الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 52
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي تعرفت على تولين خلال علاقتي الزوجية المسطّحة مع رهان.كنت يومها قافلاً من مؤتمر علمي في مدينة ميونخ ممثلاً عن الشركة التي أعمل فيها. كنت في طريقي إلى بيتي الكئيب، هناك كانت زوجتي رهان تنتىظرني. بلغ قطار المسافرين محطته الأخيرة في السادسة مساء. نزلت منه قاصداً بوابة الخروج، داعبتني نسائم ربيعية طيبة حين غادرت المحطة، نظرت إلى السماء الصافية ثم ألقيت نظرة مستعجلة على ساعة يدي، أوقدت سيجارة ومشيت ببطء متوجهاً إلى محطة الباص. في المقعد المزدوج الأول خلف السائق جلست إمرأتان، أم واِبنتها. بدت الأم في منتصف عقدها السابع، شرقية، قروية بلباسها وتقاسيم وجهها. أما الاِبنة فقد بدت في نهاية عقدها الثالث، ممتلئة الجسم، غضَّة، طويلة القدّ، متحررة النظرات والوجه والملبس، شعرها أسود، عيناها سوداوتان وشفتاها ورديتان جميلتان حرّتان. أرخيت جسدي المتعب في المقعد الفارغ خلفهما وانشغلت بهمومي. أدارت وجهها باتجاهي وابتسمت لي عيناها. شعرت بحبل حميمي يربطنا برفق. خجلت من أحاسيسي تجاهها إذ بعد دقائق سأكون جالساً مقابل زوجتي رهان وسأتعشى معها أكلتها المشهورة "أرز مع بازلاء". سمعتهما تجمجمان بلغة مشاكسة، وصل مسمعي كلمات: خاشوقة وكنافة وبشكير ... عرفت من خلالها بأنهما تتكلمان اللغة التركية. حشرت نفسي بحديثهما مقاطعاً ومخاطباً الاِبنة بالألمانية: "أأنت من تركيا؟"أجابتني بلطف: "أهلي من تركيا".بعد حديث قصير أقنعتها أني أعيش وحيداً، أعطيتها عنوان إيميلي وأعطتني بدورها بطاقة عليها اسمها ورقم تلفونها وعنوان إيميلها وأخذت تتمتم: "كونك ما زلت عازباً سأدعوك قريباً لتناول الطعام التركي في منزلي".شكرتها وسألت من باب المجاملة: "وماذا ستطبخين لي!؟" نهضت استعداداً للنزول في المحطة القادمة، حدّقت بي وابتسامة حيرة لا تفارق وجهها الجميل ثم قالت: "سأطبخ لك بامياء خضراء مع رز ولحمة، وستكون التحلية بقلاوة، لا تنس أن تهاتفني". رمقت قامتها الهيفاء بنظرة فاحصة وقلت بسعادة مراهق: "سأتصل بك قريباً حتماً".في الحقيقة لم أتصل بها، أكره استخدام التلفون، كتبت لها، في الحقيقة لم أكتب لها، كنت دائم الانشغال بمصائبي مع رهان، أرسلت لها مقطعاً من قصيدة لجبران وكتبت أننا في بداية تعارف وليس لدي ما أخبرها به. تعاملتْ تولين مع مفردتاي الخفيفة بجدية كما يفعل كل ألماني وكتبت لي شيئاً: مرحبا أحمد،أشكرك على إيميلك وعلى القصيدة المعبرة لخليل جبران.لدي له كتيب "النبي" (لقد قرأته بالفعل وبتركيز، جميل جداً لكنه متطلب جداً) ولدي أيضاً مجموعة من القصائد له (التي لم أقرأها بعد).هل قرأت شيئاً من كتابات ناظم حكمت أو عزيز نيسين؟ نعم، نحن ما زلنا في البداية. كانت شجاعة كبيرة منك أن تتحدث إلي في الباص. وكما لاحظت أنت، لم أقل على الفور "لا، اتركني وشأني"، بل كنت أشعر بالفضول عما تريد أن تسألني عنه، وقبل كل شيء كيف ستسألني. تكلمت معك بوجود أمي رغم تزمتها ووثقت بك إلى الحد الذي جعلني أعطيك فيه رقم هاتف شقتي، وهذا يُظهر أنني كنت أقدّرك على أنك أهل للثقة وأرجو ألا يخيب أملي مع الأيام.دعنا نعطي الوقت لهذه العلاقة الوليدة ولنمضي في طريقها ببطء وهدوء. أريد أن أخبرك بأنني لست من النوع العفوي، ومع هذا فقد كنت في الباص بالفعل عفوية في تصرفاتي إلى حد كبير. تحياتي الحارة تولين ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745454
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 53
