محمد أحمد أبو النواعير : المرتكز الأيديولوجي للفكر الكولونيالي الحديث
#الحوار_المتمدن
#محمد_أحمد_أبو_النواعير د. محمد أبو النواعير*المقدمة : مع أن مفهوم الاستعمار وما لصق به من مصطلحات الاستحواذ والاحتلال والسيطرة والإخضاع, كلها قد اشتركت في خط مسار واحد لسلوك دولة أو قوة بشرية, تجاه دولة أو قوة بشرية أضعف, مع ذلك فإن الاستعمار الأوربي الحديث قد خرج بمميزات جديدة لم تكن موجودة لدى التجارب السابقة له, إذ أن المختلف في أمر هذا النوع من الاستعمار, هو محاولة توطين بشري وثقافي ولغوي وهوياتي, في المناطق التي يخضعها لنفوذه وسيطرته, فبرزت مع ظهوره مصطلحات جديدة تتلائم ومنهجيته الأيديولوجية الخاصة به, منها (الكولونيالية والامبريالية والرق والعبيد ومسخ الثقافات وتوطين اللغات الوافدة ... الخ), منطلقا من منطلق جيوسياسي يعمد إلى قصد مكان غير آهل يحتاج للوجود ليكون مكانا قابلا للحياة، بحجة كونه قائم على اللاإنسانية، من خلال الاعتماد على الجانب الإنساني أحيانا لتبرير هذا الفعل, أو الجانب الديني, بإعطاء الإذن أو السلطة للعمل على إعمار المكان غير الأهل ، وهذا بتحديد ما يجعل مفهوم الاستعمار من منطلق لغوي متطابقا مع المفهوم الاصطلاحي ، فيعتبر الفعل الكولونيالي سمة منتشرة ومتكررة في التاريخ الإنساني كما لدى الإمبراطورية الرومانية والمغول، وحضرة الأزتك والفتح الإسلامي والإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الصينية ومع ذلك، فإن كل ما سبق لم يشهد ممارسات استعمارية كالتي قادها الأوروبي. ( 1)التبرير الأيديولوجي : لقد عمد الاستعمار الأوربي الحديث الذي انطلق منذ عصر النهضة بثوبه الجديد, إلى تبني عدد من السياسات المنهجية التي كانت تميزه, أبرزها كان منطلقا من مبدأ الإنتشار الجغرافي الواسع, مرة بدافع ديني, ومرة بدافع انساني, والأهم كان بدافع التنافس ودافع الحصول على الثروات المادية والبشرية, ولكن مع ذلك لا يمكن عد كل هذه الأسباب والدوافع حصرية تماما, بل كان هناك مجال واسع لإنطلاق العديد من الدراسات والعلوم التي عملت على دراسة وفهم المجتمعات المستعمرة, لتنطلق بعدها رؤى أيديولوجية, تبناها المحتل الإستعماري, من أجل تبرير وجوده وانتشاره, وعلى الرغم من الغايات النهائية السيئة للمستعمرين, إلا أن ذلك قاد لفائدة ظهور دراسات تم استخدامها بعد ذلك من قبل نفس الشعوب المحتلة, من أجل تحقيق النهوض والإنعتاق من الإستعمار, كالدراسات اللغوية, والتمازج الثقافية, وبعض المحاولات البسيطة للمستعمر لنقل ثقافته العلمية والأدبية لشرائح واسعة من سكان البلدان المحتلة, على الرغم من أن ذلك كان يمثل سببا رئيسا في إطفاء أصالة الثقافات المحلية للبلدان المحتلة . لقد تعاضدت المعرفة والإيديولوجية الكونيالية المتمركزة حول ذاتها, لتنتج نزعة كليانية, والتي أنتجت بدورها صورة عنصرية عرقية كانت مركزية الثقافة الكولونيالية، تتمحور حول فكرة تفوق الجنس الأبيض البيولوجي والتاريخي وتفوق البناء المؤسساتي والسياسي الأوروبي، ومع الإفقار الثقافي للثقافة المحلية كانت المفاهيم الغربية حول الديمقراطية والعقلانية والتنوير تطرح كأفكار من موقع متعال ثقافيا وماديا وتاريخيا, ليكون المتقبل أو المتلقي هو التابع الهمجي القليل الفكر والثقافة. ( 2) وعلى الرغم من كون الإستعمار الأوربي في فترات ما بعد عصر النهضة لم يكن هو الشكل الوحيد من أشكال الإستعمار في العالم, حيث كانت هناك أشكال كثيرة ومتنوعة, منها الإستعمار العثماني, والإستعمار الناتج عن احتلال دول لدول أخرى حتى على صعيد القرة الأوربية نفسها, إلا أن دخول البشرية في القرن التاسع عشر, خلق فجوة كبيرة بين أنماط الإستعمار الموجودة في العالم, وبين نمط الإستعما ......
