الحوار المتمدن
3.14K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جلال الاسدي : الحجية أم فاضل … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي فاضل .. من الآخر كما يقولون .. سكير ( أگشر ) لا يمنعه من تناول ربع العرق كل يوم شيئاً أو أحداً .. مهما عظمت مراتبه ، ومهما علا شأنه .. أما موعد تناوله ، والطريقة وشكل الجلسة ونوع النديم .. إن جازف احد وشارك فاضل سهرته وتحمل ثرثرته وقبح صوته ، وهو يغني الغناء الريفي الحزين .. كل هذه الطقوس يعتبرها فاضل من المقدسات التي لا يجوز القفز فوقها او التلاعب بها .. كتأجيلها مثلاً او تقديمها او تأخيرها أو إلغائها لا سمح الله ، وهذا لا يمكن ان يحدث الا في الظروف الاستثنائية فوق العادة والنادرة جداً جداً .. !لا يخلو بيت في ذلك الزمان من متعاطٍ للعرق الا فيما ندر ، تجمع ربات البيوت الارباع الفارغة ، وتبيعها على أُناس يتجولون في الشوارع لشراءها ، وهو ما تفعله زوجة فاضل بين فترة وأخرى ! يعيش فاضل وزوجته بدون اطفال رغم مرور سنوات على زواجهم .. يلقبونه بأبو غايب وزوجته بأم غايب وتسكن أمه معهم ، وهي امرأة مسنة تعيش على هامش الحياة بانتظار الرحيل .. !عند الانتهاء من العمل ، ولكي يلفظ عناء يوم عمل شاق يتناول فاضل على السريع ربع العرق الذي جهزه مسبقاً ، فيأخذ منه رشفة أو أثنين ليطفئ مؤقتاً اللظى المشتعل في داخله ، وليخرج شيئا من تعب اليوم قبل ان تبدء السهرة في المساء ، خاصة اذا كان على موعد مع صديق عزيز ، وعندها يتحول فاضل من عامل بسيط أمي بالكاد يفك الخط الى شاعر ، وأحياناً الى مطرب ، واذا تناول ( پيك ) بعد الربع سيتحول الى أديب وأديب كبير ، يظل يتكلم شروي غروي لا تمسك لكلامه بداية ولا نهاية .. الخلاصة كانت الحياة عبارة عن كوميديا سوداء ، مضحكة مبكية ، والناس عموماً يحملون قلوباً صافية نظيفة بين أضلاعهم !اما الحجية أم فاضل بطلة قصتنا هذه ، فهي في شغل شاغل عن العالم المحيط بها بسبب معاناتها المزمنة التي لا تنتهي مع الامساك - مرض الفقراء - فهو عدوها اللدود الذي سيقضي عليها كما تقول وتولول كل يوم ، فكانت تسحب نفسها مضطرة بين فترة وأخرى الى المستوصف القريب .. في زمن كان فيه دواء واحد لعلاج كل الامراض مهما كانت مستعصية ، ولا يحتاج من الطبيب الى كشف او معاينة او أي جهد آخر .. !على طول بمجرد ما ينظر اليك الطبيب من بعيد هذا ان نظر اليك ، وانت واقف قرب الباب ، وقبل ان يسألك عن علتك يكتب لك الدواء المعجزة ( المسهل ) .. فالمعدة كما يقولون هي بيت الداء ، والامساك هو المرض الاكثر شيوعاً بين الفقراء لسبب بسيط انهم لا يعرفون للفاكهة ، وغيرها من ملينات الامعاء الغالية الثمن طريقاً .. ومن أين لهم المساكين بالفاكهة ، وهم بالكاد يوفرون ضروريات المائدة الأساسية من تمن ومرق وخبز .. المهم .. !كانت العادة السائدة آنذاك ان يطلب الصيدلي الحكومي من المريض دون ان يكلف نفسه قراءة الوصفة لانه يعرفها مسبقاً قنينة ربع عرق فارغة تُباع عند مدخل المستوصف بعشرة فلوس ، يملؤها له بالدواء الساحر ( المسهل ) قاهر الامساك ومسلك الامعاء وسباكها ، وبمجرد ما يأخذ الواحد منه رشفة أو أثنين ستفتح أمعائه أبوابها على مصراعيها ، وتنزل جميع القاذورات فيشعر بالراحة المؤقتة !عادت الحجية ام فاضل وهي تحمل ( ربع المسهل ) .. ثم تلفه في كيس وتضعه فوق الدولاب ، وتذهب الى النوم دون ان تشعر انها قد وضعته بجنب ( ربع العرق ) المخصص لسهرة فاضل المسائية ، وبعد سويعات قليلة تستيقظ المسكينة على ثقل لا يحتمل في امعائها يكاد يشل كل اطرافها ، وصداع شديد لا يطاق يكاد يحطم جمجمتها ، تمد يدها الى الدواء وبدلاً من ان تقع يدها على ربع المسهل تقع لسوء الحظ على ربع العرق ! وتبدء عندها الحكاية :تفتح الحجية القن ......
#الحجية
#فاضل
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722249