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في الإيميل الثاني كتبت تولين لي:عزيزي أحمد،كان لدي الوقت لبضعة أيام خلت للتفكير في بعض الأشياء وأردت أن أخبرك عنها اليوم.يجب أن أقول لك أولاً بأنني خائفة قليلاً! أعيش وحدي منذ حوالي سبع سنوات وخلال هذا الوقت تعلمت أن أكون أكثر استقلالية مما كنت عليه من قبل. هذا له جوانب جيدة، من بين أشياء أخرى، لأنني أستطيع أن أقرّر بنفسي ما أريد أن أفعله ومتى وكيف، وأعتقد أن هذا الأمر لطيف للغاية.لكن اليوم، ومنذ رأيتك، أنظر إلى هاتفي وأفتح إيميلي مراراً، لأرى إذا كنت قد اتصلت أو أرسلت لي كلمة، وهذا يرهقني. أنت تدخر كثيراً مع الكلمة المكتوبة! لما أنت بخيل هكذا؟ لماذا لا تكتب لي بإسهاب كما أكتب لك؟ حتى عندما كنت طفلة كنت أحب أن أكون بمفردي ولا أشعر بعدم الارتياح لكوني بمفردي، خاصة وأن لدي الكثير من الأصدقاء. ومع ذلك، في بعض الأحيان، أود أن يكون شخص ما بجانبي، لكنني لم أعد أرغب في الاستغناء عن حريتي في اتخاذ القرار، الحرية التي جربتها واختبرتها لعدة سنوات. لكن ربما تكون هذه هي المشكلة الأقل بالنسبة لي.لدي مخاوف في علاقات وجوانب أخرى: لدي طفلان، يعقوب عمره ثماني سنوات وماريا تسع سنوات، هما ناضجان بالفعل، ويستطيعان الاعتماد على نفسيهما، يمكنني أن أبدأ ببطء في القيام ببعض الأشياء (مثل الرقص مساءً) التي لم أتمكن من القيام بها منذ سنوات. أستمتع بوظيفتي الجديدة، لم يكن العثور عليها سهلاً. أعتقد أن مدير الشركة يعتمد عليّ، سأعمل قريباً بدوام كامل، لأن طفلاي كبرا قليلاً وتجاوزا تلك المرحلة التي يمرض الطفل فيها كثيراً وتضطر الأم بذلك للتغيب عن عملها. في الحقيقة لا أرغب في إنجاب المزيد من الأطفال. لم أضطر أبداً إلى تناول وسائل منع الحمل في حياتي حتى الآن، لا أحب ابتلاع الهرمونات الاصطناعية (حبوب منع الحمل) أو إجراء أي تدخلات في جسدي (تركيب اللولب مثلاً).لن تكون الحياة بالنسبة لك مريحة معي. منذ زمن كنت قد طلبت من الله أن يرسل لي رجلاً متديناً حتى نتمكن من البحث عن الله معاً وندعم بعضنا البعض، لعل أمنياتي غير واقعية، والآن لا أعرف ما الذي يجب أن يوضحه لي الاجتماع معك، ما هي الرسالة التي ينبغي أن أفهمها!ثم أخاف أن يرن سؤالك في أذني قريباً "وأين مكاني بينكم؟".لقد أعدت ترتيب بيتنا الصغير في ديسمبر الماضي لتلبية احتياجاتنا، أعني احتياجات أمي وأطفالي وأنا، أين وكيف يمكنني استيعاب شخص جديد في عائلتي دون الاضطرار إلى التخلي عن هذه الأشياء المهمة بالنسبة لي؟ هذا يجعلني غير آمنة، على الرغم من إيماني بأن الحياة متغيرة وليست ساكنة.أرجو أن تفهم كلماتي جيداً فأنا لا أقصد أن أؤذيك بأفكاري. روحان متناقضتان تعشعشان للأسف في صدري، ما تحلم به الأولى تهابه الثانية. تريد الأولى شريكاً محباً وموثوقاً ومثيراً للاهتمام، بينما تخشى الثانية التغييرات التي ستنجم عن ذلك.الآن ومنذ عدة أيام أقوم بتحريف وتقليب هذه الأفكار والأسئلة ذهاباً وإياباً في رأسي ولم أتوصل إلى نتيجة مرضية.أسهل لي أن أكون وحدي، هل هو الحل الأفضل؟ لا أعلم.ربما ينبغي أن أترك قلبي يلعب ويمرح أكثر قليلاً وأن أعطي رأسي بعض الراحة.كن بخير، إلى لقاء قريب.تولين>>>ولأنني لا أحب كتابة الإيميلات فقد قررت أن أختصر الطريق وأقبل دعوة تولين للغداء. استقبلتني تولين بأريحية، كانت وحدها في المنزل، شعرت بأني أعرفها منذ زمن، عاملتني كأني زوجها، لم تستغرب هيئتي، شرعت ترقص وهي تضع الصحون على الطاولة، الرقص كما أراه هو نوع خاص من الثقة والإثارة الجنس ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745787
