بلال عوض سلامة : درس 13 حينما يتحول البيت -كمكان- إلى ساحة للقهر:
#الحوار_المتمدن
#بلال_عوض_سلامة "حسبي الله ونعم الوكيل... الله أكبر، الله أكبر"، هذه الصيحات التي خرجت من أفواه الفلسطينيين، حينما قام الاستعمار الصهيوني بقصف "برج هنادي" في قطاع غزة، وللمرة الثانية بتاريخ 11/5/2021، إلى جانب أبراج أخرى في وسط وشمال قطاع غزة، في محاولة منه في الإمعان بإذلال وقهر للفلسطيني وتجريده من المكان الحميمي، ولجعل واقعه مسلوباً، وغير مستقر أو آمن حتى في بيته، هذه البقعة المكانية التي يفترض أن تشكل مساحة الطمأنينة والركون والإستقرار من الناحية النظرية لأي كان، وهذه التقنية العقابية باعتبارها جزء من السياسات والممارسات الاستعمارية المدروسة والمعدة ضمن عقيدة صهيونية، أطلقوا عليها "عقيدة الضاحية" التي تم استخدامها بلبنان عام 2006، في محاولة لكسر حالة الصمود والمنعة والصلابة المجتمعية من جانب، ومن جانب آخر كأداة لفض حالة الالتفاف الجماهيري حول المقاومة من جانب آخر، هذه السياسة وغيرها، مثل: ما يجري في محاولة التهجير والاستيلاء على بيوت الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، والحبس المنزلي، وهدم المنازل والهدم الذاتي، هي ممارسات استعمارية ضمن مخطط كامل يهدف إلى تحويل البيت الفلسطيني إلى ساحة حرب، واستلاب، وتعرية، وانكشاف، وكمنطقة متزعزة تخلق نوعاً من التوتر الوجودي للفلسطيني الذي يعيش في سياق استعماري واحلالي. ندرك جيداً، أن البيت ليس شكلاً هندسياً من المباني والحجارة والطبقات والغرف والممرات، البيت هو منظومة قيمية وأخلاقية كجزء من تجربة الفلسطيني فيه بالشكل الفردي والعائلي والمجتمعي، ليكرس الهوية والذاكرة وشبكة العلاقات ما بين الذات والآخرين في داخله أو خارجه، فيعد البيت كما نعلم أحد أهم القواعد الانسانية التي تنبني عليه مجموعة من الأفكار والقيم والذكريات والأحلام والمخيال الإنساني في حيزه الخاص، هذا المكان الذي يمنحنا ونمنحه معنى الزمن في الماضي والحاضر والمستقبل في دينامياته الإنسانية والبشرية، فالبيت هو أساس التجربة الأولى للفلسطيني، التي تدمج بين افكار وذكريات وتأملات. فبدونها، يصبح الأنسان كائناً غريباً مشرداً مفتتاً دون قاعدة او أساس، كما البيت الذي لا يستقيم بدون قاعدة، فالبيت يشكل الجسد والروح لقاطنيه، وهو عالم الفلسطيني الأول بإمتياز، الذي يبدأ بالألفة للمكان وللعائلة وللوطن، فزج وطرد الفلسطيني خارجه أو هدمه أو الحبس فيه، يعني قتل روح الحياة الانسانية والدافئة في صدر البيت، فحين يُستلب البيت منه أو بطرده أو بهدمه هو ضمنياً خلق واقع من "اللايقين" وعدم الاستقرار لديه، فهو ملقاً في "الشوارع" كعالم يستدعي احتشاد العداوة والغربة والاستلاب، وكلمة "الشوارع" فلسطينياً تحيل إلى "إنعدام القيم والأخلاق والهدف" كما يتمثل القول الفلسطيني بـ "أولاد شوارع"، فهو انتزاع لجوهره وروحه، فبدون البيت يتحول الإنسان إلى صفحة بيضاء أو نقطة البدايات التي ينعدم فيها الخيال والأفق المستقبلي لينظُر بلا يقين إلى المستقبل، وتشكل هذه الجريمة والعقاب كأداة لتطويعه أو معاقبته أو سلبه.البيت "كمكان" يعني كل شيء للفلسطيني، ترتبط به الذكريات التي نقيم دائماً ارتباطها ببقعة جغرافية، في غرفة صغيرة، في "مشجبة -حديقة صغيرة"، في سنسلة حجارة كحدود أو جدار البيت الخارجي، في الصالون، فوق السطح، فالزمن رغم أهميته، إلا أن للمكان أهميه كبرى هو الذي يستدعيه، فقد يكون الزمان مشوهاً، ولكن التجربة والذاكرة بالمكان تترسخ في إدراكه ووعيه وفي سيرته الذاتية، فنستطيع معايشة الاستمرارية التي تحطمت بفعل التشوه بمفهوم الزمان، عبر الخيال الذي نعطيه لمعاني هذا البيت والأحداث التي اختبرها، لطالما كنت استغرب من ......
