مهدي شاكر العبيدي : قراءة ثانية لشعرنا القديم
#الحوار_المتمدن
#مهدي_شاكر_العبيدي كثيرة هي الدراسات المُعَدة عن الشعر العربي الجاهلي معنية بتحديد أغراضه ومعانيه وتشخيص عناصره وسماته الفنية ، مع تباين أصحابها في دوافعهم وغاياتهم منها ، وتوزعهم بين داعٍ لحث أجيال القراء على التزود منه والتشرب به واستيحاء أجوائه واعتباره قمة ما يمكن أن توفي عليه السليقة العربية من إبداع وأسارة وتفنن ، وبين محذر من ذلك وصارف عنه ، بدعوى تمثيله لنمط من الحياة الجافية لم تعد لنا صلة بها أو رابطة معها ، ويتنافيان من ناحيتهما مع الشوط الحضاري الذي جازته البشرية عبر قرون متلاحقة ، ويغفل أولاء عن أن قيام قبيلة بغزو أخرى على ما يستتبع ذلك وينجم عنه من نهبٍ وسلبٍ وانتهاك ، لا يعادل في دلالته على الهمجية والتوحش شروع إحدى الدول الاستعمارية في العصر الحديث بفرض هيمنتها المطلقة على غيرها من البلدان ، وقد لحق بموجبات العزوف عن قراءة الشعر الجاهلي في شرع رافضيه فرط حفالته بمفردات لغوية صلدة لم يُكتب لها دوام الاستعمال واعتمادها من لدن الشعراء والكـُتـاب وتضمينها في أساليبهم وتعبيراتهم ، وليس أدل على ذلك من اضطرار طالب العلم لمراجعة المعجم للتعرف على المرادفات السهلة المشاكلة لتلكم الألفاظ البينة النبو والإعضال ، على ما يستنفد ذلك من الجهد والطاقة الذهنية في الحفظ والتدارس ، ولا ينكرَن أحدٌ استحالة الإبقاء في الذاكرة على تلك الفحاوي لأمدٍ يطول ، مهما أوتي للمرء من نشاطٍ وإقبال على الحفظ والاستزادة أو طبع عليه من قوة العقل وصحة الوجدان إذا جاز التعبير ، ولا عليك بما يتشدق به الآخرون ويزهون من دون لزوم أن لغتنا تفوق سائر لغات العالم بوفرة الأدوات وتعدد وجوه التراكيب والصياغات التي يصار إليها منها تبعاً لذلك.أما ما تزخر به بعض مقطعاته وقصائده من اللقيات الحكمية والمعاني النبيلة المستقطرة من تجارب واقعية مريرة جازها ناسجوها وخرجوا منها بالندوب والآلام ، وخُيل للدارسينَ معها أنـهم كانوا على مستوىً من المعرفة والفهم والثقافة لايقل خطراً وأهمية من قبل حكماء اليونان وأعيان الأدب والعلم في الأمم الأخرى ومنها اليونان بوجه خاص ، فرغم أن ذلك مما لا يستهان به أو يطوله الإنكار إلا أنـه مما يُحتمَل صدوره عن أية نفس بشرية في أي زمن أو حقبة منه ، ويظل أبداً متجدداً متكرراً بأشكال وأنساق أخرى يتفاوت الشعراء في مجالها من ناحية نصيبهم من الاكتمال والبداعة والأداء الفني.ولنا أن نقطع بين ذينك المتخالفينَ في النظر إلى الشعر الجاهلي وتقويمه ، انـه مثل طوراً من حياة أمتنا وتاريخها غاية ما يكون التمثيل من الإتقان والإحسان ، وان الإيصاء ببتر الصلات والأواصر بين حاضر الشعب وماضيه ما لا يقوى عليه دعاة هذه الخطة مهما تفننوا لها من وسائل وابتغوا من طرائق ، ويجدر وفق هذا الحكم تقبل الشعر الجاهلي على علاته رغم ما يُمتحَن به من تحفظات المعاندينَ المستكثرينَ ومؤاخذتهم عليه من احتفاله بالعصبيات ولواحقها من ضغائن وأحقاد معنىً ، ومن امتلاءٍ بالعسر والتعقيد اللفظي مبنىً ، أسوة بما تبلغه بقية المعطيات التراثية في العمارة والطب والحكمة والفلك من عناية الشراح وتقويمهم.لا نبغي من هذا التقديم الضافي رمي الدكتور مصطفى ناصف بالغلو والسرف والانصراف إلى تصيد خصائص موهومة ، وتزويق مقومات فنية مختلفة بغية إسباغها على شعر ذلك الزمن العافي تدليلاً على ما سبق إليه أعلام الشعر وقتذاك من نبوغ وتجويد فني ، أو عن لوجدانهم وخيالهم من خطرات ومفهومات وحقائق هي في الذروة والعمق والدقة أو الغنى الفلسفي والجهد الطائل المبذول لاكتناه الأسرار الخافية الماثلة في هذا الكون إلى جانب ما يحسن توافره للشع ......