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 54
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في صباح اليوم التالي وأثناء تناول الفطور في الفندق أخذنا نقلّب الجرائد بحثاً عن إعلانات لتأجير غرف منفردة أو شقق صغيرة، سجّلت تولين أربعة عناوين، طلبنا قهوة من جديد، دخّنا سجائرنا بروية، ثم بدأت تولين سلسلة اتصالاتها التلفونية بالمؤجرين وتسجيل مواعيد المشاهدة للإطلاع على العروض المقدّمة.انطلقنا بالسيارة إلى موعدنا الأول، كانت الشقة متواضعة المواصفات وغالية الثمن، ومع هذا لم أحظ بها، زرنا خلال فترة الظهيرة ثلاثة عناوين أخرى، دون فائدة، في اليوم الثاني أخذنا موعداً في الرابعة ظهراً لرؤية غرفة في طوق المدينة، هناك في أحد المنازل العائلية الكبيرة الواقعة على سفح جبل مزروع بأشجار العنب التقيا بالسيدة باخ، امرأة في السبعين من عمرها قوية الشخصية تعيش في منزلها مع العشرات من القطط، استقبلتنا بحفاوة وكأنها لم تكن تنتظر منا المجيء حقاً، عملت معنا جولة صغيرة في المنزل أرتنا خلالها غرفتي في الطابق الثاني، غرفة كبيرة بسقف منخفض وجدران خشبية مائلة، فيها سرير عتيق وطاولة، لم تكن الغرفة نظيفة، كانت طبقة غبار تكسو الأرضية وسطح الطاولة، تفوح من جدرانها رائحة لا تطاق، ثم أرتني دورة المياه في الطابق السفلي والمطبخ حيث سأتشارك معها باستعماله، خرجنا من المنزل لنرى الكراج، هناك لمحت سيارتها المرسيدس البيضاء ذات الموديل القديم، عدنا إلى صالون الاستقبال، أعدت لنا القهوة وسمحت لنا بإشعال سجائرنا، حدثتنا عن سيارتها التي اشترتها قبل خمسين عاماً، عن عملها في تجارة التحف وقطع الأنتيكا، عن محلها الكبير في مدينة كولونيا، عن بيتها الحالي الذي ورثته عن زوجها، عن مرضها بالسرطان قبل بضع سنوات ونجاحها في التغلب عليه، ثم تكلمت معي عن تفاصيل عقد الإيجار، ثم سألت تولين بخبث فيما إذا ستزورني كثيراً في المستقبل، قاطعتها قائلاً: "تولين صديقة لي تعيش وتعمل في الشمال الغربي". أمضينا عقد الإيجار وقبل أن نهم بالمغادرة قالت السيدة باخ: "لاتقلق إذا لم يكن لديك سيارة، تستطيع الاعتماد عليّ في المرحلة الأولى لوجودك هنا".صبيحة اليوم التالي دفعت تكاليف الأوتيل وغادرنا المدينة المزدحمة مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار واستمتاعنا الطويل باحتساء القهوة والتدخين.كنا نعلم في قرارة أنفسنا أن هذا هو فطورنا الأخير وصباحنا الأخير ومشوارنا الأخير.>>>>كرهت نفسي منذ اليوم الأول لمبيتي في الغرفة المهملة التي استأجرتها، وكرهت السيدة باخ، كرهتها لأنني كنت مجبراً على استخدام حمّامها ومطبخها، كرهتها لأنني كنت مجبراً أخلاقياً على الجلوس أحياناً إلى طاولة العشاء معها ومشاهدة التلفزيون، كرهتها لأنها كانت تستمتع برائحة سجائري، كرهتها لأنها تجاوزت السبعين من عمرها وما زالت قادرة على العمل والتفكير، كرهتها لأنها لا تشبه خالاتنا وعمّاتنا في الشرق العربي، كرهتها لأنها تحب اليورو والأنتيكا والتجارة والملكية، كرهتها لأنها كانت شريرة ومتصابية، تتمكيج وتتحمر وتتبودر وتتعطر وتصبغ شعرها باللون الأحمر وترتدي تنورة قصيرة، كرهتها لأنها كانت سعيدة بوجودي، كرهتها لأني خفت أن تقع في حبي وتشتهيني، كرهتها لأني هلعت من فكرة أن تشتكي عليّ بتهمة الاعتداء عليها، كانت تلك الموضة دارجة يومذاك وكان الألماني يورغ كاخيلمان، رائد الأعمال اللامع في مجال الأرصاد الجوّية ومقدم برنامج الطقس التلفزيوني أحد ضحايا تلك الموضة والتي ما زالت مستمرة إلى الآن بغض النظر عن عمر السيدة المرأة، كرهتها لأني أكره الكبار في السن، كرهتها لأن لا أولاد لها ولا أصدقاء، كرهتها لأنها تحب القطط أكثر من حبها للناس، كرهتها لأنها أُصيب ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746236
