حازم شحادة : لهجةٌ ريفيّة غامضة
#الحوار_المتمدن
#حازم_شحادة كانت أوّلُ صدمةٍ لي فيما يتعلقُ بلهجتي (الساحلية) عندما سألني واحدٌ من الأكرادِ مع بدايةِ دراستي في كلية الإعلام بدمشقـ لماذا تتكلمُ كرجل المخابرات؟لا أخفيكم سراً، دُهشتُ من السؤالِ الفظِّ فأنا قبل الانتقال إلى العاصمة كي أواصلَ تعليمي لم تكن عندي درايةٌ بالطريقةِ التي ينظر (أخوتنا في الوطن) من خلالها إلينا.أذكرُ يومها أنني أشعلتُ سيجارة بارتباكٍ ثمّ بعد تنهيدةٍ قلت:- ما الذي تقصدهُ بسؤالك؟راوده شيءٌ من الخجل تجلّى في إجابته:ـ صدقاً لا شيء لكن اللهجة التي تتحدثُها تشبهُ تلك التي نسمعُ رجالَ الأمن والمخابرات يتحدثونها في المسلسلات السورية للإشارة إلى هذه الفئة من المجتمع.ـ اللعنة على المسلسلات وعلى المجتمع.حاولت أن أتمالكَ أعصابي قدر المستطاع ثمّ قلت:- صديقي، هل استمعتَ قبلاً إلى الشاعرِ والفيلسوف أدونيس وهو يتكلم؟ـ بصراحة، لم أستمع بيدَ أنّي أدركُ حقيقة كونهِ من أعظمِ مفكري العرب خلال العصر الحديث كما أنه السوري الوحيد الذي رشح لنيل جائزة نوبل أكثر من مرة.أخرجتُ من علبة التبغ سيجارة جديدة وأشعلتها ثم أضفت:- هل أنصتّ يوماً لممدوح عدوان وهو يتحدّث؟ـ صدقاً لم أفعل لكني أعرفُ أنه من كتبَ مسلسل الزير سالم وقد قرأت شيئاً من كتابه حيونة الإنسان.كان وقت المحاضرة قد أزف حين نهضنا واتجهنا إليها وخلال مشينا قلت:- هل قرأت أو استمعت يوماً للكاتب حيدر حيدر؟أجاب صديقي بابتسامةٍ صفراء:ـ لم أصغ ولكن أعرف أنهم منعوا روايته ( وليمة لأعشاب البحر ) في العديد من البلاد العربية ولا أريد أن أكذب، لم أقرأها.أمام باب المدرج في الطابق الثالث توقفنا قليلاً وحينها وضعت يدي بقوة على كتفه وقلت:- هل استمعت لسعد الله ونوس وهو يقرأ من إحدى مسرحياته أو يُناقِشُ في حوار؟ـ أكد صديقي يومها أنه لم يستمع لصوته مباشرة ولكن سبق له أن قرأ مسرحية (الفيل يا صاحب الزمان) وأعجب بها كثيراً..حينها دخلنا إلى قاعةِ المحاضرة وما أن اتخذنا مكانينا ختمت قائلاً:ـ صديقي، لو أنك استمعت لواحد من هؤلاء وهو يتحدث لعرفت أنني أتكلمُ أيضاً بلهجة الشعراء والأدباء والمُفكرين. ......
