زهير دعيم : الفاكهة للميسورين فقط
#الحوار_المتمدن
#زهير_دعيم صادفني في الطريق قبل أيام احد الأصدقاء ، فابتسم قائلًا : مصادفة جميلة أستاذ ... لعلّ الله أرسلك لكي ما تُخفّف عنّي وعنّا ولو بالكلمات . أتُصدّق أنّني كنتُ أذهب الى دكّان الخضار والفواكه قبل سنة ونيّف فأعود مُحمَّلًا بالأكياس من كلّ الأنواع وفي جيبي بقيّة من شواقل ، واليوم انظرْ ... أكاد لا أحمل شيئًا والمئة شاقل قد طارت ! ابتسمتُ وفي قلبي غصّة ، فأنا أيضًا مواطن وأشعر بهذا الشّعور وإن كنتُ أقلّ من ذاك الإنسان الذي يعيش على مُخصّصات الشّيخوخة . حقًّا لقد أضحت الفواكه في بلادنا مع بعض أنواع الخضراوات للأغنياء فقط ، وصحّ قول جدّتي المرحومة : " شمّ ولا تذوق " ، ففقير الحال بل والمتوسط الحال ليس بمقدورهما أن يشتريا الكيلو غرام الواحد من البامية بمائة وعشرين شاقلًا والكرز بمائة شاقل ناهيك عن الأعناب والخوخ وكلّ أنواع الفواكه الأخرى والتي باتت مُتعةً للنظر فقط لا للذوق ، ولا تسأل عن البنادورة – والتي هي العامود الفقري في طعامنا فقد أضحت فوق قدرة الكثيرين . يأتيك أحدهم فيقول : " ما معي ... لا أشتري !!! " جميل ولكنّ الأمر لا يخلو من الحرمان .. فماذا تقول لطفلك وزوادته الى المدرسة تخلو من حبّة فاكهة في حين جارة يتمتع امامه في أوقات الفرص بحبّات الكرز ؟نعم الامر زاد عن حدّه فحُرمنا ان نكاد حتّى من البِّطّيخ ، فالبطيخة الواحدة والتي برمّتها قشور في قشور قد يصل ثمنها الى مئة شاقل . والسؤال هو لماذا ؟ هل أصحاب حوانيت الخضار والفواكه هم السبب والمُسبّب ؟ والحقيقة تقول لا ... فالحانوتيّ يستلم كغم الكرز بثمانين من الشواقل فماذا تنتظر أن يبيعه ؟ والأمر ايضًا ليس دائمًا مرتبطًا بالفلاح والمزارعين الذين يعيشون هم ايضًا ضنك العيش ، وانّما يتعلّق بالوسطاء الجشعين الذين لا يشبعون ويربحون ويستغنون بين ليلة وضحاها على حساب المواطن المسكين والأب المُعيل. استمعت قبل أيام الى خبير اقتصاديّ الذي تحدّث عبر احدى المحطات التلفزيونيّة المحليّة فقال : أن كيلو غرام الواحد من البنادورة في تركيا يُصدّر الى العالم بشاقلٍ واحد فقط ؟ . وعندما سئل اذًا لماذا لا نستورد فضحك قائلًا : أوّلًا هناك من سيعترض بأنّنا سنظلم فلّاحينا ، وثانيًا منْ قال لك أن استوردنا البنادورة التركيّة ستصل للمستهلك في بلادنا بشاقلين ؟ أنت تحلم يا صديقي ! فهناك من ينتظر ليعبّئ جيوبه . والسؤال الذي يطرح نفسه عُنوةً : أين الرّقابة الحكوميّة ؟ وأين الوزارات الاجتماعيّة ؟ وأين الحكومة ممّن يجري ، فقد بلغ السّيل الزُّبى في هذا المجال الحيويّ ، رغم انّني ما زلتُ أعتقد وأشعر بأنّنا نعيش بألف خير قياسًا مع جيراننا في لبنان ومصر و.... ولكن هذا لا يعني أن نسكت خاصة وهناك في خزينة الدولة فائض يزيد عن 32 مليار شاقل .. نعم ... انّها صرخة حقّ حارقة أطلقها عنكَ يا صديقي وعن كلّ أولئك الّذين حرمناهم من الفاكهة . ......
