داود السلمان : الوجودية السارترية 1 2
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان إن لم يكن مارتن هايدجر، فأن جان بول سارتر قد أعطى الروحية والرؤية الجمالية، والبعد الانساني لفلسفة "الوجودية" على اعتبار أن الوجودية هي فلسفة انسانية بحتة، قبل كل شيء، كما نوهنا في دراسة بعنوان (وجودية دوستويفسكي). فسارتر حلل الوجودية، تحليلا لا لبس فيه، وخصوصًا في كتابه الصغير الحجم والكبير المعنى والتحليل والموضوعية (الوجودية مذهب انساني)، وهو عبارة عن محاضرة القاها سارتر وسط جم غفير من الحضور.. وفيه سلط الضوء على هذا المفهوم "الوجودية" وأراد أن يحل بعض الاشكالات التي تدور حول الوجودية وتتهمها بشتى الاتهامات، ويأتي ذلك، وبحسب سارتر، بسبب عدم فهم الكثير لمفهوم الوجودية، أي أن بعضهم التبس عليه المعنى، أو انهم لم يدركوا البعد الدلالي لهذا المفهوم، وماذا تعني. يقول توماس آر فلين في كتابه (الوجودية: مقدمة قصيرة): "عندما قال سارتر إن الوجودية فلسفة إنسانية، كان يعني أنها تضع الإنسان في مركز اهتمامها وعلى قمة هرم قيمها. ومع أنه يذكر الوجوديين الملحدين في هذه المحاضرة، مستشهدًا بياسبرز ومارسيل كمثالين، فإنه من الصعب إيجاد مكان لهم في نص خطابه. بدلًا من ذلك، فإنه يصر على أن القيمة المطلقة، أو غاية محاولاتنا، يجب أن تكون رعاية حرية الفرد، التي قصد بها تحسين إمكانياته الملموسة في الاختيار. وهو يشير إلى أنه لا يجب التضحية بهذه الحرية الإبداعية من أجل أي قيمة «أسمى»، سواء أكانت «الطبقة» لدى الماركسيين أم «الإله» لدى المؤمنين المتدينين".الحرية: فسارتر يقول مثلا: "جبرنا على أن نكون أحرارًا، ونحن نصنع اختياراتنا بين الالم والهجر واليأس". فالوجودية تؤكد على حرية الانسان أولاً، بمعنى إنّ الحرية هي أهم ما في وجود الانسان، وإلا، لو أن الانسان عاش الذل والخنوع، ما ممكن له أن يسعد وأن ينتج ويبدع، حتى يشعر بقيمة وجوده، وجوده الحقيقي، لذلك نجد العبيد مختلفين عن سواهم من الناحية الخلقية بحسب نيتشة؛ فهدف الوجودية، هو تحرير الانسان من الانسان، إن صح هذا التعبير، إذ أن حتى الافكار قد تُستبعد، والانسان الذي يرزح تحت ادران العبودية، وخصوصًا الفكرية منها، لا يستطيع أن يفكر التفكير السليم، وبالتالي لا يستطيع أن ينتج ابداعًا يخدم به البشرية، على اعتبار الانسان كائن منتج، يسعى دومًا في تطوير نفسه ومن ثم مجتمعه، وإلا كيف وصل الانسان الى هذا التقدم الهائل، وادرك ما يدور من حوله من قضايا معقدة، بل وأسس حضارة انسانية، منذ فجر التاريخ، يوم عرف الكتابة وطفق يفكر وينتج ويبني حتى وصل الى ما وصل اليه اليوم. سارتر قال موضِّحًا فكرته هذه في كتاب «الوجودية نزعة إنسانية»: «إنَّ الإنسان يوجد أوَّلًا ويواجه ذاته ويقذف به في العالم ثم يعرف نفسه فيما بعد، والسبب الذي يجعل الإنسان- في نظر الفيلسوف الوجودي - غير قابل للتعريف هو أنَّه في البدء لا يكون شيئًا، ولن يُصبح شيئًا إلا فيما بعد وعندئذٍ سيكون ما يصنعه بذاته». إذن الفلسفة الوجودية تريد أن تعطينا المعنى الحقيقي للحياة، لأن وجودنا فيها ككائنات بشرية، ندرك ونعي، وجود قائم على اعتبارات، وليس على اعتبار واحد بعينه، وعليه يجب أن نعي وجودنا على هذا المعنى الواسع. وكأن سارتر يقصد هذا المعنى حينما قال: "أنا لا أحاول الحفاظ على حياتي من خلال فلسفتي فهذا شيء حقير، ولا أحاول إخضاع حياتي لفلسفتي فهذا شيء متحذلق، لكن في الحقيقة الحياة والفلسفة شيئًا واحدًا". والحرية في نظر سارتر تشكل اسمى هدف تسعى اليه الوجودية، وعليه يرى من جانب آخر: إنه "أينما حل الظلم، فنحن الكتَّاب مسئولون عنه، وعلى الكاتب أن يسمي الشيء أولًا؛ لأن ......
#الوجودية
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694225
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان إن لم يكن مارتن هايدجر، فأن جان بول سارتر قد أعطى الروحية والرؤية الجمالية، والبعد الانساني لفلسفة "الوجودية" على اعتبار أن الوجودية هي فلسفة انسانية بحتة، قبل كل شيء، كما نوهنا في دراسة بعنوان (وجودية دوستويفسكي). فسارتر حلل الوجودية، تحليلا لا لبس فيه، وخصوصًا في كتابه الصغير الحجم والكبير المعنى والتحليل والموضوعية (الوجودية مذهب انساني)، وهو عبارة عن محاضرة القاها سارتر وسط جم غفير من الحضور.. وفيه سلط الضوء على هذا المفهوم "الوجودية" وأراد أن يحل بعض الاشكالات التي تدور حول الوجودية وتتهمها بشتى الاتهامات، ويأتي ذلك، وبحسب سارتر، بسبب عدم فهم الكثير لمفهوم الوجودية، أي أن بعضهم التبس عليه المعنى، أو انهم لم يدركوا البعد الدلالي لهذا المفهوم، وماذا تعني. يقول توماس آر فلين في كتابه (الوجودية: مقدمة قصيرة): "عندما قال سارتر إن الوجودية فلسفة إنسانية، كان يعني أنها تضع الإنسان في مركز اهتمامها وعلى قمة هرم قيمها. ومع أنه يذكر الوجوديين الملحدين في هذه المحاضرة، مستشهدًا بياسبرز ومارسيل كمثالين، فإنه من الصعب إيجاد مكان لهم في نص خطابه. بدلًا من ذلك، فإنه يصر على أن القيمة المطلقة، أو غاية محاولاتنا، يجب أن تكون رعاية حرية الفرد، التي قصد بها تحسين إمكانياته الملموسة في الاختيار. وهو يشير إلى أنه لا يجب التضحية بهذه الحرية الإبداعية من أجل أي قيمة «أسمى»، سواء أكانت «الطبقة» لدى الماركسيين أم «الإله» لدى المؤمنين المتدينين".الحرية: فسارتر يقول مثلا: "جبرنا على أن نكون أحرارًا، ونحن نصنع اختياراتنا بين الالم والهجر واليأس". فالوجودية تؤكد على حرية الانسان أولاً، بمعنى إنّ الحرية هي أهم ما في وجود الانسان، وإلا، لو أن الانسان عاش الذل والخنوع، ما ممكن له أن يسعد وأن ينتج ويبدع، حتى يشعر بقيمة وجوده، وجوده الحقيقي، لذلك نجد العبيد مختلفين عن سواهم من الناحية الخلقية بحسب نيتشة؛ فهدف الوجودية، هو تحرير الانسان من الانسان، إن صح هذا التعبير، إذ أن حتى الافكار قد تُستبعد، والانسان الذي يرزح تحت ادران العبودية، وخصوصًا الفكرية منها، لا يستطيع أن يفكر التفكير السليم، وبالتالي لا يستطيع أن ينتج ابداعًا يخدم به البشرية، على اعتبار الانسان كائن منتج، يسعى دومًا في تطوير نفسه ومن ثم مجتمعه، وإلا كيف وصل الانسان الى هذا التقدم الهائل، وادرك ما يدور من حوله من قضايا معقدة، بل وأسس حضارة انسانية، منذ فجر التاريخ، يوم عرف الكتابة وطفق يفكر وينتج ويبني حتى وصل الى ما وصل اليه اليوم. سارتر قال موضِّحًا فكرته هذه في كتاب «الوجودية نزعة إنسانية»: «إنَّ الإنسان يوجد أوَّلًا ويواجه ذاته ويقذف به في العالم ثم يعرف نفسه فيما بعد، والسبب الذي يجعل الإنسان- في نظر الفيلسوف الوجودي - غير قابل للتعريف هو أنَّه في البدء لا يكون شيئًا، ولن يُصبح شيئًا إلا فيما بعد وعندئذٍ سيكون ما يصنعه بذاته». إذن الفلسفة الوجودية تريد أن تعطينا المعنى الحقيقي للحياة، لأن وجودنا فيها ككائنات بشرية، ندرك ونعي، وجود قائم على اعتبارات، وليس على اعتبار واحد بعينه، وعليه يجب أن نعي وجودنا على هذا المعنى الواسع. وكأن سارتر يقصد هذا المعنى حينما قال: "أنا لا أحاول الحفاظ على حياتي من خلال فلسفتي فهذا شيء حقير، ولا أحاول إخضاع حياتي لفلسفتي فهذا شيء متحذلق، لكن في الحقيقة الحياة والفلسفة شيئًا واحدًا". والحرية في نظر سارتر تشكل اسمى هدف تسعى اليه الوجودية، وعليه يرى من جانب آخر: إنه "أينما حل الظلم، فنحن الكتَّاب مسئولون عنه، وعلى الكاتب أن يسمي الشيء أولًا؛ لأن ......
#الوجودية
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694225
الحوار المتمدن
داود السلمان - الوجودية السارترية 1 / 2
داود السلمان : الوجودية السارترية 2 2
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان الوجودية السارترية: وسارتر يرى: إن الوجود سابق على الماهية، أو أن الذاتية تبدأ أولاً. وهو بهذا المعنى يريد القول هو إن الانسان الاصل في الوجود، واذا وجد وجدت ماهيته، وليس العكس، ويوضح اكثر، في أن الوجودية تحدد الانسان طبقًا لما يفعل.. أنها تضع مصير الانسان بين يديه، وهي ليست فلسفة متشائمة، كما يدعي خصومها، بل هي فلسفة أخلاقية: عمل والتزام. بمعنى اكثر دقة هي تضفي الكرامة على الانسان، ولا تعامله كشيء من الاشياء، بحسب تعبير سارتر. لذلك يقول: "أنا أكره الضحايا الذين يحترمون جلاديهم". لأن سارتر يريد من الانسان أن يكون قويًا، فكرًا وارادة، وأن يدرك قيمته الحقيقية، وأنه كيان مستقل، لا يجب أن يضعف أو أن يداهن على حساب كرامته وكيانه. بمعنى آخر، وكما هو نفسه يعبّر " أن تموت واقفًا على قدميك خير من أن تحيا راكعًا على ركبتيك". فعيش الركوع تحت قبضة الطاغية هو الذل بعينه، بل الذل الذي ما بعده ذل. وهو – أي الانسان- من جانب آخر عليه التزامات بخصوص حياته، للحفاظ على كيانه تجاه الآخرين، "فالإنسان يلتزم في حياته، وهو في التزامه يرسم صورة ما سيكون عليه وجوده. وكل ما يمكن أن يكون عليه هذا الوجود يرسمه الانسان داخل هذه الصورة. لكنه لا يصنع شيئا كان من الممكن أن يكونه خارج الصورة". ويسوق لنا سارتر قصة حقيقية حدثت له، هو إن أحد طلابه جائه في يوم من الايام واراد أن يستشيره في قضية، وهذه القضية إن أخاه الاكبر قد استشهد في معركة دفاعًا عن وطنه فرنسا في الاحتلال الالماني لها، ويفترض سارتر لو أن الطاب هذا ذهب الى رجل دين لقال له هذا الرجل: اذهب وقاتل كما فعل اخيك، ولو ذهب الى رجل سياسي لقال له نفس الكلام، لكن سارتر عرف من خلال الطالب هذا أن والدته ترفض ذهابه الى القتال، متعذرة بأن حياتها متعلقة بحياة ولدها هذا، بعد فقدان الابن الاكبر لها، فتتوسل اليه أن يبقى بقربها، لكن الاخ الصغير يريد أن يأخذ بثأر اخيه من الاوغاد المحتلين لبلده والذين قتلوه وهو يذود عن أرضه وشعبه. فسارتر كما يذكر إنه قال لهذا الطالب أن قرر أنت بنفسك وأعرف اين تكمن مصلحتك، لأن الانسان هو من يصنع مصيره بنفسه لا الاقدار ولا الآخرين، لأن الانسان اعرف بمصلحته اكثر من الآخرين. وعليه قرر الابن أخيرًا أن لا يذهب الى القتال ويبقى بجانب أمه، فعاش هو وعاشت أمه مسرورة بوجوده بعد فراق الابن الاكبر. يقول سارتر: "وقد اخترنا نحن أن نبدع قيمنا، وما دمنا نحن الذين نبدعها فليس من المعقول أن توجد حياة مسبقة، فالحياة ليست حياة حتى نحياها. وأنت وحدك الذي تعطي للحياة معنى، وقيمة الحياة ليست الا المعنى الذي تختاره أنت لها. لذلك، كما ترى، تستطيع الوجودية أن تخلق مجتمعًا إنسانيًا متضامنًا". فقول سارتر: "الإنسان محكوم عليه أن يكون حرًا، لأنه ذات مرة ألقي في العالم، وهو مسؤول عن كل ما يفعل". هو يختزل المعنى الذي تطرقنا اليه من حديث الطالب الذي استشار استاذه سارتر بخصوص ذهابه للقتال. فحرية الانسان دائمًا ما تعطينا نتائج صحيحة مثمرة تؤدي الى غاية نود أن نصل من خلالها الى مآربنا، بعكس القرار الذي نتخذه ونحن مرغمين، أو لم نحكّم به عقولنا ونحرك ارادتنا، بل جعلنا من يقرر لنا ذلك، وليس نحن.سارتر واديب عربي: يذكر الاديب الكبير يوسف إدريس في كتابه (جبرتي الستينات)، لقائه، بسارتر ويوضح بشأن الحديث الذي دار بينه وبين هذا الفيلسوف الوجودي الكبير، بعد مقدمة طويلة اعرضنا عن ذكرها. سارتر يسأل إدريس هل إنه قرأ كتبه واطلع على آرائه؟. "قلتُ: أنا للأسف لم أقرأ من أعمالك إلا مَسر ......