#لهجةٌ
#ريفيّة
#غامضة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709307
#الحوار_المتمدن
#حازم_شحادة كانت أوّلُ صدمةٍ لي فيما يتعلقُ بلهجتي (الساحلية) عندما سألني واحدٌ من الأكرادِ مع بدايةِ دراستي في كلية الإعلام بدمشقـ لماذا تتكلمُ كرجل المخابرات؟لا أخفيكم سراً، دُهشتُ من السؤالِ الفظِّ فأنا قبل الانتقال إلى العاصمة كي أواصلَ تعليمي لم تكن عندي درايةٌ بالطريقةِ التي ينظر (أخوتنا في الوطن) من خلالها إلينا.أذكرُ يومها أنني أشعلتُ سيجارة بارتباكٍ ثمّ بعد تنهيدةٍ قلت:- ما الذي تقصدهُ بسؤالك؟راوده شيءٌ من الخجل تجلّى في إجابته:ـ صدقاً لا شيء لكن اللهجة التي تتحدثُها تشبهُ تلك التي نسمعُ رجالَ الأمن والمخابرات يتحدثونها في المسلسلات السورية للإشارة إلى هذه الفئة من المجتمع.ـ اللعنة على المسلسلات وعلى المجتمع.حاولت أن أتمالكَ أعصابي قدر المستطاع ثمّ قلت:- صديقي، هل استمعتَ قبلاً إلى الشاعرِ والفيلسوف أدونيس وهو يتكلم؟ـ بصراحة، لم أستمع بيدَ أنّي أدركُ حقيقة كونهِ من أعظمِ مفكري العرب خلال العصر الحديث كما أنه السوري الوحيد الذي رشح لنيل جائزة نوبل أكثر من مرة.أخرجتُ من علبة التبغ سيجارة جديدة وأشعلتها ثم أضفت:- هل أنصتّ يوماً لممدوح عدوان وهو يتحدّث؟ـ صدقاً لم أفعل لكني أعرفُ أنه من كتبَ مسلسل الزير سالم وقد قرأت شيئاً من كتابه حيونة الإنسان.كان وقت المحاضرة قد أزف حين نهضنا واتجهنا إليها وخلال مشينا قلت:- هل قرأت أو استمعت يوماً للكاتب حيدر حيدر؟أجاب صديقي بابتسامةٍ صفراء:ـ لم أصغ ولكن أعرف أنهم منعوا روايته ( وليمة لأعشاب البحر ) في العديد من البلاد العربية ولا أريد أن أكذب، لم أقرأها.أمام باب المدرج في الطابق الثالث توقفنا قليلاً وحينها وضعت يدي بقوة على كتفه وقلت:- هل استمعت لسعد الله ونوس وهو يقرأ من إحدى مسرحياته أو يُناقِشُ في حوار؟ـ أكد صديقي يومها أنه لم يستمع لصوته مباشرة ولكن سبق له أن قرأ مسرحية (الفيل يا صاحب الزمان) وأعجب بها كثيراً..حينها دخلنا إلى قاعةِ المحاضرة وما أن اتخذنا مكانينا ختمت قائلاً:ـ صديقي، لو أنك استمعت لواحد من هؤلاء وهو يتحدث لعرفت أنني أتكلمُ أيضاً بلهجة الشعراء والأدباء والمُفكرين. ......
#لهجةٌ
#ريفيّة
#غامضة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709307
الحوار المتمدن
حازم شحادة - لهجةٌ ريفيّة غامضة
حازم شحادة : لن أعضَّ شفتيكِ.. كثيراً
#الحوار_المتمدن
#حازم_شحادة قلتُ لجوني:ـ كيفَ سأستمتعُ بالرحلةِ بما أنني جزءٌ منها إن كانت في معظمها رحلة كئيبةهل جربتَ أن تنظرَ في عينيِّ شهيدٍ يا جونيهل جربتَ أن تصحو على قلقٍ وتنام على أرقهل سمعتَ صراخَ الأمهاتِ قربَ قبورِ أبنائهن..هل رأيتَ أحلامكَ وهي تتبخرُ أمام عينيك وأنتَ محكومٌ عليكَ أن تحملَ الصخرة كسيزيف يوماً إثر يوم إلى قمة الخيبة.ـ قل لي يا جوني.. هل كنتَ سورياً لأسبوع واحد؟حسنأً.. إن فعلت أخبرني بعدها عن مفهوم الاستمتاع بالرحلة طالما أنكَ جزءٌ منها.مطرٌ في بسنادا.أنا الآن عائدٌ من مدرستي مرتدياً تلكَ البدلة.ـ لم أكن أدركُ كم هي حلوة بدلة الفتوة حتى رأيت المسخرة التي يرتديها طلبة هذه الأيام.كتابا التاريخ والفلسفة وثلاثة دفاتر كلها مربوطةٌ بعصبةٍ مطاطية محمولة في يدي.المطر سيبللُ الكتبَ والدفاتر. سأنتظرُ قليلاً قربَ دكان (دلعونة).مطرٌ في بسنادا.سائق السرفيسِ في ساحة القرية ينتظرُ الركاب وفيروز تقول:ـ عالموقف ركاب وليل.. وبنية مهيوبة.