فيصل طه : من ادبيات مخيمات العمل التطوعي في الناصرة
#الحوار_المتمدن
#فيصل_طه من أدبيات مخيمات العمل التطوعي في الناصرة : "نحو مخيم العمل التطوعي الثامن، 17 إلى 22-8-1983".وجدتني الآن وأمام هذه الأيام " الكورونية" الثقيلة والمتعبة بكل جوانبها، وعلى صفيح شهر آب الحار، والحار بكل أحداثه، وجدتني أستذكر حنينًا لأيام مخيمات العمل التطوعي لبلدية الناصرة الجبهوية، عدت تغمرني اللهفة الجامحة الى اوراقي القديمة لأجد مقالة لي بعنوان " صديقي ومخيم العمل التطوعي" وذلك " نحو مخيم العمل التطوعي الثامن،" 17 إلى 22-8-1983" . وقد تم نشرها في صحيفة الاتحاد في تموز عام 1983 ، وقد شملت حوارًا جادًا وحادًا مع أحد الأصدقاء المترددين حول أهمية هذه الأعمال التطوعية. أعيد نشرها وكما جاءت من جديد : تصطدم احيانا بأناس لا يرون الحقيقة أو يتعامون عنها وهي كالشمس شامخة وواضحة أمام انظارهم. للوهلة الاولى تحسبه غشاء شفافا، دقيقا، ذلك الذي يحجبهم عن رؤية الحقيقة واستيعابها. لذا تحاول فضه برقة وبأطراف أناملك تحس بخشونة فتزيد الشد والضغط هباءً. ذات يوم ودون سابق انذار جاءني صديق اعرفه معرفة سطحية، ابتدأنا بالسلام والسؤال عن الصحة والأعمال ، ثم تشعبنا في الحديث والكلام شرقًا وغربًا، جنوبًا وشمالًا حتى أعيانا الحديث وحسبته ينهي وننتهي واذا به يسأل بقوله : هل سمعت ؟ وتوقف.. فاجبته كمن أعياه طول الكلام.. وماذا بعد!ما الخبر؟قال: المنشورات وما أكثرها هذه الايام وفي هذا البلد.. قرأت احداها اليوم عن الاستعدادات لمخيم العمل التطوعي السابع في الناصرة.. وأضاف- بربك هل تعتبر هذه المخيمات التطوعية التي تقيمها البلدية مخيمات عمل وكرامة ام مخيمات اناشيد وخطابات وكلام فارغ، واستطرد في تعليقاته وتهجماته حتى أخرج كل ما فيه من قرف المعلومات المزيفة.. وسكت عن الكلام "المباح" .. وكنت جميعي من رأسي حتى أخمص قدمي آذانًا صاغية حتى أنهى.. قلت: آه اذن أنت أحدهم، قال ؛ من هم ؟قلت : أصحاب الأغشية. قال :ماذا تقصد؟نظرت حولي ابحث عن شيء أفض به الغشاء، فلم أجد، تحسست ملابسي فوجدتها جافة كجفاف افكاره.. نظرت اليه متمعنّا فوجدته كالملهوف ينتظر جوابًا فبادرته بقولي: اسمع يا هذا ، لقد أقسمت سابقًا بأن لا احادث أو اناقش أصحاب الأغشية ابدًا .. لكني سأضع هذه المرة قسمي جانبًا وأعتبره كأنه لم يكن.. فاصغ لي جيدًا .. أنا مثلك ابن للناصرة.. لهذا البلد المقدس.. أرى عكس ما ترى وعكس ما تقول.. وتابعت كلامي بضبط أعصاب شديد: نحن اذ نقوم بهذه الأعمال التطوعية انما نفعل ذلك لضرورة حتمها علينا واقعنا المرير وظرفنا القاسي في هذه البلاد.. انها ظروف قهرية تحتم علينا بالمقابل مجابهتها وتحديها بالوعي والعمل، فما الأعمال التطوعية إلا شكلًا ومضمونًا من أشكال ومضامين نضالنا وكفاحنا وتحدينا لهذا الواقع القهري، ومن نبع الاحساس الوطني الواعي والمتكامل .. الاحساس بالواحب تجاه أنفسنا وبلدنا التي لا بلد لنا غيرها، فاذا لم نقف فمن تنتظر ان يقف معنا؟ واذا لم نحمل أنفسنا فمن يا ترى سيحملنا نحن؟قال: من أنتم؟ قلت: نحن أبناء هذا البلد.. شرفاؤه.. البقية الباقية من شعب أرادوا له ان لا يبقى على أرضه.. أرض آبائه وأجداده.. فبقيت بقية منه أبت الذلَّ والاستجداء ، ضمدت جراحها بنفسها.. وقامت رويدًا رويدًا من هول النكبة، ومن بين الأنقاض شقت طريقها وتحدَّت الجلاد فتجلدت وتمرست ونمت نمو المتشبث أبدًا بالأرض.. نمو الجذور الضاربة عمقًا في أعماق الأرض ونمو الساق الشامخة أبدًا.. متحدية كل أنواع المعوقات الموجهة ضدها مصممة بوعيها الصائب والمكتسب من تجاربها القاسية التي لم ......