#الوجودية
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694224
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان الوجودية السارترية: وسارتر يرى: إن الوجود سابق على الماهية، أو أن الذاتية تبدأ أولاً. وهو بهذا المعنى يريد القول هو إن الانسان الاصل في الوجود، واذا وجد وجدت ماهيته، وليس العكس، ويوضح اكثر، في أن الوجودية تحدد الانسان طبقًا لما يفعل.. أنها تضع مصير الانسان بين يديه، وهي ليست فلسفة متشائمة، كما يدعي خصومها، بل هي فلسفة أخلاقية: عمل والتزام. بمعنى اكثر دقة هي تضفي الكرامة على الانسان، ولا تعامله كشيء من الاشياء، بحسب تعبير سارتر. لذلك يقول: "أنا أكره الضحايا الذين يحترمون جلاديهم". لأن سارتر يريد من الانسان أن يكون قويًا، فكرًا وارادة، وأن يدرك قيمته الحقيقية، وأنه كيان مستقل، لا يجب أن يضعف أو أن يداهن على حساب كرامته وكيانه. بمعنى آخر، وكما هو نفسه يعبّر " أن تموت واقفًا على قدميك خير من أن تحيا راكعًا على ركبتيك". فعيش الركوع تحت قبضة الطاغية هو الذل بعينه، بل الذل الذي ما بعده ذل. وهو – أي الانسان- من جانب آخر عليه التزامات بخصوص حياته، للحفاظ على كيانه تجاه الآخرين، "فالإنسان يلتزم في حياته، وهو في التزامه يرسم صورة ما سيكون عليه وجوده. وكل ما يمكن أن يكون عليه هذا الوجود يرسمه الانسان داخل هذه الصورة. لكنه لا يصنع شيئا كان من الممكن أن يكونه خارج الصورة". ويسوق لنا سارتر قصة حقيقية حدثت له، هو إن أحد طلابه جائه في يوم من الايام واراد أن يستشيره في قضية، وهذه القضية إن أخاه الاكبر قد استشهد في معركة دفاعًا عن وطنه فرنسا في الاحتلال الالماني لها، ويفترض سارتر لو أن الطاب هذا ذهب الى رجل دين لقال له هذا الرجل: اذهب وقاتل كما فعل اخيك، ولو ذهب الى رجل سياسي لقال له نفس الكلام، لكن سارتر عرف من خلال الطالب هذا أن والدته ترفض ذهابه الى القتال، متعذرة بأن حياتها متعلقة بحياة ولدها هذا، بعد فقدان الابن الاكبر لها، فتتوسل اليه أن يبقى بقربها، لكن الاخ الصغير يريد أن يأخذ بثأر اخيه من الاوغاد المحتلين لبلده والذين قتلوه وهو يذود عن أرضه وشعبه. فسارتر كما يذكر إنه قال لهذا الطالب أن قرر أنت بنفسك وأعرف اين تكمن مصلحتك، لأن الانسان هو من يصنع مصيره بنفسه لا الاقدار ولا الآخرين، لأن الانسان اعرف بمصلحته اكثر من الآخرين. وعليه قرر الابن أخيرًا أن لا يذهب الى القتال ويبقى بجانب أمه، فعاش هو وعاشت أمه مسرورة بوجوده بعد فراق الابن الاكبر. يقول سارتر: "وقد اخترنا نحن أن نبدع قيمنا، وما دمنا نحن الذين نبدعها فليس من المعقول أن توجد حياة مسبقة، فالحياة ليست حياة حتى نحياها. وأنت وحدك الذي تعطي للحياة معنى، وقيمة الحياة ليست الا المعنى الذي تختاره أنت لها. لذلك، كما ترى، تستطيع الوجودية أن تخلق مجتمعًا إنسانيًا متضامنًا". فقول سارتر: "الإنسان محكوم عليه أن يكون حرًا، لأنه ذات مرة ألقي في العالم، وهو مسؤول عن كل ما يفعل". هو يختزل المعنى الذي تطرقنا اليه من حديث الطالب الذي استشار استاذه سارتر بخصوص ذهابه للقتال. فحرية الانسان دائمًا ما تعطينا نتائج صحيحة مثمرة تؤدي الى غاية نود أن نصل من خلالها الى مآربنا، بعكس القرار الذي نتخذه ونحن مرغمين، أو لم نحكّم به عقولنا ونحرك ارادتنا، بل جعلنا من يقرر لنا ذلك، وليس نحن.سارتر واديب عربي: يذكر الاديب الكبير يوسف إدريس في كتابه (جبرتي الستينات)، لقائه، بسارتر ويوضح بشأن الحديث الذي دار بينه وبين هذا الفيلسوف الوجودي الكبير، بعد مقدمة طويلة اعرضنا عن ذكرها. سارتر يسأل إدريس هل إنه قرأ كتبه واطلع على آرائه؟. "قلتُ: أنا للأسف لم أقرأ من أعمالك إلا مَسر ......
#الوجودية
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694224
الحوار المتمدن
داود السلمان - الوجودية السارترية 2 / 2
عباس علي العلي : الظاهرة السارترية ح1
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي الظاهرة السارتريةللمرة الثانية في كتاباتي الأخيرة أكتب عن الوجودية كظاهرة معرفية نافيا عنها كونها فلسفة وتحديدا الوجودية التي نتلقاها من أب الوجودية المعاصرة جان بول سارتر، هذا الإصرار عن رفع مفهوم الفلسفة عن الفكر الوجودي كله ليس له علاقة بالأسس المصنفة لنوع الفكر، وليس أنتقاصا من دور الفيلسوف والأديب والإنسان سارتر بذاته، وقد شرحت ذلك كله هذا في كتابي (محنة الدين والعقل 2021)، ولكن أعزيت السبب لكل هذا (كون الوجودية في ذاتها موقف من الحياة وفهم خاص لمعنى الحياة أكثر من كونها رؤية كبرى لقضايا الحياة)،وبعيدا عن حياة سارتر وتاريخه أحاول أن اقرأ من جديد هذه الظاهرة وجذورها ليست من خلال المؤثرات الفكرية القريبة منه ومن دراسته، بل من كل تأريخ الإنسان وعبر الزمان والمكان فالفكر مهما تشخصن ونسب إلى مبدع أو مفكر فلا بد أن له صلة طرفية بتاريخ الفكر وله جذور في وعي الإنسان كاملا.لقد ميّز جان بول سارتر بين علم الوجود (الأنطولوجيا) عن الميتافيزيقا وكان يفضّل الأول على الثاني فبالنسبة له علم الوجود علم وصفي وتصنيفي في المقام الأول، بينما تُوهم الميتافيزيقا بأنها تأويلية سببية، تعرض لنا تفسيرات حول الأصول الأساسية وغايات الأفراد والكون بأكمله، من هذه النقطة أسس سارتر مفهومه الوجودي للمعنى بين أن يكون كاشفا للوجود بذاته وبين أن يكون الوجود لذاته أعتبارا على محدد الوصف والتصنيف، بينما تثير الميتافيزيقيا أسئلة لا تنتج أجوبة حاسمة لا عن الذات ولا بالذات، ومع ذلك فإن الواقع الإنساني عنده مجموعة كيانات قادرة على المزج بين الأثنين، وهو الأصل الوجودي لغموضنا، الوجود في ذاته متين ومتطابق، ذاتي، سلبي، وخامل وهو ببساطة “نحن”. بينما الوجود لذاته مفهوم سائل متبدل متغير ومصطنع على الغالب لكنه أيضا ديناميكي، لا يطابق الذات ولكنه يكشف لنا مظهرية خارجية فقط حين ننظر للواقع الملموس، فنحن عندما نفهم الوجود "بذاتي" يعني لنا ما هو وجود أولي فطري تكويني عام ومتطابق، لكن حينما نملك الوعي ونمارسه ونسمو به يتحقق لنا "لذاته" الذي هو الجوهر الحقيقي للوجود.يتفق سارتر هنا في هذه النقطة مع الفكرة الدينية التي تقول أن الإنسان ليس مقيدا ولا مقيما بذاته عندما يحيا في الوجود ولكنه بمكن أن يكون كذلك حينما يمزج هذه الفطرة التكوينية بالعمل، أي أن الإنسان جوهره الحقيقي كقيمة مضافة للوجود بما كسب لا بما كان في الفطرة، فالوجود بذاته لا ينفصل عن الوجود لذاته إلا عندما يتوقف الوجود عن إعطاء معنى وبالصريح تجد نصا دينيا يقول (كل نفس بما كسبت رهين) أي أن الجوهر الحقيقي للإنسان لا يكون بدون عمل وكسب ومنتج، هذه الفكرة ليست ظاهراتية بمعنى أنها ليست طارئة أو ظرفية بمقدار ما هي حقيقة ناطقة عن واقع ملموس تعبر عن نفسها بنفسها، السمو الوجودي سمو عملي وليس ميتافيزيقي يوهمنا أن الإرادة في السمو معلقة بما هو خارج الوجود.في عالم الوجود هناك ما يعرف بالفراغات المحيرة أو ثقوب سوداء تبتلع الوعي بها لمجرد أنك تفكر بها، فهي من نوع الوجود الغير موصوف والغير مصنف أختزلها بفكرته الشهيرة "لا يمكن أن يكون نتج عن الوجود من حيث هو" بل من حيث هو وجود أخر هو الوجود الإنساني، فسارتر يستنتج من تحليل العدم تصور وعى إنساني على أنه أصل الحرية الإنسانية فهذا ما يميز الإنسان عن الأشياء، عن «الوجود من حيث هو» وبذلك ينتمى سارتر إلى أولئك الفلاسفة الذين يؤكدون الدور المميز للإنسان تجاه مظاهر الواقع، ويرفضون فهمه أو تعريفه من خلال التأثيرت الخارجية كالوراثة والتربية، فالأشياء مع كل التأثيرات الخارجية تبقى هي بذاتها لا تتغير ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734897
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي الظاهرة السارتريةللمرة الثانية في كتاباتي الأخيرة أكتب عن الوجودية كظاهرة معرفية نافيا عنها كونها فلسفة وتحديدا الوجودية التي نتلقاها من أب الوجودية المعاصرة جان بول سارتر، هذا الإصرار عن رفع مفهوم الفلسفة عن الفكر الوجودي كله ليس له علاقة بالأسس المصنفة لنوع الفكر، وليس أنتقاصا من دور الفيلسوف والأديب والإنسان سارتر بذاته، وقد شرحت ذلك كله هذا في كتابي (محنة الدين والعقل 2021)، ولكن أعزيت السبب لكل هذا (كون الوجودية في ذاتها موقف من الحياة وفهم خاص لمعنى الحياة أكثر من كونها رؤية كبرى لقضايا الحياة)،وبعيدا عن حياة سارتر وتاريخه أحاول أن اقرأ من جديد هذه الظاهرة وجذورها ليست من خلال المؤثرات الفكرية القريبة منه ومن دراسته، بل من كل تأريخ الإنسان وعبر الزمان والمكان فالفكر مهما تشخصن ونسب إلى مبدع أو مفكر فلا بد أن له صلة طرفية بتاريخ الفكر وله جذور في وعي الإنسان كاملا.لقد ميّز جان بول سارتر بين علم الوجود (الأنطولوجيا) عن الميتافيزيقا وكان يفضّل الأول على الثاني فبالنسبة له علم الوجود علم وصفي وتصنيفي في المقام الأول، بينما تُوهم الميتافيزيقا بأنها تأويلية سببية، تعرض لنا تفسيرات حول الأصول الأساسية وغايات الأفراد والكون بأكمله، من هذه النقطة أسس سارتر مفهومه الوجودي للمعنى بين أن يكون كاشفا للوجود بذاته وبين أن يكون الوجود لذاته أعتبارا على محدد الوصف والتصنيف، بينما تثير الميتافيزيقيا أسئلة لا تنتج أجوبة حاسمة لا عن الذات ولا بالذات، ومع ذلك فإن الواقع الإنساني عنده مجموعة كيانات قادرة على المزج بين الأثنين، وهو الأصل الوجودي لغموضنا، الوجود في ذاته متين ومتطابق، ذاتي، سلبي، وخامل وهو ببساطة “نحن”. بينما الوجود لذاته مفهوم سائل متبدل متغير ومصطنع على الغالب لكنه أيضا ديناميكي، لا يطابق الذات ولكنه يكشف لنا مظهرية خارجية فقط حين ننظر للواقع الملموس، فنحن عندما نفهم الوجود "بذاتي" يعني لنا ما هو وجود أولي فطري تكويني عام ومتطابق، لكن حينما نملك الوعي ونمارسه ونسمو به يتحقق لنا "لذاته" الذي هو الجوهر الحقيقي للوجود.يتفق سارتر هنا في هذه النقطة مع الفكرة الدينية التي تقول أن الإنسان ليس مقيدا ولا مقيما بذاته عندما يحيا في الوجود ولكنه بمكن أن يكون كذلك حينما يمزج هذه الفطرة التكوينية بالعمل، أي أن الإنسان جوهره الحقيقي كقيمة مضافة للوجود بما كسب لا بما كان في الفطرة، فالوجود بذاته لا ينفصل عن الوجود لذاته إلا عندما يتوقف الوجود عن إعطاء معنى وبالصريح تجد نصا دينيا يقول (كل نفس بما كسبت رهين) أي أن الجوهر الحقيقي للإنسان لا يكون بدون عمل وكسب ومنتج، هذه الفكرة ليست ظاهراتية بمعنى أنها ليست طارئة أو ظرفية بمقدار ما هي حقيقة ناطقة عن واقع ملموس تعبر عن نفسها بنفسها، السمو الوجودي سمو عملي وليس ميتافيزيقي يوهمنا أن الإرادة في السمو معلقة بما هو خارج الوجود.في عالم الوجود هناك ما يعرف بالفراغات المحيرة أو ثقوب سوداء تبتلع الوعي بها لمجرد أنك تفكر بها، فهي من نوع الوجود الغير موصوف والغير مصنف أختزلها بفكرته الشهيرة "لا يمكن أن يكون نتج عن الوجود من حيث هو" بل من حيث هو وجود أخر هو الوجود الإنساني، فسارتر يستنتج من تحليل العدم تصور وعى إنساني على أنه أصل الحرية الإنسانية فهذا ما يميز الإنسان عن الأشياء، عن «الوجود من حيث هو» وبذلك ينتمى سارتر إلى أولئك الفلاسفة الذين يؤكدون الدور المميز للإنسان تجاه مظاهر الواقع، ويرفضون فهمه أو تعريفه من خلال التأثيرت الخارجية كالوراثة والتربية، فالأشياء مع كل التأثيرات الخارجية تبقى هي بذاتها لا تتغير ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734897
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح1