أغوتني نهاد بسيجارة فرحتُ أعب..موقفُ بسنادا في ذلك الزمن كان كموقف دارينا..والعشاق اتنين اتنين.. ما حدا عارف لوين.ـ أنا لن أعودَ إلى ذلك الفتى الذي كنته أبداً..لن ينتابني ذلك الشعورُ الغريبُ حين حلقتُ لحيتي بالموسِ أول مرة.لن أقفزَ عن حائطِ المدرسة هرباً من حصة التربية الإسلامية.لن أتشاجرَ مع مدرس الرياضياتلن أكتب على المقعد الخشبي..(عاشق ليالي الصبر مداح القمر..)هنالكَ شخصٌ كنتهُ وقد مات.أتكئُ على الغيمة فتخذلني.أسقطُ كالمطرِ..أستطيعُ أن أشاهدَ جسداً آخر يسقطُ إلى جواري..ألتفتُ حولي فألمحُ جسداً آخر.. وآخر.آلاف الأجسادِ المتهاوية تسقطُ مطراً فوق تلك الـ سوريا..قلتُ لأنجلينا:ـ من أجلِ شفتيكِ سمحَ زيوس للآلهة أن تتزاوجَ مع البشر.ألن تزورينا في الساحل ذات يوم؟نحنُ أيضاً لدينا خيام.لن تجدي فيها مشردين كما في مخيم الزعتري لكنك ستجدين صوراً للأمواتِ إن كانَ يغريكِ الأمر.آلافٌ رحلوا بصمتٍ وظلمٍ كي لا تصبحَ سوريا كلها في مخيماتٍ كالزعتري.تعالي أنجلينا.. زورينا..أعدكِ.. لن أعض شفتيك، كثيراً.من كتابي (أيّامٌ في البدروسية) ......
#أعضَّ
#شفتيكِ..
#كثيراً
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709417
#الحوار_المتمدن
#حازم_شحادة قلتُ لجوني:ـ كيفَ سأستمتعُ بالرحلةِ بما أنني جزءٌ منها إن كانت في معظمها رحلة كئيبةهل جربتَ أن تنظرَ في عينيِّ شهيدٍ يا جونيهل جربتَ أن تصحو على قلقٍ وتنام على أرقهل سمعتَ صراخَ الأمهاتِ قربَ قبورِ أبنائهن..هل رأيتَ أحلامكَ وهي تتبخرُ أمام عينيك وأنتَ محكومٌ عليكَ أن تحملَ الصخرة كسيزيف يوماً إثر يوم إلى قمة الخيبة.ـ قل لي يا جوني.. هل كنتَ سورياً لأسبوع واحد؟حسنأً.. إن فعلت أخبرني بعدها عن مفهوم الاستمتاع بالرحلة طالما أنكَ جزءٌ منها.مطرٌ في بسنادا.أنا الآن عائدٌ من مدرستي مرتدياً تلكَ البدلة.ـ لم أكن أدركُ كم هي حلوة بدلة الفتوة حتى رأيت المسخرة التي يرتديها طلبة هذه الأيام.كتابا التاريخ والفلسفة وثلاثة دفاتر كلها مربوطةٌ بعصبةٍ مطاطية محمولة في يدي.المطر سيبللُ الكتبَ والدفاتر. سأنتظرُ قليلاً قربَ دكان (دلعونة).مطرٌ في بسنادا.سائق السرفيسِ في ساحة القرية ينتظرُ الركاب وفيروز تقول:ـ عالموقف ركاب وليل.. وبنية مهيوبة.أغوتني نهاد بسيجارة فرحتُ أعب..موقفُ بسنادا في ذلك الزمن كان كموقف دارينا..والعشاق اتنين اتنين.. ما حدا عارف لوين.ـ أنا لن أعودَ إلى ذلك الفتى الذي كنته أبداً..لن ينتابني ذلك الشعورُ الغريبُ حين حلقتُ لحيتي بالموسِ أول مرة.لن أقفزَ عن حائطِ المدرسة هرباً من حصة التربية الإسلامية.لن أتشاجرَ مع مدرس الرياضياتلن أكتب على المقعد الخشبي..(عاشق ليالي الصبر مداح القمر..)هنالكَ شخصٌ كنتهُ وقد مات.أتكئُ على الغيمة فتخذلني.أسقطُ كالمطرِ..أستطيعُ أن أشاهدَ جسداً آخر يسقطُ إلى جواري..ألتفتُ حولي فألمحُ جسداً آخر.. وآخر.آلاف الأجسادِ المتهاوية تسقطُ مطراً فوق تلك الـ سوريا..قلتُ لأنجلينا:ـ من أجلِ شفتيكِ سمحَ زيوس للآلهة أن تتزاوجَ مع البشر.ألن تزورينا في الساحل ذات يوم؟نحنُ أيضاً لدينا خيام.لن تجدي فيها مشردين كما في مخيم الزعتري لكنك ستجدين صوراً للأمواتِ إن كانَ يغريكِ الأمر.آلافٌ رحلوا بصمتٍ وظلمٍ كي لا تصبحَ سوريا كلها في مخيماتٍ كالزعتري.تعالي أنجلينا.. زورينا..أعدكِ.. لن أعض شفتيك، كثيراً.من كتابي (أيّامٌ في البدروسية) ......