علي دريوسي : جسر اللَّوْز الحلقة الأخيرة
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في اليوم المتفق عليه لتسليم مفاتيح الشقة استكريت سيارة نقل وانطلقت بها إلى الشمال الغربي، بعد حوالي ست ساعات وصلت إلى هدفي، حمّلت أمتعتي وبعض قطع الأثاث القيّمة وعدت في طريقي باتجاه الجنوب، بعد مضي نصف ساعة على سفري اتصلت بالمؤجرة لأخبرها بموعد وصولي، لكنها لم ترد على مكالمتي، جرّبت مرة ثانية وثالثة دون جدوى، تابعت سفري وأنا أتحدث مع نفسي "الغائب معذور، لعلها تتسوق أو تحضر فلماً في السينما". بعد مرور دقائق على اتصالي، هاتفتني السيدة وأعلمتني أنها اتخذت قراراً بفسخ عقد الإيجار فوراً. تلعثمت بالكلام وسألتها غير مصدّق ما سمعته أذنايّ: "أتدركين مع من تتكلمين، أنا أحمد المستأجر الجديد، أنا في الطريق لاستلام المفاتيح كما اتفقنا". أجابتني عابرة السرير القذر: "نعم أقصدك أنت، لقد كذبت عليّ، أنت غير نظيف في بيوت الآخرين، ولا تدع السيجارة تنطفئ بين شفتيك، تواصلت معي السيدة باخ وحكت لي كل شيءعنك".ثم أغلقت المرأة الشر الهاتف بوجهي. حين وصلت المدينة توجهت إلى مجمع سكني لطلاب الجامعة، هناك أنزلت قطع الأثاث المنزلي وكتبت عليها "للإهداء"، تابعت طريقي إلى أوتيل المدينة، حجزت غرفة ووضعت أمتعتي فيها، ومن هناك انطلقت إلى شركة تأجير سيارات النقل، سلّمت السيارة بعد أن ملأته خزانها بالوقود ورجعت إلى الأوتيل مشياً. بعد تناول الطعام ذهبت إلى قسم الشرطة، أبلغت عما حدث معي، وجاءني الجواب بأن الشرطة لا علاقة لها بمثل هذه المواضيع. في اليوم الثاني استشرت محامياً، أخبرني هذا بأنه يستطيع مساعدتي في أخذ حقي بالحصول على المفاتيح ودخول الشقة، لكن بعد ثلاث أشهر يحق للمؤجرة إنهاء العقد رسمياً وجردي وهذا ما ستفعله. وهكذا فقد نصحني بأن أوافق على فسخ العقد معها لأريح رأسي وأتفرغ لعملي. حين نهض ليودعني بعد أن أخذ أتعابه قال وهو يبتسم: "الرجل الحكيم لا يتجادل مع إمراة مسترجلة". في المساء فكرت أن أسهر في الخمّارة لأسكر وأرقص وأغني، علني أنسى همومي ومشاكلي ومواجعي التي تثقل صدري لدرجة أني بت أشعر أحياناً بحاجتي الملحة لزيارة عيادة طبيب نفسي. تجولت في المدينة، لا لأمتع نظري بأضواء المدينة وواجهات محلاتها ولا لممارسة رياضة المشي والاسترخاء والتأمل، بل بحثاً عن إمرأة تبحث عن رجل.وقع اختياري على خمّارة الضَبّ، دخلتها بعيون فضولية تلمح كل شاردة وواردة، اخترت مكاناً في الظلمة الخفيفة من جناح المدخنين وافتتحت جلستي بسيجارة وكأس من بيرة القمح الداكن.مقابلي في جناح الأصحاء تحت أشعة الضوء الخفيف جلست امرأة وحيدة مثلي تبحث عيناها عن ظل رجل، بدت من جلستها أنها متوسطة القدّ، واثقة من نفسها وحاسمة بمواقفها. أحببتها.نهضت ومشيت بضع خطوات إليها، وقلت لها كما العادة: "أظن أننا اِلتقينا ذات مرة، أليس كذلك؟"ابتسمت المرأة الرزينة بذكاء وأجابت: "لدي انطباع أنك لا تعرف حقاً عن ماذا تتحدث معي، لذا اتركني بحالي من فضلك".عدت إلى مكاني، رافقني عطرها الربيعي، لم أكن خائباً ولا مصدوماً، بل على العكس، شعرت بهالة نور وسعادة تحيط بي، تعانقني، أحسست بهدوء داخلي حلّ محل الفوضى العارمة، وجه المرأة الحالم ذكّرني بوجه مارتا، وجه المرحومة زوجتي وأم طفليّ.همست لنفسي: "يا الله كم اشتقت لرائحتك يا مارتا.">>>>هنا سأتوقف عن متابعة نشر حلقات هذا العمل.شكراً لمتابعتكم واهتمامكم. ......
