علي البغزاوي : صراعات لا علاقة لها بقضايا الشعب والبلاد
#الحوار_المتمدن
#علي_البغزاوي تخوض أطراف الحكم منذ مدة ليست بالقصيرة معارك ضارية استعملت فيها كل الأسلحة القانونية والسياسية والدعائية والأخلاقية. وراحت تبحث عن الدعم بأيّ ثمن بهدف الاستقواء ضد بعضها البعض. وقد غابت السياسة والمبادئ والبرامج عن هذه المعارك تاركة مكانها للاصطفافات والبحث عن التموقع. فالأحزاب المتهمة بالفساد أصبحت نظيفة اليدين في عيون الطرف المستفيد من دعمها. والخلافات السياسية التي شكلت دائما السبب الرئيسي والأهم في مجمل المعارك أسقطت ولم تعد تشكّل حاجزا أمام مساندة هذا الطرف أو ذاك ضد الطرف الآخر. المرحلة اليوم مرحلة كسر عظام وكل الأسلحة أصبحت مشروعة. هذه الصراعات قرّبت إذا المسافات وخلقت نوعا من الاستقطابات من فوق وهي تساهم بهذه الدرجة أو تلك في خلق أخرى في الأسفل. والجديد بالإضافة إلى احتدادها وتعفّنها هو خروجها للعلن وهي تلقى اليوم المتابعة من المواطن على الشاشات وعبر الإذاعات. ومن المثقفين وشباب الأحياء المهمش والأحزاب والمنظمات…الإعلام أدلى أيضا بدلوه في هذه المعارك وخصّص لها المساحات مساهمة منه في تعميق الجراح وشد انتباه الراي العام في حركة الهدف منها ثنيه عن التركيز على قضايا الفساد والتنمية والشغل والخدمات الأساسية المتدهورة وعن ضرورة اتخاذ مواقف رافضة لهذا الواقع. خبراء الاقتصاد والقانون الدستوري دخلوا بدورهم على الخط وعبروا عن وجهات نظر متباينة والمنظمات والهيئات لم تبخل بالتعبير عن موقف من هذه القضية الخلافية او تلك.البلاد برمتها أصبحت تعيش على وقع هذه الصراعات التي أصبحت حديث المواطنين في المقاهي وداخل الجلسات العائلية. البعض يستعملها للتسلية وملء الفراغ والبعض الآخر لشيطنة الجميع إيمانا منه بأنّ هذه الصراعات جاءت على حساب القضايا الأساسية للمواطن. والبعض الآخر يبحث عن الانحياز إلى هذا المعسكر أو ذاك وينتصر له ضد الآخر في سلوك يشبه سلوك جمهور الرياضة.الصراع هو صراع مواقعالجميع يدرك أنّ هذه الصراعات مدارها السيطرة على دواليب السلطة والتمكن من مؤسسات الدولة على حساب باقي الأطراف. فحركة النهضة التي تراكم عن طريق الأخونة الناعمة للمجتمع والدولة تبحث عن السيطرة على سلطات القرار بتوسيع حضورها داخل الحكومة وفي مؤسسات الدولة المختلفة وهي تشيطن وتستهدف كل من يقف في طريقها وتشغّل لأجل ذلك أبواق دعايتها وكلاب حراستها. ومن هذه الزاوية تعادي رئيس الجمهورية وكل الأحزاب التي تحاول التصدي لمشروعها داخل الحكم وخارجه.أمّا حكومة المشيشي فيحاول رئيسها شق طريقه والحفاظ على موقعه ذي الصلاحيات الواسعة في انتظار شروط تشكيل أنصار وموالين وأتباع يقع تجميعهم حول مشروع /برنامج مثلما فعل يوسف الشاهد والياس الفخفاخ، مستعينا بما يسمّى بالحزام السياسي للحكومة المتشكل من النهضة وائتلاف الكرامة وقلب تونس. وهو خيار براغماتي يبحث عن الربح السريع. المشيشي الذي جاء به قيس سعيد خيّر التعويل على الثلاثي المذكور وتنكّر لصاحب الفضل عليه، بل ذهب خطوات في تصفية الوزراء الذين عيّنهم في الحكومة وفي مقدمتهم وزير الداخلية الذي شغل رئيسا لحملة الرئيس الانتخابية.أمّا الرئيس قيس سعيد فبالإضافة إلى محاولات التضييق على المشيشي وانتظار اللحظة المناسبة لإسقاطه من منصبه فهو في صراع مفتوح من جهة أخرى مع حركة النهضة بحثا عن صلاحيات أوسع سواء من خلال التمثل داخل الحكومة أو من خلال أدوار أوسع في السياسة الخارجية وعبر المؤسسات المختلفة.تجري هذه الصراعات في ظل أزمة شاملة وعميقة تتجه بالبلاد نحو الإفلاس. وقد ساهمت في استفحالها وتعميقها وسدت الباب امام أي ......
