ابتسام الحاج زكي : ما أشقاها من ذاكرة
#الحوار_المتمدن
#ابتسام_الحاج_زكي ما أشقاها من ذاكرة!(1) ـ قالت: ما أبهاها تلك الأيام فتبسمت والدتها مرددة : أجل يا عزيزتي كانت جميلة لصغيرة مثلك للتو خطواتها تحاول أخذ نصيبها من رحلة محفوفة بالآمال المتقهقرة وسرحت بخيالها بعيدا إلى حيث كانت تغادرهم مضطرة في صباحات تحاول جاهدة نفض كوابيس أطبقت على نهاراتها، كانت تتوجه إلى الجانب الآخر من بغدادها الحبيبة لعلّها تحظى بفرصة الاستحواذ على مرتبة متقدمة في طابور له بداية ولكن لا نهاية له هذا ما يبدو للناظر إلى جماعات بشرية تتزاحم فيما بينها للضفر بدجاجة وبعض الحاجات جادت بها أيام حاصرها دهاقنة الهنا والهنالك* . *** خبز يابس كل الذي أتمناه أن تنهي دراستك بأسرع ما يمكن ولا تدع للرسوب مجالا في فضاء أحلامك يا صغيري، كانت هذه أمنيتها التي سرعان ما تلتهمها أمنية فتاها الصغير ذات العشر سنوات... ولمَ يا أمي لا أختصر المسافة وبأسرع ما يمكن وكما تتمنين أنت، ليثب صارخا بأعلى صوته وبنبرة تجمع بين الجد والهزل: خبز يابس للبيع عتيك للبيع**. *** أحلامنا المبتلعَة صرخ بأعلى صوته مناديا على معلمته التي للتو ألقت تحيتها عليهم ، ست أنظري إلى أحمد لا يقبل الجلوس أرضا، ليكتنفها شعور بالغثيان تتقهقر أمامه محاولات فضّ النزاعات اليومية والمتكررة حول مقاعد دراسية تخلت عن أحلام طفولة للتوّ تحاول التحليق، تمنت من أعماقها لو أنّ مصيرا يستبدل واقعها بآخر يجرفها بعيدا عن أرض رملية تجيد لعبة إبتلاع الأحلام. *** حين غاب وجه زينب*** بين عطلة تفرضها قسرا حرب ولود وبين دوام يتوجس فقدان الأحبة هنالك وجوه غيبتها المحنة، لكن وجه زينب وحده ظلّ شاخصا من بين وجوه اختطفتهم حرب فرضها مزاج خُيّل لأوهامه التهام الحياة، وجهها المستبشر بسعادة كانت قاب قوسين... لولا إن خذلتهم باحة اتخذوها ملجأ لأحلامهم***. *** وشم كلما لمحت ذلك الوشم في يدها أهدته قبلة فهي تُدين له بالكثير، كيف لا وقد حال بينها وبين أن تقضي عمرها ندما وأسفا؛ إن هي أذعنتت للتهديد والوعيد وشاركت في واحدة من مهازل الحياة وقتذاك****، وتذكّرت اللحظة التي انكفأ عليها ابريق الشاي بعد أن اختلّ توازنها، وما رافقه من صيحات الألم وانسلاخ جلدها، لكنّ للحظة الإنقاذ تلك ذكرى نابضة تهوّن قسوة المآل. (1)بعض الظواهر التي أفرزتها تسعينيات الخوف والجوع* الأسواق المركزية أيام الحصار.** بيع بقايا الخبز اليابس والأشياء العتيقة.*** إحدى ضحايا انفجار ملجأ العامرية.**** مسيرات مؤيدة لحرب أتت على الأخضر واليابس. ......
#أشقاها
#ذاكرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698604
#الحوار_المتمدن
#ابتسام_الحاج_زكي ما أشقاها من ذاكرة!(1) ـ قالت: ما أبهاها تلك الأيام فتبسمت والدتها مرددة : أجل يا عزيزتي كانت جميلة لصغيرة مثلك للتو خطواتها تحاول أخذ نصيبها من رحلة محفوفة بالآمال المتقهقرة وسرحت بخيالها بعيدا إلى حيث كانت تغادرهم مضطرة في صباحات تحاول جاهدة نفض كوابيس أطبقت على نهاراتها، كانت تتوجه إلى الجانب الآخر من بغدادها الحبيبة لعلّها تحظى بفرصة الاستحواذ على مرتبة متقدمة في طابور له بداية ولكن لا نهاية له هذا ما يبدو للناظر إلى جماعات بشرية تتزاحم فيما بينها للضفر بدجاجة وبعض الحاجات جادت بها أيام حاصرها دهاقنة الهنا والهنالك* . *** خبز يابس كل الذي أتمناه أن تنهي دراستك بأسرع ما يمكن ولا تدع للرسوب مجالا في فضاء أحلامك يا صغيري، كانت هذه أمنيتها التي سرعان ما تلتهمها أمنية فتاها الصغير ذات العشر سنوات... ولمَ يا أمي لا أختصر المسافة وبأسرع ما يمكن وكما تتمنين أنت، ليثب صارخا بأعلى صوته وبنبرة تجمع بين الجد والهزل: خبز يابس للبيع عتيك للبيع**. *** أحلامنا المبتلعَة صرخ بأعلى صوته مناديا على معلمته التي للتو ألقت تحيتها عليهم ، ست أنظري إلى أحمد لا يقبل الجلوس أرضا، ليكتنفها شعور بالغثيان تتقهقر أمامه محاولات فضّ النزاعات اليومية والمتكررة حول مقاعد دراسية تخلت عن أحلام طفولة للتوّ تحاول التحليق، تمنت من أعماقها لو أنّ مصيرا يستبدل واقعها بآخر يجرفها بعيدا عن أرض رملية تجيد لعبة إبتلاع الأحلام. *** حين غاب وجه زينب*** بين عطلة تفرضها قسرا حرب ولود وبين دوام يتوجس فقدان الأحبة هنالك وجوه غيبتها المحنة، لكن وجه زينب وحده ظلّ شاخصا من بين وجوه اختطفتهم حرب فرضها مزاج خُيّل لأوهامه التهام الحياة، وجهها المستبشر بسعادة كانت قاب قوسين... لولا إن خذلتهم باحة اتخذوها ملجأ لأحلامهم***. *** وشم كلما لمحت ذلك الوشم في يدها أهدته قبلة فهي تُدين له بالكثير، كيف لا وقد حال بينها وبين أن تقضي عمرها ندما وأسفا؛ إن هي أذعنتت للتهديد والوعيد وشاركت في واحدة من مهازل الحياة وقتذاك****، وتذكّرت اللحظة التي انكفأ عليها ابريق الشاي بعد أن اختلّ توازنها، وما رافقه من صيحات الألم وانسلاخ جلدها، لكنّ للحظة الإنقاذ تلك ذكرى نابضة تهوّن قسوة المآل. (1)بعض الظواهر التي أفرزتها تسعينيات الخوف والجوع* الأسواق المركزية أيام الحصار.** بيع بقايا الخبز اليابس والأشياء العتيقة.*** إحدى ضحايا انفجار ملجأ العامرية.**** مسيرات مؤيدة لحرب أتت على الأخضر واليابس. ......
#أشقاها
#ذاكرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698604
الحوار المتمدن
ابتسام الحاج زكي - ما أشقاها من ذاكرة!