الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
صلاح زنكنه : حلول الولادت ومسخها
#الحوار_المتمدن
#صلاح_زنكنه هناك ثلاث (حلولات) في الخطــاب العرفاني العربـي، حلـول روح إنسان في إنسان آخـر ويسمى بالنسخ، وحلولـهـا فـي حـيـوان ويعرف بالفسخ، وحلولـها في جماد ويدعى بالرسخ، أما المسـخ فهو تحول الإنسان ومسخه الـي كيان آخر غير إنسـاني، كمـا نلمس ذلـك جليـا فـي ملحمـة الشــاعر أوفيـد (مسخ الكائنـات) وتحول شخصية (غريغوري ساما) الـى صرصـار في رواية (المسخ ) لفرانز كافكا. وفي قصص القاص مشتاق عبد الهادي ضمن مجموعته البكـر (ولادات) تتضافر الشخوص الجماديـة (حبـل, برميل، بندقية، شجرة، وردة ) في طرح اشكالياتها الإنسانية متفـردة بزمام القص (الحكـي) ومنفـردة بثيمتها (الحكايـة) متخـذة مـن الضمير المتكلم (أنا) لسان حالها في سرد الوقائع والأحداث. فالحبل بشعر بالزهو (وفــي ذروة نشاطي لقبت بأرجوحــة الأبطال) كونه سفير الموت يقبض بجسده المتين على أرواح آلاف الأجساد, وحيــن ينهد قوامـه وتتساقط شعيرات عضلاته, يرمونه على المزبلة لينخر البرد عظامـه, وتتوهج بداخلـه رغبـة الانتقـام, ويغمره السرور حين ينتشله رجـل عجوز، لكن سروره يتبخر، لأنه صار مسؤولا عن تقييد رقبة حمار بذيء ص 18 والبرميل في قصة (برميلان) لـه هموم ومعاناة ومشـاكل شـتى, فهو يحب ويكره ويغـار ويبعـث الرسائل إلى ابنـة عمـه (خزانـة النقـود) والبندقيـة فـي قصـة (البندقية) تحس بنشوة حالمة كلما داعبها مالكها (وتشعر بالغيرة من عشيقته) ويعتصرهـا رعب مميت حين يبيعها، بل أنها تناجيه وتحاوره (حقاً .. أشكرك جــداً) ص 25والشجرة في قصـة (ولادات) تشكو حظها العاثر الـذي جعلـها تحويلـة مؤقتـة دون أن يمنحوا كلماتها أدنى انتباه، وهـي بكماء تصـرخ وسـط عوالمـها اللا ناطقة عن الزمان الذي يسير على فضائل الاخطــاء, بـل هـي تضرب عن الطعـام والشـراب عسى أن تموت, وتمـوت السرطانات على جسدها ص 10 والزهرة البنفسجية الرائعـة فـي قصة (وردتان لشـاعر مجـهول) تنقض على أصابع الفتاة وتغـرس أشواكها في كفها، وتكتشف الفتـاة أن للـ (زهرة عينين بشـريتين وأنيابـاً مرعبة) وأن الزهـرة (تبتسـم بخبث وتمتـص دمـائهـا بـهدوء) ص 23 ولنـا أن نتلمـس صـور (المسوخات) في أكثر من قصـة، مثل الخلايا السرطانية أو الكريات اللحمية التي تنمــو علـى جـذع الشجرة وتتحول الى أجساد بشرية عارية كما في قصة (ولادات) وتحـول الزوجة المرعوبة الى غزالة, والطفل الى فراشة ملونة كما في قصة (أمنيات مخربة) وتحول العاشـق إلى مصاص دماء والعشيقة الـى فزاعة كما في قصة (فزاعة) وتحول فم الحبيبة الـى بـئر عميقـة ودهليز يبتلع كـل مـن الشـاعر والشـرطي والطبيب كما في قصة(قبلة)وتحول الزوج والزوجة والنـاس الى هيـاكل عظميـة كما فـي قصـة (موتى) وتحول العاشق المنتظـر الى شجرة وارفة الظلال كما في قصة (إيثار) هذه المشاهد الغرائبية التي تكتـظ بها قصص القاص مشتاق, الذي لم ينج من سطوة تجارب قصاصين آخرين، لا تسندها رؤيـة فلسـفية معينـة أو معالجـة موضوعية منطقية علـى صعيـد الفعل القصصي, وافتقـاره لعنصـر الاقنـاع، فمـهمـا كـان القـاص أي قـاص ذا منحى فنطازي وأجـواء سـوريالية عليه أن يقنـع متلقيـه بحقيقـة (واقعية) ما يحدث وإلا فقد نصـه صدقيته وتواصله وبطل جـدواه. ويبقـى السؤال الملحاح (لماذا نكتـب ؟) قائماً وذا أهمية قصـوى إذ لابـد للكاتب أن يقول شيئا فـى طـيـات نصه, يبث خطاباً، يصنع معنى، يرسخ موقفـاً، ولابـد للقصـة (النص) أن تكـون ذات فحـوى، ذات جدوى، تحفز المخيلة وتؤلب الذاكرة وتثير الأسئلة وقد حاول القاص عـبـر قصـص مجموعته وبنية صادقة أن يغـاير النمط ......
#حلول
#الولادت
#ومسخها

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=739125