حسن مدن : أنا والجدة نينا لأحمد الرحبي - الأنا في مرآة الآخر الروسي
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن يواصل المشهد السردي العماني، في جنسي الرواية والقصة على حدٍ سواء، تقديم تجارب لافتة، ولا يتردد كتاب السرد العمانيون في طرق دروب جديدة، أو ولوج دروب مطروقة، ولكنهم يفعلون ذلك برؤية المبدع العماني وحساسيته المتشكلة في بيئة لها خصوصيتها، وهذه التجارب التي تستوقف القراء والمهتمين بالنقد الأدبي، تؤشر إلى أن الساحة الابداعية العمانية معطاء، وحبلى بالمزيد الذي علينا توقعه، ويفرض ما بلغه السرد في عمان من مستوى، ليس فقط الاحتفاء بالتجارب المنجزة منه، خلال السنوات الماضية، وهي جديرة به ولا شك، وإنما يفرض أيضاً التأكيد على ألآ تتراجع التجارب القادمة والمنتظرة عن المستوى الذي بلغه المنجز السردي العماني ، بما يؤسس لحال إبداعية سيكون لها شأن أكبر في مجمل الخريطة الابداعية في المنطقة، وهو على كل حال، شأن قد تشكلت قاعدته بالفعل.في "أنا والجدة نينا" يأخذنا أحمد الرحبي الى ثيمة العلاقة مع الآخر، متحركاً بسلاسة ورشاقة في الفضاء الروسي الذي عرفه من داخله، وهذا ما ميَّز روايته عن الرواية العمانية الأخرى التي قاربت الفضاء الروسي، أعني بها رواية بدرية الشحي: "فيزياء 1". يتجلى ذلك في مهارة الكاتب في وصف أماكن بعينها، من شوارع ومحطات "مترو"، فضلاً عما أظهره من معرفة بما يمكن أن ندعوه نمط الحياة في روسيا وسايكولوجيا الانسان الروسي، إبن البيئة القاسية والظروف الصعبة، والتاريخ الدرامي الحافل بالمنعطفات الحادة، والزاخر، إلى ذلك كله، بالثقافة والفن والابداع، على النحو الذي نلمسه من قراءتنا الأدب الروسي لمبدعيه الكبار، أو من مشاهدتنا لعروض الباليه والأوبرا الروسية وما إليها.تقول ماريا، حفيدة الجدة نينا، في الصفحات الأخيرة من الرواية مخاطبة بطلها سعد الله: "أنت لا تعرف الروس"، ( الرواية ص 151)، لكن هذا القول يأتي في السياق المعاكس، السياق الذي أراد به الكاتب إبلاغنا أنه طاف بنا عبر ما تقدم من روايته في صفات وطبائع أولئك الروس، وجال بنا في أماكن وعوالم بشكل لا يستطيع بلوغها إلا رجل عاش هناك وإقترب من الحياة فيها وتعرف على الكثير من دهاليزها، بما فيها حياة الطلبة الأجانب والعرب، الذين إنصرف بعضهم عن الدراسة ليتحولوا إلى تجار للعملة او البضائع المستوردة، وإيغالاً في الاقتراب من الروح الروسية، عمد الكاتب إلى تطعيم حوارات الشخصيات بمفردات وعبارات روسية كتبها بالأحرف العربية، فبدت محببة لمن يعرفون تلك اللغة وجاذبة لهم في الإقتراب من سياق تلك الحوارات ومن مزاج المتحاورين، ولست مطمئنا ما إذا كان هذا سينال الرضا أو الاستساغة ممن لا يعرفون اللغة الروسية أم لا، فلربما يجده بعضهم مقحماً.وصورة الآخر، أو صورة الذات في مرآة الآخر، موضوع أثير لدى الروائيين العرب، نجده في تجارب حظيت بصيت كبير، وبعضها لم تحظ إلا ببعضه، حسبنا هنا أن نذكر "عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم، و"قنديل أم هاشم" ليحيى حقي، و"موسم الهجرة للشمال" للطيب صالح، و"الربيع والخريف" لحنا مينه، و"روائح ماري كلير" للتونسي الحبيب السالمي، ويمكن الاستطراد هنا في الأمثلة دونما نهاية.والملاحظ أن هناك كثافة في حضور التفاعل مع الفضاء الأنجلو ساكسوني، والفرانكفوني، خاصة عند الأدباء في المغرب العربي بالنسبة للثاني، لكن على كثرة هذا التفاعل ، تندر التجارب الروائية التي قاربت الفضاء الروسي، رغم العلاقة الوطيدة والتفاعل الكبير بين الثقافتين العربية والروسية في العهد السوفيتي خاصة، وفي حديث مع الأديب المصري الصديق أحمد الخميسي، رأى انه يمكن القول إن شخصية ايفان في "عصفور من الشرق" للحكيم تمثل نظرة ما عن صورة الروسي، لعلها الأو ......
