ياسين الحاج صالح : أناس وأفكار وأزمنة
#الحوار_المتمدن
#ياسين_الحاج_صالح خلال نصف قرن بالكاد، يعرض تاريخ الأفكار تتابعاً مثيراً فيما يخص العلاقة بين الناس والأفكار في مجالنا، وبصورة ما عالمياً. تَحوَّلنا من عالم من أفكار أكبر من الناس إلى عالم أفكار على قياس الناس إلى عالم أفكار أصغر من الناس. وتبدو هذه التحولات متنوعة الآثار منطلقاً مناسباً للنظر في أنماط الفرد والمجموعة، وتصورات الحقيقة والخطأ، والسياسة والزمن. *في ستينات القرن العشرين وسبعيناته، كانت الأفكار أكبر من الناس، كانت «عقائد» تَعقدهم على بعضهم وعلى العالم من حولهم. كانت الأفكار الكبرى هي القومية أو الشيوعية أو الإسلامية، وهي مواثيق شاملة، تتكون حولها جماعات وتَعِدُ بتغيرات كبرى وثورات، وتفكر في مصائر تاريخية، وبصراعات كبرى وملحمية، وبأزمنة تقاس بالأجيال والقرون. ولأن أفكارنا أكبر منا بكثير فهي إما لا تتغير أبداً، أو أن تغيرها المحتمل مُرجأ إلى زمن غير مُستشرَف، وهو في كل حال بطيئ جداً، جيولوجي. أما التفكير في تغييرها اليوم فهو تحريف أو خيانة أو مروق أو كفر. هو في الواقع تغيرنا نحن، حيودنا عن الحق ونكوصنا من الفكر العلمي أو الاعتقاد الصحيح أو دين الحق إلى غيره. كان الثبات على المبدأ قيمة عليا، والتغير تقلباً مستهجناً أو تذبذباً غير لائق أو سقوطاً في منتصف الطريق. وحول الأفكار الأكبر من الناس تتكون منظمات أو ينتظم الناس في مدارات حول هذه النجوم الكبيرة، المضيئة. المنظمة أو الحزب أو الجماعة أهم من الفرد، والدوام لها وليس له. وهو يتماثل أصلاً مع مثال مقرر في العقيدة، سابق لوجوده الفردي. المضمون الفكري للعقيدة قد لا يكون هو أبرز خصاصها، بل وظيفتها العاقدة، أي دورها كـ«سنة» تتكوّن حولها «جماعة». قلة هم الشيوعيون الذين كانوا على معرفة طيبة بعمل ماركس أو حتى لينين، والإسلامي هو مُعتقِدٌ ومؤمن وليس بالضرورة عارفاً بدقائق عقائد الإسلام وتاريخها، أما القومية العربية فكانت دعوة كبيرة، ببعد فكري متواضع، لكنها كانت قضية حيّة لكثيرين في العالم العربي كله. وهذا لا يمنع أن المنظمة لا تكف عن الثناء على عقيدتها، وعن تعظيمها مقابل التقليل من شأن غيرها وأي فرد فيها. تَوقُّعُ نكران الذات مُميِّزٌ للمنظمات المتكونة حول الأفكار الأكبر من الناس. هذا جيل مؤسسي الأحزاب وقادتها مثل ميشيل عفلق وخالد بكداش، وأبطالها مثل سيد قطب، وهو جيل البعث والناصرية وظهور منظمات شيوعية كثيرة، فضلاً عن الإسلامية. السيادة للفكرة الكبيرة في كل حال، أو لها الحاكمية في وعينا. إنها معصومة، نحن المعتقدون بها لسنا كذلك.وعبر ما تَشكَّلَ حولها من منظمات، ألهمت الأفكار الأكبر من الناس نضالات شجاعة، وأتاحت لكثير أن يصيروا أكبر من أنفسهم لبعض الوقت، كما ضحى كثيرون بحياتهم من أجلها. الحياة الفردية أقل أهمية من العقيدة، ومن الجماعة المتكونة حولها: الأمة أو الحزب. وهي في الأصل وعلى نحو متصل ببنيتها كفكرة كلية إيجابية حيال العنف وتحويل المجتمع بالعنف. إنها عقائد قتال، وتَصوُّرُ السياسةِ صراعيٌ جوهرياً فيها كلها.*أخذت الأفكار المساوية للناس في الحجم تظهر في سبعينات القرن العشرين. أُنتج بالتدريج نقد فكري وسياسي للشيوعية في تطبيقاتها الواقعية، لكنه يحمل نسبَنة للدعوة ككل. وأخذت ترتسم مسافة نقدية عن القومية العربية بعد هزيمة 1967. وبينما سجلت الإسلامية حضوراً أقوى في ما بعد السبعينات، إلا أن التفكير فيها، خارج مراتب الإسلاميين أنفسهم، كان متعلمناً وعلمانياً، يفكر فيها كقوة في العالم. الشيء المهم هنا هو تأنسن الأفكار أياً تكن، صارت بحجم الناس، يتغيرون وتتغير. ما بعد سبعينات القرن الع ......
