نوال السعداوي : الفساد الجنسى للرجال واحد رغم اختلاف الانتماء السياسى والدينى والفكرى
#الحوار_المتمدن
#نوال_السعداوي يا منْ تحاولون إعادة الزمن إلى الوراء، إلى ما قبل الثورات فى بلادنا والعالم، إلى ما قبل الوعى الجماعى بالظلم والفساد والاستبداد فى العائلة والدولة، لن تنجحوا فى مهمتكم الممولة محليا وعالميا. الطريق، حتى يضىء، يكفيه مصباح واحد، والسيمفونية المكتملة، بعد الجملة الموسيقية الأولى، تتدفق كالنهر.يترابط الكل من قمة الرأس إلى قاع القدمين، من العالمى إلى الإقليمى إلى القومى إلى المحلى إلى العائلى إلى الفردى، من الاقتصادى الدولى إلى الجنسى الشخصى فى الفراش، من خيانة دولة عظمى لمبادئ دستورها وقيم الإنسانية لتغزو دولة غنية الموارد والبترول، مدعمة إسرائيل فى احتلالها وقتلها وضم المزيد من الأراضى المغتصبة، من تلاعب رجال الدين والفقهاء والمشايخ لترسيخ الذكورية والقهر والتبعية، من تحويل السياسة والأخلاق إلى بورصة نهب وصناعة الفتن، من خيانة أرواح القتلى بالآلاف فى ميدان التحرير تحت اسم التسامح والمصالحة والمراجعات ولم الشمل الممزق.مازلت أذكر خيانة رئيس صندوق النقد لشريكة حياته، وإخلاصه لشركاء السوق. لم يفقد الرجل الاحترام بين الذكور رغم موت ضميره الإنسانى، مثله مثل الكثيرين من الرجال الناجحين من أهل السياسة والأدب والفن والإعلام والمال، يسرقون و«يهبهبون» بالورقة والقلم وعلى الشاشات بالحسابات الدقيقة المضبوطة فى ظل القانون، وهم ينتهكون أجساد وعقول ومصائر النساء بالقانون، دون عقاب ودون حساب أو حتى مساءلة أو عتاب. حصار من أزيار «جمع زير» النساء، يسيل لعابهم أمام الخادمات والسكرتيرات من عمر بناتهم وحفيداتهم، ويغذى هذا الفساد الأخلاقى روايات وأفلام وبرامج وأغنيات تنهمر علينا ليل نهار. والفساد الدولى والفساد الشخصى، مترابطان بأحكام لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، وكل منهما وقود يشعل الآخر.أغلب الذكور فى بلادنا، وفى العالم، لا يفصلون بين نصفه الأعلى ونصفه الأسفل، بين شهوته للسُلطة والمال وشهوته للنساء وملذات الدنيا والآخرة. هذا الفصل مستحيل، مثل استحالة الفصل بين الدين والدولة. لم تنجح الأديان، جميعها، فى كبح شهوات الرجال. يسقط أغلب الرجال أخلاقيا من كل الأديان والأجناس والأعراق والأحزاب. وقد أثبت التاريخ أن الفساد الجنسى للرجال لا علاقة له بالانتماء السياسى أو بالانتماء الدينى أو الانتماء الأيديولوجى. وهذا الفساد ليس مسألة هرمونية ذكورية بيولوجية تتعلق بالجينات. هو قانون سياسى طبقى ذكورى دينى عسكرى، مزدوج، يرفع الحاكم على المحكوم، ويرفع الرجل على المرأة، ويرفع الأثرياء على الفقراء، ويرفع الدول الكبرى على الدول الأصغر. القانون الأخلاقى غير أخلاقى. يتبع السياسى الاقتصادى العقائدى، وهو أساس التربية والتعليم فى البيوت والمدارس والجامعات والمعاهد والأحزاب والبرلمان. يتمتع الحاكم فى ظل هذا القانون بالحصانة السياسية وإن قتل ونهب وظلم. ويتمتع الأب والزوج بالحصانة الأخلاقية والعرفية الثقافية المجتمعية وإن فسق، وقهر. الأب الذى يقهر ابنته ويدمر طموحها ويمحو شخصيتها ويمسح كرامتها، يظل محترما بين الناس فى أى مكان فى العالم. يخون الزوج زوجته مرارا وتكرارا مع خادمة فى فندق، أو سكرتيرة فى مكتبه، أو مزارعة فى الحقل، أو عاملة فى مصنعه أو متجره، أو تلميذة فى مدرسة، ولا شىء ينال من احترام الناس له. على العكس، هذا يمجد فحولته الذكورية، فى حين يحتقرون ويعاقبون الخادمة أو المزارعة أو العاملة أو التلميذة، التى وقعت تحت شهوته واغتصابه وانعدام استقامته. وإن حدث وأنجبت منه، يعتبرون الطفل البرىء طفلا غير شرعى، مدنسا بخطيئة وعار الأم اللعوب التى أطاعت الشيطان، وينض ......
