صباح هرمز الشاني : مقاربة بين روايتي مدام بوفاري لفلوبير والأحمر والأسود لستندال
#الحوار_المتمدن
#صباح_هرمز_الشاني ولد غوستاف فلوبير عام 1822، وتوفي عام 1880، وهو بذلك عاش ثمان وخمسين عاما. وإذا كان قد نشر روايته (مدام بوفاري) عام 1857، فهذا يعني أنه كان في الخامسة والثلاثين من عمره، عندما كتب هذه الرواية التي هزت العالم، ومقارنة بستندال فهو أصغر منه بتسع وثلاثين عاما، ذلك أن ستندال من مواليد عام 1783، كما أنه كتبها بعد رواية الأحمر والأسود بسبع وعشرين عاما، بإعتبار أن ستندال كتب روايته (الأحمر والأسود) عام 1830وهو في السابعة والأربعين من عمره.شهد تأريخ 7/ فبراير العام 1857، نهاية المحاكمة ضد مؤلف هذه الرواية غوستاف فلوبير، بالإضافة الى صاحب المجلة التي نشرت فيها الرواية بشكل أجزاء، ومسؤول الطباعة. ونشرت وقائع المحاكمة في نهاية الرواية التي أحتلت ثمان وسبعين صفحة. وما دفع بهذه الرواية أن تنال رواجا منقطع النظير، وأفضل الروايات مبيعا، هو ليس تبرئة الرجال الثلاثة ذوات أصحاب الشأن بها، وإنما أيضا لكونها رواية أخلاقية، لتصديها للعواقب الخطيرة التي تتمخض عن شهوات بطلتها (إيما).تتكون هذه الرواية من ثمانبة عشر فصلا، والفصل الأخير هو أطول الفصول، إذ يقع في (177) صفحة، وهو نصف حجم الرواية البالغ عدد صفحاتها (342). وتدور أحداثها حول خيانة إيما لزوجها شارل بوفاري، عبر ميلها الى ربط علاقات عاطفية مع الشباب الذين تلتقيهم، لتتطور الى علاقات غير شرعية. وهذه النزعة العاطفية الأقرب الى الرومانسية منها الى الواقعية، كانت قائمة عندها حتى قبل زواجها بشارل بوفاري، بدليل أنها أنجذبت اليه في أول لقائها به. ولكن هذه النزعة تتضح أكثر بعد زواجها، سيما في علاقتها مع الشابين ليون و رودولوف.هذه النزعة ترجمتها إيما على أرض الواقع في البداية من خلال مرافقة شارل عند إنصرافه، أثر معالجة والدها أثر كسر ساقه حتى بداية السلم الخارجي، ثم تظل واقفة ريثما يحضر جواده، وفضلا عن ذلك كانا يظلان صامتين. وإذا كانت بهذه الطريقة في المرة الأولى قد أغوت إيما لشارل المتزوج بإمرأة دميمة، فإنها في الثانية أغوته، عبر عرضها عليه أن يتناول معها كأسا من الشراب، وهي تضحك، أو كما يقول السارد: (وتطرح رأسها الى الوراء لترشف ما بها من قطرات. . وشفتاها ممدوتان الى الأمام. . بينما أمتد لسانها من بين أسنانها الدقيقة ليلعق ما في القاع.).ولكن السبب الحقيقي لرومانسية إيما وشهواتها ونزواتها التي لا تعد ولا تحصى، إنما تعود: ((لنشأتها في رعاية راهبات (الأورسلين). وقد حظيت بتربية راقية، ومن ثم فهي تقرأ الروايات، وعلى دراية بالرقص والرسم ، كما تحذق التطريز والعزف على البيانو. . وتلك كانت الطامة.)). كما أن إكتشاف إيما ضعف شخصية شارل بوفاري أثر إقترانها به، بعد موت زوجته، والسذاجة التي يتميز بها، بعكس شخصيتها القوية، والبون الشاسع بين ثقافتيهما، إذ شاء القدر لأبنة القسيس الطموحة والحالمة، أن ترتبط بشخص تتوافر فيه جميع نقائض خصالها. كل ذلك دفعها أكثر نحو السقوط الى الهاوية، لإستغلالها عوامل ضعفه لتحقيق مآربها.مثلما كان (جوليان) بطل رواية الأحمر والأسود لستندال، يعيش رحلة البحث عن الذات للإرتقاءإجتماعيا داخل المجتمع الفرنسي، كذلك فإن بطلتنا لهذه الرواية تسعى في الأحلام التي تترآى لها، عبر رفضها لحياة الريف، وتوقها للعيش في المدينة أن تنحو المنحى ذاته. بيد أن لكون أحلام كلا الشخصيتين من الصعب نيلها في المجتمع الفرنسي الصارم الذي عاشا فيه في تلك الحقبة، علاوة على كون هذه الأحلام أكبر من حجم شخصيتهما الحقيقية، فقد أدى بجوليان الى إعدامه، وإيما الى إنتحارها بالسم.إن شخصية جوليان تشبه الى حد كبير بشخصية ......