#أعضَّ
#شفتيكِ..
#كثيراً
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709417
الحوار المتمدن
حازم شحادة - لن أعضَّ شفتيكِ.. كثيراً
حازم شحادة : رحلة صيدٍ غير واضحةِ المَعَالِم
#الحوار_المتمدن
#حازم_شحادة بعدَ أن مشيتُ على غيرِ هدىً ساعةً من الزمن أجترُّ الأفكارَ السخيفة وجدتُ نفسي قربَ مرفأ الصيادين.حينَ استنشقتُ رائحةَ البحرِ ممزوجة بعطرِ زيتِ مُحركاتِ الشخاتيرِ والرطوبةِ ازدادت في عروقي رغبتان.. واحدةٌ تؤدِّي إلى مهبلِ المرأة، والأخرى إلى السجائر.الحصولُ على امرأةٍ في هذا المكانِ صعبٌ جداً ولا مال عندي كفاية كي أنقدهُ لبائعةِ هوى فنحنُ في العشر الأواخر من الشهر.علبة التبغِ كانت في متناولِ يدي وهكذا امتشقتُ سيجارة أشعلتها ثمّ رحتُ أعبُّ منها وأنا أراقبُ مجموعة من الهنود يُجهِّزونَ المركبَ استعداداً للإبحارِ في مياهِ الخليج.فضولي للحديثِ مع أبناء جلدتي ولغتي لا يتجاوزُ الرقم واحد بعد فاصلة الصفر فما بالكَ بمن هم ليسوا من أبناء جلدتي ولغتي وصدقاً لستُ أدري يومها لماذا سألتُ أحد الصيادين بإنكليزيةٍ مُكسَّرة:ـ إلى أين تبحرون؟على الفورِ هزّ الشابُ الأسمرُ رأسهُ كما يفعلُ مليارُ هندي من وطنه وأجاب بإنكليزيةٍ مُكسَّرةٍ أيضاً:ـ إلى الصيد.سحبتُ نفساً قوياً من سيجارتي وقبلَ أن أبادرَ إلى سؤالي التالي نفثتُ الدخانَ واعتقد أنني حرّكتُ رأسي كما فعلَ الهندي قبل قليل ثمّ قلت:ـ كم تستغرقُ الرحلة؟ـ ست ساعات تقريباً.أجابَ وأردفَ مازحاً:ـ هل ترغبُ في الإبحار معنا؟ثمّ واصل تجهيز شباكِ الصيد.رميتُ عقبَ سيجارتي في الماءِ وبقفزةٍ واحدةٍ أصبحتُ على متنِ القارب.تفاجأ الهنودُ من وجودي بينهم لكنني طمأنتهم وأخبرتهم أنني أبحرُ معهم للصيدِ من باب التسلية ولا أريدُ شيئاً فالمللُ والوسواسُ القهري ناكَا حياتي بما فيه الكفاية.هنا سألني أحدهم:ـ ماذا تعملُ كي تكسبَ لقمةَ عيشك؟شرحتُ لهم بإيجازٍ طبيعة عملي كموظفٍ في إحدى المؤسساتِ الخاصة وعندما وجدتهم مهتمين أضفت:ـ قدمتُ إلى هذه البلاد منذ 12 عاماً، أستيقظُ كلَّ يومٍ عند السادسة صباحاً وأعود إلى غرفتي عند الخامسة عصراً، لا أصدقاء عندي لأنني أمقتُ الناس وغباءهم (باستثنائكم طبعاً ايها السادة المحترمون)، أتناولُ الطعام وحدي، أشاهدُ التلفاز وحدي، ونظراً لأن المرتبَ الذي أتقاضاه متواضعٌ أكتفي بمضاجعةِ عاهرة ما مرَّة واحدةً خلال الشهرِ كله.