#قراءة
#ثانية
#لشعرنا
#القديم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736961
#الحوار_المتمدن
#مهدي_شاكر_العبيدي كثيرة هي الدراسات المُعَدة عن الشعر العربي الجاهلي معنية بتحديد أغراضه ومعانيه وتشخيص عناصره وسماته الفنية ، مع تباين أصحابها في دوافعهم وغاياتهم منها ، وتوزعهم بين داعٍ لحث أجيال القراء على التزود منه والتشرب به واستيحاء أجوائه واعتباره قمة ما يمكن أن توفي عليه السليقة العربية من إبداع وأسارة وتفنن ، وبين محذر من ذلك وصارف عنه ، بدعوى تمثيله لنمط من الحياة الجافية لم تعد لنا صلة بها أو رابطة معها ، ويتنافيان من ناحيتهما مع الشوط الحضاري الذي جازته البشرية عبر قرون متلاحقة ، ويغفل أولاء عن أن قيام قبيلة بغزو أخرى على ما يستتبع ذلك وينجم عنه من نهبٍ وسلبٍ وانتهاك ، لا يعادل في دلالته على الهمجية والتوحش شروع إحدى الدول الاستعمارية في العصر الحديث بفرض هيمنتها المطلقة على غيرها من البلدان ، وقد لحق بموجبات العزوف عن قراءة الشعر الجاهلي في شرع رافضيه فرط حفالته بمفردات لغوية صلدة لم يُكتب لها دوام الاستعمال واعتمادها من لدن الشعراء والكـُتـاب وتضمينها في أساليبهم وتعبيراتهم ، وليس أدل على ذلك من اضطرار طالب العلم لمراجعة المعجم للتعرف على المرادفات السهلة المشاكلة لتلكم الألفاظ البينة النبو والإعضال ، على ما يستنفد ذلك من الجهد والطاقة الذهنية في الحفظ والتدارس ، ولا ينكرَن أحدٌ استحالة الإبقاء في الذاكرة على تلك الفحاوي لأمدٍ يطول ، مهما أوتي للمرء من نشاطٍ وإقبال على الحفظ والاستزادة أو طبع عليه من قوة العقل وصحة الوجدان إذا جاز التعبير ، ولا عليك بما يتشدق به الآخرون ويزهون من دون لزوم أن لغتنا تفوق سائر لغات العالم بوفرة الأدوات وتعدد وجوه التراكيب والصياغات التي يصار إليها منها تبعاً لذلك.أما ما تزخر به بعض مقطعاته وقصائده من اللقيات الحكمية والمعاني النبيلة المستقطرة من تجارب واقعية مريرة جازها ناسجوها وخرجوا منها بالندوب والآلام ، وخُيل للدارسينَ معها أنـهم كانوا على مستوىً من المعرفة والفهم والثقافة لايقل خطراً وأهمية من قبل حكماء اليونان وأعيان الأدب والعلم في الأمم الأخرى ومنها اليونان بوجه خاص ، فرغم أن ذلك مما لا يستهان به أو يطوله الإنكار إلا أنـه مما يُحتمَل صدوره عن أية نفس بشرية في أي زمن أو حقبة منه ، ويظل أبداً متجدداً متكرراً بأشكال وأنساق أخرى يتفاوت الشعراء في مجالها من ناحية نصيبهم من الاكتمال والبداعة والأداء الفني.ولنا أن نقطع بين ذينك المتخالفينَ في النظر إلى الشعر الجاهلي وتقويمه ، انـه مثل طوراً من حياة أمتنا وتاريخها غاية ما يكون التمثيل من الإتقان والإحسان ، وان الإيصاء ببتر الصلات والأواصر بين حاضر الشعب وماضيه ما لا يقوى عليه دعاة هذه الخطة مهما تفننوا لها من وسائل وابتغوا من طرائق ، ويجدر وفق هذا الحكم تقبل الشعر الجاهلي على علاته رغم ما يُمتحَن به من تحفظات المعاندينَ المستكثرينَ ومؤاخذتهم عليه من احتفاله بالعصبيات ولواحقها من ضغائن وأحقاد معنىً ، ومن امتلاءٍ بالعسر والتعقيد اللفظي مبنىً ، أسوة بما تبلغه بقية المعطيات التراثية في العمارة والطب والحكمة والفلك من عناية الشراح وتقويمهم.لا نبغي من هذا التقديم الضافي رمي الدكتور مصطفى ناصف بالغلو والسرف والانصراف إلى تصيد خصائص موهومة ، وتزويق مقومات فنية مختلفة بغية إسباغها على شعر ذلك الزمن العافي تدليلاً على ما سبق إليه أعلام الشعر وقتذاك من نبوغ وتجويد فني ، أو عن لوجدانهم وخيالهم من خطرات ومفهومات وحقائق هي في الذروة والعمق والدقة أو الغنى الفلسفي والجهد الطائل المبذول لاكتناه الأسرار الخافية الماثلة في هذا الكون إلى جانب ما يحسن توافره للشع ......
#قراءة
#ثانية
#لشعرنا
#القديم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736961
الحوار المتمدن
مهدي شاكر العبيدي - قراءة ثانية لشعرنا القديم