#اللَّوْز
#الحلقة
#الأخيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746598
علي دريوسي : براغي
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي المثقف العربييعيش هذا البرجوازي الصغير كما غيره من أبناء المجتمع. يدخن بشراهة ويشرب أحياناً ويقرأ نادراً. يدعي الإيمان بالعدالة والمساواة الاجتماعية، يستثمر كل مناسبة ليعلن بها أنه نصير للمرأة في جملة قضاياها، وبأنه يناضل ليل نهار لرفع الظلم عنها، وهكذا فهو يتكلم كثيراً وطويلاً عن ضرورة تحررها واستقلالها الاقتصادي. يتزوج إمرأة طيبة وغالباً ما تكون منتجة مثله. يبني معها عائلة مع أطفال. يعودان من العمل ظهراً، يأخذ المثقف قيلولة الظهيرة، ساعة من النوم العميق على الأقل، أما الزوجة فتراها كالنحلة تتنقل بين المطبخ وغرف النوم والصالون والحمام، يستيقظ المثقف، يتناول الطعام، ثم يذهب ـ غالباً ـ لزيارة أخوته وأهله، في هذا الوقت تبدأ الزوجة بأعمال التنظيف والإشراف على دراسة أطفالها وتحضير طعام العشاء، يعود الزوج المثقف، يتناول طعام العشاء، يسلي أطفاله قليلاً، يستمع للأخبار الرئيسية، في هذا الوقت تقوم الزوجة بإطعام الأطفال واصطحابهم للنوم ثم تعود لترتيب الصالون من الفوضى، بعد أن يكون قد حلّ الهدوء نوعاً ما تقوم الزوجة بترتيب ملابس الأطفال وغسيل وتجفيف ملابس العائلة، في هذا الوقت قد يقرأ المثقف جريدة الحزب ثم يمشي نصف سكران للنوم، عليه أن يذهب للعمل في اليوم التالي، عليه أن يجلس يعد الساعات كي يحين موعد الانصراف، وهكذا دواليك ...***لا أعتقد أن المرأة في الشرق العربي قادرة على ارتداء تنورة أو فستان ملون ولن تستطيع فعل ذلك في المستقبل.***واحد من أبشع الاضطرابات الاجتماعية هو التدخُّل السلبي الحشريّ للأولاد في علاقة أمهم مع عائلتها أو علاقة أبيهم مع عائلته.***الدولة القاصرة هيكلياً ستنهار حتماً دفعة واحدة كما ينهار الجسر المتعب فجأة ويتحطم بشكل كارثي.***هناك فروقات جلية بين الطفل المولود لعائلة غربية في بيئته الأصلية والطفل المولود لعائلة شرقية ـ سوريا مثلاً ـ أو لعائلة نصف شرقية (الأم شرقية والأب غربي أو العكس) في بيئة غربية ـ ألمانيا مثلاً.وهذا أمر طبيعي وبديهي.هذه الفروقات ـ المتمثلة بالسلوك وطرق التفكير والطعام والعادات ـ تظهر جلية منذ الساعات الأولى لولاة الطفل وتتجذر مع تتالي الأيام والسنين ـ يمكن مراقبتها بوضوح في دور الحضانة والمدارس والجامعات وأماكن العمل.هذه الفروقات قد تتضاءل لدرجة الاختفاء مع تعاقب الأجيال ـ ثلاثة أجيال على الأقل ـ شريطة التزاوج من سكان البيئة الأصليين والابتعاد عن الجذور.***"أقص إيدي وأعطيها للكلاب" إذا كان قادراً على مجابهتي ... تقول إمرأة في سياق حديث."أقطع رأس (أيدي) وأرميه في الشارع" إذا لم يكن ما أخبرتك به صحيحاً ... يقول رجل في سياق حديث.وإن "سقطت ذراعك فالتقطها وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي" ... يقول شاعر في سياق قصيدة.هكذا هي اللغة.***عادت للاستقرار في بلدها سوريا، مكللة بالنجاح المالي والعلمي والخبرة الاجتماعية، وحدث أن زارت صديقاً قديماً كسولاً، شعرت أن من واجبها أن تتكلم معه وتشجعه على العمل بدلاً من قعدته في البيت بلا عمل.أحسّ الصديق بالإهانة وصرخ بزوجته: " أسمهان ... يا أسمهان ..."ردّت الزوجة من المطبخ: "نعم حبيبي".سألها: "هل ينقصك شيئاً؟"أجابته: "لا حبيبي، أبداً، ما هو مبرر السؤال؟"استأنف الزوج أسئلته: "أليس لديك لحم وفروج في البراد؟"ردّت الزوجة: "الحمد لله الخير كثير، طبعاً عنا لحمة وفروج؟"توجه الزوج بحديثه للزائرة وقال بشماتة: "أما ا ......