عباس علي العلي : الظاهرة السارترية ح2
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي شكل مفهوم الحرية محور أساسي في فكر سارتر وعلامة مميزة في رؤيته لعلاقة الوجود بالحرية، الكثير يخطئون بقراءة سارتر للحرية من جهة ودور الميتافيزيقا بها، فهولا يرى في الأخيرة قامع للحرية كونها لا تؤمن بها ولكن لا يرى في الميتافيزيقيا دور في صنع الحرية لأنها أساسا لا تطرح الإشكالية من خارج الواقع الإنساني، فالإنسان هو الذي قسم المعرفة على أنها أما معرفة وجودية محضة أو ميتا وجود، وبالتالي صنف المعرفة على أساس ما يجيب أو لا يجيب، فالحرية واحدة من السؤلات التي طرحها منذ البد مع الوجود لذاته لأنه شرطها إذا كنا نريد السمو، ومتى ما قيدت فيقل ويضعف وربما يتلاشى نشاط السمو، أما نتيجة الإستغلال أو الأستعباد، وكلاهما موقف من الحرية وكلاهما أيضا يصنعان نسخه من الوجود لذاته لكنهما نسخ مزيفة لا تعبر عن الجوهر الحقيقي اللازم، لأنهما خضعا بالقهرية للواقع وقيدا حركة الوجود خلافا للأصل الطبيعي.كانت فكرته الذي ناضل من أجلها كثيرا وضمنها في ما كتب وفي أعمال مختلفة أشار سارتر إلى بكاء المستغلين والمضطهدين، رفع فيها شعار “نحن أيضا بشر” كمثال على نضالهم من أجل حريتهم، لقد قامت وجودية سارتر الإنسانية على نقد “أنظمة” الرأسماليين والمستعمرين. المستغلة والمضطهدة للإنسان وخاصة أولئك المناضلين والرازحين تحت نير الأستعمار أو الذين تحكمهم أنظمة قاهرة لشعوبها، وقد كتب في ذلك “الدناءة في النظام” الذي كان له صداه مع حركات التحرير سابقا وحاضرا، لكن فهمه الوجودي المناسب لهذه العبارة واحترام الأولوية الأخلاقية للممارسات الحرة، فحينما يتحدث عن أي نظام يتكئ على نجاح الأفراد المسؤولين وحدهم أو ربما في مجتمعنا الكلي، ممن يمكن أو يجب أن تسند لهم المهمة الأخلاقية، يمكن توظيف ذلك ليكون درسه للأنطولوجيا وأخلاقيات العلاقات العرقية في القرن الواحد والعشرين، و وصلت دعوته للعنف التحرري كشكل مضاد للعنف المتأصل في الاستعمار في الجزائر مثلا إلى حد المغالاة في مقاله التمهيدي لفرانس فانون “بائس من الأرض” (1961).هذه الأخلاقية التي سببت له بعض النفور وأحيانا هجمة من اليمين وحتى من بعض القوميون المتأصلون الذين يرون في الأستعمار الفرنسي وغيره ضرورة لوجود فرنسا دولة قوية، لم تمنعه بسبب ميوله اليسارية الأشتراكية بشكل ما أن تكون موضوعا رئيسا للعديد من أعماله حول الاستعمار والاستعمار الجديد لاحقا، بالإضافة إلى أنها شكلت موضوع مسرحيته “عاهرة محترمة” (1946) التي فضح فيها الواقع النفسي للمستعمر عندما انفجر سارتر ضد عنف المستعمر و”المبرر” الضمني لذلك، موجّها نداء ضد انعدام السياسة الإنسانية ضد السكان الأصليين، فكان حديثه المثمر مع الأخلاق الحديثة، الجماليات، والسياسة، دون التمحور حول الأخلاقية، الجمالية، والتعصب للوجود المزيف وجود المستعمر الذي يمارس الأضطهاد والأستغلال بمبرر غير أخلاقي ذاتي ينبع من شعور بالقوة.فالهوية الإنسانية عند سارتر ومعظم الوجوديون لا تتشكل من كون الإنسان إنسان فقط بالتكوين، ولكنها تتجلى من خلال الفعل السامي الذي يرتكز على الحرية الفردية بمعنى حرية الإنسان كفرد وليس فرد متعالي على الأخر، لذا رفض الأستعمار والأضطهاد والأستغلال لأن هذه العناوين تصادر الحرية الفردية وتصادر الطريق الضروري لبلوغ الجوهر الحقيقي، هذا الموقف كان سلاح سارتر في مواجهة من ينسبون العدمية له، فهو يرى أنها أي موقفه من الحياة الإنسانية موقف تفاؤلي لأنها في صميمها فلسفة تضع الإنسان مواجها لذاته، أي في حرية خياراته السامية التي تنبع من كونه حرًا يختار لنفسه ما يشاء، وهذا أمر مزعج لا يعجب الناس، فهو يرى أن للبشر هو ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734963
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي شكل مفهوم الحرية محور أساسي في فكر سارتر وعلامة مميزة في رؤيته لعلاقة الوجود بالحرية، الكثير يخطئون بقراءة سارتر للحرية من جهة ودور الميتافيزيقا بها، فهولا يرى في الأخيرة قامع للحرية كونها لا تؤمن بها ولكن لا يرى في الميتافيزيقيا دور في صنع الحرية لأنها أساسا لا تطرح الإشكالية من خارج الواقع الإنساني، فالإنسان هو الذي قسم المعرفة على أنها أما معرفة وجودية محضة أو ميتا وجود، وبالتالي صنف المعرفة على أساس ما يجيب أو لا يجيب، فالحرية واحدة من السؤلات التي طرحها منذ البد مع الوجود لذاته لأنه شرطها إذا كنا نريد السمو، ومتى ما قيدت فيقل ويضعف وربما يتلاشى نشاط السمو، أما نتيجة الإستغلال أو الأستعباد، وكلاهما موقف من الحرية وكلاهما أيضا يصنعان نسخه من الوجود لذاته لكنهما نسخ مزيفة لا تعبر عن الجوهر الحقيقي اللازم، لأنهما خضعا بالقهرية للواقع وقيدا حركة الوجود خلافا للأصل الطبيعي.كانت فكرته الذي ناضل من أجلها كثيرا وضمنها في ما كتب وفي أعمال مختلفة أشار سارتر إلى بكاء المستغلين والمضطهدين، رفع فيها شعار “نحن أيضا بشر” كمثال على نضالهم من أجل حريتهم، لقد قامت وجودية سارتر الإنسانية على نقد “أنظمة” الرأسماليين والمستعمرين. المستغلة والمضطهدة للإنسان وخاصة أولئك المناضلين والرازحين تحت نير الأستعمار أو الذين تحكمهم أنظمة قاهرة لشعوبها، وقد كتب في ذلك “الدناءة في النظام” الذي كان له صداه مع حركات التحرير سابقا وحاضرا، لكن فهمه الوجودي المناسب لهذه العبارة واحترام الأولوية الأخلاقية للممارسات الحرة، فحينما يتحدث عن أي نظام يتكئ على نجاح الأفراد المسؤولين وحدهم أو ربما في مجتمعنا الكلي، ممن يمكن أو يجب أن تسند لهم المهمة الأخلاقية، يمكن توظيف ذلك ليكون درسه للأنطولوجيا وأخلاقيات العلاقات العرقية في القرن الواحد والعشرين، و وصلت دعوته للعنف التحرري كشكل مضاد للعنف المتأصل في الاستعمار في الجزائر مثلا إلى حد المغالاة في مقاله التمهيدي لفرانس فانون “بائس من الأرض” (1961).هذه الأخلاقية التي سببت له بعض النفور وأحيانا هجمة من اليمين وحتى من بعض القوميون المتأصلون الذين يرون في الأستعمار الفرنسي وغيره ضرورة لوجود فرنسا دولة قوية، لم تمنعه بسبب ميوله اليسارية الأشتراكية بشكل ما أن تكون موضوعا رئيسا للعديد من أعماله حول الاستعمار والاستعمار الجديد لاحقا، بالإضافة إلى أنها شكلت موضوع مسرحيته “عاهرة محترمة” (1946) التي فضح فيها الواقع النفسي للمستعمر عندما انفجر سارتر ضد عنف المستعمر و”المبرر” الضمني لذلك، موجّها نداء ضد انعدام السياسة الإنسانية ضد السكان الأصليين، فكان حديثه المثمر مع الأخلاق الحديثة، الجماليات، والسياسة، دون التمحور حول الأخلاقية، الجمالية، والتعصب للوجود المزيف وجود المستعمر الذي يمارس الأضطهاد والأستغلال بمبرر غير أخلاقي ذاتي ينبع من شعور بالقوة.فالهوية الإنسانية عند سارتر ومعظم الوجوديون لا تتشكل من كون الإنسان إنسان فقط بالتكوين، ولكنها تتجلى من خلال الفعل السامي الذي يرتكز على الحرية الفردية بمعنى حرية الإنسان كفرد وليس فرد متعالي على الأخر، لذا رفض الأستعمار والأضطهاد والأستغلال لأن هذه العناوين تصادر الحرية الفردية وتصادر الطريق الضروري لبلوغ الجوهر الحقيقي، هذا الموقف كان سلاح سارتر في مواجهة من ينسبون العدمية له، فهو يرى أنها أي موقفه من الحياة الإنسانية موقف تفاؤلي لأنها في صميمها فلسفة تضع الإنسان مواجها لذاته، أي في حرية خياراته السامية التي تنبع من كونه حرًا يختار لنفسه ما يشاء، وهذا أمر مزعج لا يعجب الناس، فهو يرى أن للبشر هو ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734963
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح2
عباس علي العلي : الظاهرة السارترية ح3
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي ركزت مسألة العدم والوجود عند سارتر الركيزة الأساسية في الظاهرة الفلسفية عنده ومنها أكتسب التسمية وأصبح بها أبا للوجوديين المعاصرين، في رسالته المشهورة والتي وضعت الوجودية المعاصرة على خطى النظرية والمسماة (الوجودية منزع إنساني) يوضح سارتر الرؤية من خلال فكرة أن توفر الماهية التي تصنع الوجود الحقيقي يجب أن تكون سابقة للفعل الوجودي، بمعنى أن توفر الصفات والوصفات وهنا يركز على توفر الرؤية المسبقة لصنع وجود إنما بالضرورة الحتمية أن تتوفر أساسا لتكون الخطة المستقبلية مجتمعة مع إرادة الحدوث، وضرب مثلا في وجود الكتاب فلولا وجود تلك المواصفات والوصفات المسبقة والتي تمثل جزء من المفهوم لم يكن هناك لدينا ماهية أفتراضية تؤدي بالنهاية إلى معرفة ماهية الموضوع الذي سيصنع الكتاب أو حتى طريقة أستعمالها في ذلك.هنا نركز ويركز سارتر على أن الوعي الذي قدم الوصفات والمواصفات ضروري ويسبق وجود الكتاب، فلولا هذا الوعي بالماهية أولا لا يمكن معه أن نصمم أو نستحدث وجود، فقبل ذلك كان الكتاب عدما أي لا يمكن أن نقول أن لدينا وجودا مهيأ لأن يكون بدون هذا الوعي، وحتى الوعي يمكن أعتباره جزء من الماهية الصانعة، هل يمكن هنا أن نشير إلى أن الوجود حقيقية كان عدما؟ الجواب نعم ولا، نعم حينما نقرن الوجود بكون شيء لذاته ولا عندما يكون مفهوم الوجود بذاته، هذه المعادلة لا تعني وجودا خالصا مجردا يسبق الماهية في جانبها الشكلي، فعملية صنع الكتاب ليس حدثا منفصلا عن توفر أوليات الوجودية لسبب بسيط، أنه لو كان الموضوع الوجودي منفصل عن أساسه لا يمكننا أن نشير لأى وجود محتمل أو ممكن.فعملية صنع الكتاب في المثال المضروب يحتاج أولا لوجود بنوع ما يملك القدرة على أن يصبح موضوعا ما بطريقة ما لأنتاج وجود شيئي ما، تنبع الماهية من هوية الشيء وهو أمر ذاتي ووجود ما يصلح لأن يكون ماهية أخرى بذاته ليكون شيئا أخر لذاته وإلا عدم ذلك يؤدي إلى أستحالة منطقية وعملية في تغيير الهوية، وجود القطن والخشب والحديد كموضوع أساسي يجب أن تتوفر كوجود أولي قبل أن يتولى الوعي بها والوعي بالموضوع الذي يراد إيجاده، فهنا سبق الوجود الوعي ومن ثم الماهية، فلدينا إذا ثلاثة مواضيع منفصلة تكون الماهية الشيئية المطلوبة، وجود أولي وفكرة الوعي بها وبالماهية ثم تأتي عملية الوجود الماهوي لاحقا من تفاعل العنصرين السابقين.هذا المفهوم هو ما أراده سارتر في أدق فكرة طرحها لتمثيل عملية خلق الوجود عند الله وهي من المسالك الشائكة في وجهة النظر الوجودية، فالله عندما أراد أن يخلق الإنسان لم يكن يخلقه إلا بتصور ماهوي بأمتياز، فلا بد أن كان يملك فكرة عن المراد خلقه وليس أستجابة فقط للإرادة، فالماهية هنا كما يقول أولا سبقت الفكرة والوعي بالماهية أيضا سابق لها وبالتالي الفكرة والماهية كانت حاضرة قبل الوجود، النقطة التي غفلها عن قصد ربما هي أن الله كوجود مفكر صاحب إرادة سابق الماهية الشيئية وسابق للفكرة أساسا، وبالتالي وجود الله ركن أهم من الوجود والفكرة والماهية والإرادة وإلا نكون أمام عدم مطلق لا ينتج ولا يمكنه أن يكون حقيقة، لا على أساس أن المفهوم المعين يجب أن يكون حاضرا ومتحققا في ذهن الإله قبل وجود الموضوع صاحب الماهية.عند ديكارت مثلا هذه الحقيقية موجودة بأعتبارها الضمانة الأولية والمصدر الأساسي للوجود، هذا الفرق بين ديكارتية الوجود وماهية الشيء بين الوجودية الشيئية والوجودية الأساسية، وهنا الفرق كبير جدا في فهم الوجودية والماهية التي تستلزم وقبل كل حديث وجود مفكر وصاحب إرادة وقادر على أن يخضع الإرادة والفهم لعملية الإيجاد، أي وجود س ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735168