#صراعات
#علاقة
#بقضايا
#الشعب
#والبلاد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709263
#الحوار_المتمدن
#علي_البغزاوي تخوض أطراف الحكم منذ مدة ليست بالقصيرة معارك ضارية استعملت فيها كل الأسلحة القانونية والسياسية والدعائية والأخلاقية. وراحت تبحث عن الدعم بأيّ ثمن بهدف الاستقواء ضد بعضها البعض. وقد غابت السياسة والمبادئ والبرامج عن هذه المعارك تاركة مكانها للاصطفافات والبحث عن التموقع. فالأحزاب المتهمة بالفساد أصبحت نظيفة اليدين في عيون الطرف المستفيد من دعمها. والخلافات السياسية التي شكلت دائما السبب الرئيسي والأهم في مجمل المعارك أسقطت ولم تعد تشكّل حاجزا أمام مساندة هذا الطرف أو ذاك ضد الطرف الآخر. المرحلة اليوم مرحلة كسر عظام وكل الأسلحة أصبحت مشروعة. هذه الصراعات قرّبت إذا المسافات وخلقت نوعا من الاستقطابات من فوق وهي تساهم بهذه الدرجة أو تلك في خلق أخرى في الأسفل. والجديد بالإضافة إلى احتدادها وتعفّنها هو خروجها للعلن وهي تلقى اليوم المتابعة من المواطن على الشاشات وعبر الإذاعات. ومن المثقفين وشباب الأحياء المهمش والأحزاب والمنظمات…الإعلام أدلى أيضا بدلوه في هذه المعارك وخصّص لها المساحات مساهمة منه في تعميق الجراح وشد انتباه الراي العام في حركة الهدف منها ثنيه عن التركيز على قضايا الفساد والتنمية والشغل والخدمات الأساسية المتدهورة وعن ضرورة اتخاذ مواقف رافضة لهذا الواقع. خبراء الاقتصاد والقانون الدستوري دخلوا بدورهم على الخط وعبروا عن وجهات نظر متباينة والمنظمات والهيئات لم تبخل بالتعبير عن موقف من هذه القضية الخلافية او تلك.البلاد برمتها أصبحت تعيش على وقع هذه الصراعات التي أصبحت حديث المواطنين في المقاهي وداخل الجلسات العائلية. البعض يستعملها للتسلية وملء الفراغ والبعض الآخر لشيطنة الجميع إيمانا منه بأنّ هذه الصراعات جاءت على حساب القضايا الأساسية للمواطن. والبعض الآخر يبحث عن الانحياز إلى هذا المعسكر أو ذاك وينتصر له ضد الآخر في سلوك يشبه سلوك جمهور الرياضة.الصراع هو صراع مواقعالجميع يدرك أنّ هذه الصراعات مدارها السيطرة على دواليب السلطة والتمكن من مؤسسات الدولة على حساب باقي الأطراف. فحركة النهضة التي تراكم عن طريق الأخونة الناعمة للمجتمع والدولة تبحث عن السيطرة على سلطات القرار بتوسيع حضورها داخل الحكومة وفي مؤسسات الدولة المختلفة وهي تشيطن وتستهدف كل من يقف في طريقها وتشغّل لأجل ذلك أبواق دعايتها وكلاب حراستها. ومن هذه الزاوية تعادي رئيس الجمهورية وكل الأحزاب التي تحاول التصدي لمشروعها داخل الحكم وخارجه.أمّا حكومة المشيشي فيحاول رئيسها شق طريقه والحفاظ على موقعه ذي الصلاحيات الواسعة في انتظار شروط تشكيل أنصار وموالين وأتباع يقع تجميعهم حول مشروع /برنامج مثلما فعل يوسف الشاهد والياس الفخفاخ، مستعينا بما يسمّى بالحزام السياسي للحكومة المتشكل من النهضة وائتلاف الكرامة وقلب تونس. وهو خيار براغماتي يبحث عن الربح السريع. المشيشي الذي جاء به قيس سعيد خيّر التعويل على الثلاثي المذكور وتنكّر لصاحب الفضل عليه، بل ذهب خطوات في تصفية الوزراء الذين عيّنهم في الحكومة وفي مقدمتهم وزير الداخلية الذي شغل رئيسا لحملة الرئيس الانتخابية.أمّا الرئيس قيس سعيد فبالإضافة إلى محاولات التضييق على المشيشي وانتظار اللحظة المناسبة لإسقاطه من منصبه فهو في صراع مفتوح من جهة أخرى مع حركة النهضة بحثا عن صلاحيات أوسع سواء من خلال التمثل داخل الحكومة أو من خلال أدوار أوسع في السياسة الخارجية وعبر المؤسسات المختلفة.تجري هذه الصراعات في ظل أزمة شاملة وعميقة تتجه بالبلاد نحو الإفلاس. وقد ساهمت في استفحالها وتعميقها وسدت الباب امام أي ......