#حينما
#يتحول
#البيت
#-كمكان-
#ساحة
#للقهر:
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718785
#الحوار_المتمدن
#بلال_عوض_سلامة "حسبي الله ونعم الوكيل... الله أكبر، الله أكبر"، هذه الصيحات التي خرجت من أفواه الفلسطينيين، حينما قام الاستعمار الصهيوني بقصف "برج هنادي" في قطاع غزة، وللمرة الثانية بتاريخ 11/5/2021، إلى جانب أبراج أخرى في وسط وشمال قطاع غزة، في محاولة منه في الإمعان بإذلال وقهر للفلسطيني وتجريده من المكان الحميمي، ولجعل واقعه مسلوباً، وغير مستقر أو آمن حتى في بيته، هذه البقعة المكانية التي يفترض أن تشكل مساحة الطمأنينة والركون والإستقرار من الناحية النظرية لأي كان، وهذه التقنية العقابية باعتبارها جزء من السياسات والممارسات الاستعمارية المدروسة والمعدة ضمن عقيدة صهيونية، أطلقوا عليها "عقيدة الضاحية" التي تم استخدامها بلبنان عام 2006، في محاولة لكسر حالة الصمود والمنعة والصلابة المجتمعية من جانب، ومن جانب آخر كأداة لفض حالة الالتفاف الجماهيري حول المقاومة من جانب آخر، هذه السياسة وغيرها، مثل: ما يجري في محاولة التهجير والاستيلاء على بيوت الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، والحبس المنزلي، وهدم المنازل والهدم الذاتي، هي ممارسات استعمارية ضمن مخطط كامل يهدف إلى تحويل البيت الفلسطيني إلى ساحة حرب، واستلاب، وتعرية، وانكشاف، وكمنطقة متزعزة تخلق نوعاً من التوتر الوجودي للفلسطيني الذي يعيش في سياق استعماري واحلالي. ندرك جيداً، أن البيت ليس شكلاً هندسياً من المباني والحجارة والطبقات والغرف والممرات، البيت هو منظومة قيمية وأخلاقية كجزء من تجربة الفلسطيني فيه بالشكل الفردي والعائلي والمجتمعي، ليكرس الهوية والذاكرة وشبكة العلاقات ما بين الذات والآخرين في داخله أو خارجه، فيعد البيت كما نعلم أحد أهم القواعد الانسانية التي تنبني عليه مجموعة من الأفكار والقيم والذكريات والأحلام والمخيال الإنساني في حيزه الخاص، هذا المكان الذي يمنحنا ونمنحه معنى الزمن في الماضي والحاضر والمستقبل في دينامياته الإنسانية والبشرية، فالبيت هو أساس التجربة الأولى للفلسطيني، التي تدمج بين افكار وذكريات وتأملات. فبدونها، يصبح الأنسان كائناً غريباً مشرداً مفتتاً دون قاعدة او أساس، كما البيت الذي لا يستقيم بدون قاعدة، فالبيت يشكل الجسد والروح لقاطنيه، وهو عالم الفلسطيني الأول بإمتياز، الذي يبدأ بالألفة للمكان وللعائلة وللوطن، فزج وطرد الفلسطيني خارجه أو هدمه أو الحبس فيه، يعني قتل روح الحياة الانسانية والدافئة في صدر البيت، فحين يُستلب البيت منه أو بطرده أو بهدمه هو ضمنياً خلق واقع من "اللايقين" وعدم الاستقرار لديه، فهو ملقاً في "الشوارع" كعالم يستدعي احتشاد العداوة والغربة والاستلاب، وكلمة "الشوارع" فلسطينياً تحيل إلى "إنعدام القيم والأخلاق والهدف" كما يتمثل القول الفلسطيني بـ "أولاد شوارع"، فهو انتزاع لجوهره وروحه، فبدون البيت يتحول الإنسان إلى صفحة بيضاء أو نقطة البدايات التي ينعدم فيها الخيال والأفق المستقبلي لينظُر بلا يقين إلى المستقبل، وتشكل هذه الجريمة والعقاب كأداة لتطويعه أو معاقبته أو سلبه.البيت "كمكان" يعني كل شيء للفلسطيني، ترتبط به الذكريات التي نقيم دائماً ارتباطها ببقعة جغرافية، في غرفة صغيرة، في "مشجبة -حديقة صغيرة"، في سنسلة حجارة كحدود أو جدار البيت الخارجي، في الصالون، فوق السطح، فالزمن رغم أهميته، إلا أن للمكان أهميه كبرى هو الذي يستدعيه، فقد يكون الزمان مشوهاً، ولكن التجربة والذاكرة بالمكان تترسخ في إدراكه ووعيه وفي سيرته الذاتية، فنستطيع معايشة الاستمرارية التي تحطمت بفعل التشوه بمفهوم الزمان، عبر الخيال الذي نعطيه لمعاني هذا البيت والأحداث التي اختبرها، لطالما كنت استغرب من ......
#حينما
#يتحول
#البيت
#-كمكان-
#ساحة
#للقهر:
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718785
الحوار المتمدن
بلال عوض سلامة - درس (13) حينما يتحول البيت -كمكان- إلى ساحة للقهر: