تيسير الفارس العفيشات : نيوزلندا .. زيارة إلى معبد العائلة الماورية في مدينة روتروا المقدسة
#الحوار_المتمدن
#تيسير_الفارس_العفيشات ( روتورا ) فرضةٌ وادعة تغتسل بماء بحيرتها الأزرق البراق، و تستضحي للشمس الدافئة، أشاعت في نفسي هذا الصباح، أطيافا من الحلم الساجي الذي لا يعكر صفوه شيء في الأرض ولا في السماء، في هذه المدينة التي يحلق على أكتافها جبل أشم باذخ يتبدى مثلُ شيخ وقور امتلاء حكمة فاضت في نفوس أهل المدينة، وهم في أغلبهم من السكان الاصيلين لنيوزلندا ( الشعب الماوري ) الذين سكنوا هذه الجزيرة المعزولة في الأطراف القصية النائية الموحشة للبحر منذ الآف السنين، وهم مهما تقلبت بهم مدينة الحضارة، أو حضارة المدينة، ففيهم ترقد حماسة دينية، ونزعة هي أقرب لصوفية الطبيعة التي لا تقنع بغير الذهاب إلى المطلق، فسواء انطوت عليها أسرار الوثنية الرائعة التي اتخذت عرشها على قمم الجبال، أو في أعالي المحيط، أو في أعماق الغابات ،أو في أكناف السماوات وضلال النجوم ، سواء استجابت لهذا النداء أو لسلطة الموروث، أو سيطرت عليها المدنية الغربية بكل مظاهرها، فإن من وراء هذا كله تحيا روح من التقوى الحارة المستسلمة لتهاويل الطقوس الوثنية التي تتحد مع مظاهر آلهة الطبيعة التي يتوجه لها بالعبادة الحارة المعبرة أشد التعبير عمّا يعتمل في نفس الماوري…هذه المدينة ترى بقايا الأطلال الشاهدة على رحلة وحياة الماوري في جزيرته الحالمة، وآثار يلقاها قاطن المدينة في كل مكان منها تحت قدميه، فإذا ما شق أحدهم بفأسه حديقة منزله، إنما يشق أثلاماً تناثرت على حفافيها الحجارة الخضراء والحمراء المحفور عليها أنواع الرسوم والتماثيل التي تصور عوالم من الأفكار والمعتقدات، ترمز الى مظاهر الطبيعة وآلهتها ، فهي أي (روترورا) أشبه بمتحف حيّ عميق التأثير…جلال الفن الماوري يكمن في نزعته نحو الترفع عن الواقع في التشريح والتكوين، وعدم إكتراث للمنظور، فلا يعني الفنان الماوري بالتشابه الحقيقي بين رسمه ونحته، وبين الشخص والمنظر الطبيعي الذي يمثله، بل كان همه أن يقدم صورة تتسم بالتهاويل الخارقة الصارمة، فالأشخاص والمناظر هي رموز، و الحقيقي هو المعنى المنطوية عليه، والمعنى ينبع عندهم من أوهام الخلود للروح التي تسري في كل شيء حي وغير حي على السواء.. وفي هذا الفن بعض تفسير للأسلوب الغريب المحير الذي اتخذه ، فلا منظور حي حقيقي، و الأضواء والضلال تثير الرعب وتستدعيه، لبعدها عن الواقع ، الوجوه قاسية، تنبض بالزهد الخشن الذي يصل حَدَ الشقاء، ونظرات العيون فيها ثبات نفّاذ يدفع بالناظرين فيها إلى رهبة جاهدة تثير القلق الممزوج بالحركة المستفزة، واستطالة الوجوه واتساع الأفواه حتى آخرها، يصور الحركة الباطنة المستوية على عرش الروح التي ترفُّ ظلالها في كل اتجاه...ولسنا ندري كم أمضى هذا الفن من زمن، وبمن تأثر ، وأية روح غريبة أوحت به… لكن الذي ندريه أنه يحمل تاريخاً من الثقافة الأسطورية المغرقة في فضاء من الطقوس الوثنية عميقة الغور..و لأدع الحديث عن الفن الماوري وتاريخ الماوري إلى مكان آخر .. ولأرحل في صباح هذا اليوم المشمس من أواخر شهر ديسمبر إلى حيث ( البيت الماوري الكبير ) المتربع على شفة بحيرة ناعمة نضرة، هو يشبه المعبد، أو هو المعبد، مفتوح لأفواج السائحين التي لا ينقطع لها ورود، كان اليوم يوم سبت، إنه اليوم الذي تؤم إليه جموع الماوريين ، و غايتهم الأحتفال، وسماع موعظة كبير شيخهم التي تستمر لاكثر من ساعة كاملة، ثم الأستمتاع بالموسيقى والغناء والرقص، في طقس هو أقرب إلى الأحتفال والفرح منه الى التعبد الزاهد …وما أن خرجت من غرفتي في الفندق المجاور، حتى زادت الشمس المقنعة بقناع من السحب الخفيفة من حرارة الأحلام الزاهية، التي يبعثه ......
