هشام نفاع : جيجك وحرب روسيا-الناتو: الفيلسوف في ساعة حضيضه
#الحوار_المتمدن
#هشام_نفاع كتب الفيلسوف والناقد الثقافي السلوفيني سلافوي جيجك، الذي أحترمه عمومًا، مقالًا بعنوان "عن ستالينية بوتين وما يُخفيه تلميحه عن اغتصاب أوكرانيا"، قاصدًا المواجهة الحربية بين روسيا وحلف الناتو التي تجري فوق أرض أوكرانيا وعلى ظهر معاناة أهلها المدنيين. كان أبرز ما في المقال ممارسة الفيلسوف ما ينتقده بالضبط لدى موضوع نقده، مضيفًا إلى ذلك كمية دسمة من محاباة الناتو وتشديد حدود الأنا الأوروبي، الذي مهما فركته بمفردات ومستحضرات أخلاقوية ستظل تفوح منه رائحة الكولونيالية إن بقيت مصرا على إبقائه أنا متعالية متفردة في ديارها.بدأ المقال بالإشارة الى ما صرح به فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي من أنَّ:"الحكومة الأوكرانية لم يعجبها اتفاق مينسك، وأضاف: أعجبكِ أم لم يعجبكِ، يبقى ذلك واجبك، يا حلوتي".جيجك رأى أن:"لهذه العبارة مضامين جنسية معروفة. فمن الواضح أنَّ بوتين يقتبس من أغنية "الجميلة نائمة في كفن" لفرقة البانك روك المسماة "كراسنايا بليسين" أو "العفن الأحمر” والتي تعود إلى الحقبة السوفييتية: "الجميلة نائمة في كفن، حبوت وجامعتها. أعجبكِ أم لم يعجبكِ، نامي يا حلوتي".جيجك يتهم بوتين بالنيكروفيليا – مجامعة الجثث – ويضيف على التهمة بندًا آخر مفاده أن تصريحه هو "تهديد "باغتصاب بلد جميل". وفصّل:"من السهل ترجمة هذا المشهد على أنّه مشهد اغتصاب. فروسيا، المستعدة لاغتصاب أوكرانيا، تدعي عدم الرغبة في القيام بذلك، لكنّها توضح ما بين السطور أنّها مستعدة لاقتراف الاغتصاب إن لم تنل قبول أوكرانيا الجنسي".بالنسبة للولايات المتحدة، فهي موصوفة لدى جيجك كأزعر/بلطجي يفرض الخاوة/الأتاوة على المستضعفين:"تدقّ الولايات المتحدة التي تريد حماية أوكرانيا من الاغتصاب، ناقوس الخطر تحذيرًا من التهديد الوشيك بالاغتصاب كي يمكنها أن تؤكّد أنّها حامية الدول ما بعد السوفييتية. لكنّ هذه الحماية لا تكفّ عن تذكيرنا ببلطجي محلي يعرض “الحماية” من السرقات المحتملة على محلات البقالة والمطاعم في منطقته، مع تهديد مستتر بأنها إذا رفضت حمايته، قد يحدث لها شيء ما".والسؤال: هل يقف الفيلسوف على مسافة متشابهة ممن يتهمه بالتهديد بالاغتصاب وممن يتهمه بالبلطجة المافيوزية وفرض الخاوات والاتاوات مقابل الحماية؟و "ما العمل" وفقا للفيلسوف الذي كتب عدة مقالات تعيد الاعتبار للينين. يبدو أن الفيلسوف يسقط هنا، حيث نقرأه يلخّص:"يجب أن نعي جميعًا، نحن الذين ننتمي إلى البلدان التي عليها أن تشهد اغتصاب أوكرانيا، أنَّ إخصاءً حقيقيًا فحسب هو الذي يمكن أن يمنع الاغتصاب".ويجتهد كي يكون واضحًا:"يجب أن نوصي بأن يجري المجتمع الدولي عملية إخصاء لروسيا، متجاهلًا ومهمِّشًا إياها قدر الإمكان".عدد مشاكل هذا الكلام قليل لكن كل واحدة منها ضخمة. لو تجاوزنا مجرّد ابتذال استخدام هذه التوصيفات الجنسية لوصف صراع سياسي-اقتصادي-عسكري تاريخي معقد، يمكن هنا الاكتفاء باثنتين:الأولى: الفيلسوف الذي ينتقد بتقزز ما يراه من sexism لدى الرئيس الروسي بوتين، ينهي مقاله الضحل بمقولة لا تختلف عن مقولة بوتين وفقًا لتأويله إياها، بل إن مقولة الفيلسوف تجاريها عنفًا إذ يدعو لفعل إخصاء استعاري كموازٍ لاتهامه بوتين بالتهديد باغتصاب استعاري. لم يتجاوز الفيلسوف المستوى الأخلاقي المتدنّي الذي ينسبه لمن ينتقده، لم يتفوق عليه، لم يتعالَ عليه بمقولة أخلاقية كونية مثلاً، لا بل جعل نفسه نظيرًا متوأمًا للمستوى الذي يزعمه في خصمه؛ وبما أننا في فضاء الاستعارات ......
