علي سيريني : تأملات في دور الكُرد في تغيير التأريخ ومحاولات الآخرين لطمس هويتهم و بصمتهم
#الحوار_المتمدن
#علي_سيريني الكُرد، المفارقات و الموافقات: أيوبييون سنّة و صفوييون شيعةلعب الكُرد دورا عظيما و عجيبا في آن، في تغيير تأريخ المنطقة و العالم. وشكّل هذا الدور أحيانا مفارقات تأريخية كبرى لا يملك المرء إزاءها إلا أن يندهش إلى أبعد حدود الإندهاش. بادئ ذي بدء، نجد الدولة الميدية التي أسسها أجداد الكُرد الحاليين قضت على الدولة الآشورية القوية في عام 612 ق.م، لتصبح الدولة الأقوى في المنطقة الممتدة بين اليونان و الهند. هذا الحدث غير وجه التأريخ في ذلك الزمان، ولم تقم للآشوريين بعد ذلك قائمة، ويشير العهد القديم إلى ذلك في أسفار إشعياء وإرميا وناحوم[1]، أن آشور ستتحطم و لن تقوم لها بعد ذلك قائمة، و أن الميديين هم الذين بعثهم الرب لتحطيمها. لكن هناك فئات معينة من الجوار الكُردي تحاول عمدا -دون جدوى- أن تنفي صلة الكُرد بالميديين، زاعمة أن الميديين فرس أو إيرانيّون (لإبعاد العلاقة الكُردية بهم). وهؤلاء غير منتبهين إلى أن الأدلة التي تثبت الصلة الوثيقة بين الكُرد و الميديين دامغة، تشلّ أي إنكار. و الميدييون قطعا ليسوا فرساُ. فأحد مؤرخي الفرس و هو أحمد لواساني، في كتابه ‘الأخمينييون‘ يؤكد أن الفرس كانوا قبائل رحل يسكنون جنوب دولة ميديا، و كان الحضر منهم يسكن القرى.[2] ويؤكد ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة، أن الفرس تعلموا كل شئ من الميديين، من أصغر إلى أكبر مسألة حضارية.[3] ولم يكن للفرس حينذاك أي شأن، بل كانوا قبائل بدائية تابعة للميديين تعيش على الرعي و الترحل، كما يشرح ذلك المؤرخ الفارسي أحمد لواساني. من الجدير بالذكر أن الميديين هم أول من بدأ بالمراسم و الأتيكيت بين الرعية و الطبقة الحاكمة (مثلا عدم رمي البصاق في الأماكن العامة و بحضور أصحاب الدولة، و تخصيص نوعية اللباس بحسب المناسبة كاللباس الخاص بالأفراح و اللباس الخاص بالعزاء و اللباس الخاص بالدولة ...الخ. كما أنهم نوعوا في نوعية الأطعمة و نوعية تقديمها ومناسباتها و أوقاتها).بعد أن قضى كورش الأخميني على الدولة الميدية، بالتعاون مع الميديين أنفسهم، بسبب ظلم الإمبراطور الميدي هستياك لرعيته (أعدَم و قطع إبن هرباجس [مساعده] إرباً إربا، ثم أجبره أن يأكل لحم إبنه المقتول!)؛ فقام هرباجس يتعاون مع كورش الأخميني (حفيد هستياك من جهة أمه)، للقضاء على هستياك، فكان له ما أراد.[4] حاول الميدييون بعد ذلك إستعادة ملكهم ولكن دون جدوى، حتى أغتيل آخر مُطالبيهم بالعرش قرب أربيل على يدي كورش. ولم تقم لأحفاد الميديين بعد ذلك قائمة، إلى أن قامت الإمبراطورية الساسانية في عام 224 للميلاد، حين دخلت مع الدولة الفارسية الإشكانية في صراع وجود، حسمه الساسانييون بإنتصار حاسم و حطموا الدولة الإشكانية نهائيا، وسموا عاصمتهم ماديان، كتعبير لثأرهم من الفرس الذين سطوا على الحكم الميدي. وهذا يشكل نقطة الوعي لدى الساسانيين تجاه أنفسهم و تأريخهم، وتجاه الآخر المعادي، وكأنهم بإعادة الهوية الميدية يعيدون الأمر إلى مجراه الصحيح و إلى من هو أحق بالحكم (شرعية السلطة). ومن هنا يبدو أنهم عاملوا الإشكانيين كإمتداد للأخمينيين، واعتبروا أنفسهم ورثة الميديين. و يبدو أن هذا الوعي كان موجودا لدى الأشكانيين أيضا، إذ بعث الملك الإشكاني أردوان برسالة إلى أردشير (أول الملوك الساسانيين) يهدده قائلا "أنت أيها الكُردي، أيها المتربي في خيام الكُرد، من أين لك الحق في أن تدعي التاج الملكي الذي وضعته على رأسك" كما يروي مؤرخون كبار مثل الطبري.[5] وسمى الساسانييون مدنهم بأسماء كُردية، و حياً كُرديا في عاصمتهم، ثم أعادوا إسم ميديا بأن جعلوا إسم عاصمتهم ماديان (الميد ......