#ادبيات
#مخيمات
#العمل
#التطوعي
#الناصرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688457
#الحوار_المتمدن
#فيصل_طه من أدبيات مخيمات العمل التطوعي في الناصرة : "نحو مخيم العمل التطوعي الثامن، 17 إلى 22-8-1983".وجدتني الآن وأمام هذه الأيام " الكورونية" الثقيلة والمتعبة بكل جوانبها، وعلى صفيح شهر آب الحار، والحار بكل أحداثه، وجدتني أستذكر حنينًا لأيام مخيمات العمل التطوعي لبلدية الناصرة الجبهوية، عدت تغمرني اللهفة الجامحة الى اوراقي القديمة لأجد مقالة لي بعنوان " صديقي ومخيم العمل التطوعي" وذلك " نحو مخيم العمل التطوعي الثامن،" 17 إلى 22-8-1983" . وقد تم نشرها في صحيفة الاتحاد في تموز عام 1983 ، وقد شملت حوارًا جادًا وحادًا مع أحد الأصدقاء المترددين حول أهمية هذه الأعمال التطوعية. أعيد نشرها وكما جاءت من جديد : تصطدم احيانا بأناس لا يرون الحقيقة أو يتعامون عنها وهي كالشمس شامخة وواضحة أمام انظارهم. للوهلة الاولى تحسبه غشاء شفافا، دقيقا، ذلك الذي يحجبهم عن رؤية الحقيقة واستيعابها. لذا تحاول فضه برقة وبأطراف أناملك تحس بخشونة فتزيد الشد والضغط هباءً. ذات يوم ودون سابق انذار جاءني صديق اعرفه معرفة سطحية، ابتدأنا بالسلام والسؤال عن الصحة والأعمال ، ثم تشعبنا في الحديث والكلام شرقًا وغربًا، جنوبًا وشمالًا حتى أعيانا الحديث وحسبته ينهي وننتهي واذا به يسأل بقوله : هل سمعت ؟ وتوقف.. فاجبته كمن أعياه طول الكلام.. وماذا بعد!ما الخبر؟قال: المنشورات وما أكثرها هذه الايام وفي هذا البلد.. قرأت احداها اليوم عن الاستعدادات لمخيم العمل التطوعي السابع في الناصرة.. وأضاف- بربك هل تعتبر هذه المخيمات التطوعية التي تقيمها البلدية مخيمات عمل وكرامة ام مخيمات اناشيد وخطابات وكلام فارغ، واستطرد في تعليقاته وتهجماته حتى أخرج كل ما فيه من قرف المعلومات المزيفة.. وسكت عن الكلام "المباح" .. وكنت جميعي من رأسي حتى أخمص قدمي آذانًا صاغية حتى أنهى.. قلت: آه اذن أنت أحدهم، قال ؛ من هم ؟قلت : أصحاب الأغشية. قال :ماذا تقصد؟نظرت حولي ابحث عن شيء أفض به الغشاء، فلم أجد، تحسست ملابسي فوجدتها جافة كجفاف افكاره.. نظرت اليه متمعنّا فوجدته كالملهوف ينتظر جوابًا فبادرته بقولي: اسمع يا هذا ، لقد أقسمت سابقًا بأن لا احادث أو اناقش أصحاب الأغشية ابدًا .. لكني سأضع هذه المرة قسمي جانبًا وأعتبره كأنه لم يكن.. فاصغ لي جيدًا .. أنا مثلك ابن للناصرة.. لهذا البلد المقدس.. أرى عكس ما ترى وعكس ما تقول.. وتابعت كلامي بضبط أعصاب شديد: نحن اذ نقوم بهذه الأعمال التطوعية انما نفعل ذلك لضرورة حتمها علينا واقعنا المرير وظرفنا القاسي في هذه البلاد.. انها ظروف قهرية تحتم علينا بالمقابل مجابهتها وتحديها بالوعي والعمل، فما الأعمال التطوعية إلا شكلًا ومضمونًا من أشكال ومضامين نضالنا وكفاحنا وتحدينا لهذا الواقع القهري، ومن نبع الاحساس الوطني الواعي والمتكامل .. الاحساس بالواحب تجاه أنفسنا وبلدنا التي لا بلد لنا غيرها، فاذا لم نقف فمن تنتظر ان يقف معنا؟ واذا لم نحمل أنفسنا فمن يا ترى سيحملنا نحن؟قال: من أنتم؟ قلت: نحن أبناء هذا البلد.. شرفاؤه.. البقية الباقية من شعب أرادوا له ان لا يبقى على أرضه.. أرض آبائه وأجداده.. فبقيت بقية منه أبت الذلَّ والاستجداء ، ضمدت جراحها بنفسها.. وقامت رويدًا رويدًا من هول النكبة، ومن بين الأنقاض شقت طريقها وتحدَّت الجلاد فتجلدت وتمرست ونمت نمو المتشبث أبدًا بالأرض.. نمو الجذور الضاربة عمقًا في أعماق الأرض ونمو الساق الشامخة أبدًا.. متحدية كل أنواع المعوقات الموجهة ضدها مصممة بوعيها الصائب والمكتسب من تجاربها القاسية التي لم ......
#ادبيات
#مخيمات
#العمل
#التطوعي
#الناصرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688457
الحوار المتمدن
فيصل طه - من ادبيات مخيمات العمل التطوعي في الناصرة