#الفساد
#الجنسى
#للرجال
#واحد
#اختلاف
#الانتماء
#السياسى
#والدينى
#والفكرى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679462
#الحوار_المتمدن
#نوال_السعداوي يا منْ تحاولون إعادة الزمن إلى الوراء، إلى ما قبل الثورات فى بلادنا والعالم، إلى ما قبل الوعى الجماعى بالظلم والفساد والاستبداد فى العائلة والدولة، لن تنجحوا فى مهمتكم الممولة محليا وعالميا. الطريق، حتى يضىء، يكفيه مصباح واحد، والسيمفونية المكتملة، بعد الجملة الموسيقية الأولى، تتدفق كالنهر.يترابط الكل من قمة الرأس إلى قاع القدمين، من العالمى إلى الإقليمى إلى القومى إلى المحلى إلى العائلى إلى الفردى، من الاقتصادى الدولى إلى الجنسى الشخصى فى الفراش، من خيانة دولة عظمى لمبادئ دستورها وقيم الإنسانية لتغزو دولة غنية الموارد والبترول، مدعمة إسرائيل فى احتلالها وقتلها وضم المزيد من الأراضى المغتصبة، من تلاعب رجال الدين والفقهاء والمشايخ لترسيخ الذكورية والقهر والتبعية، من تحويل السياسة والأخلاق إلى بورصة نهب وصناعة الفتن، من خيانة أرواح القتلى بالآلاف فى ميدان التحرير تحت اسم التسامح والمصالحة والمراجعات ولم الشمل الممزق.مازلت أذكر خيانة رئيس صندوق النقد لشريكة حياته، وإخلاصه لشركاء السوق. لم يفقد الرجل الاحترام بين الذكور رغم موت ضميره الإنسانى، مثله مثل الكثيرين من الرجال الناجحين من أهل السياسة والأدب والفن والإعلام والمال، يسرقون و«يهبهبون» بالورقة والقلم وعلى الشاشات بالحسابات الدقيقة المضبوطة فى ظل القانون، وهم ينتهكون أجساد وعقول ومصائر النساء بالقانون، دون عقاب ودون حساب أو حتى مساءلة أو عتاب. حصار من أزيار «جمع زير» النساء، يسيل لعابهم أمام الخادمات والسكرتيرات من عمر بناتهم وحفيداتهم، ويغذى هذا الفساد الأخلاقى روايات وأفلام وبرامج وأغنيات تنهمر علينا ليل نهار. والفساد الدولى والفساد الشخصى، مترابطان بأحكام لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، وكل منهما وقود يشعل الآخر.أغلب الذكور فى بلادنا، وفى العالم، لا يفصلون بين نصفه الأعلى ونصفه الأسفل، بين شهوته للسُلطة والمال وشهوته للنساء وملذات الدنيا والآخرة. هذا الفصل مستحيل، مثل استحالة الفصل بين الدين والدولة. لم تنجح الأديان، جميعها، فى كبح شهوات الرجال. يسقط أغلب الرجال أخلاقيا من كل الأديان والأجناس والأعراق والأحزاب. وقد أثبت التاريخ أن الفساد الجنسى للرجال لا علاقة له بالانتماء السياسى أو بالانتماء الدينى أو الانتماء الأيديولوجى. وهذا الفساد ليس مسألة هرمونية ذكورية بيولوجية تتعلق بالجينات. هو قانون سياسى طبقى ذكورى دينى عسكرى، مزدوج، يرفع الحاكم على المحكوم، ويرفع الرجل على المرأة، ويرفع الأثرياء على الفقراء، ويرفع الدول الكبرى على الدول الأصغر. القانون الأخلاقى غير أخلاقى. يتبع السياسى الاقتصادى العقائدى، وهو أساس التربية والتعليم فى البيوت والمدارس والجامعات والمعاهد والأحزاب والبرلمان. يتمتع الحاكم فى ظل هذا القانون بالحصانة السياسية وإن قتل ونهب وظلم. ويتمتع الأب والزوج بالحصانة الأخلاقية والعرفية الثقافية المجتمعية وإن فسق، وقهر. الأب الذى يقهر ابنته ويدمر طموحها ويمحو شخصيتها ويمسح كرامتها، يظل محترما بين الناس فى أى مكان فى العالم. يخون الزوج زوجته مرارا وتكرارا مع خادمة فى فندق، أو سكرتيرة فى مكتبه، أو مزارعة فى الحقل، أو عاملة فى مصنعه أو متجره، أو تلميذة فى مدرسة، ولا شىء ينال من احترام الناس له. على العكس، هذا يمجد فحولته الذكورية، فى حين يحتقرون ويعاقبون الخادمة أو المزارعة أو العاملة أو التلميذة، التى وقعت تحت شهوته واغتصابه وانعدام استقامته. وإن حدث وأنجبت منه، يعتبرون الطفل البرىء طفلا غير شرعى، مدنسا بخطيئة وعار الأم اللعوب التى أطاعت الشيطان، وينض ......
#الفساد
#الجنسى
#للرجال
#واحد
#اختلاف
#الانتماء
#السياسى
#والدينى
#والفكرى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679462
الحوار المتمدن
نوال السعداوي - الفساد الجنسى للرجال واحد رغم اختلاف الانتماء السياسى والدينى والفكرى