مصطفى القرة داغي : سحر بوتين الذي إنقلب على صاحبه وحقق نقيض أهدافه
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_القرة_داغي حينما أقدم بوتين على إتخاذ قرار غزو أوكرانيا وأعطى أوامره بذلك، لا بد وأن هنالك أهداف معينة كان يسعى لتحقيقها، لم يخفي بعضها، مثل عزل أوكرانيا عن أوروبا، وإسقاط عاصمتها وربما محوها من الخريطة، وتهديد أوروبا وتشتيتها، ودفن أسطورة حلف الناتو وأوروبا الموحدة، وإنهاء مبدأ القطب الواحد الذي يحكم العالم ممثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية وإحراجها. لكن حتى الآن يبدو أن بوتين قد حقق بحملته العسكرية النقيض تماماً مما كان يسعى إليه، وأن خطته باتت متعثرة في أكثر من جانب، رغم إدعاءه بأن كل شيء يسير على ما يرام وكما مخطط له. فهل خطط بالذكاء الذي كنا نظن أنه يتمتع به، لكنه أخطأ بالتقدير؟ أم كان قراره لحظة رعونة لزعيم معتوه مصاب بجنون العظمة؟ أم أنه غبي، رغم أن تأريخه يثبت عكس ذلك؟فأوكرانيا كانت حتى الأمس القريب دولة منغلقة شبه معزولة عن أوروبا الغربية، لكنه جعلها محط أنظار ليس فقط أوروبا، بل والعالم، الذي بات متعاطفاً معها راغباً بمساعدتها. وكانت بالأمس تتوسل مُبدية رغبتها بدخول الإتحاد الأوروبي والناتو، ويأتيها الجواب دائماً بالرفض لعدم إستيفائها للشروط، ولإن رغبتها كانت تعتبر غير مُبَرّرة، لكنها باتت اليوم رغبة مشروعة قابلة للنقاش. وتوقع بوتين أن يصل الى العاصمة كييف ويسقطها خلال أيام، لكن التوقعات الحالية ترجح إستمرار المواجهات لعدة أسابيع. إضافة الى نجاحه في تحويل ممثل كوميدي لم يكن له حضور يُذكر على مسرح السياسية الأوروبية والعالمية إلى زعيم سياسي بات يقف له كنِد بعد أن كان يتجنبه. كما أنهى الموت السريري لحلف الناتو وأعاد إليه الروح ووحد دوَله الأعضاء. وأعاد الشباب الى القارة التي طالما وصفها أعداءها بالعجوز. وأثبتت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال حشدها تأييد ساحق لقرار إدانة غزوه لأوكرانيا في الأمم المتحدة بأنها ما تزال الى حد كبير، القطب الأوحد الذي بإمكانه أن يوجه العالم. وَوَجّه أنظارها إليه، بعد أن كانت قد آمِنَت جانبه وبَدأت تتفرغ للصين. وذكرها بأهمية أوروبا كحليفة لا غنى عنها، وبضرورة تواجدها فيها. بالنتيجة حقق بوتين لأوروبا في خمسة أيام ما عَجز ماكرون عن تحقيقه في خمس سنوات، وهو بلورة أوروبا القوية. بالإضافة طبعاً الى تعريض بلاده لعقوبات صارمة وموجعة، أقرها الغرب وحلفاءه لإضعاف قوة وإمكانيات نظامه، والتي دخلت حيز التنفيذ وبدأت تؤتي ثمارها وتوجع نظامه في العمق بسرعة لافتة.حملته العسكرية دفعت أيضاً أغلب الدول الأوروبية الى إعادة النظر بسياساتها العسكرية التي إعتمدتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لإجماعها آنذاك على عدم الدخول في حروب مع بعضها البعض بعد ما عانته من ويلات. كألمانيا مثلاً، عملاق أوروبا النائم الذي أيقظه بوتين، والتي أعلنت قبل أيام تخصيص 100 مليار يورو لصندوق خاص يستهدف تعزيز المنظومة الدفاعية للقوات المسلحة الألمانية، بعد أن وَضَع صُنّاع القرار في برلين أياديهم على القصور الذي تسَرّب الى مفاصل هذه القوات خلال السنوات الماضية، سواء فيما يتعلق بجاهزيتها القتالية، أو مواردها المالية، خلافًا للسياسة الألمانية المعتمدة منذ عقود. فقد كانت الحكومات الألمانية مِن أكثر الحكومات الأوروبية ترَدّداً في تعزيز منظومتها العسكرية وزيادة ميزانية الدفاع. وهو ما جعلها عُرضة للإنتقاد بسبب الحالة المُزرية التي وصلت إليها هذه المنظومة، خصوصاً وأن ألمانيا واحدة من أبرز الدول في الصناعات العسكرية.أما التصويت على قرار الأمم المتحدة بإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد كشف حَجم عزلة بوتين بعد أيام معدودة من حملته العسكرية، حتى بين أقرب حلفائه. ......