#أناس
#وأفكار
#وأزمنة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685072
#الحوار_المتمدن
#ياسين_الحاج_صالح خلال نصف قرن بالكاد، يعرض تاريخ الأفكار تتابعاً مثيراً فيما يخص العلاقة بين الناس والأفكار في مجالنا، وبصورة ما عالمياً. تَحوَّلنا من عالم من أفكار أكبر من الناس إلى عالم أفكار على قياس الناس إلى عالم أفكار أصغر من الناس. وتبدو هذه التحولات متنوعة الآثار منطلقاً مناسباً للنظر في أنماط الفرد والمجموعة، وتصورات الحقيقة والخطأ، والسياسة والزمن. *في ستينات القرن العشرين وسبعيناته، كانت الأفكار أكبر من الناس، كانت «عقائد» تَعقدهم على بعضهم وعلى العالم من حولهم. كانت الأفكار الكبرى هي القومية أو الشيوعية أو الإسلامية، وهي مواثيق شاملة، تتكون حولها جماعات وتَعِدُ بتغيرات كبرى وثورات، وتفكر في مصائر تاريخية، وبصراعات كبرى وملحمية، وبأزمنة تقاس بالأجيال والقرون. ولأن أفكارنا أكبر منا بكثير فهي إما لا تتغير أبداً، أو أن تغيرها المحتمل مُرجأ إلى زمن غير مُستشرَف، وهو في كل حال بطيئ جداً، جيولوجي. أما التفكير في تغييرها اليوم فهو تحريف أو خيانة أو مروق أو كفر. هو في الواقع تغيرنا نحن، حيودنا عن الحق ونكوصنا من الفكر العلمي أو الاعتقاد الصحيح أو دين الحق إلى غيره. كان الثبات على المبدأ قيمة عليا، والتغير تقلباً مستهجناً أو تذبذباً غير لائق أو سقوطاً في منتصف الطريق. وحول الأفكار الأكبر من الناس تتكون منظمات أو ينتظم الناس في مدارات حول هذه النجوم الكبيرة، المضيئة. المنظمة أو الحزب أو الجماعة أهم من الفرد، والدوام لها وليس له. وهو يتماثل أصلاً مع مثال مقرر في العقيدة، سابق لوجوده الفردي. المضمون الفكري للعقيدة قد لا يكون هو أبرز خصاصها، بل وظيفتها العاقدة، أي دورها كـ«سنة» تتكوّن حولها «جماعة». قلة هم الشيوعيون الذين كانوا على معرفة طيبة بعمل ماركس أو حتى لينين، والإسلامي هو مُعتقِدٌ ومؤمن وليس بالضرورة عارفاً بدقائق عقائد الإسلام وتاريخها، أما القومية العربية فكانت دعوة كبيرة، ببعد فكري متواضع، لكنها كانت قضية حيّة لكثيرين في العالم العربي كله. وهذا لا يمنع أن المنظمة لا تكف عن الثناء على عقيدتها، وعن تعظيمها مقابل التقليل من شأن غيرها وأي فرد فيها. تَوقُّعُ نكران الذات مُميِّزٌ للمنظمات المتكونة حول الأفكار الأكبر من الناس. هذا جيل مؤسسي الأحزاب وقادتها مثل ميشيل عفلق وخالد بكداش، وأبطالها مثل سيد قطب، وهو جيل البعث والناصرية وظهور منظمات شيوعية كثيرة، فضلاً عن الإسلامية. السيادة للفكرة الكبيرة في كل حال، أو لها الحاكمية في وعينا. إنها معصومة، نحن المعتقدون بها لسنا كذلك.