عبدالله محمد ابو شحاتة : العدمي المنحط
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_محمد_ابو_شحاتة أنه ذاك الذي لا يرى قيمة في هذا العالم لذاته ، بل يخلق للقيمة عالماً وهمياً لتعيش فيه بعيداً عن أيدينا ، إنه ذاك الجبان الذي لا هو استطاع أن يرى قيمة في هذا العالم ، ولا هو استطاع أن يكون عدمياً شجاعاً فيقر بانعدام قيمته ، بل خلق قيماً ميتافيزيقية وهمية وقدسها ، وأصبح يعيش لأجل الموت لا لأجل الحياة ، ثم هو لا يكتفي بهذا ، بل يظل يكرز بعدميته المنحطة حتى يفسد على الجميع سكينتهم ، يفسد سكينتنا نحن من نرى القيمة في هذا العالم بأن يحاول تدمير قيمتنا لصالح قيمته الميتافيزيقية الوهمية ، ويفسد على العدمي الحقيقي سكينته بأن يجعل من عدميته جريمة ومن انتحاره كفراً ، إنه ذاك الافلاطوني المنحط الذي يعترف بالمعاناة ثم يقدسها فلا هو يقبل بمواجهتها ولا هو يقبل بالانسحاب منها و لقد كان أفلاطون مثالاً لهذا الانحطاط بعالم مُثله الميتافيزيقي ، لقد كان الأب الروحي للأخلاق الماورائية ، الأخلاق القادمة من الوهم ولأجل الوهم ، ولهذا عشقه أشباه الفلاسفة و المدرسيين في العصور الوسطى. الترفع عن كل دنيوي والاخلاق لأجل الأخلاق تلك هي الانحطاطات الافلاطونية الكبرى ، تلك الانحطاطات التي رفعتها عصور المسيحية عالياً في وجه واقعية ومادية أبيقور، لقد كان انتصار النموذج الافلاطوني الميتافيزيقي على النموذج الابيقوري المادي أكبر هزيمة للعقلانية في تاريخ الفلسفة ، واكبر جريمة ارتكبتها الكنيسة في حق الفكر. إن النموذج الابيقوري بأخلاقياته الواقعية وبرفضه لميتافيزيقيا الأخلاق شكل صدمة لكهنة المسيحية في العصور الوسطى ،ولذلك كانت الابيقورية أكثر فلسفة تم الافتراء عليها بالأكاذيب ، وليس إطلاق الأكاذيب المغرضة بأمر مستغرب على من خلقوا عوالم كاملة مبنية على أكاذيب تمادوا فيها حتى صدقوها، لقد وضع أبيقور نموذجه الأخلاقي من هذا العالم ولأجله ، أخلاق من أجل اللذة، من أجل السكينة الوجودية ، أخلاق تخدمنا لا أخلاق نخدمها ، ولم يقصد أبيقور باللذة الانغماس في تلبية الغرائز بلا ضابط كما ادعى كهنة العصور الوسطى ، بل قصد اللذة في الاعتدال و التوافق مع الطبيعة لا لعن الطبيعية والبحث عن الغاية في أوهام الميتافيزيقا ، قبول الطبيعة كما هي والتخلص من هذيان الميتافيزيقا هو ما أراده أبيقور ، التخلص من مخاوفنا ، الخوف من الالم ، والخوف من العدم و من الموت ، ((حين نكون موجودين فلا يوجد الموت ، وحين يوجد الموت لا نوجد نحن )) بهذه الأقوال واجه أبيقور و لوكريتيوس مخاوف البشرية بالعقلانية لا بالميتافيزيقا ، ولهذا لعنهما كهنة العصور الوسطى ممن كانت تلك المخاوف بالنسبة لهم ثروة عليهم أن ينموها في نفوس العامة والبسطاء فيضمنوا ولائهم وطاعتهم. ينادوا بأعلى قائلين، كل شيء في هذا العالم كاذب ومزيف ، حقير ووضيع ، هذا العالم لأجل المعاناة والسكينة لا يمكن أن توجد ها هنا ، إن السكينة لها عالمها الخاص المُترفع عن كل موجود مادي .(( هكذا يتحدث العدمي الميتافيزيقي)) ، إنه يريدك أن تلعن كل شيء ملموس، أن تلعن حتى الجسد واللذة ، فتلك أمور مادية لا مكان لها في عالمه المتعالي، إنه يريدك أن تعيش في هذا العالم فقط لأجل عالمه الميتافيزيقي ؛ فوفقاً لميتافيزيقياته يحدد لك كل ما يخص عالمك الواقعي ، ماذا تأكل وماذا تلبس و من تكره ومن تحب ، ووفقاً لها يحدد الأخلاق و القواعد ثم هو يريد أن يُلزم بها الآخرين ويعتبر رفضهم لها تجاوزاً وخطيئة ، إنه يريدك أن تلعن العالم مثله ، أن تلعن المادة والعلم واللذة والفن ، بل وتلعن ذاتك ، وإن لم تفعل فسيعلن عليك الحرب بلا هوادة. ففصل الأنسان عن كل ما يربطه بالواقع هو ما يفعله كهنة الميتافيزيقا ، ......