#المرتكز
#الأيديولوجي
#للفكر
#الكولونيالي
#الحديث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710406
#الحوار_المتمدن
#محمد_أحمد_أبو_النواعير د. محمد أبو النواعير*المقدمة : مع أن مفهوم الاستعمار وما لصق به من مصطلحات الاستحواذ والاحتلال والسيطرة والإخضاع, كلها قد اشتركت في خط مسار واحد لسلوك دولة أو قوة بشرية, تجاه دولة أو قوة بشرية أضعف, مع ذلك فإن الاستعمار الأوربي الحديث قد خرج بمميزات جديدة لم تكن موجودة لدى التجارب السابقة له, إذ أن المختلف في أمر هذا النوع من الاستعمار, هو محاولة توطين بشري وثقافي ولغوي وهوياتي, في المناطق التي يخضعها لنفوذه وسيطرته, فبرزت مع ظهوره مصطلحات جديدة تتلائم ومنهجيته الأيديولوجية الخاصة به, منها (الكولونيالية والامبريالية والرق والعبيد ومسخ الثقافات وتوطين اللغات الوافدة ... الخ), منطلقا من منطلق جيوسياسي يعمد إلى قصد مكان غير آهل يحتاج للوجود ليكون مكانا قابلا للحياة، بحجة كونه قائم على اللاإنسانية، من خلال الاعتماد على الجانب الإنساني أحيانا لتبرير هذا الفعل, أو الجانب الديني, بإعطاء الإذن أو السلطة للعمل على إعمار المكان غير الأهل ، وهذا بتحديد ما يجعل مفهوم الاستعمار من منطلق لغوي متطابقا مع المفهوم الاصطلاحي ، فيعتبر الفعل الكولونيالي سمة منتشرة ومتكررة في التاريخ الإنساني كما لدى الإمبراطورية الرومانية والمغول، وحضرة الأزتك والفتح الإسلامي والإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الصينية ومع ذلك، فإن كل ما سبق لم يشهد ممارسات استعمارية كالتي قادها الأوروبي. ( 1)التبرير الأيديولوجي : لقد عمد الاستعمار الأوربي الحديث الذي انطلق منذ عصر النهضة بثوبه الجديد, إلى تبني عدد من السياسات المنهجية التي كانت تميزه, أبرزها كان منطلقا من مبدأ الإنتشار الجغرافي الواسع, مرة بدافع ديني, ومرة بدافع انساني, والأهم كان بدافع التنافس ودافع الحصول على الثروات المادية والبشرية, ولكن مع ذلك لا يمكن عد كل هذه الأسباب والدوافع حصرية تماما, بل كان هناك مجال واسع لإنطلاق العديد من الدراسات والعلوم التي عملت على دراسة وفهم المجتمعات المستعمرة, لتنطلق بعدها رؤى أيديولوجية, تبناها المحتل الإستعماري, من أجل تبرير وجوده وانتشاره, وعلى الرغم من الغايات النهائية السيئة للمستعمرين, إلا أن ذلك قاد لفائدة ظهور دراسات تم استخدامها بعد ذلك من قبل نفس الشعوب المحتلة, من أجل تحقيق النهوض والإنعتاق من الإستعمار, كالدراسات اللغوية, والتمازج الثقافية, وبعض المحاولات البسيطة للمستعمر لنقل ثقافته العلمية والأدبية لشرائح واسعة من سكان البلدان المحتلة, على الرغم من أن ذلك كان يمثل سببا رئيسا في إطفاء أصالة الثقافات المحلية للبلدان المحتلة . لقد تعاضدت المعرفة والإيديولوجية الكونيالية المتمركزة حول ذاتها, لتنتج نزعة كليانية, والتي أنتجت بدورها صورة عنصرية عرقية كانت مركزية الثقافة الكولونيالية، تتمحور حول فكرة تفوق الجنس الأبيض البيولوجي والتاريخي وتفوق البناء المؤسساتي والسياسي الأوروبي، ومع الإفقار الثقافي للثقافة المحلية كانت المفاهيم الغربية حول الديمقراطية والعقلانية والتنوير تطرح كأفكار من موقع متعال ثقافيا وماديا وتاريخيا, ليكون المتقبل أو المتلقي هو التابع الهمجي القليل الفكر والثقافة. ( 2) وعلى الرغم من كون الإستعمار الأوربي في فترات ما بعد عصر النهضة لم يكن هو الشكل الوحيد من أشكال الإستعمار في العالم, حيث كانت هناك أشكال كثيرة ومتنوعة, منها الإستعمار العثماني, والإستعمار الناتج عن احتلال دول لدول أخرى حتى على صعيد القرة الأوربية نفسها, إلا أن دخول البشرية في القرن التاسع عشر, خلق فجوة كبيرة بين أنماط الإستعمار الموجودة في العالم, وبين نمط الإستعما ......
#المرتكز
#الأيديولوجي
#للفكر
#الكولونيالي
#الحديث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710406
الحوار المتمدن
محمد أحمد أبو النواعير - المرتكز الأيديولوجي للفكر الكولونيالي الحديث