عصام شعبان حسن : حوادث العمل في مصر... دلالات ومؤشرات
#الحوار_المتمدن
#عصام_شعبان_حسن تشكل الحوادث التي تطاول العاملين في بيئة العمل مرآة تعكس سمات سوق العمل، من بينها إهمال اشتراطات الصحة والسلامة المهنية، وارتفاع معدلات البطالة، والتي تفرض على جزء من قوة العمل، التي تزداد سنويا، القبول بأعمال خطرة تفتقد الأمان المهني والصحي والاجتماعي.كما يشير تكرار حوادث العمل في جانب منه إلى تخلف البنى الاقتصادية، سواء من حيث طبيعة القطاعات النشطة، كأعمال البناء والتشييد، وانخفاض الطلب بالقطاعات الإنتاجية المتطورة وذات الضوابط المؤسسية التي تراعي حدا أدنى من الضوابط والاشتراطات الصحية، غير أن انخفاض الطلب على العمل بشكل عام، يعني التسابق للحصول على فرصة عمل حتى ولو احتوت على مخاطر صحية.ويزداد الأمر صعوبة لفئات واسعة من العمال الذين لا يملكون مهارات تنافسية، وهؤلاء ينضمون لأي قطاعات تتصف بالخطورة، ويقبلون ظروف عمل مجحفة في أغلب الأحيان.وتعتمد العديد من القطاعات الإنتاجية على المجهود البدني، كقطاعات التحجير والبناء والمناجم ومعظم الصناعات التحويلية التي ترتفع فيها نسب الإصابة، وتصنف عالميا بالأكثر خطورة من حيث إصابات العمل.وتزداد احتمالات الإصابات في بيئة العمل مع توسع العمالة في القطاعات الخطرة، وغياب الرقابة والمتابعة لاشتراطات الصحة والسلامة المهنية، خاصة في القطاع الخاص، والذي يشمل مؤسسات بعيدة عن الرقابة ويدار بعضها بشكل عشوائي ومتخلف تقنيا.وأظهرت الحوادث الأخيرة في مصر، ومن بينها حريق مصنعين بمدينة العبور بالقاهرة الكبرى، والذي أسفر عن وفاة أكثر من 20 عاملا، غير المصابين، قسوة ظروف العمل والمخاطر التي يعاني منها العمال، وسبقت هذه الواقعة حادثة سقوط منجم أسوان، جنوب البلاد، والتي تسببت في وفاة 40 عاملا، وسبقتها أيضا حوادث مروعة، منها حادثتا مصنعي إسمنت أسوان وكيما.وتترجم حوادث العمل في مصر أيضا موازين القوة بين أطرافها الثلاثة، العمال ورؤوس المال والهيئات الرسمية المنظمة لقواعد العمل، والتي هي جزء من بنية الدولة، ويفترض أن تراقب سياسات الصحة والسلامة المهنية، وتضع شروط استيفائها بشكل دوري.تظهر الحوادث الكارثية المؤلمة جانبا من واقع الطبقة العاملة المصرية، وما تعانيه من مشكلات نتيجة ضعف تنظيمها، والإهمال الذي يقابلها، سواء كان رسميا من الهيئات المعنية بأحوال العمال كالقوى العاملة ووزارة الصناعة، وتشتبك معها أدوار غائبة لهيئات كالإدارة المحلية لتحسين بيئة العمل أو أدوار لاحقة. إذ لحقت بأماكن العمل مشكلات ضخمة، كالحرائق أو التلوث والانفجارات وما تحمله من آثار تتجاوز محيط العمل أيضا.ورغم ما تكرره الدولة بشأن الاهتمام بالعنصر البشري بوصفه أهم عناصر الإنتاج والركيزة الأساسية للارتقاء بمستوى المعيشة وتنمية الموارد البشرية لتحقيق التنمية المستدامة، إلا أن ذلك وفي ظل معادلات القوة والمصاعب التي يواجها العمال، غير قائم فعليا، وتؤشر حوادث العمل وظروفه الصعبة إلى أوجه خلل متعددة، وطبيعة الانحيازات لأجهزة الدولة التي غالبا ما تساند أصحاب الشركات والمؤسسات والذين يعنيهم في المقام الأول الربح.عمليا تكشف حوادث العمل موقف الدولة من أصحاب العمل وما يشوب عمليات الرقابة من تكاسل، ما يديم حالات عدم المطابقة، وأحيانا الفساد والتواطؤ معه.ومن بين ما تكشفه الحوادث واقع العمال وافتقادهم للتامين الاجتماعي والصحي، وهي سمة تلحق بمعظم مؤسسات القطاع الخاص، وحتى وإن كان قانون العمل 12 لسنة 2003 يتضمن مواد عدة تخص الصحة والسلامة المهنية، فإن تطبيقها رهن اعتبارات يصعب تطبيقها، كذلك لا تتناسب العقوبات مع المخالفات مع حجم الضرر الذي يتع ......
#حوادث
#العمل
#مصر...