#صراعات
#علاقة
#بقضايا
#الشعب
#والبلاد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709263
الحوار المتمدن
علي البغزاوي - صراعات لا علاقة لها بقضايا الشعب والبلاد
سعد محمد مهدي غلام : وجهك والبلاد*
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_مهدي_غلام اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى إبراهيم ناجيوجدت في وجهك كل الوجوه ولم أجد وجهك في كل الوجوه كما بلادي وجدت فيها كل البلدانولم أجدها في كل البلدان وجهك كان البلاد وكان البلدان ولم تك البلاد وجهك ولا البلدان الأمس البعيد وجهك والبلاد كتاب تاريخ مصورًا كانالحاضر الراهن وجهك والبلاد واجهة زجاج مهشمة لمتحف مهجورالغد وجهك والبلادطلل عَفا ولا من يقول:*أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الطَلَلُ البالي* ......
#وجهك
#والبلاد*
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738370
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_مهدي_غلام اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى إبراهيم ناجيوجدت في وجهك كل الوجوه ولم أجد وجهك في كل الوجوه كما بلادي وجدت فيها كل البلدانولم أجدها في كل البلدان وجهك كان البلاد وكان البلدان ولم تك البلاد وجهك ولا البلدان الأمس البعيد وجهك والبلاد كتاب تاريخ مصورًا كانالحاضر الراهن وجهك والبلاد واجهة زجاج مهشمة لمتحف مهجورالغد وجهك والبلادطلل عَفا ولا من يقول:*أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الطَلَلُ البالي* ......
#وجهك
#والبلاد*
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738370
الحوار المتمدن
سعد محمد مهدي غلام - وجهك والبلاد*
عماد عبد اللطيف سالم : العارفونَ والكلاب والأباطرة والبلاد
#الحوار_المتمدن
#عماد_عبد_اللطيف_سالم أراد "العارفونَ" المشاركةَ في حكم البلدِ، فأرسلوا أربعةَ رُسلٍ منهم:الأوّل إلى "الإمبراطور"، لإقناعهِ بأن يرتدي شيئاً يُغطّي عُريَهُ أمامَ "الرعيّة".الثاني إلى الجيش، للحديث عن الثورة.الثالث إلى الشرطة، للحديث عن الحريّة.الرابع الى البرلمان، للحديث عن الحقيقة.وذهب الباقونَ، كلّهُم، إلى الناس، للحديثِ عن العقل.يُقالُ أنّ الإمبراطورَ قد قامَ بقتلِ أوّلَ الرُسُل.وأنّ الجيش قد سلّمَ ثاني الرُسُلَ إلى الإمبراطور.وأنّ الشرطةَ غيّبَت ثالث الرُسُلِ، ولم تُسَلّمُهُ لأحد.وأنّ البرلمانَ أشترى رابعَ الرُسُلِ، وأهداهُ إلى الإمبراطور.وأنّ الناس رفضَت الإستماعَ إلى الرُسُلَ الآخرين، فماتَوا من شدّةِ الخيبة.وهكذا قرّر"العارِفونَ"، منذُ ذلكَ الحين، أن لا يكونوا "عارفين".وأن يَذهبوا ليناموا في "كهوفٍ" بعيدةٍ عن "المُلوكِ" والناس.وأنّهُم حين أرادوا أخيراً، إقناعَ ولو "كلبٍ" واحدٍ بصُحبَتِهِم هناك..لم يَقبَل بصُحبَتِهم من "كلابِ" البلادِ أحد. ......