#براغي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748672
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 1
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي أتمنى أن أكتب رواية شيقة لم أعش تفاصيلها أبداً، لكني ـ حالياً ـ لا أملك فكرة مفيدة أدحرجها فتكبر وتكبر لتصير كتاباً. من يسلمني طرف الخيط؟أتساءل ـ دون براءة ـ من أين لبعض الناس أموالها؟ هنا لا أقصد الناس التي تعيش في سوريا واغتنت بفعل عجلة الفساد المتفاقم، ولا أقصد هنا الفساد بسبب الحرب، لأن ظاهرة الفساد متأصلة في المجتمع السوري منذ عشرات السنين.هنا أقصد أولئك الذين يعيشون في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها.وهنا لا أقصد أولئك الأقزام من أبناء الحكام والمسؤولين، بل أقصد أولئك الذين كانوا يدعون الفقر والمعاناة في سوريا!بالحقيقة لا أقصد أبداً أولئك الذين مضى على تواجدهم أكثر من ربع قرن وراحوا يعملون ويتعلمون منذ اليوم الأول لوصولهم في ألمانيا وغيرها، ومع هذا لم يحصدوا ـ بالإضافة لحياة كريمة ـ أكثر من إمكانية شراء منزل وسيارة مستعينين بقرض من البنك، والأمثلة هنا كثيرة.بل أقصد أولئك الذين لم يكن باستطاعتهم شراء سندويشة شاورما، ثم ظهر العز عليهم ـ هكذا فجأة ـ بعد سنوات قليلة من إقامتهم وسنوات عمل أقل بكثير، وكسل كبير ودخل شهري متواضع. فتراهم ـ دون أن يكونوا قد ربحوا باليانصيب ـ قد اشتروا سيارات حديثة وشُققاً جميلة في مراكز المدن ومنازل ريفية ذات قيمة ويمضون إجازات سنوية مكلفة وأشياء أخر.كيف لإنسان سوري ـ بالصفات المذكورة أعلاه ـ أن يشتري شقة حديثة قي قلب برلين أو لندن أو باريس؟ أو سيارة مرسيدس أو سيارة أودي حديثة مثلاً؟ أين هو البنك الذي سيعطيك قرضاً أو أكثر ودخلك الشهري المحدود لا يسمح لك بتغطية نفقات ما ستشتريه؟ من أين وكيف حصل هؤلاء البشر على هذه الأموال؟ أتمنى أن أكتب رواية شيقة لم أعش تفاصيلها أبداً، لكني ـ حالياً ـ لا أملك فكرة مفيدة أدحرجها فتكبر وتكبر لتصير كتاباً. من يسلمني طرف الخيط؟ يقول صديقي الأستاذ أحمد اسكندر سليمان: "فلتكن عملية البحث عن فكرة روائية هي المدخل الى الرواية، هكذا سيكون بمقدورك اختبار مساحات مفتوحة بشكل لا نهائي، كما يمكنك الإشارة الى الطريقة التي ترى فيها الرواية كشكل وإمكانية وطريقة، وهكذا سيمكنك اختبار شخصيات بشكل لانهاية له، كما أنها ستكون الطريقة التي تكتشف فيها أسلوباً خاصاً للبناء والسرد. لا بأس ببعض الشغب في البداية، لكن بشرط أن يكون ممتعاً للقارىء. ثمة عتبات لا نهاية لها لكتابة رواية ما دمت تملك الوقت والطاقة على الاحتمال والاستغراق التام في عالمها".أعتقد أنه قد سلّمني طرف الخيط بذكاء. أعجبني رأيه. سآخذ بوصيته وأبدأ التجربة.يتبع ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758956
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 2
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي الحمد لله. أخيراً استطعت أن أربح ثروة هائلة بورقة يانصيب ألماني. "خمسة ملايين يورو" عَدّاً ونقداً. عقبى لكم.***وأسفاه يا أصدقائي،ما حصل معي اليوم لا يمكن للعقل الطبيعي تصديقه. عقوبة ربانية كنتيجة حتمية للبطر والاستعراض والاستهتار.أنهيت محاضرتي الأخيرة لهذا اليوم في تمام الساعة الثانية ظهراً وذهبت من بعدها للبيت مباشرة. كنت في قمة الفرح والسعادة والصفاء والإيمان. كانت الشمس مشرقة ضاحكة رغم قطعان الغيوم الرمادية التي سعت لحجب حقيقة الشمس الدافئة.في الرابعة ظهراً كنت قد حجزت لنا موعداً في البنك الألماني بغية تسوية إجراءات تحويل المبلغ الخيالي الذي ربحته في اليانصيب، خمسة ملايين يورو.