وعبر ما تَشكَّلَ حولها من منظمات، ألهمت الأفكار الأكبر من الناس نضالات شجاعة، وأتاحت لكثير أن يصيروا أكبر من أنفسهم لبعض الوقت، كما ضحى كثيرون بحياتهم من أجلها. الحياة الفردية أقل أهمية من العقيدة، ومن الجماعة المتكونة حولها: الأمة أو الحزب. وهي في الأصل وعلى نحو متصل ببنيتها كفكرة كلية إيجابية حيال العنف وتحويل المجتمع بالعنف. إنها عقائد قتال، وتَصوُّرُ السياسةِ صراعيٌ جوهرياً فيها كلها.*أخذت الأفكار المساوية للناس في الحجم تظهر في سبعينات القرن العشرين. أُنتج بالتدريج نقد فكري وسياسي للشيوعية في تطبيقاتها الواقعية، لكنه يحمل نسبَنة للدعوة ككل. وأخذت ترتسم مسافة نقدية عن القومية العربية بعد هزيمة 1967. وبينما سجلت الإسلامية حضوراً أقوى في ما بعد السبعينات، إلا أن التفكير فيها، خارج مراتب الإسلاميين أنفسهم، كان متعلمناً وعلمانياً، يفكر فيها كقوة في العالم. الشيء المهم هنا هو تأنسن الأفكار أياً تكن، صارت بحجم الناس، يتغيرون وتتغير. ما بعد سبعينات القرن الع ......
#أناس
#وأفكار
#وأزمنة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685072
الحوار المتمدن
ياسين الحاج صالح - أناس وأفكار وأزمنة
عاطف القانوع : حاتم علي ... وأزمنة الجحود
#الحوار_المتمدن
#عاطف_القانوع تبدو واحدة من تجليات عظمة حاتم علي في تلك اللحظة الفارقة التي حمله فيها خاله على كتفيه على نحو خاص، وسار به إلى مخيم اليرموك، لست أدري ما إذا كانت قامة خاله عالية بما يكفي، ليتمكّن الصغير أن يرى بوضوح، لكن ما أستطيع أن أجزم به أنها حتما كانت شامخة.على وقع خطى الخال المنهكة، كان الفتى الصغير يراقب ببطء شديد كل التفاصيل الممكنة، والتي سوف تعاد صياغتها فيما بعد، وتنفجر الأسئلة في حلقه الغض، تلك اللحظة التقطها وعيه الخاص، وطبعها على صفحة فؤاده، وظل يحرسها، ويحوطها بالرعاية، وتكبر معه، حتى إذا أنضجها ضميره الإنساني الرحب الممتد، والمتسامح، المتجاوز إكراهات الجغرافيا، والعرق، واللون والدين، ألقى بها تحفة فنية خالدة تسطّر في دقّة عالية واحدة من أقسى سرديات الوجع الإنساني فرادة. لستَ مضطرا أن تقطن أحزمة الصفيح، ولا تلافيف مخيم، يكوي لهيبه وجهك، ويجمد برده عروقك من أجل أن يستيقظ ضميرك، ولا أن تحمل بشرة سوداء لتحس بمواجع السود، وعنصرية