الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
شريف حتاتة : الطيور الملونة وهرم خوفو
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة ----------------------------------------------عندما كنت طفلا عشت لمدة خمس سنوات فى حى من أحياء لندن . كان أغلب سكان هذا الحى ينتمون إلى الفئات الدنيا من الطبقة الوسطى . لم يكونوا من الفقراء ، ولكن كان دخلهم محدودا . عندما أمشى ناحية الشمال كنت أجد نفسى سائرا بين بيوت الأثرياء ، وسط حداق يلعب فيها أبناؤهم وبناتهم . تعرفت على بعضهم ، ولكن بعد قليل أصبحت أتفادى الاختلاط بهم . كانوا يتعاملون معى بإستعلاء لأننى أفقر منهم ، ولأن أبى ليس إنجليزيا ، وإنما رجل جاء من تلك البلاد تسمى بالمستعمرات البريطانية . كنت أفضل اجتياز حدود الحر فى اتجاه الشرق . فالصبية والبنات فى هذا الحى المجاور لنا كانوا ينتمون إلى أسر فقيرة نسبيا . وكان هذا يشعرنى بنوع من التميز . كما كانوا يتصرفون معى بتلقائية قد تصل إلى حد الخشونة . ولكننى كنت أفضل هذه المعاملة عن الاحتقار البارد ، والأدب المتعالى اللذين تجيدها الأسر الإنجليزية الثرية . وكانوا يخترعون ألعابا فيها جرأة واقتحام ، اكتشفت معها أن الحياة فيها مغامرات ، وأشياء مثيرة ، وأن عالما جديدا يتفتح أمام عينى . كانت أمى تحذرنى من الاختلاط بهم ، وتشجعنى على التعلق بأبناء وبنات الأسر التى تقيم فى الجهة الشمالية. فتعودت أن أخفى عنها اتجاهى عندما أذهب لللعب مع الأطفال الآخرين . أخرج من الباب الحديدى المنخفض للحديقة المحيطة ببيتنا ، وعيناها تتبعانى من نافذة حجرة نومنا فى الدور الثانى إلى أن ينحنى الطريق ، وأختفى خلف الأشجار. هكذا تتيقن أننى لم أغير إتجاهي ناحية الشرق لألحق بالأطفال هناك. كان يوجد في هذه المنطقة ، جدول يشق المساحات الخضراء وتسبح فيها الأسماك ، وغابه تطير فيها فراشات ، وطيور من مختلف الأنواع. ومن بين الأطفال الذين كنت ألقاهم هناك كان يوجد صبى طويل القامة ، قوى البنية يكبرنا بعدة سنوات دأب على اختراع ألعابا غريبة، مثيرة لنا نحن الأطفال ، ولاتخلو من القسوة في بعض الاحيان. ومن فرط انبهارنا بجرأته وخياله الخصب ، أسلمنا له قيادنا دون صراع.كان اسمه شارلي. وكان شارلي هذا يجيد الصيد ، ونصب الفخاخ يصطاد فيها أنواعا من الطيور المنتشرة في الغابة ، فإذا نجح في اصطياد عدد من الطيور المنتمية الى نفس النوع، يختار من بينها أكبرهم حجما، ويربطه في معصمه ثم يقوم بصبغ جناحيه، ورأسه، وصدره بالألوان الزاهية . يحوله الى شيء يشبه صحبة من الزهور البرية الجميلة المختلفة الألوان . وبعد أن ينتهى من اللمسات الأخيرة يقودنا إلى عمق الغابة حيث تزداد كثافة الأشجار، ويخرج الطير من القفص الذي حبسه فيه، ويضعه بين يدى أحد الصبية، ويطلب منه ألا يدعه يطير. أحيانا يقع الدور علىّ لأقوم بما يريده . وعندئذ يطلب منى أن أضغط على صدر الطير الملون بضغطات رقيقة تجعله يزقزق ويصوصو بأعلى صوته. فتنجذب الى نداءاته عشرات الطيور المشابهة وتبدأ في التحليق، والدوران المتوتر فوق المكان الذي نقف فيه. فيضاعف الطير الحبيس بين يدي من حدة الأصوات التي يطلقها ، كأنه يطلب منها أن تنقذه . أحس بقلبه الصغير يدق بعنف في الصدر الدافيء المزخرف بالألوان الزاهية. عندما يتجمع عدد كاف من الطيور في بقعة السماء المطلة علينا ، يشير إل&#1740ّ شارلي بإطلاق سراحه من بين يدى ، فينطلق فرحا مسرورا بالحرية عادت إليه . ألمحة صاعدا فوق الأشجار كالسهم الملون، يشبه قطعة من قوس قزح فوق السماء تغطيها السحب الرمادية ، ليلقي بنفسه داخل سرب الطيور البنية اللون . لمدة لحظات يصيب الطيور المحلقة حوله ، حالة من الاضطراب كأنها لا تدرك ما الذي يمكن أن تفعله بهذا الوافد الغريب. أما ......
#الطيور
#الملونة
#وهرم
#خوفو

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765006