محمد علي سليمان : الروائيون والشهرة
#الحوار_المتمدن
#محمد_علي_سليمان قديماً قال هيرقليطس: " هناك شيء واحد يؤثره الأفضلون على كل ما عداه وهو الشهرة الخالدة على الأمور العابرة. ومعروفة أسطورة " جلجامش " وسعية من أجل المجد والشهرة، فهو كان يمكن ثلثي صفات الآلهة وثلث صفات البشر، ولكن بعد موت صديقه أنكيدو، واكتشافه أنه غير خالد، يسعى خلف نبتة الخلود حتى يكتسب كامل صفات الآلهة. ولكنه يفشل في الحصول على نبتة الخلود، تسرقها الأفعى منه وهو يستحم في نبع الشباب، ويكتشف في نفسه الظلم الذي كان يمارسه على شعب أوروك، وإنه كان ملكاً يبطش بشعبه، ويقرر أن يسلك طريقاً آخر، أن يخدم شعب أوروك ويمنح رعاياه حياة كريمة، بل أنه كان يفكر أن يزرع نبتة الخلود من أجل شبيبة أوروك، فهذا ما سوف يخلد اسمه ويمنحه الخلود. وحديثاً يتساءل إريك فروم في كتابه " الهروب من الحرية ": لماذا تحدث بعض التغيرات المحدودة في طبع الإنسان من عهد إلى آخر؟ بحيث نجد، كما يقول: إنه منذ عصر النهضة حتى يومنا هذا، قد امتلأ الناس بطموح ناري في الشهرة، بينما تبدو هذه المجاهدة اليوم طبيعية جداً كانت ضئيلة الوجود عند إنسان المجتمع القروسطي. ويرى أن للشهرة قيمة إيجابية، وهكذا فإن اشتهاء الشهرة والنجاح والدافع إلى العمل قوتان لولاهما لما أمكن للرأسمالية الحديثة أن تنمو، ولو هاتان القوتان والعدد الآخر من القوى الإنسانية لأعوز الإنسان الحافز على العمل وفقاً للمتطلبات الاجتماعية والاقتصادية في النظام التجاري والصناعي الحديث. ويتابع في مكان آخر من كتابه: أن الصفة المميزة للفرد في عصر النهضة، ولم تكن موجودة، على الأقل بالشدة نفسها، عند عضو البنية الاجتماعية الفروسطية: الاشتهاء الانفعالي الشديد للشهرة. وإذا صار معنى الحياة مشكوكاً فيه، وإذا لم توفر علاقة المرء بالآخرين وبنفسه الأمن له، فإن الشهرة هي إحدى الوسائل لإسكات شكوكه. فهي ترفع حياة المرء الفردية من محدودياتها وعدم استقرارها إلى مستوى عدم الفناء، وإذا كان اسم المرء معروفاً من معاصريه وإذا كان يأمل ان يدوم قروناً، كان عندئذ للحياة معنى وأهمية بهذا الانعكاس له في أحكام الآخرين. ومن المعروف أن شكسبير بعد أن حقق مكاسب مادية من المسرح عمد إلى شراء شعار النبالة لأسرته، وهكذا أصبح من السادة، رغم أن شهرته لم يحظ بها من النبالة بل من الأدب، مثل بلزاك. ويقول بوركهات في كتابه " حضارة عصر النهضة في إيطاليا ": إن التطور الجواني للفرد قابله نوع جديد من التميز البراني، هو الشكل الحديث للمجد. ويقول عن دانتي إنه كان يطمح لاكتساب إكليل غار الشعر، بكل ما في روحه من قوة. ويسجل دانتي في " الكوميديا الإلهية " في " الجحيم " أن الضائعين المفقودين توسلوا إليه أن يحتفظ لهم بذكراهم وشهرتهم في الأرض حية. ويحكي أن مصرع الدوق أليساندرو الفلورنسي ينسبه مارتي إلى التعطش للشهرة الذي كان يعذب القاتل، وهو لورنزينو دي مديتشي. وبعد التشهير بلورنزينو أخذ يفكر في إيتان عمل ينسي الناس ما حاق به من مهانة، وينتهي به المطاف بقتل قريبه وأميره. ويذكر بوركهارت بحادثة معبد ديانا في إفيسوس في عهد فيليب المقدوني. ويقول التاريخ في حرق معبد ديانا أن هيروستراتوس هو الذي أشعل النار في معبد ديانا لكي يخلد اسمه. وذكر المؤرخ فاليريوس ماكسيموس " هنا الرغبة في المجد التي تنطوي على تدنيس المقدسات. وقد تم العثور على رجل في التخطيط لحرق معبد أفسس ديانا بحيث إنه من خلال تدمير هذا المبنى الأكثر جمالاً قد ينتشر اسمه في أنحاء العالم " وقد اعترف هيروستراتوس إنه أحرق المعبد من أجل الشهرة الشخصية. وفي الجهة الأخرى، يحكى عن الفيلسوف ديوجين أنه لم يكن يطلب المجد والشهرة، وعندما سعى الا ......
