مسعد عربيد : التفكير بجائحة كورونا … ك-مفترق طريق-: نحو الإطاحة بالرأسمالية وبناء الاشتراكية
#الحوار_المتمدن
#مسعد_عربيد لا نجانب الحقيقة إذا قلنا إن لوباء كورونا جانباً آخر عدا المرض والموت والعزلة والفتك بالاقتصاد والمجتمعات والإنسانية. فرغم فداحة التضحيات والخسائر التي مُنيا بها، شكّل هذا الوباء فرصة لالتقاط الأنفاس والتفكير في أزماتنا وأسبابها وغيرها من الأمور التي أغفلناها في حمأة انشغالاتنا.والحقيقة أن هذا الفيروس لم يكن فرصتنا الأولى للتفكير، فقد توفرت مثل هذه الفرص من قبل، ولكن الكثيرين لم يصغوا إلى نداءات الإستغاثة لنجدة الإنسان والطبيعة والبيئة. كثيرون هم الذين أغلقوا عيونهم عن وباء فتك بالبشرية وتسبب بالكثير من المآسي والكوارث. كلنا نعرفه ونعيشه وقد أطلقنا عليه أسماءً ونعوتاً جميلة، الاّ اسمه الحقيقي: وباء الرأسمالية.□-;-□-;-□-;-لقد عشنا لأمدٍ طويل في توهمٍ مفرط بقدراتنا الذاتية، وساورنا التفاؤل بالسيطرة على الطبيعة والقدرة على التحكم بكل شيء، حتى بلغ بنا الوهم بأنه بمقدورنا التغلب على الموت. ومع أننا في حقيقة الأمر عجزنا دوماً وفي كل حالة من التغلب عليه، إلا أننا ما زلنا نعيش هذا الوهم ونزعم العكس، ولم ندرك أن كل شيء في حياتنا عابر، يمر ويشيخ وينكسر.لقد ذهبنا بعيداً في الاستهلاك، استهلاك كل ما تقع عليه أيدينا. وحَسِبْنا أننا نمتلك كل شيء، حتى أننا لم نعد نمتلك الأشياء، بل أصبحت هي التي تملكنا.لقد اخترنا، بوعي أو بدونه لا فرق، غض الطرف عن حكمة تراكمت عبر آلاف السنين من تطور الحضارت التي توالت علينا في شتى بقاع الأرض وعلمتنا أن نحرص على العيش في تناغم كوني يحافظ على التوازن السليم في الحياة: العلاقات بين الناس، بعضها ببعض وعلاقة كل منا بالمجتمع، من جهة، وعلاقة الإنسان بالطبيعة، من جهة أخرى. بعبارة أخرى أن نعيش في تناغم مع الطبيعة والانسجام مع ما فيها من كائنات حية وموارد وثروات، ما يعني أن نعمل وننمو سويةً، ونسمح للأشياء في الوجود والطبيعة بالعيش والنمو المشترك. ولكننا آثرنا الرغبة المتوحشة في السيطرة على الطبيعة، دون أن ندرك ان الطبيعة وشركاءنا فيها لا تخضع إلاّ لمن يحترمها ويتناغم معها ويدرك قوانينها. أما في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، فقد غادرنا العيش المشترك مع أخينا الإنسان على أسس أخلاقية إنسانية جامعة قوامها فعل الخير، والوفاء للآخرين وفهمهم والتعاطف معهم والشعور بالمسؤولية تجاههم وتجاه المجتمع والإنسانية وغيرها من فضائل الكرم والإيثار والصدق في العلاقات بين الناس. وهي صفات تكاد تكون غائبة في المجتمعات الاستهلاكية والأنانية والعنصرية. هذا بعض من أوهام كثيرة عشناها لردحٍ طويل، ولكنها قاربت على نهايتها وأخذت تلفظ أنفاسها الأخيرة.عِبَر الأوبئة السابقة بعيداً عن الحقائق الطبية البحتة، تفيدنا دراسة الأوبئة وخبرات المجتمعات البشرية في طرق مواجتها، في فهم الإشكاليات والتحديات التي نعيشها اليوم. ولعل أولى هذه العبر أن الأوبئة التي فتكت بالبشرية في الأزمنة الفائتة لم تأتِ على نحو مفاجئ، بل سبقها العديد من التنبيهات والتحذيرات. وهذا ما حصل فعلاً في جائحة كورونا الراهنة حيث كانت هناك وفرة من التقارير والمعطيات الطبية والصحية والاستخبارية التي حذرتنا من قدوم الوباء، بل كان بعضها دقيقاً في تحديد توقيت حدوثه. أما الدرس الثاني والهام في هذا الصدد، فهو أن المجتمعات البشرية تتفاوت في قابليتها للعدوى وتفشيها بين سكانها، ولكنها تختلف أيضاً في قدرتها على مواجهة المرض وأساليب مقاومته. وغني عن القول بأن هذا كله يتأثر بالخصوصيات الحضارية والثقافية للشعوب ومقدار التزامها بإرشادات وتعليمات السلطات الصحية في بلادها. ......