من ثلاجةٍ صغيرةٍ أخرجَ رجلٌ خمسيني نحيلٌ جداً علبةَ بيرة معدنية من النوع الحقير ورماها صوبي بينما كان المركبُ يمخرُ عباب اليمِّ الأزرق فأمسكتها وأومأتُ برأسي شاكراً فقد كانت عندي أثمن من زجاجة كونياك فاخر.قبلَ قليلٍ كان سيقتلني السأم وها أنا الآن في عرضِ البحرِ برفقةِ مجموعة من الهنودِ الشجعان الذين لا يتقنون من العربية إلا مفردات قليلة وإنكليزيتهم أسوأ من إنكليزتي بمراحل.حين أصبحت الأبراجُ السكنية المتاخمة للشاطئ كالخيالاتِ بالنسبة لنا راحَ صيادو المركبِ ينشرونَ شِباكهم في الماءِ على أملِ أن يعلقَ فيها أكبرُ قدرٍ من الأسماك.الطقسُ جميلٌ في هذا الوقتِ من العام لكن على حين غرّة انقلبَ كلُّ شيءٍ وبعدَ أن كانَ لونُ الحياة (بامبي) أصبحَ رمادياً.اكتظَّتِ السماءُ بغيومٍ مُدجَّجةٍ وهبّت رياحٌ عاتيةٌ فغدا ارتفاعُ الموجةِ لا يقلُّ عن مترين أو ثلاثة.عندما بدأ المطرُ ينهمرُ بغزارةٍ أدركنا جميعاً أن الله لا يمزح.هذا المركبُ الصغيرُ غير مزودٍ بسقفٍ أو خيمةٍ تقي والأمواجُ المُضطربة راحت تتقاذفهُ ذاتَ اليمينِ وذات الشمالِ حتَّى أن شباكَ الصيدِ الموصولة بهِ باتت خطراً وعلى الجميع المساعدة في جمعها.طلبَ منِّ ......
#رحلة
#صيدٍ
#واضحةِ
#المَعَالِم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709491
#الحوار_المتمدن
#حازم_شحادة بعدَ أن مشيتُ على غيرِ هدىً ساعةً من الزمن أجترُّ الأفكارَ السخيفة وجدتُ نفسي قربَ مرفأ الصيادين.حينَ استنشقتُ رائحةَ البحرِ ممزوجة بعطرِ زيتِ مُحركاتِ الشخاتيرِ والرطوبةِ ازدادت في عروقي رغبتان.. واحدةٌ تؤدِّي إلى مهبلِ المرأة، والأخرى إلى السجائر.الحصولُ على امرأةٍ في هذا المكانِ صعبٌ جداً ولا مال عندي كفاية كي أنقدهُ لبائعةِ هوى فنحنُ في العشر الأواخر من الشهر.علبة التبغِ كانت في متناولِ يدي وهكذا امتشقتُ سيجارة أشعلتها ثمّ رحتُ أعبُّ منها وأنا أراقبُ مجموعة من الهنود يُجهِّزونَ المركبَ استعداداً للإبحارِ في مياهِ الخليج.فضولي للحديثِ مع أبناء جلدتي ولغتي لا يتجاوزُ الرقم واحد بعد فاصلة الصفر فما بالكَ بمن هم ليسوا من أبناء جلدتي ولغتي وصدقاً لستُ أدري يومها لماذا سألتُ أحد الصيادين بإنكليزيةٍ مُكسَّرة:ـ إلى أين تبحرون؟على الفورِ هزّ الشابُ الأسمرُ رأسهُ كما يفعلُ مليارُ هندي من وطنه وأجاب بإنكليزيةٍ مُكسَّرةٍ أيضاً:ـ إلى الصيد.سحبتُ نفساً قوياً من سيجارتي وقبلَ أن أبادرَ إلى سؤالي التالي نفثتُ الدخانَ واعتقد أنني حرّكتُ رأسي كما فعلَ الهندي قبل قليل ثمّ قلت:ـ كم تستغرقُ الرحلة؟