#الروائيون
#والشهرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708534
#الحوار_المتمدن
#محمد_علي_سليمان قديماً قال هيرقليطس: " هناك شيء واحد يؤثره الأفضلون على كل ما عداه وهو الشهرة الخالدة على الأمور العابرة. ومعروفة أسطورة " جلجامش " وسعية من أجل المجد والشهرة، فهو كان يمكن ثلثي صفات الآلهة وثلث صفات البشر، ولكن بعد موت صديقه أنكيدو، واكتشافه أنه غير خالد، يسعى خلف نبتة الخلود حتى يكتسب كامل صفات الآلهة. ولكنه يفشل في الحصول على نبتة الخلود، تسرقها الأفعى منه وهو يستحم في نبع الشباب، ويكتشف في نفسه الظلم الذي كان يمارسه على شعب أوروك، وإنه كان ملكاً يبطش بشعبه، ويقرر أن يسلك طريقاً آخر، أن يخدم شعب أوروك ويمنح رعاياه حياة كريمة، بل أنه كان يفكر أن يزرع نبتة الخلود من أجل شبيبة أوروك، فهذا ما سوف يخلد اسمه ويمنحه الخلود. وحديثاً يتساءل إريك فروم في كتابه " الهروب من الحرية ": لماذا تحدث بعض التغيرات المحدودة في طبع الإنسان من عهد إلى آخر؟ بحيث نجد، كما يقول: إنه منذ عصر النهضة حتى يومنا هذا، قد امتلأ الناس بطموح ناري في الشهرة، بينما تبدو هذه المجاهدة اليوم طبيعية جداً كانت ضئيلة الوجود عند إنسان المجتمع القروسطي. ويرى أن للشهرة قيمة إيجابية، وهكذا فإن اشتهاء الشهرة والنجاح والدافع إلى العمل قوتان لولاهما لما أمكن للرأسمالية الحديثة أن تنمو، ولو هاتان القوتان والعدد الآخر من القوى الإنسانية لأعوز الإنسان الحافز على العمل وفقاً للمتطلبات الاجتماعية والاقتصادية في النظام التجاري والصناعي الحديث. ويتابع في مكان آخر من كتابه: أن الصفة المميزة للفرد في عصر النهضة، ولم تكن موجودة، على الأقل بالشدة نفسها، عند عضو البنية الاجتماعية الفروسطية: الاشتهاء الانفعالي الشديد للشهرة. وإذا صار معنى الحياة مشكوكاً فيه، وإذا لم توفر علاقة المرء بالآخرين وبنفسه الأمن له، فإن الشهرة هي إحدى الوسائل لإسكات شكوكه. فهي ترفع حياة المرء الفردية من محدودياتها وعدم استقرارها إلى مستوى عدم الفناء، وإذا كان اسم المرء معروفاً من معاصريه وإذا كان يأمل ان يدوم قروناً، كان عندئذ للحياة معنى وأهمية بهذا الانعكاس له في أحكام الآخرين. ومن المعروف أن شكسبير بعد أن حقق مكاسب مادية من المسرح عمد إلى شراء شعار النبالة لأسرته، وهكذا أصبح من السادة، رغم أن شهرته لم يحظ بها من النبالة بل من الأدب، مثل بلزاك. ويقول بوركهات في كتابه " حضارة عصر النهضة في إيطاليا ": إن التطور الجواني للفرد قابله نوع جديد من التميز البراني، هو الشكل الحديث للمجد. ويقول عن دانتي إنه كان يطمح لاكتساب إكليل غار الشعر، بكل ما في روحه من قوة. ويسجل دانتي في " الكوميديا الإلهية " في " الجحيم " أن الضائعين المفقودين توسلوا إليه أن يحتفظ لهم بذكراهم وشهرتهم في الأرض حية. ويحكي أن مصرع الدوق أليساندرو الفلورنسي ينسبه مارتي إلى التعطش للشهرة الذي كان يعذب القاتل، وهو لورنزينو دي مديتشي. وبعد التشهير بلورنزينو أخذ يفكر في إيتان عمل ينسي الناس ما حاق به من مهانة، وينتهي به المطاف بقتل قريبه وأميره. ويذكر بوركهارت بحادثة معبد ديانا في إفيسوس في عهد فيليب المقدوني. ويقول التاريخ في حرق معبد ديانا أن هيروستراتوس هو الذي أشعل النار في معبد ديانا لكي يخلد اسمه. وذكر المؤرخ فاليريوس ماكسيموس " هنا الرغبة في المجد التي تنطوي على تدنيس المقدسات. وقد تم العثور على رجل في التخطيط لحرق معبد أفسس ديانا بحيث إنه من خلال تدمير هذا المبنى الأكثر جمالاً قد ينتشر اسمه في أنحاء العالم " وقد اعترف هيروستراتوس إنه أحرق المعبد من أجل الشهرة الشخصية. وفي الجهة الأخرى، يحكى عن الفيلسوف ديوجين أنه لم يكن يطلب المجد والشهرة، وعندما سعى الا ......
#الروائيون
#والشهرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708534
الحوار المتمدن
محمد علي سليمان - الروائيون والشهرة