رائد الحواري : الحرف بين إيهاب الشلبي ومنذر يحيى عيسى
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري الشاعر الجيد هو من يكتب القصيدة ويتماهي معها، فيشعر القارئ أنها هي من تُكتبه، وليس هو من يكتبها، وهذا الأمر لا يأتي من خلال المضمون/الفكرة التي تحمله القصيدة/المقطع الشعري فحسب، بل من خلال الألفاظ التي يستخدمها، ومن خلال الحروف التي تتكون منها تلك الألفاظ، فوجود ألفاظ بعينها في القصيد/المقطع الشعري، تستوقف المتلقي ليتأمل في الطريقة التي جاءت بها تلك الألفاظ. يقول إيهاب الشلبي:" وأعشقُ كلَّ حرفٍ ..مرَّ من شفتيكِمنساباً.. إلى قلبيتوضّأَ في رضابكِ ..ثمَّ صلّى.. فوق صدري..ركعةَ الحبِّ "هناك أربعة ألفاظ لها علاقة بالكلمة/بالحرف: "حرف، شفتيك، منسابا، رضابك" وهذا يشير إلى عذوبة الحرف الذي يخرج من فمها، وقد عبر الشاعر عن هذه العذوبة من خلال "وأعشق/شفتيك" التي يشكل حرف الشين جزءا أساسيا في تكوينها، ثم من خلال استخدامه "مر/منسابا" فالسلاسة في لفظ حرف الميم، وترابط المعنى يعطي المقطع سهولة إيصال الفكرة، من خلال اللفظ والمعنى معا.ونجد هذه الإنسيابية في "توضأ، رضابك" التي أتى فيهما حرف الضاد (كمحطة) توجب التوقف عندها، فطبيعة لفظ حرف الضاض توجب الحرص والدقة، وكأن هناك شيء مهم، ذات قيمة يوجب التوقف عنده.وهذا ما كان، لأن "توضأ/صلى/ركعة" أعمال تحتاج إلى تركيز وخشوع، والدخول في حالة روحية، وتأكيد على أن هذه الألفاظ تحتاج إلى حالة (تعب) تناسبها استخدم الشاعر: "فوق صدري" بمعنى أن فيها شيئا من الشدة/التعب.ونلاحظ التكامل في المقطع من خلال:"وأعشق/قلبي/الحب" فرغم تباعد هذه الألفاظ، إلا أنها متكاملة وتخدم فكر/مضمون المقطع، كما وهناك تكامل آخر نجده في: "وأعشق/منسابا/قلبي/توضأ/صلى/ركعة/حب" فهذه الألفاظ بمعناها المجرد تخدم فكرة الحلول/التماهي بين العابد والمعبود، وهذا يأخذنا إلى حاول الشاعر في القصيدة، وحلول القصيدة في الشاعر، فكان هذا التمامي بينهما.أما "منذر يحيى عيسى" فيقدم الحرف بطريق أخرى، فبدا وكأنه (أسير) لألفاظ بعينها، لا يقدر على مغادرتها، وهذا يشير إلى أن القصيدة/المقطع الشعري مهيمن عليه، يقول في "الحاء":"الحاءفي ملكوتها بين الحروفِ نبعُ الحزنِ والحسراتِ وفيض الحنين.والصوتُ الخفيفُ الذي بحَ بعدَ عرسٍ من نواحٍفتسلل الحفيف إلى مسام الروح ليستريح" نلاحظ أن هناك مجموعة ألفاظ تحمل حرف الحاء متعلقة بالعنوان: "الحروف، الحزن، الحسرات، الحنين، بح، نواح، الحفيف، الروح، ليستريح"، فرغم (التناقض) بينها إلا أن هناك جامع لها، نجده في لفظ حرف الحاء، الذي يُشعر المتلقي بإنسيابية اللفظ، كما أن التكامل بين: "الحاء، الحروف، الصوت، الخفيف، بح" كلها تجعل المقطع متواصل ومتكامل.وتستوقفنا ألفاظ: "الخفيف/فتسلل/الحفيف" التي جاءت بحروف مكررة ومتواصلة، وكأنها تدعو القارئ إلى التأمل فيها وفي مضمون وشكل المقطع الشعري، ونلاحظ العلاقة بين "فتسلل/مسام" فالتسلل صعب وشاقد، لأنه يكون في مكان ضيق، لكن بعد أن يتم "التسلل" يحصل الإنجاز ويكتمل العمل، فيشعر المتسلل بالراحة/"ليستريح"، وكأن "الحزن، الحسرات، نواح" انتهى وحل محله "ليستريح". ......