البيض التي تحز روحك، كلا، ليس مطلوبا أن تكتوي بفقد حبيب، ليعي ضميرك معنى الفقد، لست مضطرا أن تكون فلسطينيا لتفهم معنى الوجع، معنى أن تقتلع من أرضك، وتلقى في عراء المنافي، وصحراء التيه، معنى التشرد والنبذ والخذلان. لقد كان ضمير حاتم علي الإنساني الممتد، العابر حدود الأمكنة والأزمنة والأديان والألوان والأوطان، من القوة والرهافة بحيث لا تحول دونه الحدود والسدود. في إدراك الألم، والإحساس بوجع الآخرين، ورؤية الظلم الواقع بهم... إنه يحس ويشعر ويبكي وينتحب، ويعبر، وينحاز ويقرر. ويعلن موقفه الأخلاقي، وواجبه الإنساني. إن اشتراط وجود الضمير الإنساني الممتد لأي تحفة أدبية أو فنية هو العتبة الأولى نحو مدارج الخلود، ولا يكون ضميرا إنسانيا بافتراشه خارطة الجسد؛ حتى يمتد ليصغي إلى تنهدات الضحايا حيثما وجدوا في كل زمان ومكان. بمثل هذا الضمير نحاول فهم فرادة إبداع حاتم علي في رائعته (التغريبة الفلسطينية)، وكثير من أعماله الفنية، والإجابة على سؤال مكرر طالما وجّه له: كيف يمكن لمخرج غير فلسطيني أن يقدم عملا عن هذه القضية؟ربما يرى الكثيرون أن التوجه نحو الإبداع الأدبي والفني في التعبير عن الموقف الأخلاقي والواجب الإنساني تجاه الضحايا إنما هو أداة الضعيف في مواجهة القوي، وحيلة المضطر الذي أعيته المقادير، وهو اعتقاد تعززه الوقائع التاريخية للقوة الغاشمة التي تسحق بلا رحمة، لكنه يظل اعتقادا منقوصا، ذاك أن الزمن حينما يستكمل دورته، والفن تأثيره وفاعليته، يظهر عوار ذاك الاعتقاد، فلا شيء يقض مضجع الطغاة الظالمين مثلما يصنع الفن الخالد، المتعالي على الزمان والمكان، المنبعث من ضمير إنساني قلق. إن الأعمال الفنية الخالدة غالبا ما تستعصي على الموت والفناء، والاندثار، والتغييب، ولا تكون خالدة حتى تشع في الضمائر الميتة فتبعث فيها الحياة، وتسري في النفوس الواهنة المنكسرة فتطلق إرادتها الخلاقة، وتصوغ وعي الأجيال الواعدة التي يراد تغييب وعيها، وقتل ضمائرها، وعزل إرادتها. وفق هذا المنظور نحاول أيضا فهم القيمة التاريخية لأعمال حاتم علي، إنها فاعلية الضعيف الأعزل بين يدي القوي المقتدر، لا تلبث أن تسري في وعي الأجيال بصمت وهدوء، حتى تفاجئ الغزاة الظالمين بجحافل الأحرار، المنبعثين من سراديب المنافي، وهوامش التاريخ. لم يكن حاتم من القوة بما يكفي لمواجهة سردية تاريخ يتم التواطؤ على إعادة صياغته، ولا مقاومة وقائع يراد تثبيتها الهش على واقع آيل للتردي، ولكنه كان من ......