#الفاكهة
#للميسورين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756327
#الحوار_المتمدن
#زهير_دعيم صادفني في الطريق قبل أيام احد الأصدقاء ، فابتسم قائلًا : مصادفة جميلة أستاذ ... لعلّ الله أرسلك لكي ما تُخفّف عنّي وعنّا ولو بالكلمات . أتُصدّق أنّني كنتُ أذهب الى دكّان الخضار والفواكه قبل سنة ونيّف فأعود مُحمَّلًا بالأكياس من كلّ الأنواع وفي جيبي بقيّة من شواقل ، واليوم انظرْ ... أكاد لا أحمل شيئًا والمئة شاقل قد طارت ! ابتسمتُ وفي قلبي غصّة ، فأنا أيضًا مواطن وأشعر بهذا الشّعور وإن كنتُ أقلّ من ذاك الإنسان الذي يعيش على مُخصّصات الشّيخوخة . حقًّا لقد أضحت الفواكه في بلادنا مع بعض أنواع الخضراوات للأغنياء فقط ، وصحّ قول جدّتي المرحومة : " شمّ ولا تذوق " ، ففقير الحال بل والمتوسط الحال ليس بمقدورهما أن يشتريا الكيلو غرام الواحد من البامية بمائة وعشرين شاقلًا والكرز بمائة شاقل ناهيك عن الأعناب والخوخ وكلّ أنواع الفواكه الأخرى والتي باتت مُتعةً للنظر فقط لا للذوق ، ولا تسأل عن البنادورة – والتي هي العامود الفقري في طعامنا فقد أضحت فوق قدرة الكثيرين . يأتيك أحدهم فيقول : " ما معي ... لا أشتري !!! " جميل ولكنّ الأمر لا يخلو من الحرمان .. فماذا تقول لطفلك وزوادته الى المدرسة تخلو من حبّة فاكهة في حين جارة يتمتع امامه في أوقات الفرص بحبّات الكرز ؟نعم الامر زاد عن حدّه فحُرمنا ان نكاد حتّى من البِّطّيخ ، فالبطيخة الواحدة والتي برمّتها قشور في قشور قد يصل ثمنها الى مئة شاقل . والسؤال هو لماذا ؟ هل أصحاب حوانيت الخضار والفواكه هم السبب والمُسبّب ؟ والحقيقة تقول لا ... فالحانوتيّ يستلم كغم الكرز بثمانين من الشواقل فماذا تنتظر أن يبيعه ؟ والأمر ايضًا ليس دائمًا مرتبطًا بالفلاح والمزارعين الذين يعيشون هم ايضًا ضنك العيش ، وانّما يتعلّق بالوسطاء الجشعين الذين لا يشبعون ويربحون ويستغنون بين ليلة وضحاها على حساب المواطن المسكين والأب المُعيل. استمعت قبل أيام الى خبير اقتصاديّ الذي تحدّث عبر احدى المحطات التلفزيونيّة المحليّة فقال : أن كيلو غرام الواحد من البنادورة في تركيا يُصدّر الى العالم بشاقلٍ واحد فقط ؟ . وعندما سئل اذًا لماذا لا نستورد فضحك قائلًا : أوّلًا هناك من سيعترض بأنّنا سنظلم فلّاحينا ، وثانيًا منْ قال لك أن استوردنا البنادورة التركيّة ستصل للمستهلك في بلادنا بشاقلين ؟ أنت تحلم يا صديقي ! فهناك من ينتظر ليعبّئ جيوبه . والسؤال الذي يطرح نفسه عُنوةً : أين الرّقابة الحكوميّة ؟ وأين الوزارات الاجتماعيّة ؟ وأين الحكومة ممّن يجري ، فقد بلغ السّيل الزُّبى في هذا المجال الحيويّ ، رغم انّني ما زلتُ أعتقد وأشعر بأنّنا نعيش بألف خير قياسًا مع جيراننا في لبنان ومصر و.... ولكن هذا لا يعني أن نسكت خاصة وهناك في خزينة الدولة فائض يزيد عن 32 مليار شاقل .. نعم ... انّها صرخة حقّ حارقة أطلقها عنكَ يا صديقي وعن كلّ أولئك الّذين حرمناهم من الفاكهة . ......
#الفاكهة
#للميسورين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756327
الحوار المتمدن
زهير دعيم - الفاكهة للميسورين فقط !