#العدمي
#المنحط
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713622
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_محمد_ابو_شحاتة أنه ذاك الذي لا يرى قيمة في هذا العالم لذاته ، بل يخلق للقيمة عالماً وهمياً لتعيش فيه بعيداً عن أيدينا ، إنه ذاك الجبان الذي لا هو استطاع أن يرى قيمة في هذا العالم ، ولا هو استطاع أن يكون عدمياً شجاعاً فيقر بانعدام قيمته ، بل خلق قيماً ميتافيزيقية وهمية وقدسها ، وأصبح يعيش لأجل الموت لا لأجل الحياة ، ثم هو لا يكتفي بهذا ، بل يظل يكرز بعدميته المنحطة حتى يفسد على الجميع سكينتهم ، يفسد سكينتنا نحن من نرى القيمة في هذا العالم بأن يحاول تدمير قيمتنا لصالح قيمته الميتافيزيقية الوهمية ، ويفسد على العدمي الحقيقي سكينته بأن يجعل من عدميته جريمة ومن انتحاره كفراً ، إنه ذاك الافلاطوني المنحط الذي يعترف بالمعاناة ثم يقدسها فلا هو يقبل بمواجهتها ولا هو يقبل بالانسحاب منها و لقد كان أفلاطون مثالاً لهذا الانحطاط بعالم مُثله الميتافيزيقي ، لقد كان الأب الروحي للأخلاق الماورائية ، الأخلاق القادمة من الوهم ولأجل الوهم ، ولهذا عشقه أشباه الفلاسفة و المدرسيين في العصور الوسطى. الترفع عن كل دنيوي والاخلاق لأجل الأخلاق تلك هي الانحطاطات الافلاطونية الكبرى ، تلك الانحطاطات التي رفعتها عصور المسيحية عالياً في وجه واقعية ومادية أبيقور، لقد كان انتصار النموذج الافلاطوني الميتافيزيقي على النموذج الابيقوري المادي أكبر هزيمة للعقلانية في تاريخ الفلسفة ، واكبر جريمة ارتكبتها الكنيسة في حق الفكر. إن النموذج الابيقوري بأخلاقياته الواقعية وبرفضه لميتافيزيقيا الأخلاق شكل صدمة لكهنة المسيحية في العصور الوسطى ،ولذلك كانت الابيقورية أكثر فلسفة تم الافتراء عليها بالأكاذيب ، وليس إطلاق الأكاذيب المغرضة بأمر مستغرب على من خلقوا عوالم كاملة مبنية على أكاذيب تمادوا فيها حتى صدقوها، لقد وضع أبيقور نموذجه الأخلاقي من هذا العالم ولأجله ، أخلاق من أجل اللذة، من أجل السكينة الوجودية ، أخلاق تخدمنا لا أخلاق نخدمها ، ولم يقصد أبيقور باللذة الانغماس في تلبية الغرائز بلا ضابط كما ادعى كهنة العصور الوسطى ، بل قصد اللذة في الاعتدال و التوافق مع الطبيعة لا لعن الطبيعية والبحث عن الغاية في أوهام الميتافيزيقا ، قبول الطبيعة كما هي والتخلص من هذيان الميتافيزيقا هو ما أراده أبيقور ، التخلص من مخاوفنا ، الخوف من الالم ، والخوف من العدم و من الموت ، ((حين نكون موجودين فلا يوجد الموت ، وحين يوجد الموت لا نوجد نحن )) بهذه الأقوال واجه أبيقور و لوكريتيوس مخاوف البشرية بالعقلانية لا بالميتافيزيقا ، ولهذا لعنهما كهنة العصور الوسطى ممن كانت تلك المخاوف بالنسبة لهم ثروة عليهم أن ينموها في نفوس العامة والبسطاء فيضمنوا ولائهم وطاعتهم. ينادوا بأعلى قائلين، كل شيء في هذا العالم كاذب ومزيف ، حقير ووضيع ، هذا العالم لأجل المعاناة والسكينة لا يمكن أن توجد ها هنا ، إن السكينة لها عالمها الخاص المُترفع عن كل موجود مادي .(( هكذا يتحدث العدمي الميتافيزيقي)) ، إنه يريدك أن تلعن كل شيء ملموس، أن تلعن حتى الجسد واللذة ، فتلك أمور مادية لا مكان لها في عالمه المتعالي، إنه يريدك أن تعيش في هذا العالم فقط لأجل عالمه الميتافيزيقي ؛ فوفقاً لميتافيزيقياته يحدد لك كل ما يخص عالمك الواقعي ، ماذا تأكل وماذا تلبس و من تكره ومن تحب ، ووفقاً لها يحدد الأخلاق و القواعد ثم هو يريد أن يُلزم بها الآخرين ويعتبر رفضهم لها تجاوزاً وخطيئة ، إنه يريدك أن تلعن العالم مثله ، أن تلعن المادة والعلم واللذة والفن ، بل وتلعن ذاتك ، وإن لم تفعل فسيعلن عليك الحرب بلا هوادة. ففصل الأنسان عن كل ما يربطه بالواقع هو ما يفعله كهنة الميتافيزيقا ، ......
#العدمي
#المنحط
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713622
الحوار المتمدن
عبدالله محمد ابو شحاتة - العدمي المنحط