الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فاطمة ناعوت : سمير الاسكندراني … وأبي
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت من مفارقات القدر العجيبة، أن يرحل "أبي الروحي" الفنان الجميل "سمير الاسكندراني" في نفس يوم ذكرى رحيل أبي الحقيقي؛ فيتحوّلُ وجعُ اليومِ إلى وجعين، وأفقدُ أبي في اليوم ذاته، مرتين. في 13 أغسطس من كلّ عام أتذكّرُ يومَ رحيل أبي المتصوّف الجميل الذي علّمني أن حبَّ الله رهينٌ بحبّ جميع خلق الله. وأن الرحمةَ دلالةُ القوة والبأس، وأن الانتصارَ لحقّ المظلوم آيةٌ من آياتِ الله العليا. وفي اليوم ذاته من العام الماضي فقدتُ وفقدت مصرُ "سمير الاسكندراني" الذي كان بمثابة أبي الروحيّ، تعلّمتُ منه أن الإنسانَ كلما نضج فكريًّا وروحيًّا صار أكثر رهافةً وقدرة على الحبِّ والتسامح والعلوّ. الفنان المتصوف الجميل، وصاحب إحدى أعظم الحناجر في هذا الكون. "ثعلب المخابرات المصرية" الذي شدا في حبِّ مصر بخمس لغات: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، اليونانية، مازجًا النغمَ الشرقي بالغربي في ضفيرة أنيقة، بحنجرة عزَّ نظيرُها؛ فكان المطربَ والكورالَ والمؤلف الموسيقي والموزّع، في آن. كان جبلا هائلا من المواهب والعبقريات. وإلى جوار تلك المنح الإلهية، كان فارسًا وطنيًّا يعشقُ مصرَ ويفتديها بالعزيز الأكرم. لهذا رثته المخابراتُ المصرية المحترمة في جريدة "الأهرام" بكلمات خالدة: “...الفنان سمير الاسكندراني الذي قدّم لوطنه خدماتٍ جليلةً جعلت منه نموذجًا فريدًا في الجمع بين الفنّ الهادف الذي عرفه به المصريون، وبين البطولة والتضحية من أجل الوطن.” كانت وصيتُه أن يُصلَّى عليه في محراب "مسجد وضريح السيدة نفيسة" رضي الُله عنها. فقد كان لنفيسة العلم، كريمة الدارين، حفيدة الرسول، عاشقةِ مصرَ والمصريين، مكانٌ ومكانة في قلبه، مثلما في قلوب جموع المصريين. قُبيل الصلاة عليه، وقفتُ أمام نعشه أقرأ الفاتحة وبعضًا من كلماتٍ تطمئنُ بها القلوب، أنهيتُها بسورة "الفجر": "يا أيتُها النفسُ المطمئنة ارجعي إلى ربِّكِ راضيةً مرضية، فادخلي في عبادي وادخُلي جنتي"، ثم غلبني البكاءُ؛ فانزويتُ في ركنٍ قصيّ؛ لئلا يرى الناسُ دموعي. فإذا بصوته يشدو: “يا غُصنَ نقَا مُكلّلاً بالذهبِ، أفديكَ من الردَى بأمّي وأبي." جفلتُ، ونظرتُ إلى نعشِه فإذا الجثمانُ الطيّبُ مُسجًّى في كفنه الناصع. جاء صوتُه الشجيُّ من هاتفي. لأن أغنياتِه هي نغماتُ رنيني الدائم منذ سنواتٍ. أتذّكره الآن جالسًا جواري على منصّة صالوني الثقافي في "مكتبة مصر الجديدة"، لحظةَ تكريمه، وإعلاني اسمَ النجم المثقف "سمير الاسكندراني" الأبَ الروحي للصالون. فإذا بهاتفه يرنُّ بنغمة موسيقية عادية! اندهشتُ وقلتُ له مستنكرةً: (إيه النغمة دي يا أستاذ سمير؟! اسمع نغمتي أنا بقى؟) فإذا بهاتفي يرنُّ بإحدى أغنياته. فضحكَ وقال بصوته العميق الآسر: (يا بختي!) هكذا كان عذبًا ورقيقًا ومتواضعًا، ومُحبًّا للجميع. لحظةَ إعلاني خبرَ رحيله للصحف والقنوات، اشتعلت صفحاتي وهاتفي بعشرات الآلاف من الرسائل والتعليقات في مظاهرة حُبٍّ ممن عشقوه مطربًا فريدًا، وبطلا قوميًّا عرّض نفسه للتهلكة وتحدّى جهاز الموساد الصهيوني من أجل مصر، وهو بعدُ طالبٌ في كلية الفنون الجميلة. حاولتْ إسرائيلُ تجنيدَه جاسوسًا على مصر مقابل ثروة ضخمة من المال والمغانم، فداسها بحذائه وأخبر الرئيسَ جمال عبد الناصر. وصدر قرارُ جهاز المخابرات المصرية بأن يتجاوب مع الموساد ويجاريه؛ لكي نُحبِط أعمال الصهاينة. وبالفعل، استطاع "سمير الاسكندراني" بذكائه وثقافته ووطنيته أن يصفع الموسادَ صفعةً تاريخية لا تُنسى. فكرّمه الرئيسُ جمال، في ستينيات القرن الماضي، ومنحه لقب: “ثعلب المخابرات المصرية". وصنع بهذا نموذجًا لل ......
#سمير
#الاسكندراني
#وأبي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729304