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي ركزت مسألة العدم والوجود عند سارتر الركيزة الأساسية في الظاهرة الفلسفية عنده ومنها أكتسب التسمية وأصبح بها أبا للوجوديين المعاصرين، في رسالته المشهورة والتي وضعت الوجودية المعاصرة على خطى النظرية والمسماة (الوجودية منزع إنساني) يوضح سارتر الرؤية من خلال فكرة أن توفر الماهية التي تصنع الوجود الحقيقي يجب أن تكون سابقة للفعل الوجودي، بمعنى أن توفر الصفات والوصفات وهنا يركز على توفر الرؤية المسبقة لصنع وجود إنما بالضرورة الحتمية أن تتوفر أساسا لتكون الخطة المستقبلية مجتمعة مع إرادة الحدوث، وضرب مثلا في وجود الكتاب فلولا وجود تلك المواصفات والوصفات المسبقة والتي تمثل جزء من المفهوم لم يكن هناك لدينا ماهية أفتراضية تؤدي بالنهاية إلى معرفة ماهية الموضوع الذي سيصنع الكتاب أو حتى طريقة أستعمالها في ذلك.هنا نركز ويركز سارتر على أن الوعي الذي قدم الوصفات والمواصفات ضروري ويسبق وجود الكتاب، فلولا هذا الوعي بالماهية أولا لا يمكن معه أن نصمم أو نستحدث وجود، فقبل ذلك كان الكتاب عدما أي لا يمكن أن نقول أن لدينا وجودا مهيأ لأن يكون بدون هذا الوعي، وحتى الوعي يمكن أعتباره جزء من الماهية الصانعة، هل يمكن هنا أن نشير إلى أن الوجود حقيقية كان عدما؟ الجواب نعم ولا، نعم حينما نقرن الوجود بكون شيء لذاته ولا عندما يكون مفهوم الوجود بذاته، هذه المعادلة لا تعني وجودا خالصا مجردا يسبق الماهية في جانبها الشكلي، فعملية صنع الكتاب ليس حدثا منفصلا عن توفر أوليات الوجودية لسبب بسيط، أنه لو كان الموضوع الوجودي منفصل عن أساسه لا يمكننا أن نشير لأى وجود محتمل أو ممكن.فعملية صنع الكتاب في المثال المضروب يحتاج أولا لوجود بنوع ما يملك القدرة على أن يصبح موضوعا ما بطريقة ما لأنتاج وجود شيئي ما، تنبع الماهية من هوية الشيء وهو أمر ذاتي ووجود ما يصلح لأن يكون ماهية أخرى بذاته ليكون شيئا أخر لذاته وإلا عدم ذلك يؤدي إلى أستحالة منطقية وعملية في تغيير الهوية، وجود القطن والخشب والحديد كموضوع أساسي يجب أن تتوفر كوجود أولي قبل أن يتولى الوعي بها والوعي بالموضوع الذي يراد إيجاده، فهنا سبق الوجود الوعي ومن ثم الماهية، فلدينا إذا ثلاثة مواضيع منفصلة تكون الماهية الشيئية المطلوبة، وجود أولي وفكرة الوعي بها وبالماهية ثم تأتي عملية الوجود الماهوي لاحقا من تفاعل العنصرين السابقين.هذا المفهوم هو ما أراده سارتر في أدق فكرة طرحها لتمثيل عملية خلق الوجود عند الله وهي من المسالك الشائكة في وجهة النظر الوجودية، فالله عندما أراد أن يخلق الإنسان لم يكن يخلقه إلا بتصور ماهوي بأمتياز، فلا بد أن كان يملك فكرة عن المراد خلقه وليس أستجابة فقط للإرادة، فالماهية هنا كما يقول أولا سبقت الفكرة والوعي بالماهية أيضا سابق لها وبالتالي الفكرة والماهية كانت حاضرة قبل الوجود، النقطة التي غفلها عن قصد ربما هي أن الله كوجود مفكر صاحب إرادة سابق الماهية الشيئية وسابق للفكرة أساسا، وبالتالي وجود الله ركن أهم من الوجود والفكرة والماهية والإرادة وإلا نكون أمام عدم مطلق لا ينتج ولا يمكنه أن يكون حقيقة، لا على أساس أن المفهوم المعين يجب أن يكون حاضرا ومتحققا في ذهن الإله قبل وجود الموضوع صاحب الماهية.عند ديكارت مثلا هذه الحقيقية موجودة بأعتبارها الضمانة الأولية والمصدر الأساسي للوجود، هذا الفرق بين ديكارتية الوجود وماهية الشيء بين الوجودية الشيئية والوجودية الأساسية، وهنا الفرق كبير جدا في فهم الوجودية والماهية التي تستلزم وقبل كل حديث وجود مفكر وصاحب إرادة وقادر على أن يخضع الإرادة والفهم لعملية الإيجاد، أي وجود س ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735168
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح3
عباس علي العلي : الظاهرة السارترية ح5
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي كان من الأولى أن تعتمد مصطلحات الماهوية أو الوصفية الماهوية على الظاهرة السارترية بدلا من مصطلح الوجودية طالما أن هدفها الأول إثبات إصالة الماهية على الوجود، فالوجودية تقتضي حسب المتعارف عليه هو تقديم الوجود كحقيقية موضوعية على ما سواها من المقولات بشكل مستصحب ليبين جوهر موضوع الفكرة وعمادها الفكري، فسارتر ومن تبعه في دراسة الظاهرة أو التبشير فيها أو حتى الأنتماء لها في الأخر يركون على ذات فكرة الإصالة بالنتيجة، فحتى قولهم بالجوهر الحقيقي أو الوجود الحقيقي يشيرون لنتيجة تبلور الماهية بالشكل الذي وصلت له الفكرة ولكن لا يشيرون لوجودية كاملة، الوجود عندهم نتاج أختيار وتبني الماهية أولا وصولا إلى تحققها بالكامل.فـ «الوجود من حيث هو» عنده هو عالم الأشياء التي ليس لديها وعى أي الوجود بذاته مفتقدا عنصر محفز للإنطلاق نحو ماهوية ما، بمعنى أن وجود الإنسان لذاته وجود أصم خالي من ماهية متحركة أو قابلة للتحرك بوجود الباعث وهو العالم الخارجي وما تنطوي عليه الذاتية بذاتها القابلة للتحرك، فهو يجرد الوجود بذاته هنا من الفعل من الطبيعة الفطرية لا يفرق بين الإنسان وبقية الكائنات، أما الوجود الذى لديه وعى وبإمكانه أن يسخره، وبه يستطيع إقامة علاقة مستقلة بالواقع فيسميه «الوجود للنفس» أي الوجود للذات، الأعتراض هنا بسؤال كيف تحول الوجود الأصم الجامد إلى وجود واعي؟ هل هي طفرة موضوعية حدثت نتيجة لعامل خارجي؟ أم أنها حركة ذاتية منبعثة من خصيصة الوجود الإنساني بذاته؟ إنه يختصر المسألة بشكل أعتباطي دون أن يبين العلاقة ولا يجيب على السؤال، فهو يقر وبعبارة سهلة ميسرة «الوجود للنفس» هو الإنسان، و«الوجود من حيث هو» هو العالم المُحيط به.هذه المقولة فيها خطأ صريح في فهم ترابط الذات من حيث هي ذات لنفسها ومن حيث هي ذات لنفسها، فعندما يشير إلى الوجود من حيث هو وجود بلا وعي، فيكون العالم الخارجي بلا وعي وكأن الإنسان لنفسه هو من يعطي الهوية ومن بعطي الماهية للعالم الخارجي، لا أدري تماما كيف يمكن لهذا العالم الخارجي أن يتقبل هوية كلية من عنصر جزئي فيه، طبعا إلا إذا قصد بأن الوجود للنفس يعطي هوية نسبية مخصوصة به للعالم الخارجي دون أن تكون هذه الهوية حقيقية، فمثلا في بعض ما طرحه عن قضية شك إبراهيم متابعا فكرة الفيلسوف كيركجارد بقول بتساؤل منطقي (هل حقا أنا من يكون جديرا بأن يفعل بالطريقة التي تحمل الإنسانية على الأهتداء بأفعاله)، فإذا كان الوجود بنفسه غير واعيا وأصم ومغلق فكيف يكون له أن يهتدي بأفعال الوجود للنفس؟ ما هي الألية التي يمكن بها لهذا الوجود أن يمنح الوجود الأخر ما ينقصه من وعي لازم؟ هذا التناقض ليس فقط مدعاة للتساؤل بل أيضا مدعاة للسخرية بشكل مر.إذا كان الوجود بنفسه وجود لا واعي هل وجودنا كبشر بذاته من ضمن هذا الوجود أم خارج عنه؟ إذا كان الجواب نعم فقد ناقض نفسه حين أشار إلى أننا بوصفنا أفرادا واعين قبل أن نكون ماهية، فنحن نسمو “نتفوق” بهذه الحقيقة الفطرية لما يشكل “موقفنا”، بمعنى آخر نحن كائنات يتملكنا دوما “موقف ما”، هذا الموقف أما أن يكون واعي وممكن أن يتحرك ويتطور بنا نحو السمو، أو يحتاج لوعي فوق الفطرية وبالتأكيد لا بد أن يكون منبعه ومحفزه العالم الخارجي أي الوجود بنفسه، فلو كان الوجود بنفسه هو من يمنحنا الوعي فلا يمكن المطابقة هنا لأنه أساسا وحسب سارتر هو وجود بلا وعي وفاقد الشيء لا يعطيه، من هنا كان يبرر شكه في العلاقة بين الوجود للنفس والوجود بالنفس من خلال عبارة التمازج أي التأثير المتبادل بينهما، فيقول (لكن التمازج الدقيق بين السمو والحقيقة الفطرية التي ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735252
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي كان من الأولى أن تعتمد مصطلحات الماهوية أو الوصفية الماهوية على الظاهرة السارترية بدلا من مصطلح الوجودية طالما أن هدفها الأول إثبات إصالة الماهية على الوجود، فالوجودية تقتضي حسب المتعارف عليه هو تقديم الوجود كحقيقية موضوعية على ما سواها من المقولات بشكل مستصحب ليبين جوهر موضوع الفكرة وعمادها الفكري، فسارتر ومن تبعه في دراسة الظاهرة أو التبشير فيها أو حتى الأنتماء لها في الأخر يركون على ذات فكرة الإصالة بالنتيجة، فحتى قولهم بالجوهر الحقيقي أو الوجود الحقيقي يشيرون لنتيجة تبلور الماهية بالشكل الذي وصلت له الفكرة ولكن لا يشيرون لوجودية كاملة، الوجود عندهم نتاج أختيار وتبني الماهية أولا وصولا إلى تحققها بالكامل.فـ «الوجود من حيث هو» عنده هو عالم الأشياء التي ليس لديها وعى أي الوجود بذاته مفتقدا عنصر محفز للإنطلاق نحو ماهوية ما، بمعنى أن وجود الإنسان لذاته وجود أصم خالي من ماهية متحركة أو قابلة للتحرك بوجود الباعث وهو العالم الخارجي وما تنطوي عليه الذاتية بذاتها القابلة للتحرك، فهو يجرد الوجود بذاته هنا من الفعل من الطبيعة الفطرية لا يفرق بين الإنسان وبقية الكائنات، أما الوجود الذى لديه وعى وبإمكانه أن يسخره، وبه يستطيع إقامة علاقة مستقلة بالواقع فيسميه «الوجود للنفس» أي الوجود للذات، الأعتراض هنا بسؤال كيف تحول الوجود الأصم الجامد إلى وجود واعي؟ هل هي طفرة موضوعية حدثت نتيجة لعامل خارجي؟ أم أنها حركة ذاتية منبعثة من خصيصة الوجود الإنساني بذاته؟ إنه يختصر المسألة بشكل أعتباطي دون أن يبين العلاقة ولا يجيب على السؤال، فهو يقر وبعبارة سهلة ميسرة «الوجود للنفس» هو الإنسان، و«الوجود من حيث هو» هو العالم المُحيط به.هذه المقولة فيها خطأ صريح في فهم ترابط الذات من حيث هي ذات لنفسها ومن حيث هي ذات لنفسها، فعندما يشير إلى الوجود من حيث هو وجود بلا وعي، فيكون العالم الخارجي بلا وعي وكأن الإنسان لنفسه هو من يعطي الهوية ومن بعطي الماهية للعالم الخارجي، لا أدري تماما كيف يمكن لهذا العالم الخارجي أن يتقبل هوية كلية من عنصر جزئي فيه، طبعا إلا إذا قصد بأن الوجود للنفس يعطي هوية نسبية مخصوصة به للعالم الخارجي دون أن تكون هذه الهوية حقيقية، فمثلا في بعض ما طرحه عن قضية شك إبراهيم متابعا فكرة الفيلسوف كيركجارد بقول بتساؤل منطقي (هل حقا أنا من يكون جديرا بأن يفعل بالطريقة التي تحمل الإنسانية على الأهتداء بأفعاله)، فإذا كان الوجود بنفسه غير واعيا وأصم ومغلق فكيف يكون له أن يهتدي بأفعال الوجود للنفس؟ ما هي الألية التي يمكن بها لهذا الوجود أن يمنح الوجود الأخر ما ينقصه من وعي لازم؟ هذا التناقض ليس فقط مدعاة للتساؤل بل أيضا مدعاة للسخرية بشكل مر.إذا كان الوجود بنفسه وجود لا واعي هل وجودنا كبشر بذاته من ضمن هذا الوجود أم خارج عنه؟ إذا كان الجواب نعم فقد ناقض نفسه حين أشار إلى أننا بوصفنا أفرادا واعين قبل أن نكون ماهية، فنحن نسمو “نتفوق” بهذه الحقيقة الفطرية لما يشكل “موقفنا”، بمعنى آخر نحن كائنات يتملكنا دوما “موقف ما”، هذا الموقف أما أن يكون واعي وممكن أن يتحرك ويتطور بنا نحو السمو، أو يحتاج لوعي فوق الفطرية وبالتأكيد لا بد أن يكون منبعه ومحفزه العالم الخارجي أي الوجود بنفسه، فلو كان الوجود بنفسه هو من يمنحنا الوعي فلا يمكن المطابقة هنا لأنه أساسا وحسب سارتر هو وجود بلا وعي وفاقد الشيء لا يعطيه، من هنا كان يبرر شكه في العلاقة بين الوجود للنفس والوجود بالنفس من خلال عبارة التمازج أي التأثير المتبادل بينهما، فيقول (لكن التمازج الدقيق بين السمو والحقيقة الفطرية التي ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735252
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح5