#العارفونَ
#والكلاب
#والأباطرة
#والبلاد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753206
#الحوار_المتمدن
#عماد_عبد_اللطيف_سالم أراد "العارفونَ" المشاركةَ في حكم البلدِ، فأرسلوا أربعةَ رُسلٍ منهم:الأوّل إلى "الإمبراطور"، لإقناعهِ بأن يرتدي شيئاً يُغطّي عُريَهُ أمامَ "الرعيّة".الثاني إلى الجيش، للحديث عن الثورة.الثالث إلى الشرطة، للحديث عن الحريّة.الرابع الى البرلمان، للحديث عن الحقيقة.وذهب الباقونَ، كلّهُم، إلى الناس، للحديثِ عن العقل.يُقالُ أنّ الإمبراطورَ قد قامَ بقتلِ أوّلَ الرُسُل.وأنّ الجيش قد سلّمَ ثاني الرُسُلَ إلى الإمبراطور.وأنّ الشرطةَ غيّبَت ثالث الرُسُلِ، ولم تُسَلّمُهُ لأحد.وأنّ البرلمانَ أشترى رابعَ الرُسُلِ، وأهداهُ إلى الإمبراطور.وأنّ الناس رفضَت الإستماعَ إلى الرُسُلَ الآخرين، فماتَوا من شدّةِ الخيبة.وهكذا قرّر"العارِفونَ"، منذُ ذلكَ الحين، أن لا يكونوا "عارفين".وأن يَذهبوا ليناموا في "كهوفٍ" بعيدةٍ عن "المُلوكِ" والناس.وأنّهُم حين أرادوا أخيراً، إقناعَ ولو "كلبٍ" واحدٍ بصُحبَتِهِم هناك..لم يَقبَل بصُحبَتِهم من "كلابِ" البلادِ أحد. ......
#العارفونَ
#والكلاب
#والأباطرة
#والبلاد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753206
الحوار المتمدن
عماد عبد اللطيف سالم - العارفونَ والكلاب والأباطرة والبلاد
باسمة وراد : حين بكى جدّي العمرَ والبلاد
#الحوار_المتمدن
#باسمة_وراد بكى العُمرَ والبلادَ دَمعةً واحدة ومضى! مَن دلّني أنفه على أننا ننحدرُ من إحدى سلالات الشرق القديمة. بلغ عامه المائة، وجادت عليه الحياة ببضع سنين أخرى كانت حصَّتُنا. جَدّي ورّاد، إسمٌ حملهُ أو شربهُ من ماء العين التي وردتها أمه وولدته قُربها، تدبّرت أمرها كما لو أنها فرس، وملأت جرّتها وحملتهما سوية وعادت إلى البيت. أتذكر أوان سفره الأخير حين مضى بطوله الفارع وعظامه المكسوّة بالقليل، وسُمرة بشرته الخفيفة التي لوّحتها الشمس، وبأنفه المتعالي الذي كان يستهويني تأمله في زمنٍ كنتُ فيه أقلّبُ ما تيّسر من كتب التاريخ باحثة بشغف عن الدهشة. دّلني أنفه على أننا ننحدرُ من سُلالةٍ تحكي عنها تلك الكتب، أو هكذا خُيّلَ إليَ، ربما ما كان يضفيه حضوره الآتي من الزمن العتيق، الزمن الذي لم يترك منه شيئاً سوى "البارودة" التي حملها