الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
كاظم حسن سعيد : الشاي و منديل ابو الحيلين قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#كاظم_حسن_سعيد كان يستقر على بساط برتقالي مزخرف من الصوف ينحني جسده مستندا بعكس يده اليسرى على وسادتين بلونين مختلفين .. وهو يرتدي دشداشة رصاصية بلون سترته .. ويغطي راسه بكوفية بيضاء زخرفت بمثلثات من خيوط سود تتلاصق من اضلعها ويتوج راسه بعقال مكورا عباءته الجوزية خلف ظهره ...خمسة ازرار على طرف ردنه .. كانت البشرة عميقة السمرة الا ان انفه الافطس ينسبه الى جذر زنجي ..صلبت وجهه الالام والفاقة والخيبات .. انه يمسك قدح الشاي ..يقربه لفمه ويطيل فيه النظر قبل ان يرتشف ملتذا متسلطنا .. ثم يبعده قليلا ويرتشف ثانية مطلقا صوتا مع كل رشفة .. فيما يسند كفه الايسر ساعده الايمن المشعر , نابضة عروقه .. ما الذي يرى في القدح .. ام انها نشوة الشعور بطعم الشاي .. ربما عملوه على حطب او فحم وخدر على مهل ..انه ينتسب لتلك الايام الخوالي قبل ان يستبدلوا الاستكانة بكوب الشاي الزجاج الذي عودهم عليه المصريون وربما لمكعبات السكر الصغيرة.. ربما رأى صورة الزعيم عبد الكريم قاسم عليها او على قدحها الفرفوري .. او ان الاهزوجة ترن باعماق ذاكرته ( يا محله الشاي لو رنت الخاشوكة ).. كان جواره قرب ركبته باكيت سجائر .. يظهر انه حلق ذقنه بعناية دون ان يصبغ شاربيه فظهر شيب بين شعرات سود .. حين افرغ القدح رمى بقاياه في القعر لحظتها صدم كأس زجاج فأطار قطعة من اعلاه .. فرن .. نظره بوجوم ثم القى نظرة حزينة محدقا بمن او بما امامه .. عيونه الصغيرة العميقة توحي بطرافته .. بشيء من المكر البسيط ..وقد تهيؤك للضحك قبل اية كلمة او حركة منه .(لـئـن كــان غـيــري بالـمـدامـة مـولـعـاً فـقــد ولـعــت نـفـسـي بـشــاي مـعـطـرٍإذا صـب فـي كـأس الـزجـاج حسبـتـه مذاب عقيـق صـب فـي كـأس جوهـرِبـــه أحـتـسـي شـهــداً وراحـــاً وســكــراً وأنـشـق مـنــه عـبــق مـســك وعـنـبـرِيغيب شعور المـرء فـي كُـؤُسِ الطـلا ويصحو بكأس الشـاي عقـل المفكـركأني إذا ما أسفر الصبح ميتٌ..وإن أرتشف كأساً من الشاي احشر)..ربما انتهى الان من اكل سمك مشوي على حطب وثلاثة رؤوس بصل ..او تذكر لحظات العيد ايام مراهقته : يتخلى عن جلته وينضم الى ثلاثة من الشبان السود , ويمسك طبلته وهو يدير الدولاب هازجا :( يا بو الماطور خرّبت النساوين ) وهو يهز عجيزته بمهارة ..ما حطن شكر من اشرب الشاييمر رسمك عليه وكلشي يحله!طالما تقلد منديل خنجره المعقوف متلثما بكوفية متنقلا بين اشباح النخيل والقناطر والانهار الغاصة بالسمك غير ملتفت لضجة الكلاب خلفه ..(بيك ونيك ) كان شعاره الاوحد ..يثمله نقر الدفوف ونكهة الطبول .. تعرف منديل على مرهون الاسود ..وعمره سبعة عشر عاما ..كلاهما حمال في سوق الخضارة حتى الظهر.. دشداشة وجلة وحفاة . .. بعدها معا امسيات الخمرة .. العرق اللاذع يشربانه بعلب السمن وقصعات الجيش , مزتهم حبوب الرمان او اوراق السدر .. حفلات الغجر في الاعراس...زار القمار في ظل خصاص القصب , الخدمة العسكرية في ربايا الشمال .. شارع بشار لذبح الشهوة ..دفعهم السكر في ليلة كالحة الى بستان جوهرقرب مرقد ابو الجوزي ..استقلا زورقا تركه صاحبه جوار ضفة نهر .. وجذفا وعادا بجلتين من رطب البرحي ..عرفه مرهون على ابو فارع الوسخ الخمار في احد الارياف ..وقضوا ليالي خمرية في منزله القمامة تحت السعف في اللحظات المقمرة ورأى مرهون ان زوجة ابو فارع لا تتحرج منهم , تقدم لهم رمانا ولبنا ممزوجا بثوم او ليمون.. وهي تبتسم و تفر الردفين مستعرضة ..بشرتها اقرب للسواد الفاتح وشفتاها غليضتان ...ام ......
#الشاي
#منديل
#الحيلين
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767434