عباس علي العلي : الطاهرة السارترية ح 6
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي تحتل مسألة العدم عند سارتر مكانة مهمة في طيات تفكيره بأعتباره الضد النوعي للوجود، وبالتالي فغياب أي وجود سواء أكان بذاته أو لذاته فهو عدم بغض النظر عن إمكانية وجوده أم أحتمال إمكانية الوجود، فالعدم عند سارتر عدم متعلق بالوجود من حيث يتحول بالوعي وليس كعدم أصلي، فغياب الماهوية الفردية عدم، بمعنى أنه لا ينطلق من فهم العدم من منطلق العدم بذاته كمفهوم تصوري محض فيقول بعبارته الشهيرة أن "العدم ليس موجودا في الوجود في ذاته بل موجودا في الوجود لذاته"، هذه العبارة نوع من الإقحام المفخم الذي لا يتماسك أمام الرؤية التحليلية، لكنه يشير إلى الوجود واللا وجود سواء أكان بنفسه أم لنفسه.فلو كان العدم موجود بأي حالة أنتفت تسميته بالعدم فهو يصبح جزء من الوجود لأنه موجود، علينا أن نفهم العدم على أنه نقيض للوجود وليس ضدا كاشفا له، أي أن النقيض هو موضوع خارج عن النقيض الأخر ولا يتصل به بأي حال، عليه تكون عبارة العدم موجود في الوجود لذاته جمع بين نقيضين لا يمكن منطقا ولا عقليا أن يجتمعا إلى إذا قصدنا به المجازاة بمعنى اللا وجود، فلا وجود الوجود لذاته حقيقية حتى يتبلور الوعي في الوجود الأول من خلال الرغبة والأنطلاق والسمو، فالإنسان الفنان مثلا لا يمكن أن يكون وجود لنفسه ما لم يتحول بوعيه وموضوعه وقدرته وفعله أن يكون فنانا، فغياب أشتراطات التحول من الوجود بالذات إلى الوجود للذات ليس تحولا من وجود لعدم، لأن العدم لا يمكن أن يكون دالا إلا على عدم مطابق لماهيته، فوجود العدم بالوجود لذاته ينفي ماهية الأخير ولا يمكن أن يصبح حقيقة مطلقا.إذن هنا سارتر يتكلم عن عملية الخلق والأنتقال من وجود نوعي كمي إلى وجود ذاتي نوعي، إنه يتكلم عن حركة الوجود من الذات إلى الذات دون أن يكون هناك وجود لعدم من نوع ما غير العدم بمفهوم النفي التوصيفي، مثلا عدم حضور الطالب الدرس لا ينفي وجوده في الواقع لكنه ينفي حضوره، فالعدم الوصفي بصيغة النفي متعلق حصرا بالموضوع الذي تم النفي في داخله دون أن يتعدى للموضوع المنفي وحتى النافي لأنه موقف حدوثي فقط، فقد يكون حاضرا للدرس ولكن لم يصل علم حضوره للنافي أو قد يكون في لحظة القول منفيا في الوقت الذي يمكن أن يكون الحضور بعد القول أو قبله، لكن قولنا أن الطالب لم يحضر الدرس ليس إشارة للعدم بذاته ولكنه عدم لذاته لأن العدم الأخير بشير لماهية متحركة غير ثابته أما العدم الأول يشير لمطلق النفي الحصولي والحدوثي، وهو ما ينافي حقيقة أن الطالب موجود بالذات وللذات.إن الإيمان بأقدمية العدم وأن الأشياء إنما ولدت في الفراغ تنطوي على مغالطة منطقية أخرى عند سارتر وعند كل الوجوديين الذين سايروا هذه الفكرة، يؤمنُ الوجوديون بالوجودِ الإنسانيِّ قبل كلِّ شيء، ويتَّخذونه منطلقًا لكلِّ أفكارهم، ويعتقدون أنَّ الإنسانَ هو أقدمُ شيءٍ في الوجود وكلُّ ما قبلَه كانَ عدمًا، هذا الأعتقاد الأنطولوجي هو عدم فكري نسبي لا يمكن أطلاقه على العموم الذي ينادي به الوجوديون، فلم يكن الإنسان إلا مرحلة متأخرة جدا في الوجود الكوني بذاته، إلا إذا كان المراد أن وجود الإنسان ككائن بذاته مر بمرحلة الوعي فأكتشف وجوده على النحو الذي يشير إلى أن المرحلة السابقة للوعي كانت مرحلة لا وعي وجودي، وبالتالي هذا الأكتشاف يبدأ معه تأريخ الزمن الوجودي، فالعدم المشار إليه هنا عدم منسوب للوعي بالوجود وليس عدم حقيقي بماهية توصيفية تشير إلى إمكانية الأنتاج لأن ذلك محال منطقيا، لأن الممكن ومحتمل الإمكان قادر على أن يكون في كل مرة منتجا بذات الطريقة وهذا ما لا يمكن تحققه أيضا.إن الخلط وقد يكون نتيجة الترجمة الت ......
#الطاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735299
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي تحتل مسألة العدم عند سارتر مكانة مهمة في طيات تفكيره بأعتباره الضد النوعي للوجود، وبالتالي فغياب أي وجود سواء أكان بذاته أو لذاته فهو عدم بغض النظر عن إمكانية وجوده أم أحتمال إمكانية الوجود، فالعدم عند سارتر عدم متعلق بالوجود من حيث يتحول بالوعي وليس كعدم أصلي، فغياب الماهوية الفردية عدم، بمعنى أنه لا ينطلق من فهم العدم من منطلق العدم بذاته كمفهوم تصوري محض فيقول بعبارته الشهيرة أن "العدم ليس موجودا في الوجود في ذاته بل موجودا في الوجود لذاته"، هذه العبارة نوع من الإقحام المفخم الذي لا يتماسك أمام الرؤية التحليلية، لكنه يشير إلى الوجود واللا وجود سواء أكان بنفسه أم لنفسه.فلو كان العدم موجود بأي حالة أنتفت تسميته بالعدم فهو يصبح جزء من الوجود لأنه موجود، علينا أن نفهم العدم على أنه نقيض للوجود وليس ضدا كاشفا له، أي أن النقيض هو موضوع خارج عن النقيض الأخر ولا يتصل به بأي حال، عليه تكون عبارة العدم موجود في الوجود لذاته جمع بين نقيضين لا يمكن منطقا ولا عقليا أن يجتمعا إلى إذا قصدنا به المجازاة بمعنى اللا وجود، فلا وجود الوجود لذاته حقيقية حتى يتبلور الوعي في الوجود الأول من خلال الرغبة والأنطلاق والسمو، فالإنسان الفنان مثلا لا يمكن أن يكون وجود لنفسه ما لم يتحول بوعيه وموضوعه وقدرته وفعله أن يكون فنانا، فغياب أشتراطات التحول من الوجود بالذات إلى الوجود للذات ليس تحولا من وجود لعدم، لأن العدم لا يمكن أن يكون دالا إلا على عدم مطابق لماهيته، فوجود العدم بالوجود لذاته ينفي ماهية الأخير ولا يمكن أن يصبح حقيقة مطلقا.إذن هنا سارتر يتكلم عن عملية الخلق والأنتقال من وجود نوعي كمي إلى وجود ذاتي نوعي، إنه يتكلم عن حركة الوجود من الذات إلى الذات دون أن يكون هناك وجود لعدم من نوع ما غير العدم بمفهوم النفي التوصيفي، مثلا عدم حضور الطالب الدرس لا ينفي وجوده في الواقع لكنه ينفي حضوره، فالعدم الوصفي بصيغة النفي متعلق حصرا بالموضوع الذي تم النفي في داخله دون أن يتعدى للموضوع المنفي وحتى النافي لأنه موقف حدوثي فقط، فقد يكون حاضرا للدرس ولكن لم يصل علم حضوره للنافي أو قد يكون في لحظة القول منفيا في الوقت الذي يمكن أن يكون الحضور بعد القول أو قبله، لكن قولنا أن الطالب لم يحضر الدرس ليس إشارة للعدم بذاته ولكنه عدم لذاته لأن العدم الأخير بشير لماهية متحركة غير ثابته أما العدم الأول يشير لمطلق النفي الحصولي والحدوثي، وهو ما ينافي حقيقة أن الطالب موجود بالذات وللذات.إن الإيمان بأقدمية العدم وأن الأشياء إنما ولدت في الفراغ تنطوي على مغالطة منطقية أخرى عند سارتر وعند كل الوجوديين الذين سايروا هذه الفكرة، يؤمنُ الوجوديون بالوجودِ الإنسانيِّ قبل كلِّ شيء، ويتَّخذونه منطلقًا لكلِّ أفكارهم، ويعتقدون أنَّ الإنسانَ هو أقدمُ شيءٍ في الوجود وكلُّ ما قبلَه كانَ عدمًا، هذا الأعتقاد الأنطولوجي هو عدم فكري نسبي لا يمكن أطلاقه على العموم الذي ينادي به الوجوديون، فلم يكن الإنسان إلا مرحلة متأخرة جدا في الوجود الكوني بذاته، إلا إذا كان المراد أن وجود الإنسان ككائن بذاته مر بمرحلة الوعي فأكتشف وجوده على النحو الذي يشير إلى أن المرحلة السابقة للوعي كانت مرحلة لا وعي وجودي، وبالتالي هذا الأكتشاف يبدأ معه تأريخ الزمن الوجودي، فالعدم المشار إليه هنا عدم منسوب للوعي بالوجود وليس عدم حقيقي بماهية توصيفية تشير إلى إمكانية الأنتاج لأن ذلك محال منطقيا، لأن الممكن ومحتمل الإمكان قادر على أن يكون في كل مرة منتجا بذات الطريقة وهذا ما لا يمكن تحققه أيضا.إن الخلط وقد يكون نتيجة الترجمة الت ......
#الطاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735299
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - الطاهرة السارترية ح 6
عباس علي العلي : الظاهرة السارترية ح 7
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي أخلاقيات سارترشكّل مفهوما الحريّة والمسؤولية الأخلاقية أساسَ الفلسفة الوجودية عند سارتر، حتّى أنها تُسمّى أحيانًا بفلسفة الحرية والمسؤولية بأعتبار أن الإنسان عندما يختار الحرية فإنه لا يختار لنفسه فقط بل يختار للإنسانية أيضا، وكذلك في موضوعة الأخلاق فهو يتعاطى بها ليس لأنها موقف من قضية بحدودها فقط، بل لأنها قضية إنسانية لكل الناس، فالأخلاقي الذي يجعل من التصرف النبيل مثلا سلوكه في لحظة ما لموقف ما هو قبل أن يكون أخلاقيا، كان إنسانا مختارا لما يريد وفق قناعة ورغبة وقرار، فهو بمعزل عن باقي وجوده كان لا أخلاقيا قبل أن يتخذ هذا الموقف، فهو صنع القيمة في إرادته وقد لا يبقى أخلاقيا بعد ذلك، فالأخلاق عند سارتر هي قرار ووعي في لحظته دون أن يكون هناك أخلاقيات تدفعه بالقوة لهذا الموقف، فالأخلاق الحقيقية تنبع من الحرية التي تمنح الإنسان القدرة على فعل ما يراه مناسبا بوعيه قبال حالة واحدة قد تتكرر وتتخذ طابع الأعتياد أو لا تتكرر، فالأخلاق هنا لا ترتبط بالإنسان فهو بها أو بدونها إنسان ولكن مقدار ونوع الحرية ونضوج الوعي تجعله يختار أن يفعل ما هو أخلاقي بنظره وليس بنظر ما حوله.بهذا يؤكد سارتر أن موضوع الأخلاق جزء من المسؤولية التي سيتحملها الإنسان أكبر بكثير مما يظن، وذلك لأن الصورة التي سيكون عليها الإنسان أخلاقيا أثناء وجوده ليست شيئًا يخصه وحده، إنما تخص الإنسانية كافة بأعتبار أن ما قبل الموقف الأخلاقي هذا كانت الأخلاق عدم، ومن خلال الأستجابة لرغبته ووعيه وقراره أن يكون أخلاقيا إنما يؤسس لأخلاقية إنسانية يحملها ويتحملها، وعليه أن يتحمل ما يترتب على هذا الشعور الإنساني من شعور بالقلق، القلق من أن لا يكون أخلاقيا كاملا أو لا يستطيع أن يقدم نموذج قدوة ملزم للإنسانية، أو أن هذا النموذج بخلفيته من الحرية قد لا ينجح في تأسيس الخير للناس.ان القراءة التحليلية والتفكيكية في نظرية سارتر الأخلاقية التي تضم بعض عناصر المثالية الطوباوية التي لا تتسق مع ماديته الوجودية، بل أحيانا تطيش عن مسار العقل الوجودي القائم على الحدية والتفرد المحكم بالأفكار والنتائج, فقد تشكلت في عمومها كمذهب يقوم بحتمية عدم خضوع الأخلاقية البشرية لأي منظومات اكراه تتعارض مع مبدأ الحرية كأساس ونتاج للوعي الإنساني بماهية الوعي، وهو لا يعترف بأي قواعد اخلاقية ملزمة للجميع إلا ما ينتجه الوجودي للغير، فكل تصرف عنده فعل فريد لا يتكرر بنفس الأليات وبنفس الوعي، فلكل لحظة وعي ولكل موقف وعي خاص يتجدد أستجابة للرغبة الذاتية. ويرى سارتر في تحقيق الفرد لرغبته الواعية من الداخل الماهوي كسلوك متحرر من الوجود بذاته تكفيراً عن لا أخلاقيات المجتمع، فهو في كل موقف يحتاج لأن يقدم نموذجا أخلاقيا خاص ومتناسب مع الموضوع، هذا الموقف عنده مواجهة للنفس بذاتها وعلاقات هذا الوجود الجامد الأصم بما يمليه من قهر ضد الوجود الإنساني لذاته، ويربط سارتر الحرية بالرغبة وحدها ويصورها على انها جزء حيوي في كل فعل بشري ينطلق من ماهية لا تعترف بالأحكام المسبقة حتى ولو كان عبثا لاعقلانيا، أو حتى لو تمت في حالة جنون فهي حرية مصدرها استقلال شكلي في الاختيار، دون النظر والأهتمام بالقيم الموضوعية للقرار المتخذ وامكانيات تحقيقه، وينفي عنها الحتمية في مسائل اللزوم والخضوع لغير ما هو كائن قبل أن يكون, لكنه مع ذلك فهو غير مجبر ولا مضطر لأتخاذ أي موقف لا يعبر عن وعيه المرحلي وماهيته في لحظة القرار والفعل والنتيجة.قد نستطيع القول إن مفهوم سارتر للأخلاق له جذور مثالية دينية بروتستانتية من مارتن لوثر تحديدا، فالأخير هو من أسس مفه ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735348