على كتفه جنديّاً شابّاً يتلقى الأوامر بالتركية نجا من الموت مراراً، في واحدة منها من سياط وصلت على جياد وقطارات "السفر برلك" أدمت ظهره العنيد، كان لو اعترفَ تحت وطأتها عن مكان رفيقٍ له هارب لمات شنقاً ولما وصلت إلينا اكياس اللوز المجفف، ولما تأملت أنفه طفلةً مأخوذة برائحة تبغ غليونه والعباءة التي كانت لا تنزاح عن كتفيه الشامختين سوى ساعات قليلة كان ينام فيها. في البلاد بقيَ وجدّتي هناك بعد أن غادر كل الأبناء، سكنا البيت العتيق على التلة العالية المطلة على السهل الواسع. واظب على زيارتنا في عمّان مرة كل عام أواخر الصيف، "آن الكرمُ يُعتصرُ" منتظراً بتأمل القادرين على الصبر، أن تجف الثمار التي زرعها وسياج الصبر حارس البيت المشيّد بالحجارة النابت من بين شقوقها العشب، ينتظر نضوج الحبات المعلقة عليه ثمراته بأشواكها ليقطف بكل ما أوتي من استشعار للدهشة التي كانت تسكننا ثمرة تعبه، ويصل حاملا إياها بأكياس من الخيش. لم يتمكن منه المرض، كان مجرّد كسرٍ بسيط أصاب ساقه فأقعده، وتمكن من روحه التي كانت تسير على قدمين واحدثت شرخاً فيها تسللت عبرها إشارات وتلويحات من سبقو. مات عن عمرٍ ناهز المائة عام بضع سنين بعيداً عن بيته، أذكر تلك الليلة جيداً، سبقتها عدة أيام كان مستلقياً في الغرفة شاهدته بأم عيني ينظر إلى الجدار الذي يقابله، رأيت معه وسمعت شريط حياته، صوته يعلو، يحكي مع الفرس التي كان يمتطيها، يعيد أسماء من ماتوا منذ عقود ويحاكيهم، يرطن ببعض الكلمات التركية والإنجليزية، كانت إشارات الوداع تامّة الوضوح، بدأ أفراد العائلة بالتوافد للسلام الأخير، يأتون ويذهبون، قضيت ساعات طويلة بجواره، كانت جدتي قد سكتت تماماً قبلهُ بعامين وتوقفت عن سرد الحكايات ورحلت، لكنها كانت ممن خاطبهم فيعيد صوتاً وصورة الماضي الذي عاشه. غائب تماماً عنا، وحاضر بقوة حضور اللحظة، وأنا المشدودة المندهشة الممسكة بيده كيّ لا يبتعد، وقبل غيابه التام بوقتٍ قليل أسند ظهره للحائط ووافقَ إرضاءً لي على مساعدته في الجلوس، جلس باعتدال، استيقظ من الحلم أو الحقيقة الماثلة فيه، كنت أتمنى أن أموت في بيتي لا هنا قال !! تأمل النافذة وذهب بعينيه بعيداً بعيداً، ضمّني إلى رائحته، بلل وجهي بقطرات ساخنة، كانت دموعه الأولى والأخيرة إذ بكى العُمر والبلاد دمعةً واحدة ومضى! ......