كنت قد قررت ـ بهذا المبلغ مضافاً إليه القرض التجاري ـ تأسيس شركة للتجارة بالآلات الزراعية وعلى رأسها الحصّادات والتراكتورات. في الثالثة إلا ربع كنت جالساً على شرفة البيت المفتوحة على السماء والحياة على الأرض. أعددت لنفسي كأس ويسكي مع صحن مازوات، أوقدت غليوني، وضعت ورقة اليانصيب على الطاولة أمامي، رحت أنظر إليها بشوقٍ وأشرب نخبها، تلألأت عيوني من الفرح والنشوة.فجأة وأنا أرتشف من كأسي هبّت ريح خفيفة، حطّ غربان ثلاثة على الطاولة، هللت بهم، فقد أدركت حاجتهم لنقر والتقاط البذورات والمكسرات الشهية، تصارع إثنان على إحدى حبّات البذور بينما دأب الثالث على نقر حظي، ورقة اليانصيب الرابحة، حين حاولت بكف يدي إبعاده عن مراده كان ابن الخنزير قد التقطها وحلّق بها عالياً بعيداً باتجاه الجبال، وخسرت حلمي مرة واحدة.قدّر الله وما شاء فعل، فلـه الـحـكـمــة فـيـمـا قد أمر!الحمد لله على كل حال وأشكر من قلبي كل من احتفل معي وبارك لي وتمنى لنفسه حصة ولو صغيرة جداً من المال الضائع.***يتبع ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759274
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 3
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مساء الخير يا أصدقائي،أعرف سلفاً أنكم لن تصدقوا حرفاً واحداً مما سأخبركم به الآن هنا، ولا سيما أن قصة الراعي والذئب وأهل القرية متجذرة في رؤوسنا المحشوة بالمخدرات، رؤوسنا التي تأبى تحطيم الأفكار القديمة غير المُسوَّغة، رؤوسنا التي لا ترغب بالاستيقاظ. ومع ذلك أجد نفسي ملزماً بالمعنى الأخلاقي ـ بعد أن شاركتموني فرحي وترحي ـ أن أقصّ عليكم بعض تفاصيل ما حدث معي في اليومين الفائتين.بداءة بَدءٍ أعتذر منكم إذ لم أكن صادقاً معكم بحكاية الغراب الذي اِلتقط ورقة اليانصيب الرابحة بمنقاره ووَلَّى هارباً. ولا تصدقوا يا أعزائي أن المخرج وصانع الافلام الوثائقية عماد كريم قد وصل إلى جائزتي عن طريق غرابه الذكي، ولا تصدقوا هلوسات الدكتور إبراهيم نيصافي بأن ورقة اليانصيب قد صارت بحوزته وهو في سوريا، ولا تعيروا بالكم لما تفلسفت به المهندسة المميزة نسرين حين ادّعت بأنها وجدت ورقة اليانصيب بينما كانت تتنزه في الغابة القريبة من بيتها.لقد اضطررت في الحقيقة لكتابة ما كتبت والادعاء بأن الجائزة قد طارت للأبد، لأن ثمة من دبّر خطة لاقتحام منزلي وسرقة الورقة، وذلك بعد أن أعلنت في الفيسبوك ـ بطيبة قلب ـ عن فرحي بالمبلغ الذي ربحته مع عائلتي. ولحسن الحظ اكتشفت الأمر بمساعدة جاري توماس وطلبنا تدخل البوليس في اللحظة المناسبة. هذا من جهة ومن جهة أخرى أزعجني جداً أن انهالت عليّ عبر هاتفي وبريدي الفيسبوكي وإيميلي رسائل ضغط وتهديد وابتزاز تطالبني بحصصٍ من الجائزة، لدرجة أنني وبجردة حساب واحدة وجدت أني سأدفع للآخرين أكثر مما سأربح.نعم يا أصدقائي الطيبين، لقد ربحت ثروة بورقة يانصيب ألماني، خمسة ملايين يورو، لم أخسر حلمي الجميل، سأحقق كل ما أتمناه، سأفتتح قريباً شركة الآلات الزراعية التي أخطط لها، دعواتكم لي بالتوفقي، عقبى لكم.***يتبع ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759498
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 4
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي صباح الورد، لا أؤمن بالمقولة: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان". لا تهمني شائعات العين والحسد والحقد والغيرة، ولم يعد يجرحني أن في الدنيا فقراء ومعتّرون، كما كان حال مشاعري في مراهقتي السياسية الرومانسية. يبدو أن السعادة المرسلة من الرَّبّ إلى شخص ما لا تصل بالتَّقسيط، بل دفعة واحدة. هذا ما حصل معي البارحة:وأنا منغمس في عملي ببناء الجدار الغرانيتي حول باحة دارنا شعرت بالظمأ، رجوت أم الأولاد أن تناولني زجاجة بيرة باردة. فتحت القنينة ونقرت الطبة بظفر إبهامي لتسقط أرضاً بعيداً عني. أخذت رشفة وأنا أترنم "ورأيت أنك كنت ذنباً رجوت الله أن يغفر". شكرت الله في سري على هذه النعمة وقبل كل شيء على تسامحاته وتجاوزاته ثم عدت إلى عملي والطمأنينة تكللني، طمأنينة الخمسة ملايين يورو. لا أعرف كيف احتجت فجأة للطبة التي رميتها، لعلني وجدت شكلها مناسباً لأحشرها تحت الحجر التي كنت أبنيها فتتوازن أكثر، تحركت من مكاني وجلبتها، رحت ألاعبها بين أصابعي وأنا أتامل المدماك الذي كنت بصدد إنهائه، وما أن هممت بحشرها في الفراغ المناسب حتى لمحت بضع كلمات مكتوبة على جبهتها الثانية بخط أسود ناعم.