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي أخلاقيات سارترشكّل مفهوما الحريّة والمسؤولية الأخلاقية أساسَ الفلسفة الوجودية عند سارتر، حتّى أنها تُسمّى أحيانًا بفلسفة الحرية والمسؤولية بأعتبار أن الإنسان عندما يختار الحرية فإنه لا يختار لنفسه فقط بل يختار للإنسانية أيضا، وكذلك في موضوعة الأخلاق فهو يتعاطى بها ليس لأنها موقف من قضية بحدودها فقط، بل لأنها قضية إنسانية لكل الناس، فالأخلاقي الذي يجعل من التصرف النبيل مثلا سلوكه في لحظة ما لموقف ما هو قبل أن يكون أخلاقيا، كان إنسانا مختارا لما يريد وفق قناعة ورغبة وقرار، فهو بمعزل عن باقي وجوده كان لا أخلاقيا قبل أن يتخذ هذا الموقف، فهو صنع القيمة في إرادته وقد لا يبقى أخلاقيا بعد ذلك، فالأخلاق عند سارتر هي قرار ووعي في لحظته دون أن يكون هناك أخلاقيات تدفعه بالقوة لهذا الموقف، فالأخلاق الحقيقية تنبع من الحرية التي تمنح الإنسان القدرة على فعل ما يراه مناسبا بوعيه قبال حالة واحدة قد تتكرر وتتخذ طابع الأعتياد أو لا تتكرر، فالأخلاق هنا لا ترتبط بالإنسان فهو بها أو بدونها إنسان ولكن مقدار ونوع الحرية ونضوج الوعي تجعله يختار أن يفعل ما هو أخلاقي بنظره وليس بنظر ما حوله.بهذا يؤكد سارتر أن موضوع الأخلاق جزء من المسؤولية التي سيتحملها الإنسان أكبر بكثير مما يظن، وذلك لأن الصورة التي سيكون عليها الإنسان أخلاقيا أثناء وجوده ليست شيئًا يخصه وحده، إنما تخص الإنسانية كافة بأعتبار أن ما قبل الموقف الأخلاقي هذا كانت الأخلاق عدم، ومن خلال الأستجابة لرغبته ووعيه وقراره أن يكون أخلاقيا إنما يؤسس لأخلاقية إنسانية يحملها ويتحملها، وعليه أن يتحمل ما يترتب على هذا الشعور الإنساني من شعور بالقلق، القلق من أن لا يكون أخلاقيا كاملا أو لا يستطيع أن يقدم نموذج قدوة ملزم للإنسانية، أو أن هذا النموذج بخلفيته من الحرية قد لا ينجح في تأسيس الخير للناس.ان القراءة التحليلية والتفكيكية في نظرية سارتر الأخلاقية التي تضم بعض عناصر المثالية الطوباوية التي لا تتسق مع ماديته الوجودية، بل أحيانا تطيش عن مسار العقل الوجودي القائم على الحدية والتفرد المحكم بالأفكار والنتائج, فقد تشكلت في عمومها كمذهب يقوم بحتمية عدم خضوع الأخلاقية البشرية لأي منظومات اكراه تتعارض مع مبدأ الحرية كأساس ونتاج للوعي الإنساني بماهية الوعي، وهو لا يعترف بأي قواعد اخلاقية ملزمة للجميع إلا ما ينتجه الوجودي للغير، فكل تصرف عنده فعل فريد لا يتكرر بنفس الأليات وبنفس الوعي، فلكل لحظة وعي ولكل موقف وعي خاص يتجدد أستجابة للرغبة الذاتية. ويرى سارتر في تحقيق الفرد لرغبته الواعية من الداخل الماهوي كسلوك متحرر من الوجود بذاته تكفيراً عن لا أخلاقيات المجتمع، فهو في كل موقف يحتاج لأن يقدم نموذجا أخلاقيا خاص ومتناسب مع الموضوع، هذا الموقف عنده مواجهة للنفس بذاتها وعلاقات هذا الوجود الجامد الأصم بما يمليه من قهر ضد الوجود الإنساني لذاته، ويربط سارتر الحرية بالرغبة وحدها ويصورها على انها جزء حيوي في كل فعل بشري ينطلق من ماهية لا تعترف بالأحكام المسبقة حتى ولو كان عبثا لاعقلانيا، أو حتى لو تمت في حالة جنون فهي حرية مصدرها استقلال شكلي في الاختيار، دون النظر والأهتمام بالقيم الموضوعية للقرار المتخذ وامكانيات تحقيقه، وينفي عنها الحتمية في مسائل اللزوم والخضوع لغير ما هو كائن قبل أن يكون, لكنه مع ذلك فهو غير مجبر ولا مضطر لأتخاذ أي موقف لا يعبر عن وعيه المرحلي وماهيته في لحظة القرار والفعل والنتيجة.قد نستطيع القول إن مفهوم سارتر للأخلاق له جذور مثالية دينية بروتستانتية من مارتن لوثر تحديدا، فالأخير هو من أسس مفه ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735348
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح 7
عباس علي العلي : الظاهرة السارترية ح 8
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي فـإرادة القـوة الـتي دعـا إليهـا نيتشـه تمخـض عنهـا إنسـياق المـذهب الوجـودي صـوبها، حيـث يلاحـظ أن القـيم الــتي ســادت في ذلــك المجتمــع بــدأت تأخــذ هــذا المنحــنى المســمى بــإرادة القــوة لكــن عــن طريــق فكـــر الوجوديـــة، أي تحقيـــق وجـــود الإنســـان لا بد أن يكون بقـــوة، وكأننـــا هنـــا أمـــام إعـــادة صـــياغة ومنهجـــه الفكر النيتشوي من حيث القوة والوجود حيث أوجــدت نفســها، وعلــى هــذا الأســاس يمكــن القــول كنتيجــة تاريخيــة منطقيــة أن فلســفة نيتشــه وهـي في الحقيقـة مظهـر لتجليـات فلسـفة "هيـدجر وسـارتر" الفلسـفة الوجوديـة، خاصـة ذلك الوعد في أنـه سـيأتي جيل بعده يفهم فلسفته ويطبقهـا علـى أرض الواقـع، فالعلاقـة بـين فلسـفة القـوة والفلسـفة الوجوديـة لا تعتبر إلا ظاهرة ترابط قوية بين نيتشه وسارتر على وجه الخصوص.فإن كان نيتشــــه قــــام بهـدم القــــيم القديمــــة والنزعــــة الإنســــانية، وقــــال بأنها تتأســــس علــــى فكــــرة من أنها فكرة ميتافيزيقية، وإن الميتافيزيقيا بـدورها عبـارة عـن أخـلاق تصـطنع قيمـا مزيفـة للواقـع ومتعاليـة عليـه، أي قيما مثالية تهدف إلى إخفاء وطمس ظاهر حقيقة الوجود القاسية، الـتي تـذهل الإنسـان وتفزعـه وتـتحطم عنـدها أحلامــه وأوهامــه، ويمكــن القــول عــن هــذا النقــد أنــه يســير في الاتجــاه المعــاكس تمامــا للتقليــد الفلســفي "الكـــانطي"، فبينمـــا دعـــا كانط إلى ضرورة تحقيق المقولات الميتافيزيقية على أنها مجرد قيم لتأسيس الأخـلاق، و مسـلمات الفكـر العلمـي، يـرى نيتشـه أن النقـد الجـذري للفكـر الميتـافيزيقي برمتـه لا يتحقق إلا بفضح حقيقته من أنها مجرد أخلاق تقليدية.الوجـود في ذاتـه يتجـاوز نفسـه إلى غـير حـد صـوب الوجـود في ذاتـه لكـي يمنحـه قيمــــة، لكــــن هــــذا الإمكــــان ســــينتهي إلى الفشــــل، لأن الوجــــود لذاتــــه يبقــــى هــــو الأســــاس بــــدون أساس، أي لا يمكن تأسيسه لأنه هو أساس الأساس، والقيمة هـي مـا يترتـب علـى هـذا الأسـاس، وبالتـالي يصادر لصالحه، لأن الوجود الذي نحـوه (الإله مثلا) لأن الوجود الذي يتجه لواقع إنساني في تجاوزه هو في ذات نفسه، فهو ليس إلا نفسه بأعتباره كلا، أي وجودا لذاته لا قيمة متعالية عليه ولا أساس قبلي يفرض سؤال الواجب من فوق، لأنه هنا دوما كما هو وجودا لذاته نعرفه على أنه قيمة، بيد أن هذه القيمة لها وجود لا تعرف إلا بدونه.إن وجود القيمة عند سارتر يقوم دائما وراء الوجود، ومـن ثم لا يكـون لـه مـن أسـاس متجـرد داخـل القيمــة إلى معيــار الوجـود لذاتــه الهـدف الــذي أخطـأه التصــور المسـيحي للقيمــة، لأن هـذا التصــور أحـال القيمــة إلى معيار بالقياس إليه يمكن وضع الأفعال الإنسانية أو الأشياء الحسية عنـدها يكون "الله" القيمـة العليـا، مـن حيـث أننا نتصوره باعتباره الهدف الذي تنزع نحوه القيم الممكنة جميعا، علـــى هـــذا الأســـاس حسب سارتر يكمن العنصـــر النـــاقص في كـــل مـــا يخـــص الإنسان، هذا بالضبط لأن القيمة تطارد الوجود لا من حيث أنه يتأسس بها، أي باعتباره حرية. ينطلق سارتر في نظرته للأخلاق من مقولة مركزيه في فكره وهي أن لا قيم عالمية متجمدة علينا أحترامها، بل لدينا وجود متجدد علينا تبريره وفهمه فحريتي هي الأساس الفريد لوجود القيم فلست مسئولا ولا ملزما بأعتناق هذه القيم أو الأخلاقيات، فأنا الموجود الذي يبرز ويبرر القيم، فلا عذر ولا تبرير لي طالما أنا موجود ومسئول عن خلق قيمي وأخلاقياتي أنها متعلقة بي ومن خلال حري ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735345
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي فـإرادة القـوة الـتي دعـا إليهـا نيتشـه تمخـض عنهـا إنسـياق المـذهب الوجـودي صـوبها، حيـث يلاحـظ أن القـيم الــتي ســادت في ذلــك المجتمــع بــدأت تأخــذ هــذا المنحــنى المســمى بــإرادة القــوة لكــن عــن طريــق فكـــر الوجوديـــة، أي تحقيـــق وجـــود الإنســـان لا بد أن يكون بقـــوة، وكأننـــا هنـــا أمـــام إعـــادة صـــياغة ومنهجـــه الفكر النيتشوي من حيث القوة والوجود حيث أوجــدت نفســها، وعلــى هــذا الأســاس يمكــن القــول كنتيجــة تاريخيــة منطقيــة أن فلســفة نيتشــه وهـي في الحقيقـة مظهـر لتجليـات فلسـفة "هيـدجر وسـارتر" الفلسـفة الوجوديـة، خاصـة ذلك الوعد في أنـه سـيأتي جيل بعده يفهم فلسفته ويطبقهـا علـى أرض الواقـع، فالعلاقـة بـين فلسـفة القـوة والفلسـفة الوجوديـة لا تعتبر إلا ظاهرة ترابط قوية بين نيتشه وسارتر على وجه الخصوص.فإن كان نيتشــــه قــــام بهـدم القــــيم القديمــــة والنزعــــة الإنســــانية، وقــــال بأنها تتأســــس علــــى فكــــرة من أنها فكرة ميتافيزيقية، وإن الميتافيزيقيا بـدورها عبـارة عـن أخـلاق تصـطنع قيمـا مزيفـة للواقـع ومتعاليـة عليـه، أي قيما مثالية تهدف إلى إخفاء وطمس ظاهر حقيقة الوجود القاسية، الـتي تـذهل الإنسـان وتفزعـه وتـتحطم عنـدها أحلامــه وأوهامــه، ويمكــن القــول عــن هــذا النقــد أنــه يســير في الاتجــاه المعــاكس تمامــا للتقليــد الفلســفي "الكـــانطي"، فبينمـــا دعـــا كانط إلى ضرورة تحقيق المقولات الميتافيزيقية على أنها مجرد قيم لتأسيس الأخـلاق، و مسـلمات الفكـر العلمـي، يـرى نيتشـه أن النقـد الجـذري للفكـر الميتـافيزيقي برمتـه لا يتحقق إلا بفضح حقيقته من أنها مجرد أخلاق تقليدية.الوجـود في ذاتـه يتجـاوز نفسـه إلى غـير حـد صـوب الوجـود في ذاتـه لكـي يمنحـه قيمــــة، لكــــن هــــذا الإمكــــان ســــينتهي إلى الفشــــل، لأن الوجــــود لذاتــــه يبقــــى هــــو الأســــاس بــــدون أساس، أي لا يمكن تأسيسه لأنه هو أساس الأساس، والقيمة هـي مـا يترتـب علـى هـذا الأسـاس، وبالتـالي يصادر لصالحه، لأن الوجود الذي نحـوه (الإله مثلا) لأن الوجود الذي يتجه لواقع إنساني في تجاوزه هو في ذات نفسه، فهو ليس إلا نفسه بأعتباره كلا، أي وجودا لذاته لا قيمة متعالية عليه ولا أساس قبلي يفرض سؤال الواجب من فوق، لأنه هنا دوما كما هو وجودا لذاته نعرفه على أنه قيمة، بيد أن هذه القيمة لها وجود لا تعرف إلا بدونه.إن وجود القيمة عند سارتر يقوم دائما وراء الوجود، ومـن ثم لا يكـون لـه مـن أسـاس متجـرد داخـل القيمــة إلى معيــار الوجـود لذاتــه الهـدف الــذي أخطـأه التصــور المسـيحي للقيمــة، لأن هـذا التصــور أحـال القيمــة إلى معيار بالقياس إليه يمكن وضع الأفعال الإنسانية أو الأشياء الحسية عنـدها يكون "الله" القيمـة العليـا، مـن حيـث أننا نتصوره باعتباره الهدف الذي تنزع نحوه القيم الممكنة جميعا، علـــى هـــذا الأســـاس حسب سارتر يكمن العنصـــر النـــاقص في كـــل مـــا يخـــص الإنسان، هذا بالضبط لأن القيمة تطارد الوجود لا من حيث أنه يتأسس بها، أي باعتباره حرية. ينطلق سارتر في نظرته للأخلاق من مقولة مركزيه في فكره وهي أن لا قيم عالمية متجمدة علينا أحترامها، بل لدينا وجود متجدد علينا تبريره وفهمه فحريتي هي الأساس الفريد لوجود القيم فلست مسئولا ولا ملزما بأعتناق هذه القيم أو الأخلاقيات، فأنا الموجود الذي يبرز ويبرر القيم، فلا عذر ولا تبرير لي طالما أنا موجود ومسئول عن خلق قيمي وأخلاقياتي أنها متعلقة بي ومن خلال حري ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735345
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح 8
