الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رباب سرحان : -نوّار العِلت- والتّوق إلى تحقّق الحلم
#الحوار_المتمدن
#رباب_سرحان د. رباب سِرحان (الرّامة)(نصّ المداخلة التي أُلقيت في نادي حيفا الثّقافي بتاريخ 11.11.2021، في أمسية الكاتب محمّد علي طه). رواية "نوّار العلت" هي الإصدار الأخير للأديب محمّد علي طه الذي بدأ مشواره الأدبيّ الإبداعيّ في كتابة القصّة القصيرة في أواخر الخمسينات من القرن العشرين. وهو يُعتبر من أبرز كُتّاب القصّة القصيرة المحلّيّة وأحد أهمّ أعلامها. و"نوّار العلت" هي الرّواية الثّانية بعد روايته الأولى "سيرة بني بلّوط" التي صدرت عام 2004. عنوان الرّواية يُبدع الأديب محمد علي طه مرّة أخرى في اختيار عنوان إصداره الجديد. فبعد أن سحَرَنا بعنوان سيرته الذاتيّة "نوم الغزلان"، يأتي "نوّار العلت" ليُثير في القارئ هذا الشّعور الجميل والحنين الدّافق، فيأخُذُه إلى الماضي الجميل ويشدّه إلى الأرض والجذور ورائحة التّراب والأصالة والطّبيعة الجميلة النقيّة. علمًا أنّ الكاتب لم يخلق هذا العنوان أو يؤلّفه، كذلك عنوان سيرته الذّاتيّة "نوم الغزلان"؛ فنوّار العلت/زهرة العلت يعرفه الجميع ومصطلح "نوم الغزلان" كذلك معروف لدى الجميع، ولكن، إبداع محمّد علي طه في السّياق الذي يورد فيه العنوان وفي الدّلالة التي تنبثق عن ذلك، ومن ثمّ التّأثير العميق الذي يُحدثه على القارئ. ففي الوقت الذي يرسم العنوان "نوّار العلت" أفق توقّعاتنا ويحدّدها في الجانب العربيّ الفلسطينيّ، سرعان ما يكسر الكاتب هذه التوقّعات حين يكتشف القارئ أنّ "نوّار العلت" ورد في الرّواية كتشبيه لعينيّ فتاة يهوديّة. وكان محمّد علي طه قد فعل ذلك في عنوان سيرته الذاتيّة "نوم الغزلان"، حين حوّل مشاعر القارئ الإيجابيّة التي أوحى بها العنوان إلى مشاعر حزن وألم وهو يُخبره بقصّة والده وأرضه في مشهد مؤلم وموجع. إذًا، "نوّار العلت" جاء في الرّواية في سياق تشبيه عينيّ الفتاة اليهوديّة الزرقاوتين به؟ وممّن؟ من امرأة فلسطينيّة تهجّرت عائلتها وقت النّكبة، هذه المرأة انفعلت من لون عينيّ يافا الأزرق. بدون شكّ، الكاتب وُفّق في اختيار عنوان روايته، فهو يحمل عنصر المفارقة والمفاجأة ويُضفي على النّصّ أبعادًا دلاليّة ورمزيّة من شأنها أن تُحدث أثرًا أعمق في نفس القارئ. ففاطمة التي هُجّرت عائلتها من الطنطورة وهُدّم بيتها وصادرت الحكومة أرضَها، تملك كلّ أسباب العالم لأن تكره الآخر- العدوّ، وأن تغضب عليه وترفضه، ولكن، نجدها تستقبل يافا بكلّ حبّ وترحاب وتضمّها إلى صدرها وتقبّل وجنتيها وتقول لها: "شو هالحلاوة؟ عيناك مثل نوّار العلت". تُشبّه عينيها بشيء متّصل إلى درجة كبيرة بكوننا عربًا، بتراثنا، بطعامنا. وما يريد أن يبيّنه الكاتب هنا إنّ الإنسان الفلسطينيّ رغم المعاناة القاسية إلّا أنّه لا يسمح لمشاعر الكره والحقد على الآخر أن تسيطر عليه، بل يبقى منفتحًا تجاهه ومستعدًّا لسماعه وللتّحاور معه. ومن الجدير ذكره، أنّ تقبّل الآخر ليس بالأمر السّهل. وعليه، فإنّ شخصيّة فاطمة تحمل بعدًا عميقًا جدًّا، ذلك لانّ تقبّل الآخر يحتاج إلى قدرة عند الشخص وإلى مستوى عالٍ وعميق من الفهم، وليس كلّ شخص لديه هذه القدرة! ومحمّد علي طه يتعامل مع القضيّة بهذا الشكل. هو لا ينفي الآخر ولا يجرّده من الإنسانيّة لأنّه عدوّ. هو يعرف ويعي خطورة سيطرة مشاعر الكراهية علينا، لأنّ الكره يقود إلى العمى والعمى يوقعنا في الخطأ. وهذا تحذير منه ونصيحة لنا وللأجيال القادمة. أن نتعامل مع الآخر، حتى لو كان عدوًّا، كإنسان، وإذا رأينا فيه صفات جيّدة يجب أن نعترف بها ونذكرها. هذا يدلّ على توجّه الكاتب المعتدل، عدم التحيّز الأعمى وعدم التطرّف في الموقف وتوقه إلى العيش ب ......
#-نوّار
#العِلت-
#والتّوق
#تحقّق
#الحلم

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738285