الحوار المتمدن
3.16K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ثامر عباس : معايير الاحتراف السياسي : بين الدوغمائية والبرغماتية
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس لما كانت السياسة بالمفهوم الواقعي المعاش تعني ؛ علم ضبط التوازنات الحزبية ، وفن إدارة الصراعات الإيديولوجية ، وفهم تحليل العلاقات الاجتماعية ، وقدرة معالجة الأزمات السياسية . فهي ، والحالة هذه ، تحتاج إلى بحث علمي متواصل ، ودراسة معرفية مستمرة ، وسبر فكري متعمق ، وحفر تاريخي دائم . تتيح لمن ينخرط في مسالكها وينغمر في أتونها ويتعفر في معتركها ، ليس فقط إمكانية تخطي حدود الإدراك الشعبي المقرون بالثابت والجزئي ، وتجاوز تخوم الوعي التقليدي الممهور بالآني والمباشر ، اللذان لا يستوعب المرء من خلالهما فكرة السياسة إلاّ ما يختص بجوانبها المتعلقة ؛ بحيازة مقاليد السلطة بوسيلة العنف ، والهيمنة على مؤسسات الدولة بانتهاج التسلط ، والإمساك بأعنة النظام بواسطة الخنوع ، والاستحواذ على الشؤون العامة بأساليب الغش والخداع فحسب . بل ، والأهم من ذلك ، تمنحه المقدرة على استخلاص الملموس من المجرد ، واستنباط المعلوم من المجهول ، واستقراء الواقعي من الرمزي ، واستشراف المستقبل من الحاضر ، واستنتاج التوقعات من التفاعلات ، واستشفاف الاحتمالات من المصادفات . بحيث يتحول مدلولها الإجرائي من كونها مجرد فوضى إرادية واختيارات عشوائية ، لا تتطلب سوى جرأة المغامرة الجامحة وطيش القوة المنفلتة ، إلى أنظمة مؤسسية ورهانات عقلانية ، تستلزم مراعاة شروط الواقع الآيل إلى التحول والتبدل ، وتستدعي الأخذ بنظر الاعتبار ظروف المجتمع الماثل إلى التغيير والتحوير . والواقع إن الحدّ الفاصل ما بين مظاهر الذهنية الدوغمائية وخصائص السلوك البرغماتي – لاسيما في مضمار العمل السياسي – يكاد أن يكون حدا"فضفاضا"وفاصلا"هلاميا"، يصعب على من تعوزه المعرفة ويشح لديه الفهم ، تبين الفروقات واستشفاف الاختلافات القائمة بين تصلب المواقف وتعنت الآراء في الحالة الأولى وتقلب الاتجاهات وتحول الاهتمامات في الحالة الثانية . بيد إن المتمرس عمليا"والمتحصن نظريا"لا يخفى عليه استخلاص ما بين هذه وتلك من تباين على مستوى التعامل مع معطيات الواقع وانعطافاته من جهة ، وعلى صعيد الوعي بمنتجات الفكر وانزياحاته من جهة أخرى . فإذا ما توخينا التقيد بمعايير الاحتراف السياسي ، وحرصنا على الالتزام بمقاييس التحليل الموضوعي ؛ لمعرفة أنماط التجلي وترسيم حدود التمفصل بين العقليتين الدوغمائية والبرغماتية ، أمكننا القول بأن الأولى غالبا"ما تفضي إلى تنميط الذهنيات ونمذجة السلوكيات ، من منطلق الحرص على ثبات المجتمع واستقرار النظام ، دون أن تحتكم إلى ما يمور في رحم الواقع من صراعات في البنى الاجتماعية وانقطاعات في الأنساق الثقافية . هذا في حين تقود الثانية إلى تبرير المواقف حتى وان كانت خاطئة وتسوّغ التصرفات حتى وان كانت مشينة ، طالما تجد فيها ضالتها وتحقق من خلالها مقاصدها ، متعللة بالمبدأ الميكافللي الشهير (الغاية تبرر الوسيلة) ، دون أن تراعي حرمة لمبادئ إنسانية عامة أو اعتبارا"لقيم أخلاقية مشتركة . ولكي لا يأخذ الموضوع طابعا"مناقبيا" / وعظيا"، حري بنا أن ننأى به عن أهواء الرأي الشخصي ونجنبه الوقوع تحت طائلة التصورات الذاتية ، التي من شأنها حصر المعنى للوقائع في نطاق ضيق لا يتعدى حدود الرغبة ، وتقييد الدلالة للمعطيات في إطار الفهم الأحادي والإدراك الجزئي . موجهين أدوات تحليلنا شطر المستويات العميقة للظواهر الاجتماعية ، ومتتبعين مسار الحركات الصاخبة للقوى السياسية ، حيث التفاعلات البينية قائمة ، والصراعات الجانبية مستمرة ، والطفرات النوعية متوقعة ، والانقطاعات البنيوية محتملة . وعلى ذلك فليس من المستبعد أن يتحول صاحب الذهنية البرغماتية إلى ......
#معايير
#الاحتراف
#السياسي
#الدوغمائية
#والبرغماتية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755256