عباس علي العلي : الظاهرة السارترية ح9
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي لقد كتب ديستوفسكي مرة (إذا لم يكـن الله موجـودا فكـل شـيء مبـاح) هذه العبارة كانت اللبنة الأولى في الفكرة الوجودية عن القيم ومنها الأخلاق، وبإنكار وجود الله سيصبح كل شيء مباح فعلا عندها يصبح الإنسان وحيدا ومجهولا ولا يوجد في داخله أو خارجه أي رابط أو علاقة مع النفس بذاتها، هنا عليه أن يحاول أن يكتشف نفسه مجددا، وحيث أن الماهية تسبق الوجود عنده فيكون ملزما فيفقد أي عذر لأن يكون خارج ما هو النفس لذاتها، ويصار إلى إحالة كل شيء لوجوده الإنساني بأعتبار لا حقيقة هناك غير حقيقة الإنسانية الطبيعية المحددة الصفات والمسبقة الماهية، بمعنى أن لا حتمية تاريخية لأنها مستحيلة الوجود قبل الوجود للذات، وهنا تكون الحرية لزوم لازم للإنسان لأن يصبح حرا بل الإنسان هو معنى الحرية.من هذا الوعي المتوج بالحرية وبسبق الماهية على الوجود يصبح القلق السارتري قضية مركزية عنده، حينما يتحول القلق من حالة شعور بالوجود إلى حالة قدرة الوجود على إفراز العدم " اللا وجود " وهو شرط تحقق الحرية، لأن القلق هو من يقود الإنسان كقوة تأخذ بزمام الإنسان ولا يستطيع الفكاك منها، إنه الوجود الثابت الساكن الذي لا يتغير في عالم لا يسكن ولا يبقى دون حراك، فالقلق عند سارتر طريق لأكتشاف الحرية ومضمونه أن الحرية بأعتبارها أكتشاف للوجود وشعور بهذا الوجود، فتكون الحرية حقيقة في وجودها وهذا مصدر القلق في موضع السؤال عن نفسها.إن فكرة لا مرئيـة االله ولا فعاليتــه وعــدم تدخلـه في الشــأن الإنســاني أدى بسـارتر إلى بنــاء صــرح مفهوم الحرية الوجودية ومنها أنطلق إلى موضوع الأخلاق كونها نتاج الحرية لذاتها، ذلـك أنـه يجعـل مـن الإيمـان عند الإنسان قضـية إراديـة في أعلـى صـورها، والإعـلان عـن الإلحـاد ليس إلا تعبـيرا عـن حالـة وجدانيـة خاصة، لــذـك أن مفارقـــة االله قضية إرادية لا قضـــية عقليـــة تستوجب جعلها من مكونات الوجود لذاته، فإثبـــات وجـــود االله أو عـــدم وجـــوده لا يغـــير في المســـألة شـــيئا بكـل مـا تحمـل مـن معـاني، وهنا يجعـل مـن الإنسـان وحيـدا في عزلـة فقد أصـبح الشيء اللا موجود شـيئا بـديهيا فالعـالم لا يخضع لغائية سابقة، هكذا يقف سارتر مؤيدا القتل النيتشوي للإله، والذي استمد إعجابه وإقراره من عبـارة "سـتاندال" لا عذر الله، إلا كونه غير موجودة.كل من سارتر وهيدغر لشيء يلوذان على النهج الهوسرلي في كون (أن الوعي هو وعي بشيء ما)، لكن منهج سارتر الفينومنولوجي وهو التعديل الهيدغري للمنهج (الفينومنولـوجي الهوسـرلي) الشـيء هـو موضـوع الشيء لكنـه لـيس محتـواه، أي أن الانتقـال من البحث النفساني( في تعليق الشعور بالظاهرة كواقـــــع أو كـــــإدراك حســـــي أو كضــــــرورة مكانيـة _ زمانيـة، إلى إدراك أنطولـوجي وجـودي متحـرر يفهم على أنه وجود في العالم في حركته وأنفجاره، إنه نشاط متعالي على الشيء ووثيقا الصلة بالحريـة، إن القلـق حـين يكشـفني لـذاتي باعتبـاري شـعورا، يقنعـني بـذلك بـأن ثمـة لعبـا في الوجـود وأن العـدم يطارد كينونة الوجود، والحرية تقوم علـى هـذا العـدم في الاختيـار وعـدم الاختيـار الذي هو اختيار، ذلك أنه منذ أن يعزى إلى الشعور بتلك القدرة السلبية تجـاه العـالم وتجـاه ذاتـه، ومنذ أن يكـون الإعـدام جـزءا لا يتجـزأ مـن وضـع غايـة، فـلا بـد مـن الإقـرار بـأن الشـرط الأساسـي الـذي لا غـنى عنه لكل فعل هو حرية الموجود الفاعل.إن مبررات الفكر الوجودي السارتري الإلحادي المعلن عنه دون مواريه والذي يعد من أبرز ميزات بنائه الفلسفي يمثل امتدادا لحالة وجدانية سالبة لديه هي ذاتها ام ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735383
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي لقد كتب ديستوفسكي مرة (إذا لم يكـن الله موجـودا فكـل شـيء مبـاح) هذه العبارة كانت اللبنة الأولى في الفكرة الوجودية عن القيم ومنها الأخلاق، وبإنكار وجود الله سيصبح كل شيء مباح فعلا عندها يصبح الإنسان وحيدا ومجهولا ولا يوجد في داخله أو خارجه أي رابط أو علاقة مع النفس بذاتها، هنا عليه أن يحاول أن يكتشف نفسه مجددا، وحيث أن الماهية تسبق الوجود عنده فيكون ملزما فيفقد أي عذر لأن يكون خارج ما هو النفس لذاتها، ويصار إلى إحالة كل شيء لوجوده الإنساني بأعتبار لا حقيقة هناك غير حقيقة الإنسانية الطبيعية المحددة الصفات والمسبقة الماهية، بمعنى أن لا حتمية تاريخية لأنها مستحيلة الوجود قبل الوجود للذات، وهنا تكون الحرية لزوم لازم للإنسان لأن يصبح حرا بل الإنسان هو معنى الحرية.من هذا الوعي المتوج بالحرية وبسبق الماهية على الوجود يصبح القلق السارتري قضية مركزية عنده، حينما يتحول القلق من حالة شعور بالوجود إلى حالة قدرة الوجود على إفراز العدم " اللا وجود " وهو شرط تحقق الحرية، لأن القلق هو من يقود الإنسان كقوة تأخذ بزمام الإنسان ولا يستطيع الفكاك منها، إنه الوجود الثابت الساكن الذي لا يتغير في عالم لا يسكن ولا يبقى دون حراك، فالقلق عند سارتر طريق لأكتشاف الحرية ومضمونه أن الحرية بأعتبارها أكتشاف للوجود وشعور بهذا الوجود، فتكون الحرية حقيقة في وجودها وهذا مصدر القلق في موضع السؤال عن نفسها.إن فكرة لا مرئيـة االله ولا فعاليتــه وعــدم تدخلـه في الشــأن الإنســاني أدى بسـارتر إلى بنــاء صــرح مفهوم الحرية الوجودية ومنها أنطلق إلى موضوع الأخلاق كونها نتاج الحرية لذاتها، ذلـك أنـه يجعـل مـن الإيمـان عند الإنسان قضـية إراديـة في أعلـى صـورها، والإعـلان عـن الإلحـاد ليس إلا تعبـيرا عـن حالـة وجدانيـة خاصة، لــذـك أن مفارقـــة االله قضية إرادية لا قضـــية عقليـــة تستوجب جعلها من مكونات الوجود لذاته، فإثبـــات وجـــود االله أو عـــدم وجـــوده لا يغـــير في المســـألة شـــيئا بكـل مـا تحمـل مـن معـاني، وهنا يجعـل مـن الإنسـان وحيـدا في عزلـة فقد أصـبح الشيء اللا موجود شـيئا بـديهيا فالعـالم لا يخضع لغائية سابقة، هكذا يقف سارتر مؤيدا القتل النيتشوي للإله، والذي استمد إعجابه وإقراره من عبـارة "سـتاندال" لا عذر الله، إلا كونه غير موجودة.كل من سارتر وهيدغر لشيء يلوذان على النهج الهوسرلي في كون (أن الوعي هو وعي بشيء ما)، لكن منهج سارتر الفينومنولوجي وهو التعديل الهيدغري للمنهج (الفينومنولـوجي الهوسـرلي) الشـيء هـو موضـوع الشيء لكنـه لـيس محتـواه، أي أن الانتقـال من البحث النفساني( في تعليق الشعور بالظاهرة كواقـــــع أو كـــــإدراك حســـــي أو كضــــــرورة مكانيـة _ زمانيـة، إلى إدراك أنطولـوجي وجـودي متحـرر يفهم على أنه وجود في العالم في حركته وأنفجاره، إنه نشاط متعالي على الشيء ووثيقا الصلة بالحريـة، إن القلـق حـين يكشـفني لـذاتي باعتبـاري شـعورا، يقنعـني بـذلك بـأن ثمـة لعبـا في الوجـود وأن العـدم يطارد كينونة الوجود، والحرية تقوم علـى هـذا العـدم في الاختيـار وعـدم الاختيـار الذي هو اختيار، ذلك أنه منذ أن يعزى إلى الشعور بتلك القدرة السلبية تجـاه العـالم وتجـاه ذاتـه، ومنذ أن يكـون الإعـدام جـزءا لا يتجـزأ مـن وضـع غايـة، فـلا بـد مـن الإقـرار بـأن الشـرط الأساسـي الـذي لا غـنى عنه لكل فعل هو حرية الموجود الفاعل.إن مبررات الفكر الوجودي السارتري الإلحادي المعلن عنه دون مواريه والذي يعد من أبرز ميزات بنائه الفلسفي يمثل امتدادا لحالة وجدانية سالبة لديه هي ذاتها ام ......
#الظاهرة
#السارترية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735383
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح9
عباس علي العلي : الظاهرة السارترية ح 10 في الوجودية الواقعية ج1
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي في الوجودية الواقعيةأنا موجود كماهية مميزة لها حدودها ونمطها الذي يميزها عن بقية الموجودات بما تحمل مما يسميه سارتر الوجود للذات، هذا الوجود الماهوي أعتبر لاحقا على أنه هو الوجود الجوهري الحقيقي من خلال الوعي بدرجاته من الوعي التشكيكي مرورا بالوعي التأملي ثم الوعي بالحاجة "الرغبة" ثم الوعي بالقرار، وصولا للعمل والتجسيد ليعطي نتيجة لا نقول نهائية ولكنها تحصيلية لهذه السلسلة من التحولات والتبدلات الوجودية، التي لوحدها حق كشف الماهوية ثم أكتشاف الوجود، هذا الخط الوجودي الذي ركز على السارتريون ومن قبلهم البعض من الفلاسفة والمفكرين الذين قالوا بأسبقية الماهية على الوجود ضمن مجموعة من المقولات التي حددت هيكلية الفلسفة الوجودية المعاصرة.نجن لا ننكر حقيقتين أوليتين لتأسيس مفاهيمنا عن الوجود والماهية، الحقيقة الأولى أن وعينا بالأشياء لاحق لوجودنا كذوات قادرة على الوعي طبيعيا وليس من خلال عامل خارجي منفصل، فالوعي هو نتاج الوجود وممارسة الوعي نتيجة أكتشاف الذات له، فالتلازم بين الوعي والوجود تلازم جوهري بدونه لا يمكن أن تكون هناك عملية كشف أو أكتشاف لاحق، النقطة الأخرى أو الحقيقة الثانية أن لا ماهية توصيفية بدون وجود حقيقي مسبق، فلكي يكون الوجود للذات حقيقيا لا بد للوجود بالذات أن يكون قبل ذلك حقيقيا أيضا، فالوجود للذات يخضع بوجوده وعدمه لوجود الوجود بالذات في عملية تلازمية مطلقة، وإلا لا يمكن للعدم الفلسفي أن يكون لذاته لأنه أصلا فاقدا لوجوده بالذات.من هنا ننطلق في ترتيب الأولوية مقدمين السبب أولا على النتيجة والعلة على المعلول وليس العكس، فالوجود بالذات وجود ضروري لما سواه والضروري مقدم على كل ما هو إنعكاس لهذه الضرورة، مهما كانت التبريرات ومهما كانت زاوية النظر حتى لو تعاملنا مع الوجود كمادة طبيعية، فإنها بهذا الوجود المجرد تمتلك سلوكا طبيعيا خاصا بها من خلاله وبه تطور وتكامل مع قوانين النشأة فأوجدت لنا عنصريها الذاتي والهدفي، بمعنى لو أنتزعنا هذا السلوك الطبيعي من أصل المادة لا يمكنها وتحت أي ظرف أن تتطور، فماهية الوجود أصلية لأن الوجود بماهيته والماهية بالوجود في علاقة كاشف ومكشوف.إن التعويل على الوعي في فهم الوجود والذي يتبلور بالماهية التوصيفية أصلا هو نتيجة لما في الوجود من خاصية القوة في ذلك، والوعي لا يصنع خارج دائرة الوجود وإلا عد وعيا فوقيا أو خارجيا طارئا لا أصيل، وكل لا أصيل نتاجه لا أصيل ومحتمل أن يكون شيئا من الوهم أو العدم الوصفي، نحن إذا موجودون لأننا موجودون أصلا وماهيتنا تجلي لهذا الوجود الذي يملك الحس والإدراك وصناعة الوعي، بعمليات تنبع من قانون المادة الوجودي " لا وعي بلا سبب ولا سبب بدون وجود"، هذا القانون يملك من القوة المنطقية ما تجعله أيضا حكما مطلقا بعيدا عن المثالية والميتافيزيقيا التأملية.أعطني وجود قادر على أن يعي بظروفه التكوينية ستجد أن هذا الوجود هو عين ماهيته بلحاظ تعريف الماهية الفلسفية، حتى الإنسان الذي كان محور دراسة سارتر والوجوديين يكشف عن ماهيته من خلال كونه موجود وليس من كونه نظرية، نعم كان الإنسان بذاته وجودا طبيعيا لكن هذا الوجود له ذات الماهية التي يمتلكها الوجود لذاته وبها أكتشف أن ماهيته الجوهرية الحقيقية ليست إلا إكتشاف لوجوده الأول وبه أستعان على أن يكون عنصر مميز، وإلا مثلا ماهية الحيوان هي ذاتها بالوجود وللوجود بالرغم من أنه يعي وجوده بالفطرة والطبيعية لا بالعقل والسعي والإنطلاق، الفرق بين كلا الماهيتين عند الإنسان وعند الحيوان ليست الرغبة والحاجة والإرادة بالوعي، ولكن كون الوجود بذاته لل ......
