أسامة الحمصانى : سيد .. قشطة
#الحوار_المتمدن
#أسامة_الحمصانى كان معرفة أهل الحى أن الخمر أطاحت برأس "سيد" ورفاقه كافية لأن يغلقوا محالهم مكتفين بما رزقهم الله فى هذا اليوم. فى نهاية الشارع ابتلى سكانه الطيبين بحانوت صغير لـ "عباس فستك" يبيع فيه الخمر مجهولة التركيب، يتجرعها رواده كل مساء ثم تقوم المعارك فيما بينهم تنتهى بتحطيم واجهات المحال التى لم يستطع أصحابها غلقها قبل المواجهة. نعود إلى "سيد قشطة" ذلك الشاب مفتول العضلات، قوى البنية الذى تلحظ جسده كل علامات الفتوة واللياقة. وأرجو ألا تنخدع فى أسمه فهو ليس من الضخامة حتى نطلق عليه افتراءاً تشبيهاً بـ"سيد قشطة"، كما أن أباه لم يدع فى يوم من الأيام بـ " قشطة" فـ "سيد" هنا ينسب فى لقبه إلى أمه. أباه لم يكن معروفاً إلا بخروجه إلى عمله والعودة منه إلى الدار. أما زوجته "قشطة" أم "سيد" فقد غلب صيتها على كل نساء الحى وتعداه إلى الأحياء المجاورة. اسرة فقيرة أشد الفقر، يقطنون جميعــا – مع ما لم نذكر من أولادهم - فى حجرتين باردتين مظلمتين ليل نهار، لا ترى الشمس مطلقاً. لم يمنع فقر "قشطة" وضيق الحال من أن تسعى لخدمة أهل الحى جميعاً كباراً وصغاراً ودون مقابل، فهى تارة مع هذه فى ولادة متعسرة أغلب ساعات الليل، أو فى شروق شمس تدور على المنازل لتعلم أهلها بوفاة هذا أو تلك من سكان الحى، وربما بعد الغروب تساعد فى الإعداد لزفاف بنت فلان أو ما إلى ذلك. بمنتهى الإختصار وقتها ينحصر بين زواج وطلاق وختان و وفاة، فهى تعرف ماذا تفعل فى كل مناسبة. أذكر أن دار هذه الـ" قشطة" المتواضع كان مصدر مياههم فى مدخل المنزل أقرب إلى الشارع منه إلى الداخل، نتسلل نحن الصبية إلى حيث الصنبور، يجهد أحدنا نفسه فى سد فوهته والآخر يفتحه عن آخره .. ثم نفر هاربين مسرعين تلاحقنا شتائم وسباب حفظناها عنها بعدما فزعت بإندفاع الماء إلى الأرض.. تتوعدنا وآبائنا إن وقعنا تحت يدها .. وسرعان ما تهدأ بعدما تنظف ما سببته الماء من إزعاج. وبالفعل إذا ما وقعنا تحت يدها لا تنفذ وعيدها وتكتفى بكلمة منا بعدم تكرار ذلك العمل الشائن المجهد لها، مع منحنا قطعة من الحلوى أو بعض النقود تمحو بها ما فى نفوسنا من جزع وتختم هجومها الحانى بقبلة وجملة "أنا عمتك يا أبن الكلب" . عرفت لماذا ينسب "سيد" إلى أمه وليس إلى أبيه، والحقيقة أن سيد نشأ فى الحى على عهد أمه، محباً للخير، سندا لأهله ولكن بطريقته .. فقد رأى أن يؤدب كل جبار فى الحى .. أن يكون حائط صد لكل بلطجى وعلى رأسهم "زغلول" ذلك الطاغية الذى ينتهك حرمات النساء فى الطريق ويعتدى على ضعاف الحى .. وما كان من "سيد قشطة" إلا أن تصدى له يمعن فى تأديبه والحد من ظلمه. واعتقد أبن " قشطة" أن الخمر الاسود من حانوت "فستك" سوف تزيد من قوته وشجاعته وتمحو أى رهبة من قلبه أمام خصمه العنيد "زغلول" فشربها واعتاد عليها حتى صارت جزءاً من ليلته، يتجرع الخصمان ما يريدان من الخمر الأسود فى ركنين متنافرين، وتبدأ المعركة من حيث يجلسان ولكن قانون "فستك" معروف مسبقاً "لا عراك هنا" فيدفعهما خارج المحل ليطوفا بباقى محال الحى يستعملان فيها كل صنوف السلاح المعدة مسبقاً من حجارة و زجاجات فارغة وانتهاءاً بالسيف والساطور، كل طرف يناصره أهله الجاهزون دائما لذلك.وحدث أن أختفى "سيد قشطة" عن الساحة قليلاً .. فى البداية حمد الناس هذا الإختفاء الذى وفر عليهم الكثير وعافاهم من زجاجة طائشة أو حجر طائر. ولكن طالت الفترة ومما جعل الإختفاء مقلقاً هو عدم ظهور "قشطة" نفسها وأفتقدها الناس فى كثير من مواقفها. تبرع البعض بالسؤال عنها ثم عادوا يقلبون أكف التعجب والحسر ......
