الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
صفاء بوالجداد : عاشق ثمل
#الحوار_المتمدن
#صفاء_بوالجداد الظلام يلف الأمكنة والزوايا، برد ورعد وإحساس بالصمت ، هكذا هي الليالي الخريفية ، أصر على دخول الحانة ، دخل بخطوات مرتجفة ، يشعر بأن جسده كقطعة طين جاف يابس فكر في أنه قد يرويه بما تيسر من جعة، هذا المكان غريب عنه ..أخذ مجلسا عند المشرب، إنها أول ليلة له في الحانة ، حتى الخمر لم يسبق أن تذوقه من قبل لكنه اليوم أراد أن يتخلص من وعيه اللصيق به وإخماد نار قديمة مازالت تنهش قلبه، طلب في بادئ الأمر كأسا واحدا وما إن أنهاه حتى طلب "سطيلة " تحوي الكثير من القناني .ظل يشرب من الساعة التاسعة ليلا حتى اقترب الليل من نهايته والحانة تتخفف من الضوضاء، فجأة جاءه صوت تلك المرأة الثخينة التي حفر الزمن أثره على وجهها فبعد أن فقدت ابتسامتها الجميلة وقوامها المنقوش الذي كان مورد رزقها في زمن مضى صارت ساقية لطيفة في بداية الليل متوحشة في آخره ، إنها "البرميطة" وكما تطرد كل السكارى صاحت في صاحبنا: "يالاه سالينا .. البيرة باح ، خرج خلينا نسدو" .سبها بأقبح ما جادت به اللغة ونهض مجرجرا قدماه بتثاقل وهو يدندن أغنية دندنها كل السكارى الذين غادروا الحانة قبله، "حبك نتي وجابني بالليل ، جابني بالليل مابيا ماعليا " ، في هذه اللحظة تشكلت في ذهنه فكرة عن المكان الذي سيكمل فيه سهرته ..إنه بيت حبيبته التي تركته دون أي سبب بعد مدة من علاقتهما ، في حالة وعيه يكون شخصا خجولا وجبانا لكن الثمالة مدته بشجاعة لم يعرفها من قبل.ظل يترنح وهو يعبر الزقاق الطويل حتى وصل ، وقف وعيناه معلقتان إلى الشرفة الموصدة وأطلق صرخة كسرت هدوء الليل "أميمة" .. ثم بصوت منكسر كله رجاء "طلي عليا أحبيبة"..أطل كل السكان إلا أميمة خاصته ، يضحكون ويسخرون من حاله ن أحس بالانكسار وخيبة الأمل فاستسلم لضعف ركبتية وجلس أمام باب العمارة ، أسند ظهره إلى الحائط يبكي ويروي ذكرياتهما معا وبين الفينة والأخرى يطرح سؤالا لا ينتظر جوابا عنه "واش نسيتي؟".. ظل المسكين يفضفض حتى نام كأنه في بيته ولسانه المستيقظ يردد أميمة.أميمة معذبته صاحبة الشعر الطويل ،الثغر الجميل والوجه المستدير المنير كالقمر في تمامه ، أطلت أخيرا بعد أن دق أحد الجيران بابها متذمرا: زوجك بفوضاه نزع النوم من جفوننا ووراءنا مشاغل كثيرة تتبعنا غدا ، اعتذرت المسكينة التي لا ذنب لها سوى أنها محبوبة، ثم خرجت من بيتها بعباءة مفتوحة ووشاح وضعته على رأسها بلامبالاة .. وضعت ذراعه حول عنقها وحملته وهي تلعنه ، بحب ورأفة مضمرين وغضب وحنق باديين انتشلته وهي تسأله: "أنا زوجتك منذ عامين ، أ لم تصدق ذلك بعد" ......