#حاتم
#وأزمنة
#الجحود
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=704722
#الحوار_المتمدن
#عاطف_القانوع تبدو واحدة من تجليات عظمة حاتم علي في تلك اللحظة الفارقة التي حمله فيها خاله على كتفيه على نحو خاص، وسار به إلى مخيم اليرموك، لست أدري ما إذا كانت قامة خاله عالية بما يكفي، ليتمكّن الصغير أن يرى بوضوح، لكن ما أستطيع أن أجزم به أنها حتما كانت شامخة.على وقع خطى الخال المنهكة، كان الفتى الصغير يراقب ببطء شديد كل التفاصيل الممكنة، والتي سوف تعاد صياغتها فيما بعد، وتنفجر الأسئلة في حلقه الغض، تلك اللحظة التقطها وعيه الخاص، وطبعها على صفحة فؤاده، وظل يحرسها، ويحوطها بالرعاية، وتكبر معه، حتى إذا أنضجها ضميره الإنساني الرحب الممتد، والمتسامح، المتجاوز إكراهات الجغرافيا، والعرق، واللون والدين، ألقى بها تحفة فنية خالدة تسطّر في دقّة عالية واحدة من أقسى سرديات الوجع الإنساني فرادة. لستَ مضطرا أن تقطن أحزمة الصفيح، ولا تلافيف مخيم، يكوي لهيبه وجهك، ويجمد برده عروقك من أجل أن يستيقظ ضميرك، ولا أن تحمل بشرة سوداء لتحس بمواجع السود، وعنصرية البيض التي تحز روحك، كلا، ليس مطلوبا أن تكتوي بفقد حبيب، ليعي ضميرك معنى الفقد، لست مضطرا أن تكون فلسطينيا لتفهم معنى الوجع، معنى أن تقتلع من أرضك، وتلقى في عراء المنافي، وصحراء التيه، معنى التشرد والنبذ والخذلان. لقد كان ضمير حاتم علي الإنساني الممتد، العابر حدود الأمكنة والأزمنة والأديان والألوان والأوطان، من القوة والرهافة بحيث لا تحول دونه الحدود والسدود. في إدراك الألم، والإحساس بوجع الآخرين، ورؤية الظلم الواقع بهم... إنه يحس ويشعر ويبكي وينتحب، ويعبر، وينحاز ويقرر. ويعلن موقفه الأخلاقي، وواجبه الإنساني. إن اشتراط وجود الضمير الإنساني الممتد لأي تحفة أدبية أو فنية هو العتبة الأولى نحو مدارج الخلود، ولا يكون ضميرا إنسانيا بافتراشه خارطة الجسد؛ حتى يمتد ليصغي إلى تنهدات الضحايا حيثما وجدوا في كل زمان ومكان. بمثل هذا الضمير نحاول فهم فرادة إبداع حاتم علي في رائعته (التغريبة الفلسطينية)، وكثير من أعماله الفنية، والإجابة على سؤال مكرر طالما وجّه له: كيف يمكن لمخرج غير فلسطيني أن يقدم عملا عن هذه القضية؟ربما يرى الكثيرون أن التوجه نحو الإبداع الأدبي والفني في التعبير عن الموقف الأخلاقي والواجب الإنساني تجاه الضحايا إنما هو أداة الضعيف في مواجهة القوي، وحيلة المضطر الذي أعيته المقادير، وهو اعتقاد تعززه الوقائع التاريخية للقوة الغاشمة التي تسحق بلا رحمة، لكنه يظل اعتقادا منقوصا، ذاك أن الزمن حينما يستكمل دورته، والفن تأثيره وفاعليته، يظهر عوار ذاك الاعتقاد، فلا شيء يقض مضجع الطغاة الظالمين مثلما يصنع الفن الخالد، المتعالي على الزمان والمكان، المنبعث من ضمير إنساني قلق. إن الأعمال الفنية الخالدة غالبا ما تستعصي على الموت والفناء، والاندثار، والتغييب، ولا تكون خالدة حتى تشع في الضمائر الميتة فتبعث فيها الحياة، وتسري في النفوس الواهنة المنكسرة فتطلق إرادتها الخلاقة، وتصوغ وعي الأجيال الواعدة التي يراد تغييب وعيها، وقتل ضمائرها، وعزل إرادتها. وفق هذا المنظور نحاول أيضا فهم القيمة التاريخية لأعمال حاتم علي، إنها فاعلية الضعيف الأعزل بين يدي القوي المقتدر، لا تلبث أن تسري في وعي الأجيال بصمت وهدوء، حتى تفاجئ الغزاة الظالمين بجحافل الأحرار، المنبعثين من سراديب المنافي، وهوامش التاريخ. لم يكن حاتم من القوة بما يكفي لمواجهة سردية تاريخ يتم التواطؤ على إعادة صياغته، ولا مقاومة وقائع يراد تثبيتها الهش على واقع آيل للتردي، ولكنه كان من ......
#حاتم
#وأزمنة
#الجحود
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=704722
الحوار المتمدن
عاطف القانوع - حاتم علي ... وأزمنة الجحود