#التفكير
#بجائحة
#كورونا
#ك-مفترق
#طريق-:
#الإطاحة
#بالرأسمالية
#وبناء
#الاشتراكية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679086
#الحوار_المتمدن
#مسعد_عربيد لا نجانب الحقيقة إذا قلنا إن لوباء كورونا جانباً آخر عدا المرض والموت والعزلة والفتك بالاقتصاد والمجتمعات والإنسانية. فرغم فداحة التضحيات والخسائر التي مُنيا بها، شكّل هذا الوباء فرصة لالتقاط الأنفاس والتفكير في أزماتنا وأسبابها وغيرها من الأمور التي أغفلناها في حمأة انشغالاتنا.والحقيقة أن هذا الفيروس لم يكن فرصتنا الأولى للتفكير، فقد توفرت مثل هذه الفرص من قبل، ولكن الكثيرين لم يصغوا إلى نداءات الإستغاثة لنجدة الإنسان والطبيعة والبيئة. كثيرون هم الذين أغلقوا عيونهم عن وباء فتك بالبشرية وتسبب بالكثير من المآسي والكوارث. كلنا نعرفه ونعيشه وقد أطلقنا عليه أسماءً ونعوتاً جميلة، الاّ اسمه الحقيقي: وباء الرأسمالية.□-;-□-;-□-;-لقد عشنا لأمدٍ طويل في توهمٍ مفرط بقدراتنا الذاتية، وساورنا التفاؤل بالسيطرة على الطبيعة والقدرة على التحكم بكل شيء، حتى بلغ بنا الوهم بأنه بمقدورنا التغلب على الموت. ومع أننا في حقيقة الأمر عجزنا دوماً وفي كل حالة من التغلب عليه، إلا أننا ما زلنا نعيش هذا الوهم ونزعم العكس، ولم ندرك أن كل شيء في حياتنا عابر، يمر ويشيخ وينكسر.لقد ذهبنا بعيداً في الاستهلاك، استهلاك كل ما تقع عليه أيدينا. وحَسِبْنا أننا نمتلك كل شيء، حتى أننا لم نعد نمتلك الأشياء، بل أصبحت هي التي تملكنا.لقد اخترنا، بوعي أو بدونه لا فرق، غض الطرف عن حكمة تراكمت عبر آلاف السنين من تطور الحضارت التي توالت علينا في شتى بقاع الأرض وعلمتنا أن نحرص على العيش في تناغم كوني يحافظ على التوازن السليم في الحياة: العلاقات بين الناس، بعضها ببعض وعلاقة كل منا بالمجتمع، من جهة، وعلاقة الإنسان بالطبيعة، من جهة أخرى. بعبارة أخرى أن نعيش في تناغم مع الطبيعة والانسجام مع ما فيها من كائنات حية وموارد وثروات، ما يعني أن نعمل وننمو سويةً، ونسمح للأشياء في الوجود والطبيعة بالعيش والنمو المشترك. ولكننا آثرنا الرغبة المتوحشة في السيطرة على الطبيعة، دون أن ندرك ان الطبيعة وشركاءنا فيها لا تخضع إلاّ لمن يحترمها ويتناغم معها ويدرك قوانينها. أما في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، فقد غادرنا العيش المشترك مع أخينا الإنسان على أسس أخلاقية إنسانية جامعة قوامها فعل الخير، والوفاء للآخرين وفهمهم والتعاطف معهم والشعور بالمسؤولية تجاههم وتجاه المجتمع والإنسانية وغيرها من فضائل الكرم والإيثار والصدق في العلاقات بين الناس. وهي صفات تكاد تكون غائبة في المجتمعات الاستهلاكية والأنانية والعنصرية. هذا بعض من أوهام كثيرة عشناها لردحٍ طويل، ولكنها قاربت على نهايتها وأخذت تلفظ أنفاسها الأخيرة.عِبَر الأوبئة السابقة بعيداً عن الحقائق الطبية البحتة، تفيدنا دراسة الأوبئة وخبرات المجتمعات البشرية في طرق مواجتها، في فهم الإشكاليات والتحديات التي نعيشها اليوم. ولعل أولى هذه العبر أن الأوبئة التي فتكت بالبشرية في الأزمنة الفائتة لم تأتِ على نحو مفاجئ، بل سبقها العديد من التنبيهات والتحذيرات. وهذا ما حصل فعلاً في جائحة كورونا الراهنة حيث كانت هناك وفرة من التقارير والمعطيات الطبية والصحية والاستخبارية التي حذرتنا من قدوم الوباء، بل كان بعضها دقيقاً في تحديد توقيت حدوثه. أما الدرس الثاني والهام في هذا الصدد، فهو أن المجتمعات البشرية تتفاوت في قابليتها للعدوى وتفشيها بين سكانها، ولكنها تختلف أيضاً في قدرتها على مواجهة المرض وأساليب مقاومته. وغني عن القول بأن هذا كله يتأثر بالخصوصيات الحضارية والثقافية للشعوب ومقدار التزامها بإرشادات وتعليمات السلطات الصحية في بلادها. ......
#التفكير
#بجائحة
#كورونا
#ك-مفترق
#طريق-:
#الإطاحة
#بالرأسمالية
#وبناء
#الاشتراكية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679086
الحوار المتمدن
مسعد عربيد - التفكير بجائحة كورونا … ك-مفترق طريق-: نحو الإطاحة بالرأسمالية وبناء الاشتراكية