ـ ست ساعات تقريباً.أجابَ وأردفَ مازحاً:ـ هل ترغبُ في الإبحار معنا؟ثمّ واصل تجهيز شباكِ الصيد.رميتُ عقبَ سيجارتي في الماءِ وبقفزةٍ واحدةٍ أصبحتُ على متنِ القارب.تفاجأ الهنودُ من وجودي بينهم لكنني طمأنتهم وأخبرتهم أنني أبحرُ معهم للصيدِ من باب التسلية ولا أريدُ شيئاً فالمللُ والوسواسُ القهري ناكَا حياتي بما فيه الكفاية.هنا سألني أحدهم:ـ ماذا تعملُ كي تكسبَ لقمةَ عيشك؟شرحتُ لهم بإيجازٍ طبيعة عملي كموظفٍ في إحدى المؤسساتِ الخاصة وعندما وجدتهم مهتمين أضفت:ـ قدمتُ إلى هذه البلاد منذ 12 عاماً، أستيقظُ كلَّ يومٍ عند السادسة صباحاً وأعود إلى غرفتي عند الخامسة عصراً، لا أصدقاء عندي لأنني أمقتُ الناس وغباءهم (باستثنائكم طبعاً ايها السادة المحترمون)، أتناولُ الطعام وحدي، أشاهدُ التلفاز وحدي، ونظراً لأن المرتبَ الذي أتقاضاه متواضعٌ أكتفي بمضاجعةِ عاهرة ما مرَّة واحدةً خلال الشهرِ كله.من ثلاجةٍ صغيرةٍ أخرجَ رجلٌ خمسيني نحيلٌ جداً علبةَ بيرة معدنية من النوع الحقير ورماها صوبي بينما كان المركبُ يمخرُ عباب اليمِّ الأزرق فأمسكتها وأومأتُ برأسي شاكراً فقد كانت عندي أثمن من زجاجة كونياك فاخر.قبلَ قليلٍ كان سيقتلني السأم وها أنا الآن في عرضِ البحرِ برفقةِ مجموعة من الهنودِ الشجعان الذين لا يتقنون من العربية إلا مفردات قليلة وإنكليزيتهم أسوأ من إنكليزتي بمراحل.حين أصبحت الأبراجُ السكنية المتاخمة للشاطئ كالخيالاتِ بالنسبة لنا راحَ صيادو المركبِ ينشرونَ شِباكهم في الماءِ على أملِ أن يعلقَ فيها أكبرُ قدرٍ من الأسماك.الطقسُ جميلٌ في هذا الوقتِ من العام لكن على حين غرّة انقلبَ كلُّ شيءٍ وبعدَ أن كانَ لونُ الحياة (بامبي) أصبحَ رمادياً.اكتظَّتِ السماءُ بغيومٍ مُدجَّجةٍ وهبّت رياحٌ عاتيةٌ فغدا ارتفاعُ الموجةِ لا يقلُّ عن مترين أو ثلاثة.عندما بدأ المطرُ ينهمرُ بغزارةٍ أدركنا جميعاً أن الله لا يمزح.هذا المركبُ الصغيرُ غير مزودٍ بسقفٍ أو خيمةٍ تقي والأمواجُ المُضطربة راحت تتقاذفهُ ذاتَ اليمينِ وذات الشمالِ حتَّى أن شباكَ الصيدِ الموصولة بهِ باتت خطراً وعلى الجميع المساعدة في جمعها.طلبَ منِّ ......
#رحلة
#صيدٍ
#واضحةِ
#المَعَالِم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709491
الحوار المتمدن
حازم شحادة - رحلة صيدٍ غير واضحةِ المَعَالِم