الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
أحمد جدعان الشايب : صباح رائق.. وخيبة
#الحوار_المتمدن
#أحمد_جدعان_الشايب نستقبل صباحات أيامنا بأمل منتعش , ولكن تعكرها كثرة الخيبات. صباح رائق ... وخيبة- ألو .. المباحث الجنائية ؟................................. توقفتْ السيارة أمام الصيدلية ، كان الطبيب وزوجته الصيدلانية ، قد تهيّآ لتوجيه الدورية نحو بيت باسمْ .كانا يراقبان مشهد إسعاف باسمْ للفتاة من خلف الزجاج ، لم تكن الفئران قد لعبت بعبّهما فقط ، لكن حّية تحتفظ بسمّها ، تسعى بصدريهما ، لتفرغ الجرعات القاتلة في النفوس البريئة .الطَّرقات الهوجاء على باب الشقة ، أصابت باسم والفتاة برعدة مفاجئة ، في حين كانت تودّعه وهي تطبع على خده قبلة شكر .دقات قلبه مثل صدى في فراغ، فهل حدث ما كان يخشاه ؟ .أسرع يفتح الباب رغم يقينه أنه وقع في موقف قاتل, ولم يستطع تجاهل ما يسمع من هجوم عنيف على الباب، ولم يحسّ بشيء من الندم, لأن ما قام به واجب اجتماعي ووطني وإنساني, ولو كان موقفه سلبياً, وتخلى عن الفتاة التي تنزف دماً, لظل ينخزُه ضميرُه مدى حياته .كانت لهفته عارمة, وحيويته تنمّ عن وعيٍ عالٍ بحَمل هموم الوطن والناس , يمدّ يده بثقة ليساعد ما استطاع .منذ ساعة, وقبل أن تشي تلك الحيّة بما حدث معه, كان نائماً, حين فتح عينيه، توقّفت أحلامهُ، ولم يتوقّف أمله .استيقظ بنشاط، رشق قليلاً من الماء على وجهه، حضّر فنجان قهوته، ليرتشفه في الشرفة، التي تستقبل الصباح البرتقاليّ.هدلتْ يمامة ٌ بقربه، تتأرجح على سلكٍ كهربائيّ، كأنّ ترجيعها دعاءٌ لحظة ولادةِ شمسِ يومٍ من أوائل نيسان .في المقدّمة من حديقة منزل يقابله، أورقتْ شجرة تينٍ غضّة، شاردةً عن عبث الأيدي، تُجاورها شجرة مشمش معتدّةٌ بضخامتها واتساعها، فردَتْ أذرعها في كلّ اتجاه ، واكتست رؤوس الأغصان أوراقاً طريّة مخضّبة ً بالأحمر.الشارع تحت نظره كان هادئاً ، لا يلوّثه صخب الباعة وضجيج الآليات، وما يزال هواء الحيّ نقيّاً، مبترداً، رائقاً .قذف بنظره نحو الشرفات المواجهة له، يسودها السّكون ، يؤرّقها انتظار اكتمال الشروق ، متشوّقة ً لاستقبال روائح البنِّ والبابونج ، وتحيّات الصباح .وحدهُ ، بسعادةٍ ، يتنشّق بامتلاءٍ ،دفقاتٍ من عبير الأُصُص المتبسّمة ،المتناثرة في زوايا الشرفات والنوافذ .جوّ من الصفاء والسلام الخارجيّ ، انعكس على حالته النفسيّة ، مثل طيفٍ روحانيّ رهيف ، أحسّ بتفرُّد مشاعره ، رغم وجوده في صميم الواقع ، الذي ضاق بأمسه منكسرَ الأمل .بين فينةٍ وأخرى ، يعبُر مقابل الشرفة ، شبّانٌ وفتياتٌ يستعجلون الخطى للالتحاق بأعمالهم وجامعاتهم .خلا الشارع من المارة لدقائق ، شرد ذهنه إلى مناخات ٍمتنوّعة ، من المواقف الإنسانيّة ، أعادت انتباهه فتاة مثل مهرةٍ ضلّت طريق أمّها ، تابعها بعينيه ، كانت تميسُ كنبتِ قصبٍ مخضلٍّ على حافة جدول ، تلوح حقيبة يدها فوق قميصٍ يبدو لأول وهلة أنّه مُزّق من جانبيه مزقتين طويلتين ، لينكشف جزءٌ من خصرها ، وتفوح روائح عطرها ، فوق سروالٍ ضيّقٍ وخشن ، لا يبدو متّفقاً مع وداعة القميص ، الذي يخلّعه النسيمُ ، ولا مع اللبدة المنسربة، السارحة فوق الكتفين ، لتبدو نصاعةُ العنق ، وملاسةُ البشرةِ ، تضيء مثل نورٍ حليبيّ ، يتخلّله الشعر الفاحم لحظة نهوضه ورقوده ، متوافقاً مع رجّات الجسد أثناء الخطو النزق .رافقها ببصره مرغما ، كأنّ شيئاً ما يشدّه إليها ، وهي تمضي مبتعدة ، حتى اقتربت من تلّ أو هضبةٍ من القاذورات ، تحيط بصندوقٍ معدنيّ نظيفٍ شاهدها ......
#صباح
#رائق..
#وخيبة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722604