحيث تكون زمنيّة الجلوس على حافّة الموت مديدةٌ بقرارٍ منه كمصير يتتبع عبرها حقيقة المسارات التي أودت إلى الكارثة ، فيتاح لكتابته الابداعيّة فرصةَ مصافحة المستحيل في عديد تجلّياته ، ويتأكّد حينها من طول الحقبة التي استسلمنا فيها للعاديّ ،العاديّ بجميع أقنعة التحديث التي لبسها يوماً ما ، بما في ذلك عاديّ كائنات الشعر الموهومة بمقولات الجدوى ، والمستسلمة لوهم التجانس الجماليّ المعدّ له مسبقاً في أجندة النقد الحداثيّ ، هكذا في حقبة كارثيّة معيشةٍ بلحمها ودمها تفرز شعريّةً نادرة بنكهة يصعب تحصيلها من مناسبات مغايرة ، ففي الكوارث يتطابق الواقع مع مآلاته بصيغة تدميريّة وفي كليهما إن كان ثمّة أقنعةٌ واهمة أو بديهيات تردنا إلى أصول ابداعيّة أبويّة ، فالمواجهة اليوميّة مع القتل ستكون قد أسقطتها بنصاعة حقيقة الموت الأزليّة ،حيث ليس ثمّة ذاتٌ للشاعر منخوبةٌ مستثناة من محيطها في الهامش ،و لا قدرة لفردانيّته للسطو على المتن أمام فردانيّة الكثرة (النجاة) هناك تماماً حيث تولدُ شعريّةٌ مقطّرة يفرز فيها الشاعر وهمنا باللغة عن يقيننا بالجمال ، مدركاً كيف خيّبت جماليّات المعنى ظنّ اللغة بها فيهبنا فرصة التفكير في بدايات جديدة صافية من ذواكر ما قبل الكارثة عند هذا النسق تستوقفني المجموعة الشعريّة الثالثة للشاعر السوريّ أحمد حافظ الصادرة عن دار كنعان للنشر 2019/ بافتتاحيّـها الوجوديّة :لم يفاجئني سؤالكَ ( من نحن؟) ، بل ظَنُّك أنّ لديَّ جواباً.وددتُ لو أتْبَعْتَ ميمَ الحيرةِ بالألِف الذاهلة كأجنحة اللَّهَب،لا بهذه النُّونِ المطْمئنّة كقاع الهاويةالمحور : إن استبدال النون بالألف للتنقّل بين ( من نحن) و ( ما نحن ) يطلق به أحمد حافظ العنان في المجموعة الشعريّة لتخوض الكتابةُ نسياناً هو " الأكثرُ بهاءً من التذكّر " (3) وهو " وحده الذاكرة "(4) ......
#شعرية
#الكارثة
#الغريب
#جبينه
#أحمد
#حافظ*
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719316
الحوار المتمدن
باسم القاسم - عن شعرية الكارثة - وطن الغريب جبينه - أحمد حافظ*