#الحرف
#إيهاب
#الشلبي
#ومنذر
#يحيى
#عيسى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740205
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري الشاعر الجيد هو من يكتب القصيدة ويتماهي معها، فيشعر القارئ أنها هي من تُكتبه، وليس هو من يكتبها، وهذا الأمر لا يأتي من خلال المضمون/الفكرة التي تحمله القصيدة/المقطع الشعري فحسب، بل من خلال الألفاظ التي يستخدمها، ومن خلال الحروف التي تتكون منها تلك الألفاظ، فوجود ألفاظ بعينها في القصيد/المقطع الشعري، تستوقف المتلقي ليتأمل في الطريقة التي جاءت بها تلك الألفاظ. يقول إيهاب الشلبي:" وأعشقُ كلَّ حرفٍ ..مرَّ من شفتيكِمنساباً.. إلى قلبيتوضّأَ في رضابكِ ..ثمَّ صلّى.. فوق صدري..ركعةَ الحبِّ "هناك أربعة ألفاظ لها علاقة بالكلمة/بالحرف: "حرف، شفتيك، منسابا، رضابك" وهذا يشير إلى عذوبة الحرف الذي يخرج من فمها، وقد عبر الشاعر عن هذه العذوبة من خلال "وأعشق/شفتيك" التي يشكل حرف الشين جزءا أساسيا في تكوينها، ثم من خلال استخدامه "مر/منسابا" فالسلاسة في لفظ حرف الميم، وترابط المعنى يعطي المقطع سهولة إيصال الفكرة، من خلال اللفظ والمعنى معا.ونجد هذه الإنسيابية في "توضأ، رضابك" التي أتى فيهما حرف الضاد (كمحطة) توجب التوقف عندها، فطبيعة لفظ حرف الضاض توجب الحرص والدقة، وكأن هناك شيء مهم، ذات قيمة يوجب التوقف عنده.وهذا ما كان، لأن "توضأ/صلى/ركعة" أعمال تحتاج إلى تركيز وخشوع، والدخول في حالة روحية، وتأكيد على أن هذه الألفاظ تحتاج إلى حالة (تعب) تناسبها استخدم الشاعر: "فوق صدري" بمعنى أن فيها شيئا من الشدة/التعب.ونلاحظ التكامل في المقطع من خلال:"وأعشق/قلبي/الحب" فرغم تباعد هذه الألفاظ، إلا أنها متكاملة وتخدم فكر/مضمون المقطع، كما وهناك تكامل آخر نجده في: "وأعشق/منسابا/قلبي/توضأ/صلى/ركعة/حب" فهذه الألفاظ بمعناها المجرد تخدم فكرة الحلول/التماهي بين العابد والمعبود، وهذا يأخذنا إلى حاول الشاعر في القصيدة، وحلول القصيدة في الشاعر، فكان هذا التمامي بينهما.أما "منذر يحيى عيسى" فيقدم الحرف بطريق أخرى، فبدا وكأنه (أسير) لألفاظ بعينها، لا يقدر على مغادرتها، وهذا يشير إلى أن القصيدة/المقطع الشعري مهيمن عليه، يقول في "الحاء":"الحاءفي ملكوتها بين الحروفِ نبعُ الحزنِ والحسراتِ وفيض الحنين.والصوتُ الخفيفُ الذي بحَ بعدَ عرسٍ من نواحٍفتسلل الحفيف إلى مسام الروح ليستريح" نلاحظ أن هناك مجموعة ألفاظ تحمل حرف الحاء متعلقة بالعنوان: "الحروف، الحزن، الحسرات، الحنين، بح، نواح، الحفيف، الروح، ليستريح"، فرغم (التناقض) بينها إلا أن هناك جامع لها، نجده في لفظ حرف الحاء، الذي يُشعر المتلقي بإنسيابية اللفظ، كما أن التكامل بين: "الحاء، الحروف، الصوت، الخفيف، بح" كلها تجعل المقطع متواصل ومتكامل.وتستوقفنا ألفاظ: "الخفيف/فتسلل/الحفيف" التي جاءت بحروف مكررة ومتواصلة، وكأنها تدعو القارئ إلى التأمل فيها وفي مضمون وشكل المقطع الشعري، ونلاحظ العلاقة بين "فتسلل/مسام" فالتسلل صعب وشاقد، لأنه يكون في مكان ضيق، لكن بعد أن يتم "التسلل" يحصل الإنجاز ويكتمل العمل، فيشعر المتسلل بالراحة/"ليستريح"، وكأن "الحزن، الحسرات، نواح" انتهى وحل محله "ليستريح". ......
#الحرف
#إيهاب
#الشلبي
#ومنذر
#يحيى
#عيسى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740205
الحوار المتمدن
رائد الحواري - الحرف بين إيهاب الشلبي ومنذر يحيى عيسى