#تأملات
#الكُرد
#تغيير
#التأريخ
#ومحاولات
#الآخرين
#لطمس
#هويتهم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691024
#الحوار_المتمدن
#علي_سيريني الكُرد، المفارقات و الموافقات: أيوبييون سنّة و صفوييون شيعةلعب الكُرد دورا عظيما و عجيبا في آن، في تغيير تأريخ المنطقة و العالم. وشكّل هذا الدور أحيانا مفارقات تأريخية كبرى لا يملك المرء إزاءها إلا أن يندهش إلى أبعد حدود الإندهاش. بادئ ذي بدء، نجد الدولة الميدية التي أسسها أجداد الكُرد الحاليين قضت على الدولة الآشورية القوية في عام 612 ق.م، لتصبح الدولة الأقوى في المنطقة الممتدة بين اليونان و الهند. هذا الحدث غير وجه التأريخ في ذلك الزمان، ولم تقم للآشوريين بعد ذلك قائمة، ويشير العهد القديم إلى ذلك في أسفار إشعياء وإرميا وناحوم[1]، أن آشور ستتحطم و لن تقوم لها بعد ذلك قائمة، و أن الميديين هم الذين بعثهم الرب لتحطيمها. لكن هناك فئات معينة من الجوار الكُردي تحاول عمدا -دون جدوى- أن تنفي صلة الكُرد بالميديين، زاعمة أن الميديين فرس أو إيرانيّون (لإبعاد العلاقة الكُردية بهم). وهؤلاء غير منتبهين إلى أن الأدلة التي تثبت الصلة الوثيقة بين الكُرد و الميديين دامغة، تشلّ أي إنكار. و الميدييون قطعا ليسوا فرساُ. فأحد مؤرخي الفرس و هو أحمد لواساني، في كتابه ‘الأخمينييون‘ يؤكد أن الفرس كانوا قبائل رحل يسكنون جنوب دولة ميديا، و كان الحضر منهم يسكن القرى.[2] ويؤكد ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة، أن الفرس تعلموا كل شئ من الميديين، من أصغر إلى أكبر مسألة حضارية.[3] ولم يكن للفرس حينذاك أي شأن، بل كانوا قبائل بدائية تابعة للميديين تعيش على الرعي و الترحل، كما يشرح ذلك المؤرخ الفارسي أحمد لواساني. من الجدير بالذكر أن الميديين هم أول من بدأ بالمراسم و الأتيكيت بين الرعية و الطبقة الحاكمة (مثلا عدم رمي البصاق في الأماكن العامة و بحضور أصحاب الدولة، و تخصيص نوعية اللباس بحسب المناسبة كاللباس الخاص بالأفراح و اللباس الخاص بالعزاء و اللباس الخاص بالدولة ...الخ. كما أنهم نوعوا في نوعية الأطعمة و نوعية تقديمها ومناسباتها و أوقاتها).بعد أن قضى كورش الأخميني على الدولة الميدية، بالتعاون مع الميديين أنفسهم، بسبب ظلم الإمبراطور الميدي هستياك لرعيته (أعدَم و قطع إبن هرباجس [مساعده] إرباً إربا، ثم أجبره أن يأكل لحم إبنه المقتول!)؛ فقام هرباجس يتعاون مع كورش الأخميني (حفيد هستياك من جهة أمه)، للقضاء على هستياك، فكان له ما أراد.[4] حاول الميدييون بعد ذلك إستعادة ملكهم ولكن دون جدوى، حتى أغتيل آخر مُطالبيهم بالعرش قرب أربيل على يدي كورش. ولم تقم لأحفاد الميديين بعد ذلك قائمة، إلى أن قامت الإمبراطورية الساسانية في عام 224 للميلاد، حين دخلت مع الدولة الفارسية الإشكانية في صراع وجود، حسمه الساسانييون بإنتصار حاسم و حطموا الدولة الإشكانية نهائيا، وسموا عاصمتهم ماديان، كتعبير لثأرهم من الفرس الذين سطوا على الحكم الميدي. وهذا يشكل نقطة الوعي لدى الساسانيين تجاه أنفسهم و تأريخهم، وتجاه الآخر المعادي، وكأنهم بإعادة الهوية الميدية يعيدون الأمر إلى مجراه الصحيح و إلى من هو أحق بالحكم (شرعية السلطة). ومن هنا يبدو أنهم عاملوا الإشكانيين كإمتداد للأخمينيين، واعتبروا أنفسهم ورثة الميديين. و يبدو أن هذا الوعي كان موجودا لدى الأشكانيين أيضا، إذ بعث الملك الإشكاني أردوان برسالة إلى أردشير (أول الملوك الساسانيين) يهدده قائلا "أنت أيها الكُردي، أيها المتربي في خيام الكُرد، من أين لك الحق في أن تدعي التاج الملكي الذي وضعته على رأسك" كما يروي مؤرخون كبار مثل الطبري.[5] وسمى الساسانييون مدنهم بأسماء كُردية، و حياً كُرديا في عاصمتهم، ثم أعادوا إسم ميديا بأن جعلوا إسم عاصمتهم ماديان (الميد ......
#تأملات
#الكُرد
#تغيير
#التأريخ
#ومحاولات
#الآخرين
#لطمس
#هويتهم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691024
الحوار المتمدن
علي سيريني - تأملات في دور الكُرد في تغيير التأريخ ومحاولات الآخرين لطمس هويتهم و بصمتهم