#جدّي
#العمرَ
#والبلاد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761469
#الحوار_المتمدن
#باسمة_وراد بكى العُمرَ والبلادَ دَمعةً واحدة ومضى! مَن دلّني أنفه على أننا ننحدرُ من إحدى سلالات الشرق القديمة. بلغ عامه المائة، وجادت عليه الحياة ببضع سنين أخرى كانت حصَّتُنا. جَدّي ورّاد، إسمٌ حملهُ أو شربهُ من ماء العين التي وردتها أمه وولدته قُربها، تدبّرت أمرها كما لو أنها فرس، وملأت جرّتها وحملتهما سوية وعادت إلى البيت. أتذكر أوان سفره الأخير حين مضى بطوله الفارع وعظامه المكسوّة بالقليل، وسُمرة بشرته الخفيفة التي لوّحتها الشمس، وبأنفه المتعالي الذي كان يستهويني تأمله في زمنٍ كنتُ فيه أقلّبُ ما تيّسر من كتب التاريخ باحثة بشغف عن الدهشة. دّلني أنفه على أننا ننحدرُ من سُلالةٍ تحكي عنها تلك الكتب، أو هكذا خُيّلَ إليَ، ربما ما كان يضفيه حضوره الآتي من الزمن العتيق، الزمن الذي لم يترك منه شيئاً سوى "البارودة" التي حملها على كتفه جنديّاً شابّاً يتلقى الأوامر بالتركية نجا من الموت مراراً، في واحدة منها من سياط وصلت على جياد وقطارات "السفر برلك" أدمت ظهره العنيد، كان لو اعترفَ تحت وطأتها عن مكان رفيقٍ له هارب لمات شنقاً ولما وصلت إلينا اكياس اللوز المجفف، ولما تأملت أنفه طفلةً مأخوذة برائحة تبغ غليونه والعباءة التي كانت لا تنزاح عن كتفيه الشامختين سوى ساعات قليلة كان ينام فيها. في البلاد بقيَ وجدّتي هناك بعد أن غادر كل الأبناء، سكنا البيت العتيق على التلة العالية المطلة على السهل الواسع. واظب على زيارتنا في عمّان مرة كل عام أواخر الصيف، "آن الكرمُ يُعتصرُ" منتظراً بتأمل القادرين على الصبر، أن تجف الثمار التي زرعها وسياج الصبر حارس البيت المشيّد بالحجارة النابت من بين شقوقها العشب، ينتظر نضوج الحبات المعلقة عليه ثمراته بأشواكها ليقطف بكل ما أوتي من استشعار للدهشة التي كانت تسكننا ثمرة تعبه، ويصل حاملا إياها بأكياس من الخيش. لم يتمكن منه المرض، كان مجرّد كسرٍ بسيط أصاب ساقه فأقعده، وتمكن من روحه التي كانت تسير على قدمين واحدثت شرخاً فيها تسللت عبرها إشارات وتلويحات من سبقو. مات عن عمرٍ ناهز المائة عام بضع سنين بعيداً عن بيته، أذكر تلك الليلة جيداً، سبقتها عدة أيام كان مستلقياً في الغرفة شاهدته بأم عيني ينظر إلى الجدار الذي يقابله، رأيت معه وسمعت شريط حياته، صوته يعلو، يحكي مع الفرس التي كان يمتطيها، يعيد أسماء من ماتوا منذ عقود ويحاكيهم، يرطن ببعض الكلمات التركية والإنجليزية، كانت إشارات الوداع تامّة الوضوح، بدأ أفراد العائلة بالتوافد للسلام الأخير، يأتون ويذهبون، قضيت ساعات طويلة بجواره، كانت جدتي قد سكتت تماماً قبلهُ بعامين وتوقفت عن سرد الحكايات ورحلت، لكنها كانت ممن خاطبهم فيعيد صوتاً وصورة الماضي الذي عاشه. غائب تماماً عنا، وحاضر بقوة حضور اللحظة، وأنا المشدودة المندهشة الممسكة بيده كيّ لا يبتعد، وقبل غيابه التام بوقتٍ قليل أسند ظهره للحائط ووافقَ إرضاءً لي على مساعدته في الجلوس، جلس باعتدال، استيقظ من الحلم أو الحقيقة الماثلة فيه، كنت أتمنى أن أموت في بيتي لا هنا قال !! تأمل النافذة وذهب بعينيه بعيداً بعيداً، ضمّني إلى رائحته، بلل وجهي بقطرات ساخنة، كانت دموعه الأولى والأخيرة إذ بكى العُمر والبلاد دمعةً واحدة ومضى! ......
#جدّي
#العمرَ
#والبلاد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761469
الحوار المتمدن
باسمة وراد - حين بكى جدّي العمرَ والبلاد