#بوتين
#الذي
#إنقلب
#صاحبه
#وحقق
#نقيض
#أهدافه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749449
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_القرة_داغي حينما أقدم بوتين على إتخاذ قرار غزو أوكرانيا وأعطى أوامره بذلك، لا بد وأن هنالك أهداف معينة كان يسعى لتحقيقها، لم يخفي بعضها، مثل عزل أوكرانيا عن أوروبا، وإسقاط عاصمتها وربما محوها من الخريطة، وتهديد أوروبا وتشتيتها، ودفن أسطورة حلف الناتو وأوروبا الموحدة، وإنهاء مبدأ القطب الواحد الذي يحكم العالم ممثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية وإحراجها. لكن حتى الآن يبدو أن بوتين قد حقق بحملته العسكرية النقيض تماماً مما كان يسعى إليه، وأن خطته باتت متعثرة في أكثر من جانب، رغم إدعاءه بأن كل شيء يسير على ما يرام وكما مخطط له. فهل خطط بالذكاء الذي كنا نظن أنه يتمتع به، لكنه أخطأ بالتقدير؟ أم كان قراره لحظة رعونة لزعيم معتوه مصاب بجنون العظمة؟ أم أنه غبي، رغم أن تأريخه يثبت عكس ذلك؟فأوكرانيا كانت حتى الأمس القريب دولة منغلقة شبه معزولة عن أوروبا الغربية، لكنه جعلها محط أنظار ليس فقط أوروبا، بل والعالم، الذي بات متعاطفاً معها راغباً بمساعدتها. وكانت بالأمس تتوسل مُبدية رغبتها بدخول الإتحاد الأوروبي والناتو، ويأتيها الجواب دائماً بالرفض لعدم إستيفائها للشروط، ولإن رغبتها كانت تعتبر غير مُبَرّرة، لكنها باتت اليوم رغبة مشروعة قابلة للنقاش. وتوقع بوتين أن يصل الى العاصمة كييف ويسقطها خلال أيام، لكن التوقعات الحالية ترجح إستمرار المواجهات لعدة أسابيع. إضافة الى نجاحه في تحويل ممثل كوميدي لم يكن له حضور يُذكر على مسرح السياسية الأوروبية والعالمية إلى زعيم سياسي بات يقف له كنِد بعد أن كان يتجنبه. كما أنهى الموت السريري لحلف الناتو وأعاد إليه الروح ووحد دوَله الأعضاء. وأعاد الشباب الى القارة التي طالما وصفها أعداءها بالعجوز. وأثبتت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال حشدها تأييد ساحق لقرار إدانة غزوه لأوكرانيا في الأمم المتحدة بأنها ما تزال الى حد كبير، القطب الأوحد الذي بإمكانه أن يوجه العالم. وَوَجّه أنظارها إليه، بعد أن كانت قد آمِنَت جانبه وبَدأت تتفرغ للصين. وذكرها بأهمية أوروبا كحليفة لا غنى عنها، وبضرورة تواجدها فيها. بالنتيجة حقق بوتين لأوروبا في خمسة أيام ما عَجز ماكرون عن تحقيقه في خمس سنوات، وهو بلورة أوروبا القوية. بالإضافة طبعاً الى تعريض بلاده لعقوبات صارمة وموجعة، أقرها الغرب وحلفاءه لإضعاف قوة وإمكانيات نظامه، والتي دخلت حيز التنفيذ وبدأت تؤتي ثمارها وتوجع نظامه في العمق بسرعة لافتة.حملته العسكرية دفعت أيضاً أغلب الدول الأوروبية الى إعادة النظر بسياساتها العسكرية التي إعتمدتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لإجماعها آنذاك على عدم الدخول في حروب مع بعضها البعض بعد ما عانته من ويلات. كألمانيا مثلاً، عملاق أوروبا النائم الذي أيقظه بوتين، والتي أعلنت قبل أيام تخصيص 100 مليار يورو لصندوق خاص يستهدف تعزيز المنظومة الدفاعية للقوات المسلحة الألمانية، بعد أن وَضَع صُنّاع القرار في برلين أياديهم على القصور الذي تسَرّب الى مفاصل هذه القوات خلال السنوات الماضية، سواء فيما يتعلق بجاهزيتها القتالية، أو مواردها المالية، خلافًا للسياسة الألمانية المعتمدة منذ عقود. فقد كانت الحكومات الألمانية مِن أكثر الحكومات الأوروبية ترَدّداً في تعزيز منظومتها العسكرية وزيادة ميزانية الدفاع. وهو ما جعلها عُرضة للإنتقاد بسبب الحالة المُزرية التي وصلت إليها هذه المنظومة، خصوصاً وأن ألمانيا واحدة من أبرز الدول في الصناعات العسكرية.أما التصويت على قرار الأمم المتحدة بإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد كشف حَجم عزلة بوتين بعد أيام معدودة من حملته العسكرية، حتى بين أقرب حلفائه. ......
#بوتين
#الذي
#إنقلب
#صاحبه
#وحقق
#نقيض
#أهدافه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749449
الحوار المتمدن
مصطفى القرة داغي - سحر بوتين الذي إنقلب على صاحبه وحقق نقيض أهدافه