#والجدة
#نينا
#لأحمد
#الرحبي
#الأنا
#مرآة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694973
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن يواصل المشهد السردي العماني، في جنسي الرواية والقصة على حدٍ سواء، تقديم تجارب لافتة، ولا يتردد كتاب السرد العمانيون في طرق دروب جديدة، أو ولوج دروب مطروقة، ولكنهم يفعلون ذلك برؤية المبدع العماني وحساسيته المتشكلة في بيئة لها خصوصيتها، وهذه التجارب التي تستوقف القراء والمهتمين بالنقد الأدبي، تؤشر إلى أن الساحة الابداعية العمانية معطاء، وحبلى بالمزيد الذي علينا توقعه، ويفرض ما بلغه السرد في عمان من مستوى، ليس فقط الاحتفاء بالتجارب المنجزة منه، خلال السنوات الماضية، وهي جديرة به ولا شك، وإنما يفرض أيضاً التأكيد على ألآ تتراجع التجارب القادمة والمنتظرة عن المستوى الذي بلغه المنجز السردي العماني ، بما يؤسس لحال إبداعية سيكون لها شأن أكبر في مجمل الخريطة الابداعية في المنطقة، وهو على كل حال، شأن قد تشكلت قاعدته بالفعل.في "أنا والجدة نينا" يأخذنا أحمد الرحبي الى ثيمة العلاقة مع الآخر، متحركاً بسلاسة ورشاقة في الفضاء الروسي الذي عرفه من داخله، وهذا ما ميَّز روايته عن الرواية العمانية الأخرى التي قاربت الفضاء الروسي، أعني بها رواية بدرية الشحي: "فيزياء 1". يتجلى ذلك في مهارة الكاتب في وصف أماكن بعينها، من شوارع ومحطات "مترو"، فضلاً عما أظهره من معرفة بما يمكن أن ندعوه نمط الحياة في روسيا وسايكولوجيا الانسان الروسي، إبن البيئة القاسية والظروف الصعبة، والتاريخ الدرامي الحافل بالمنعطفات الحادة، والزاخر، إلى ذلك كله، بالثقافة والفن والابداع، على النحو الذي نلمسه من قراءتنا الأدب الروسي لمبدعيه الكبار، أو من مشاهدتنا لعروض الباليه والأوبرا الروسية وما إليها.تقول ماريا، حفيدة الجدة نينا، في الصفحات الأخيرة من الرواية مخاطبة بطلها سعد الله: "أنت لا تعرف الروس"، ( الرواية ص 151)، لكن هذا القول يأتي في السياق المعاكس، السياق الذي أراد به الكاتب إبلاغنا أنه طاف بنا عبر ما تقدم من روايته في صفات وطبائع أولئك الروس، وجال بنا في أماكن وعوالم بشكل لا يستطيع بلوغها إلا رجل عاش هناك وإقترب من الحياة فيها وتعرف على الكثير من دهاليزها، بما فيها حياة الطلبة الأجانب والعرب، الذين إنصرف بعضهم عن الدراسة ليتحولوا إلى تجار للعملة او البضائع المستوردة، وإيغالاً في الاقتراب من الروح الروسية، عمد الكاتب إلى تطعيم حوارات الشخصيات بمفردات وعبارات روسية كتبها بالأحرف العربية، فبدت محببة لمن يعرفون تلك اللغة وجاذبة لهم في الإقتراب من سياق تلك الحوارات ومن مزاج المتحاورين، ولست مطمئنا ما إذا كان هذا سينال الرضا أو الاستساغة ممن لا يعرفون اللغة الروسية أم لا، فلربما يجده بعضهم مقحماً.وصورة الآخر، أو صورة الذات في مرآة الآخر، موضوع أثير لدى الروائيين العرب، نجده في تجارب حظيت بصيت كبير، وبعضها لم تحظ إلا ببعضه، حسبنا هنا أن نذكر "عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم، و"قنديل أم هاشم" ليحيى حقي، و"موسم الهجرة للشمال" للطيب صالح، و"الربيع والخريف" لحنا مينه، و"روائح ماري كلير" للتونسي الحبيب السالمي، ويمكن الاستطراد هنا في الأمثلة دونما نهاية.والملاحظ أن هناك كثافة في حضور التفاعل مع الفضاء الأنجلو ساكسوني، والفرانكفوني، خاصة عند الأدباء في المغرب العربي بالنسبة للثاني، لكن على كثرة هذا التفاعل ، تندر التجارب الروائية التي قاربت الفضاء الروسي، رغم العلاقة الوطيدة والتفاعل الكبير بين الثقافتين العربية والروسية في العهد السوفيتي خاصة، وفي حديث مع الأديب المصري الصديق أحمد الخميسي، رأى انه يمكن القول إن شخصية ايفان في "عصفور من الشرق" للحكيم تمثل نظرة ما عن صورة الروسي، لعلها الأو ......
#والجدة
#نينا
#لأحمد
#الرحبي
#الأنا
#مرآة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694973
الحوار المتمدن
حسن مدن - (أنا والجدة نينا) لأحمد الرحبي - الأنا في مرآة الآخر الروسي