#مقاربة
#روايتي
#مدام
#بوفاري
#لفلوبير
#والأحمر
#والأسود
#لستندال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716815
#الحوار_المتمدن
#صباح_هرمز_الشاني ولد غوستاف فلوبير عام 1822، وتوفي عام 1880، وهو بذلك عاش ثمان وخمسين عاما. وإذا كان قد نشر روايته (مدام بوفاري) عام 1857، فهذا يعني أنه كان في الخامسة والثلاثين من عمره، عندما كتب هذه الرواية التي هزت العالم، ومقارنة بستندال فهو أصغر منه بتسع وثلاثين عاما، ذلك أن ستندال من مواليد عام 1783، كما أنه كتبها بعد رواية الأحمر والأسود بسبع وعشرين عاما، بإعتبار أن ستندال كتب روايته (الأحمر والأسود) عام 1830وهو في السابعة والأربعين من عمره.شهد تأريخ 7/ فبراير العام 1857، نهاية المحاكمة ضد مؤلف هذه الرواية غوستاف فلوبير، بالإضافة الى صاحب المجلة التي نشرت فيها الرواية بشكل أجزاء، ومسؤول الطباعة. ونشرت وقائع المحاكمة في نهاية الرواية التي أحتلت ثمان وسبعين صفحة. وما دفع بهذه الرواية أن تنال رواجا منقطع النظير، وأفضل الروايات مبيعا، هو ليس تبرئة الرجال الثلاثة ذوات أصحاب الشأن بها، وإنما أيضا لكونها رواية أخلاقية، لتصديها للعواقب الخطيرة التي تتمخض عن شهوات بطلتها (إيما).تتكون هذه الرواية من ثمانبة عشر فصلا، والفصل الأخير هو أطول الفصول، إذ يقع في (177) صفحة، وهو نصف حجم الرواية البالغ عدد صفحاتها (342). وتدور أحداثها حول خيانة إيما لزوجها شارل بوفاري، عبر ميلها الى ربط علاقات عاطفية مع الشباب الذين تلتقيهم، لتتطور الى علاقات غير شرعية. وهذه النزعة العاطفية الأقرب الى الرومانسية منها الى الواقعية، كانت قائمة عندها حتى قبل زواجها بشارل بوفاري، بدليل أنها أنجذبت اليه في أول لقائها به. ولكن هذه النزعة تتضح أكثر بعد زواجها، سيما في علاقتها مع الشابين ليون و رودولوف.هذه النزعة ترجمتها إيما على أرض الواقع في البداية من خلال مرافقة شارل عند إنصرافه، أثر معالجة والدها أثر كسر ساقه حتى بداية السلم الخارجي، ثم تظل واقفة ريثما يحضر جواده، وفضلا عن ذلك كانا يظلان صامتين. وإذا كانت بهذه الطريقة في المرة الأولى قد أغوت إيما لشارل المتزوج بإمرأة دميمة، فإنها في الثانية أغوته، عبر عرضها عليه أن يتناول معها كأسا من الشراب، وهي تضحك، أو كما يقول السارد: (وتطرح رأسها الى الوراء لترشف ما بها من قطرات. . وشفتاها ممدوتان الى الأمام. . بينما أمتد لسانها من بين أسنانها الدقيقة ليلعق ما في القاع.).ولكن السبب الحقيقي لرومانسية إيما وشهواتها ونزواتها التي لا تعد ولا تحصى، إنما تعود: ((لنشأتها في رعاية راهبات (الأورسلين). وقد حظيت بتربية راقية، ومن ثم فهي تقرأ الروايات، وعلى دراية بالرقص والرسم ، كما تحذق التطريز والعزف على البيانو. . وتلك كانت الطامة.)). كما أن إكتشاف إيما ضعف شخصية شارل بوفاري أثر إقترانها به، بعد موت زوجته، والسذاجة التي يتميز بها، بعكس شخصيتها القوية، والبون الشاسع بين ثقافتيهما، إذ شاء القدر لأبنة القسيس الطموحة والحالمة، أن ترتبط بشخص تتوافر فيه جميع نقائض خصالها. كل ذلك دفعها أكثر نحو السقوط الى الهاوية، لإستغلالها عوامل ضعفه لتحقيق مآربها.مثلما كان (جوليان) بطل رواية الأحمر والأسود لستندال، يعيش رحلة البحث عن الذات للإرتقاءإجتماعيا داخل المجتمع الفرنسي، كذلك فإن بطلتنا لهذه الرواية تسعى في الأحلام التي تترآى لها، عبر رفضها لحياة الريف، وتوقها للعيش في المدينة أن تنحو المنحى ذاته. بيد أن لكون أحلام كلا الشخصيتين من الصعب نيلها في المجتمع الفرنسي الصارم الذي عاشا فيه في تلك الحقبة، علاوة على كون هذه الأحلام أكبر من حجم شخصيتهما الحقيقية، فقد أدى بجوليان الى إعدامه، وإيما الى إنتحارها بالسم.إن شخصية جوليان تشبه الى حد كبير بشخصية ......
#مقاربة
#روايتي
#مدام
#بوفاري
#لفلوبير
#والأحمر
#والأسود
#لستندال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716815
الحوار المتمدن
صباح هرمز الشاني - مقاربة بين روايتي مدام بوفاري لفلوبير والأحمر والأسود لستندال