دفعني فضولي لأقرأ الكلمات، أحضرت نظارة القراءة، وجدت "كود ربح"، شفرة فوز، دخلت إلى البيت، شغّلت "التابلت"، بحثت عن الشركة، تأكد لي وجود مسابقة يربح بها من يجد الكود مطبوعاً أسفل الطبة سيارة "أودي إيه8"، ألمانية الصنع. في لمح البصر ملأت استمارة الفوز" أون لاين" وضمّنتها الكود وأرسلتها إلى الشركة.بعد حوالي الساعتين اتصل بي أحد مدراء التسويق وهنأني لحظي الجيد وفرصتي في اقتناء سيارة ثمينة وحديثة جداً. وقبل أن ينهي مكالمته سألني بخبثٍ عمّا إذا كنت أنتوي استخدامها شخصياً أو بيعها، وأضاف أنه على استعداد لشرائها بمبلغ مائة ألف يورو.شكرته في نهاية المطاف وعدت إلى عملي بينما رأسي يضج بالفرح والسعادة والنعمة الهاطلة علينا من سماء صافية. سأخبركم عن الأحداث والتطورات التي ستجري بفعل ورقة اليانصيب. ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759720
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 5
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مساء الخير يا الأصدقاء، كما تتبع الموجة موجة أخرى، كذلك وصلت الملايين الخمسة إلى شطآننا آمنة. دخل المبلغ المرعب حسابنا العائلي بسرعة قياسية. امتلأت قلعتنا، أقصد منزلنا الكبير، بالفراشات الملونة. نعيش في قرية جميلة من قرى الغابة السوداء في ألمانيا، حقولها تشبه حقول فان جوخ. يشيخ الإنسان أحياناً ويغادر الحياة دون أن يعرف الجواب عن سؤال بسيط! أيهما أفضل لحياة سعيدة هانئة: الريف أم المدينة؟كانت ردة فعل زوجتي طبيعية، أقصد غير استثنائية، أظنني سمعتها تقول "المال هو صابون القلوب، مثل العتاب، لكنه لا ينقصنا في الحقيقة، لا نحتاج منه المزيد."أما أنا فقد شعرت بتشنج في عضلة قلبي، شعرت بسهم ناري موجع يخترقها. طلبت من زوجتي على الفور أن تقلني إلى المستشفى. بعد الفحوصات الأولية واختبارات الجهد نصحني الطبيب بالراحة والهدوء والابتعاد عن المشاكل والمنغصات. في البيت ضحكت لجهل الأطباء بالفرح والمواقف الكبرى، أخذت احتفل بالجائزة برفقة زوجتي التي رضيت ذلك على مضض. أعتقد أني شربت زجاجة ويسكي كاملة ودخنت ثلاث سجائر حشيش نوع ممتاز. اشتريت بضعة غرامات من جاري العزيز رفائيل. جاري الآخر ـ وصديقي في الوقت نفسه ـ مثلي الجنس، في عقده السابع، يعيش وحيداً، لا أصدقاء له ولا أولاد ولا أقرباء، خبير سيارات ومولع بقيادتها، في الثمانينيات كان يظهر في برنامج تلفزيوني خاص للتعليق على سيارات السباق، سميناه "أبو كلسون"، إذ يذهب صباحاً للسباحة في البحيرة، يعود لينشر المايو على البلكون، ثم يجلس على كرسيه الهزّاز عارياً إلا من كلسون ويبدأ بقراءة الجرائد لعدة ساعات.اتفقت وزوجتي مع صديقي "أبو كلسون" على السفر سوية ـ بسيارة مستأجرة ـ إلى مدينة "إنغولشتات" التي تبعد عنا حوالي خمس ساعات، كي نستلم تحت إشرافه هديتنا "سيارة أودي إيه8" التي ربحتها مقابل صندوق بيرة. أبدى الصديق "أبو كلسون" حماسه لمرافقتنا، لديه في مدينة ميونخ ما يجب أن يجلبه معه. أصدقائي الأعزاء، لا تستغربوا أنني أحكي لكم تفاصيل ما يجري معنا بكامل الصدق. لا أرغب أن أكون مثل أغلب الناس، صناديق أسرار سوداء وبيضاء، يعيشون ويتآكلون ويموتون فيها ومعها بصمت وخوف من الفضيحة أو العين.إلى اللقاء في تفصيل جديد ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760008