#جيجك
#وحرب
#روسيا-الناتو:
#الفيلسوف
#ساعة
#حضيضه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749719
#الحوار_المتمدن
#هشام_نفاع كتب الفيلسوف والناقد الثقافي السلوفيني سلافوي جيجك، الذي أحترمه عمومًا، مقالًا بعنوان "عن ستالينية بوتين وما يُخفيه تلميحه عن اغتصاب أوكرانيا"، قاصدًا المواجهة الحربية بين روسيا وحلف الناتو التي تجري فوق أرض أوكرانيا وعلى ظهر معاناة أهلها المدنيين. كان أبرز ما في المقال ممارسة الفيلسوف ما ينتقده بالضبط لدى موضوع نقده، مضيفًا إلى ذلك كمية دسمة من محاباة الناتو وتشديد حدود الأنا الأوروبي، الذي مهما فركته بمفردات ومستحضرات أخلاقوية ستظل تفوح منه رائحة الكولونيالية إن بقيت مصرا على إبقائه أنا متعالية متفردة في ديارها.بدأ المقال بالإشارة الى ما صرح به فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي من أنَّ:"الحكومة الأوكرانية لم يعجبها اتفاق مينسك، وأضاف: أعجبكِ أم لم يعجبكِ، يبقى ذلك واجبك، يا حلوتي".جيجك رأى أن:"لهذه العبارة مضامين جنسية معروفة. فمن الواضح أنَّ بوتين يقتبس من أغنية "الجميلة نائمة في كفن" لفرقة البانك روك المسماة "كراسنايا بليسين" أو "العفن الأحمر” والتي تعود إلى الحقبة السوفييتية: "الجميلة نائمة في كفن، حبوت وجامعتها. أعجبكِ أم لم يعجبكِ، نامي يا حلوتي".جيجك يتهم بوتين بالنيكروفيليا – مجامعة الجثث – ويضيف على التهمة بندًا آخر مفاده أن تصريحه هو "تهديد "باغتصاب بلد جميل". وفصّل:"من السهل ترجمة هذا المشهد على أنّه مشهد اغتصاب. فروسيا، المستعدة لاغتصاب أوكرانيا، تدعي عدم الرغبة في القيام بذلك، لكنّها توضح ما بين السطور أنّها مستعدة لاقتراف الاغتصاب إن لم تنل قبول أوكرانيا الجنسي".بالنسبة للولايات المتحدة، فهي موصوفة لدى جيجك كأزعر/بلطجي يفرض الخاوة/الأتاوة على المستضعفين:"تدقّ الولايات المتحدة التي تريد حماية أوكرانيا من الاغتصاب، ناقوس الخطر تحذيرًا من التهديد الوشيك بالاغتصاب كي يمكنها أن تؤكّد أنّها حامية الدول ما بعد السوفييتية. لكنّ هذه الحماية لا تكفّ عن تذكيرنا ببلطجي محلي يعرض “الحماية” من السرقات المحتملة على محلات البقالة والمطاعم في منطقته، مع تهديد مستتر بأنها إذا رفضت حمايته، قد يحدث لها شيء ما".والسؤال: هل يقف الفيلسوف على مسافة متشابهة ممن يتهمه بالتهديد بالاغتصاب وممن يتهمه بالبلطجة المافيوزية وفرض الخاوات والاتاوات مقابل الحماية؟و "ما العمل" وفقا للفيلسوف الذي كتب عدة مقالات تعيد الاعتبار للينين. يبدو أن الفيلسوف يسقط هنا، حيث نقرأه يلخّص:"يجب أن نعي جميعًا، نحن الذين ننتمي إلى البلدان التي عليها أن تشهد اغتصاب أوكرانيا، أنَّ إخصاءً حقيقيًا فحسب هو الذي يمكن أن يمنع الاغتصاب".ويجتهد كي يكون واضحًا:"يجب أن نوصي بأن يجري المجتمع الدولي عملية إخصاء لروسيا، متجاهلًا ومهمِّشًا إياها قدر الإمكان".عدد مشاكل هذا الكلام قليل لكن كل واحدة منها ضخمة. لو تجاوزنا مجرّد ابتذال استخدام هذه التوصيفات الجنسية لوصف صراع سياسي-اقتصادي-عسكري تاريخي معقد، يمكن هنا الاكتفاء باثنتين:الأولى: الفيلسوف الذي ينتقد بتقزز ما يراه من sexism لدى الرئيس الروسي بوتين، ينهي مقاله الضحل بمقولة لا تختلف عن مقولة بوتين وفقًا لتأويله إياها، بل إن مقولة الفيلسوف تجاريها عنفًا إذ يدعو لفعل إخصاء استعاري كموازٍ لاتهامه بوتين بالتهديد باغتصاب استعاري. لم يتجاوز الفيلسوف المستوى الأخلاقي المتدنّي الذي ينسبه لمن ينتقده، لم يتفوق عليه، لم يتعالَ عليه بمقولة أخلاقية كونية مثلاً، لا بل جعل نفسه نظيرًا متوأمًا للمستوى الذي يزعمه في خصمه؛ وبما أننا في فضاء الاستعارات ......
#جيجك
#وحرب
#روسيا-الناتو:
#الفيلسوف
#ساعة
#حضيضه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749719
الحوار المتمدن
هشام نفاع - جيجك وحرب روسيا-الناتو: الفيلسوف في ساعة حضيضه