#قشطة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762241
#الحوار_المتمدن
#أسامة_الحمصانى كان معرفة أهل الحى أن الخمر أطاحت برأس "سيد" ورفاقه كافية لأن يغلقوا محالهم مكتفين بما رزقهم الله فى هذا اليوم. فى نهاية الشارع ابتلى سكانه الطيبين بحانوت صغير لـ "عباس فستك" يبيع فيه الخمر مجهولة التركيب، يتجرعها رواده كل مساء ثم تقوم المعارك فيما بينهم تنتهى بتحطيم واجهات المحال التى لم يستطع أصحابها غلقها قبل المواجهة. نعود إلى "سيد قشطة" ذلك الشاب مفتول العضلات، قوى البنية الذى تلحظ جسده كل علامات الفتوة واللياقة. وأرجو ألا تنخدع فى أسمه فهو ليس من الضخامة حتى نطلق عليه افتراءاً تشبيهاً بـ"سيد قشطة"، كما أن أباه لم يدع فى يوم من الأيام بـ " قشطة" فـ "سيد" هنا ينسب فى لقبه إلى أمه. أباه لم يكن معروفاً إلا بخروجه إلى عمله والعودة منه إلى الدار. أما زوجته "قشطة" أم "سيد" فقد غلب صيتها على كل نساء الحى وتعداه إلى الأحياء المجاورة. اسرة فقيرة أشد الفقر، يقطنون جميعــا – مع ما لم نذكر من أولادهم - فى حجرتين باردتين مظلمتين ليل نهار، لا ترى الشمس مطلقاً. لم يمنع فقر "قشطة" وضيق الحال من أن تسعى لخدمة أهل الحى جميعاً كباراً وصغاراً ودون مقابل، فهى تارة مع هذه فى ولادة متعسرة أغلب ساعات الليل، أو فى شروق شمس تدور على المنازل لتعلم أهلها بوفاة هذا أو تلك من سكان الحى، وربما بعد الغروب تساعد فى الإعداد لزفاف بنت فلان أو ما إلى ذلك. بمنتهى الإختصار وقتها ينحصر بين زواج وطلاق وختان و وفاة، فهى تعرف ماذا تفعل فى كل مناسبة. أذكر أن دار هذه الـ" قشطة" المتواضع كان مصدر مياههم فى مدخل المنزل أقرب إلى الشارع منه إلى الداخل، نتسلل نحن الصبية إلى حيث الصنبور، يجهد أحدنا نفسه فى سد فوهته والآخر يفتحه عن آخره .. ثم نفر هاربين مسرعين تلاحقنا شتائم وسباب حفظناها عنها بعدما فزعت بإندفاع الماء إلى الأرض.. تتوعدنا وآبائنا إن وقعنا تحت يدها .. وسرعان ما تهدأ بعدما تنظف ما سببته الماء من إزعاج. وبالفعل إذا ما وقعنا تحت يدها لا تنفذ وعيدها وتكتفى بكلمة منا بعدم تكرار ذلك العمل الشائن المجهد لها، مع منحنا قطعة من الحلوى أو بعض النقود تمحو بها ما فى نفوسنا من جزع وتختم هجومها الحانى بقبلة وجملة "أنا عمتك يا أبن الكلب" . عرفت لماذا ينسب "سيد" إلى أمه وليس إلى أبيه، والحقيقة أن سيد نشأ فى الحى على عهد أمه، محباً للخير، سندا لأهله ولكن بطريقته .. فقد رأى أن يؤدب كل جبار فى الحى .. أن يكون حائط صد لكل بلطجى وعلى رأسهم "زغلول" ذلك الطاغية الذى ينتهك حرمات النساء فى الطريق ويعتدى على ضعاف الحى .. وما كان من "سيد قشطة" إلا أن تصدى له يمعن فى تأديبه والحد من ظلمه. واعتقد أبن " قشطة" أن الخمر الاسود من حانوت "فستك" سوف تزيد من قوته وشجاعته وتمحو أى رهبة من قلبه أمام خصمه العنيد "زغلول" فشربها واعتاد عليها حتى صارت جزءاً من ليلته، يتجرع الخصمان ما يريدان من الخمر الأسود فى ركنين متنافرين، وتبدأ المعركة من حيث يجلسان ولكن قانون "فستك" معروف مسبقاً "لا عراك هنا" فيدفعهما خارج المحل ليطوفا بباقى محال الحى يستعملان فيها كل صنوف السلاح المعدة مسبقاً من حجارة و زجاجات فارغة وانتهاءاً بالسيف والساطور، كل طرف يناصره أهله الجاهزون دائما لذلك.وحدث أن أختفى "سيد قشطة" عن الساحة قليلاً .. فى البداية حمد الناس هذا الإختفاء الذى وفر عليهم الكثير وعافاهم من زجاجة طائشة أو حجر طائر. ولكن طالت الفترة ومما جعل الإختفاء مقلقاً هو عدم ظهور "قشطة" نفسها وأفتقدها الناس فى كثير من مواقفها. تبرع البعض بالسؤال عنها ثم عادوا يقلبون أكف التعجب والحسر ......
#قشطة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762241
الحوار المتمدن
أسامة الحمصانى - سيد .. قشطة