#دلالات
#ومؤشرات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712717
#الحوار_المتمدن
#عصام_شعبان_حسن تشكل الحوادث التي تطاول العاملين في بيئة العمل مرآة تعكس سمات سوق العمل، من بينها إهمال اشتراطات الصحة والسلامة المهنية، وارتفاع معدلات البطالة، والتي تفرض على جزء من قوة العمل، التي تزداد سنويا، القبول بأعمال خطرة تفتقد الأمان المهني والصحي والاجتماعي.كما يشير تكرار حوادث العمل في جانب منه إلى تخلف البنى الاقتصادية، سواء من حيث طبيعة القطاعات النشطة، كأعمال البناء والتشييد، وانخفاض الطلب بالقطاعات الإنتاجية المتطورة وذات الضوابط المؤسسية التي تراعي حدا أدنى من الضوابط والاشتراطات الصحية، غير أن انخفاض الطلب على العمل بشكل عام، يعني التسابق للحصول على فرصة عمل حتى ولو احتوت على مخاطر صحية.ويزداد الأمر صعوبة لفئات واسعة من العمال الذين لا يملكون مهارات تنافسية، وهؤلاء ينضمون لأي قطاعات تتصف بالخطورة، ويقبلون ظروف عمل مجحفة في أغلب الأحيان.وتعتمد العديد من القطاعات الإنتاجية على المجهود البدني، كقطاعات التحجير والبناء والمناجم ومعظم الصناعات التحويلية التي ترتفع فيها نسب الإصابة، وتصنف عالميا بالأكثر خطورة من حيث إصابات العمل.وتزداد احتمالات الإصابات في بيئة العمل مع توسع العمالة في القطاعات الخطرة، وغياب الرقابة والمتابعة لاشتراطات الصحة والسلامة المهنية، خاصة في القطاع الخاص، والذي يشمل مؤسسات بعيدة عن الرقابة ويدار بعضها بشكل عشوائي ومتخلف تقنيا.وأظهرت الحوادث الأخيرة في مصر، ومن بينها حريق مصنعين بمدينة العبور بالقاهرة الكبرى، والذي أسفر عن وفاة أكثر من 20 عاملا، غير المصابين، قسوة ظروف العمل والمخاطر التي يعاني منها العمال، وسبقت هذه الواقعة حادثة سقوط منجم أسوان، جنوب البلاد، والتي تسببت في وفاة 40 عاملا، وسبقتها أيضا حوادث مروعة، منها حادثتا مصنعي إسمنت أسوان وكيما.وتترجم حوادث العمل في مصر أيضا موازين القوة بين أطرافها الثلاثة، العمال ورؤوس المال والهيئات الرسمية المنظمة لقواعد العمل، والتي هي جزء من بنية الدولة، ويفترض أن تراقب سياسات الصحة والسلامة المهنية، وتضع شروط استيفائها بشكل دوري.تظهر الحوادث الكارثية المؤلمة جانبا من واقع الطبقة العاملة المصرية، وما تعانيه من مشكلات نتيجة ضعف تنظيمها، والإهمال الذي يقابلها، سواء كان رسميا من الهيئات المعنية بأحوال العمال كالقوى العاملة ووزارة الصناعة، وتشتبك معها أدوار غائبة لهيئات كالإدارة المحلية لتحسين بيئة العمل أو أدوار لاحقة. إذ لحقت بأماكن العمل مشكلات ضخمة، كالحرائق أو التلوث والانفجارات وما تحمله من آثار تتجاوز محيط العمل أيضا.ورغم ما تكرره الدولة بشأن الاهتمام بالعنصر البشري بوصفه أهم عناصر الإنتاج والركيزة الأساسية للارتقاء بمستوى المعيشة وتنمية الموارد البشرية لتحقيق التنمية المستدامة، إلا أن ذلك وفي ظل معادلات القوة والمصاعب التي يواجها العمال، غير قائم فعليا، وتؤشر حوادث العمل وظروفه الصعبة إلى أوجه خلل متعددة، وطبيعة الانحيازات لأجهزة الدولة التي غالبا ما تساند أصحاب الشركات والمؤسسات والذين يعنيهم في المقام الأول الربح.عمليا تكشف حوادث العمل موقف الدولة من أصحاب العمل وما يشوب عمليات الرقابة من تكاسل، ما يديم حالات عدم المطابقة، وأحيانا الفساد والتواطؤ معه.ومن بين ما تكشفه الحوادث واقع العمال وافتقادهم للتامين الاجتماعي والصحي، وهي سمة تلحق بمعظم مؤسسات القطاع الخاص، وحتى وإن كان قانون العمل 12 لسنة 2003 يتضمن مواد عدة تخص الصحة والسلامة المهنية، فإن تطبيقها رهن اعتبارات يصعب تطبيقها، كذلك لا تتناسب العقوبات مع المخالفات مع حجم الضرر الذي يتع ......
#حوادث
#العمل
#مصر...
#دلالات
#ومؤشرات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712717
الحوار المتمدن
عصام شعبان حسن - حوادث العمل في مصر... دلالات ومؤشرات