#الظاهرة
#السارترية
#الوجودية
#الواقعية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736025
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي في الوجودية الواقعيةأنا موجود كماهية مميزة لها حدودها ونمطها الذي يميزها عن بقية الموجودات بما تحمل مما يسميه سارتر الوجود للذات، هذا الوجود الماهوي أعتبر لاحقا على أنه هو الوجود الجوهري الحقيقي من خلال الوعي بدرجاته من الوعي التشكيكي مرورا بالوعي التأملي ثم الوعي بالحاجة "الرغبة" ثم الوعي بالقرار، وصولا للعمل والتجسيد ليعطي نتيجة لا نقول نهائية ولكنها تحصيلية لهذه السلسلة من التحولات والتبدلات الوجودية، التي لوحدها حق كشف الماهوية ثم أكتشاف الوجود، هذا الخط الوجودي الذي ركز على السارتريون ومن قبلهم البعض من الفلاسفة والمفكرين الذين قالوا بأسبقية الماهية على الوجود ضمن مجموعة من المقولات التي حددت هيكلية الفلسفة الوجودية المعاصرة.نجن لا ننكر حقيقتين أوليتين لتأسيس مفاهيمنا عن الوجود والماهية، الحقيقة الأولى أن وعينا بالأشياء لاحق لوجودنا كذوات قادرة على الوعي طبيعيا وليس من خلال عامل خارجي منفصل، فالوعي هو نتاج الوجود وممارسة الوعي نتيجة أكتشاف الذات له، فالتلازم بين الوعي والوجود تلازم جوهري بدونه لا يمكن أن تكون هناك عملية كشف أو أكتشاف لاحق، النقطة الأخرى أو الحقيقة الثانية أن لا ماهية توصيفية بدون وجود حقيقي مسبق، فلكي يكون الوجود للذات حقيقيا لا بد للوجود بالذات أن يكون قبل ذلك حقيقيا أيضا، فالوجود للذات يخضع بوجوده وعدمه لوجود الوجود بالذات في عملية تلازمية مطلقة، وإلا لا يمكن للعدم الفلسفي أن يكون لذاته لأنه أصلا فاقدا لوجوده بالذات.من هنا ننطلق في ترتيب الأولوية مقدمين السبب أولا على النتيجة والعلة على المعلول وليس العكس، فالوجود بالذات وجود ضروري لما سواه والضروري مقدم على كل ما هو إنعكاس لهذه الضرورة، مهما كانت التبريرات ومهما كانت زاوية النظر حتى لو تعاملنا مع الوجود كمادة طبيعية، فإنها بهذا الوجود المجرد تمتلك سلوكا طبيعيا خاصا بها من خلاله وبه تطور وتكامل مع قوانين النشأة فأوجدت لنا عنصريها الذاتي والهدفي، بمعنى لو أنتزعنا هذا السلوك الطبيعي من أصل المادة لا يمكنها وتحت أي ظرف أن تتطور، فماهية الوجود أصلية لأن الوجود بماهيته والماهية بالوجود في علاقة كاشف ومكشوف.إن التعويل على الوعي في فهم الوجود والذي يتبلور بالماهية التوصيفية أصلا هو نتيجة لما في الوجود من خاصية القوة في ذلك، والوعي لا يصنع خارج دائرة الوجود وإلا عد وعيا فوقيا أو خارجيا طارئا لا أصيل، وكل لا أصيل نتاجه لا أصيل ومحتمل أن يكون شيئا من الوهم أو العدم الوصفي، نحن إذا موجودون لأننا موجودون أصلا وماهيتنا تجلي لهذا الوجود الذي يملك الحس والإدراك وصناعة الوعي، بعمليات تنبع من قانون المادة الوجودي " لا وعي بلا سبب ولا سبب بدون وجود"، هذا القانون يملك من القوة المنطقية ما تجعله أيضا حكما مطلقا بعيدا عن المثالية والميتافيزيقيا التأملية.أعطني وجود قادر على أن يعي بظروفه التكوينية ستجد أن هذا الوجود هو عين ماهيته بلحاظ تعريف الماهية الفلسفية، حتى الإنسان الذي كان محور دراسة سارتر والوجوديين يكشف عن ماهيته من خلال كونه موجود وليس من كونه نظرية، نعم كان الإنسان بذاته وجودا طبيعيا لكن هذا الوجود له ذات الماهية التي يمتلكها الوجود لذاته وبها أكتشف أن ماهيته الجوهرية الحقيقية ليست إلا إكتشاف لوجوده الأول وبه أستعان على أن يكون عنصر مميز، وإلا مثلا ماهية الحيوان هي ذاتها بالوجود وللوجود بالرغم من أنه يعي وجوده بالفطرة والطبيعية لا بالعقل والسعي والإنطلاق، الفرق بين كلا الماهيتين عند الإنسان وعند الحيوان ليست الرغبة والحاجة والإرادة بالوعي، ولكن كون الوجود بذاته لل ......
#الظاهرة
#السارترية
#الوجودية
#الواقعية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736025
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح 10 في الوجودية الواقعية ج1
عباس علي العلي : الظاهرة السارترية ح 10 في الوجودية الواقعية ج2
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي الوعي إذا وعي بما في الوجود من أحتمالات وأختلاف في مسالك الوصول للنتائج، فالوعي ليس قالبا ولا نموذجا يمكن إدراكه في أي لحظة، الوعي تجربة من تجارب الوجود في الوجود، أي تجربة الوجود بالذات في داخل إطاره بغض النظر عن قول البعض أن بعض الوعي جاءنا قالبا مسلفنا ونموذجا جاهز، هذا إن وجد أيضا يخضع لتجربة الوعي بالوجود ولا يمكن أن يمر هكذا بلا فحص، ونتاج كل الوعي التجريبي هذا هو مجمل المعرفة الوجودية سواء التي تتعلق بالمثاليات الأخلاق الدين القيم الحب الكراهية الخير والبشر، وأيضا ينتج لنا معرفة بالوجود من داخله من قوانين المادة والطاقة والفيزياء والكيمياء، فما لم يجرب الوعي بذاته لا يمكن أن يقبل به على علاته مع أفتراض أن بعض الوعي خارجي أو فوق ميتا موضوعي.فالماهية بالمفهوم السارتري جزء من نتاج التجربة وليس سابقا عليها لو أخذنا مجمل أراءه في تبلورها من خلال الوعي ومن خلال التصور الضروري والرغبة في أختيار النموذج، وعندما تكون الماهية وهنا أقصد التوصيفية تحديدا مقياسا للإصالة فأنها لا يمكن أن تكون كذلك ما لم نفدم عليها التجربة بشروطها، وأول شرط محوري هو أن تكون التجربة داخل وعاء الموضوعي "الوجود بالذات"، إن تحرير الوعي من أن يكون هامشيا قياسا بالماهية التوصيفية يفتح لنا مجالا مهما في تأسيس مجموعة المفاهيم التي تشكل أساس مشروع الوجودية الإنساني، ومنها الحرية التي لا يمكن أن تبنى خارج وعينا في أن تتناسق أولا مع وجودنا بالذات وتنتمي له إصالة، والنقطة الأخرى أن مفهوم الحرية كبقية المفاهيم يخضع بدوره لقوانين القدرة والفعل.فمتى ما أمتلك الإنسان وجودا بذاته وهذا الوجود قادر أن يعي ويتحرك ويدرك ويفهم، فأنه قادر أيضا على أن يؤسس لقيم أخلاقية نسبية تعتمد في فهم مسئوليتها ودورها الإنساني ليس على الوجود لذاته، بل على الوعي بأهميتها كمرحلة من مراحل الإنطلاق كإرادة وكأختيار، فعندما تتجلي هذه الأخلاق سلوكيا في الواقع تمتحن قيمتها حقيقيا، وليس لها أن تفرض بشكليتها وماهيتها المكتشفة على الإنسانية لأنني أراها كذلك، فحتى أخلاقيات الدين والمعرفة والشعور الإنساني تستمد قيمتها مما تملكه من إمكانية التحرك في وسط مقبول، ولا نقصد بالمقبول هنا أن يوافق نسقية ونمط أخلاقيات المجتمع، لأننا بذلك لا نضيف شيئا مهما لها بل نستنسخ قيمه وقد يكون ذلك نوعا من العبثية، الأخلاقيات الإنسانية هي التي تحمل الإنسان على أن لا ينتهك قوانين الوجود لذاته، ويرتقي في فهمها على أساس أن الإصلاح والإفساد يكمن في إدراك القانون الوجودي وفهمه ومسايرته ضمن أطر حماية الإنسان لماهيته الوظيفية في الوجود بذاته ولذاته.إن أفتراضات سارتر بكون القيم الأخلاقية التي تطرحها الماهية من خلال الوجود لذاته كما ذكرنا في مباحث سابقة تقوم على فرضية (أن لا قيم عالمية متجمدة علينا أحترامها، بل لدينا وجود متجدد علينا تبريره وفهمه)، لو نظرنا لهذه القيم وإن كانت واقعية وقبلية فهي نتاج ماهية تعود لوجود للذات، فما هو المعيار المفاضلة والتفضيل بينها وبين القيم المتجددة التي أسعى لها، هنا يأت دور التجربة الواعية والوعي الوجودي بذاته أن يكون حكما لصلاحية أي قيم وليس فرض كل جديد لمجرد أنه متجدد فهذا تعسف وديكتاتورية في إقصاء الأخر وقد يكون أصلح طالما أن قيمه ما زالت صالحة، النقطة الثانية أعتبار قاعدة (أن حريتي هي الأساس الفريد لوجود القيم فلست مسئولا ولا ملزما بأعتناق هذه القيم أو الأخلاقيات)، فتعارض الماهيات المتجددة وفقا لنفس القاعدة يعني تعارض الحريات كأشكال ونمط سلوكي، هنا نقع في فوضى القيم وفوضى العيارات والقياسات المنطقية ا ......
#الظاهرة
#السارترية
#الوجودية
#الواقعية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736061
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي الوعي إذا وعي بما في الوجود من أحتمالات وأختلاف في مسالك الوصول للنتائج، فالوعي ليس قالبا ولا نموذجا يمكن إدراكه في أي لحظة، الوعي تجربة من تجارب الوجود في الوجود، أي تجربة الوجود بالذات في داخل إطاره بغض النظر عن قول البعض أن بعض الوعي جاءنا قالبا مسلفنا ونموذجا جاهز، هذا إن وجد أيضا يخضع لتجربة الوعي بالوجود ولا يمكن أن يمر هكذا بلا فحص، ونتاج كل الوعي التجريبي هذا هو مجمل المعرفة الوجودية سواء التي تتعلق بالمثاليات الأخلاق الدين القيم الحب الكراهية الخير والبشر، وأيضا ينتج لنا معرفة بالوجود من داخله من قوانين المادة والطاقة والفيزياء والكيمياء، فما لم يجرب الوعي بذاته لا يمكن أن يقبل به على علاته مع أفتراض أن بعض الوعي خارجي أو فوق ميتا موضوعي.فالماهية بالمفهوم السارتري جزء من نتاج التجربة وليس سابقا عليها لو أخذنا مجمل أراءه في تبلورها من خلال الوعي ومن خلال التصور الضروري والرغبة في أختيار النموذج، وعندما تكون الماهية وهنا أقصد التوصيفية تحديدا مقياسا للإصالة فأنها لا يمكن أن تكون كذلك ما لم نفدم عليها التجربة بشروطها، وأول شرط محوري هو أن تكون التجربة داخل وعاء الموضوعي "الوجود بالذات"، إن تحرير الوعي من أن يكون هامشيا قياسا بالماهية التوصيفية يفتح لنا مجالا مهما في تأسيس مجموعة المفاهيم التي تشكل أساس مشروع الوجودية الإنساني، ومنها الحرية التي لا يمكن أن تبنى خارج وعينا في أن تتناسق أولا مع وجودنا بالذات وتنتمي له إصالة، والنقطة الأخرى أن مفهوم الحرية كبقية المفاهيم يخضع بدوره لقوانين القدرة والفعل.فمتى ما أمتلك الإنسان وجودا بذاته وهذا الوجود قادر أن يعي ويتحرك ويدرك ويفهم، فأنه قادر أيضا على أن يؤسس لقيم أخلاقية نسبية تعتمد في فهم مسئوليتها ودورها الإنساني ليس على الوجود لذاته، بل على الوعي بأهميتها كمرحلة من مراحل الإنطلاق كإرادة وكأختيار، فعندما تتجلي هذه الأخلاق سلوكيا في الواقع تمتحن قيمتها حقيقيا، وليس لها أن تفرض بشكليتها وماهيتها المكتشفة على الإنسانية لأنني أراها كذلك، فحتى أخلاقيات الدين والمعرفة والشعور الإنساني تستمد قيمتها مما تملكه من إمكانية التحرك في وسط مقبول، ولا نقصد بالمقبول هنا أن يوافق نسقية ونمط أخلاقيات المجتمع، لأننا بذلك لا نضيف شيئا مهما لها بل نستنسخ قيمه وقد يكون ذلك نوعا من العبثية، الأخلاقيات الإنسانية هي التي تحمل الإنسان على أن لا ينتهك قوانين الوجود لذاته، ويرتقي في فهمها على أساس أن الإصلاح والإفساد يكمن في إدراك القانون الوجودي وفهمه ومسايرته ضمن أطر حماية الإنسان لماهيته الوظيفية في الوجود بذاته ولذاته.إن أفتراضات سارتر بكون القيم الأخلاقية التي تطرحها الماهية من خلال الوجود لذاته كما ذكرنا في مباحث سابقة تقوم على فرضية (أن لا قيم عالمية متجمدة علينا أحترامها، بل لدينا وجود متجدد علينا تبريره وفهمه)، لو نظرنا لهذه القيم وإن كانت واقعية وقبلية فهي نتاج ماهية تعود لوجود للذات، فما هو المعيار المفاضلة والتفضيل بينها وبين القيم المتجددة التي أسعى لها، هنا يأت دور التجربة الواعية والوعي الوجودي بذاته أن يكون حكما لصلاحية أي قيم وليس فرض كل جديد لمجرد أنه متجدد فهذا تعسف وديكتاتورية في إقصاء الأخر وقد يكون أصلح طالما أن قيمه ما زالت صالحة، النقطة الثانية أعتبار قاعدة (أن حريتي هي الأساس الفريد لوجود القيم فلست مسئولا ولا ملزما بأعتناق هذه القيم أو الأخلاقيات)، فتعارض الماهيات المتجددة وفقا لنفس القاعدة يعني تعارض الحريات كأشكال ونمط سلوكي، هنا نقع في فوضى القيم وفوضى العيارات والقياسات المنطقية ا ......
#الظاهرة
#السارترية
#الوجودية
#الواقعية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736061
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح 10 في الوجودية الواقعية ج2