#عاشق

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741049
صفاء بوالجداد : خطيئة كاملة
#الحوار_المتمدن
#صفاء_بوالجداد لا زلت أسمع دقات قلبي حينما جئت الى هذا المكان أول مرة في سن 18، وفي داخلي جرح عميق ،كل من في الدوار بات يعلم سري، و لأن لا أحد هناك يتقبل الاختلاف.. طردوني، حتى ذلك الذي شاركني الخطيئة تبرأ مني. كم هو قاس أن تكون منبوذا.لقد كان فقيه الدوار أول رجل أحببته، لكنه لم يكن مبال بمشاعري ، كان يراني خطيئة ووسوسة شيطانية، كنت أعلم ذلك لكنني رضيت بدور الضحية إلى الآخر . أنا أنثى ،مع أنني لا أعلم ما يغريني في ذلك ، هل متعة الإيلاج الجسدية؟ أم أنه شعور آخر معنوي وممزوج ببصمة جسدية؟. ما أريح هذا المكان .. هنا لست " حميد الزامل" أنا هنا "الكاملة" لأنني أشعر بكمال أنوثتي.. هنا عالم آخر يختلف عن الحانات الأخرى .. الأماكن الخاصة بالمثليين أشبه بعالم مواز، ووحدها المدن الكبرى قادرة على استيعاب كل شيء وكل شخص ..ففي المدن الصغرى الكل موضوع في قالب واحد و أي حالة اختلاف تتحول إلى فضيحة عمومية تكسر رتابة العيش هناك. هنا يأتي الرجال لمضاجعة رجال آخرين ومن يقول إنه يأتي لسماع الموسيقى أو لشرب بضعة كؤوس أو للتعارف الاجتماعي فهو كاذب. يأتي الجميع لإطفاء نيران أجسادهم. وارتكاب خطايا يندمون عليها و يعودون لها مجددا .. وهكذا يستمر فيلم الرغبات المحرمة.بعد مرور آلاف الأيام يشبه رجل اليوم أول رجل حولني ل"الكاملة" إلى حد بعيد. عينان زرقاوان صغيرتان، لكنهما مشرقتين تتركان أثرا مثيرًا، هو مزيج من الإغواء القاتل والطيبة؛ جسده رجولي نحيل قليلا، ولكنه طبيعي، أي أن الحياة كوّنته وليس صالات الرياضة ،هذه هي الأجساد التي أفضلها. تفاصيله.. يا الهي؛ منحوتة وتصلح أن تحفظ في المتاحف. هنالك غموض بري في هذا الرجل، أعشق الرجل الذي ينقض عليّ بقبلة شرهة، فهو يختزل أكثر من منتصف الطريق ويزرع في بدني الشهوة التي لا رجعة فيها ولا ندم. تداعب لحيته الطويلة بشرتي الدقيقة. ينتفض بدني ويكتسب ليونة خارقة. يعرف هذا الرجل ماذا يفعل ولا مكان للأسئلة بيننا، يتقاطع جسدانا في نهر هادر. يلجني الرجل الأبيض صاحب اللحية فأشعر -يا للعجب- بأني رجل حقيقي. أقبض على مؤخرته وأثبت كيانه داخلي كي أشعر أكثر وأكثر بأني رجل .. نعم أشعر بالرجولة في أنوثتي. ينهض هذا العابر الذي زرع السعادة الخبيثة داخلي ويبلغني بأنّ عليه المغادرة. أستلقي قربه.. أنتظر حتى يخرج من الحجرة ثم اتكئ قليلا. لا أريد أن أستحمّ الآن؛ أريد أن أبقي بعضا من نكهته على جلدي. أستل سيجارة ما بعد الجنس المجيد. وأتأمل كيف تغيرت ملامحه بشدّة، أصبحت حادة وجامدة. يلبس بنطلونه الأسود التقليدي وقميصًا أبيض. هل هو موظف، محامٍ أم قاضٍ؟ يلبس جاكيت أسود ويخرج حقيبة كحلية يرمي ورقة نقدية من فئة 200 درهم ، بطريقة مذلة .خطيئتي عظيمة ..خطيئتي عظيمة جدّا..و أنا تلك الخطيئة.. منذ أن دخلت هذه " الحفرة " لم أخرج قط ، قررت أن أخرج اليوم بملابس نسائية .. نتفت آخر شعرة، ووضعت أحمر شفاه، وأحمر الخدود على توردّ خدّي، وأضفت لمعة لشعري الأصفر، وسرت في الطرقات باهتزازات ناعمة، حتى باغتني حجر طائش من غريب .سقطت مبتسمة رأيت "الكاملة "تخرج مني لقد كانت جميلة جدا، حميد أيضا خرج، وبقيت جثتي ."الموت هو كل ما كان ينقصني لأكون أنا" ......
#خطيئة
#كاملة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751156