#نيوزلندا
#زيارة
#معبد
#العائلة
#الماورية
#مدينة
#روتروا
#المقدسة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695549
#الحوار_المتمدن
#تيسير_الفارس_العفيشات ( روتورا ) فرضةٌ وادعة تغتسل بماء بحيرتها الأزرق البراق، و تستضحي للشمس الدافئة، أشاعت في نفسي هذا الصباح، أطيافا من الحلم الساجي الذي لا يعكر صفوه شيء في الأرض ولا في السماء، في هذه المدينة التي يحلق على أكتافها جبل أشم باذخ يتبدى مثلُ شيخ وقور امتلاء حكمة فاضت في نفوس أهل المدينة، وهم في أغلبهم من السكان الاصيلين لنيوزلندا ( الشعب الماوري ) الذين سكنوا هذه الجزيرة المعزولة في الأطراف القصية النائية الموحشة للبحر منذ الآف السنين، وهم مهما تقلبت بهم مدينة الحضارة، أو حضارة المدينة، ففيهم ترقد حماسة دينية، ونزعة هي أقرب لصوفية الطبيعة التي لا تقنع بغير الذهاب إلى المطلق، فسواء انطوت عليها أسرار الوثنية الرائعة التي اتخذت عرشها على قمم الجبال، أو في أعالي المحيط، أو في أعماق الغابات ،أو في أكناف السماوات وضلال النجوم ، سواء استجابت لهذا النداء أو لسلطة الموروث، أو سيطرت عليها المدنية الغربية بكل مظاهرها، فإن من وراء هذا كله تحيا روح من التقوى الحارة المستسلمة لتهاويل الطقوس الوثنية التي تتحد مع مظاهر آلهة الطبيعة التي يتوجه لها بالعبادة الحارة المعبرة أشد التعبير عمّا يعتمل في نفس الماوري…هذه المدينة ترى بقايا الأطلال الشاهدة على رحلة وحياة الماوري في جزيرته الحالمة، وآثار يلقاها قاطن المدينة في كل مكان منها تحت قدميه، فإذا ما شق أحدهم بفأسه حديقة منزله، إنما يشق أثلاماً تناثرت على حفافيها الحجارة الخضراء والحمراء المحفور عليها أنواع الرسوم والتماثيل التي تصور عوالم من الأفكار والمعتقدات، ترمز الى مظاهر الطبيعة وآلهتها ، فهي أي (روترورا) أشبه بمتحف حيّ عميق التأثير…جلال الفن الماوري يكمن في نزعته نحو الترفع عن الواقع في التشريح والتكوين، وعدم إكتراث للمنظور، فلا يعني الفنان الماوري بالتشابه الحقيقي بين رسمه ونحته، وبين الشخص والمنظر الطبيعي الذي يمثله، بل كان همه أن يقدم صورة تتسم بالتهاويل الخارقة الصارمة، فالأشخاص والمناظر هي رموز، و الحقيقي هو المعنى المنطوية عليه، والمعنى ينبع عندهم من أوهام الخلود للروح التي تسري في كل شيء حي وغير حي على السواء.. وفي هذا الفن بعض تفسير للأسلوب الغريب المحير الذي اتخذه ، فلا منظور حي حقيقي، و الأضواء والضلال تثير الرعب وتستدعيه، لبعدها عن الواقع ، الوجوه قاسية، تنبض بالزهد الخشن الذي يصل حَدَ الشقاء، ونظرات العيون فيها ثبات نفّاذ يدفع بالناظرين فيها إلى رهبة جاهدة تثير القلق الممزوج بالحركة المستفزة، واستطالة الوجوه واتساع الأفواه حتى آخرها، يصور الحركة الباطنة المستوية على عرش الروح التي ترفُّ ظلالها في كل اتجاه...ولسنا ندري كم أمضى هذا الفن من زمن، وبمن تأثر ، وأية روح غريبة أوحت به… لكن الذي ندريه أنه يحمل تاريخاً من الثقافة الأسطورية المغرقة في فضاء من الطقوس الوثنية عميقة الغور..و لأدع الحديث عن الفن الماوري وتاريخ الماوري إلى مكان آخر .. ولأرحل في صباح هذا اليوم المشمس من أواخر شهر ديسمبر إلى حيث ( البيت الماوري الكبير ) المتربع على شفة بحيرة ناعمة نضرة، هو يشبه المعبد، أو هو المعبد، مفتوح لأفواج السائحين التي لا ينقطع لها ورود، كان اليوم يوم سبت، إنه اليوم الذي تؤم إليه جموع الماوريين ، و غايتهم الأحتفال، وسماع موعظة كبير شيخهم التي تستمر لاكثر من ساعة كاملة، ثم الأستمتاع بالموسيقى والغناء والرقص، في طقس هو أقرب إلى الأحتفال والفرح منه الى التعبد الزاهد …وما أن خرجت من غرفتي في الفندق المجاور، حتى زادت الشمس المقنعة بقناع من السحب الخفيفة من حرارة الأحلام الزاهية، التي يبعثه ......
#نيوزلندا
#زيارة
#معبد
#العائلة
#الماورية
#مدينة
#روتروا
#المقدسة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695549
الحوار المتمدن
تيسير الفارس العفيشات - نيوزلندا .. زيارة إلى معبد العائلة الماورية في مدينة روتروا المقدسة