مظهر محمد صالح : باتيل صانعة الجوارب: الحب الدامي
#الحوار_المتمدن
#مظهر_محمد_صالح ————————————————صحت مدينة (عنه) تلك الحاضرة التي اصطفت لآلاف السنين على هدير مياه اعالي الفرات لتصحوا يومها في سنة ١-;-٩-;-١-;-٥-;- على ضجيج معسكر عج بالنساء دون الرجال وضم الكبار والصبايا والصغار من الارمنيات ليستقروا في بقعة ارض خالية كانت مجاورة لبستان نخيل باسق يطل على الفرات ضم بيت جدي وجدتي .مرت الايام القصار ولغة الاشارات كانت هي اداة التفاهم مع القادمين من الغرباء ترافقها بعض الكلمات التركية كي تتشكل بمرور الايام القصيرة انسجة الود والمحبة بينهن وافراد المجتمع المحلي وبانسانية أديمها الفطرة البشرية. كان ابي وقت ذاك بعمر ١-;-٠-;- سنوات وهو الطفل الذي يتمتهُ أمه بوقت مبكر منذ الصغر وهو يقترب كل يوم من معسكر النساء القادمات من شرق الانضول ربما كان ابي يبحث عن الامومة المفقودة . وتحت قوة حماية وحدة عسكرية من الجندرمة ...وفي خضم ازيز نواعير المياه التي كان تسقي معسكر النساء بماء الفرات انطلق رحيق الود والمحبة في مشاغل الحياة المبهمة في ذلك المعسكر تحركها دواليب شديدة الانسانية.مرت ايام قليلة ومتسارعة تعلق خلالها أبي الصبي العربي الصغير بشابة ارمنية كانت هي بسن المراهقة وفي دائرة ود وانسجام ومحبة عاجلة انتهت بحياكة كميات من الاصواف احضرها لها ابي على عجل من موارد بيت جدتي لتصنع منها تلك الفتاة وصال الدفيء التي تلخصت بزوجين من جوارب الصوف ....وفي الليلة التي سلمت فيها (باتيل ) الفتاة الارمنية (أبي) تلك القطع المحاكة من الصوف، صحت المدينة كلها ومنذ بزوغ الفجر على اشلاء معسكر الارمنيات الذي خلا من نساءه بأستثناء اعمدة قصيرة من الدخان هي بقايا موائد الطبخ من حطب البساتين و تركت مشتعلة على عجالة الانتقال والتدافع نحو المجهول . هكذا اختفت (باتيل) ومن معها في مسيرة الموت واصيب (ابي) الصبي العاشق الصغير بالفزع الاكبر دون الاصغر وحطت به نكبة لا تضاهيها الا نكبة موت والدته يوم كان بعمر خمس سنوات.هنا علم ابي الصبي العاشق ان المعسكر النسوي قد جرى تهجيره قسراً صوب حدود الشام مع مسار النهر لبلوغ دائرة الموت!!! ... ففي ليلة شديدة الظلمة من نهايات العام ١-;-٩-;-١-;-٥-;- او مطلع العام ١-;-٩-;-١-;-٦-;- غادر الجندرمة الترك وبصحبتهم عشرات النساء الارمنيات صوب الحدود الغربية لبلاد مابين النهرين لينتهوا جميعاً بعد ليلتين من العناء والجوع والعطش في وادي صحراوي سحيق محاذي لمدينة دير الزور لتنهال عليهم بنادق الموت بلا رحمة وبلا شفقة وقُتل منهن من قتل وهرب منهن من هرب صوب المدينة السورية المجاورة.. وظلت (باتيل) صانعة جوارب ابي تلطع جراحها باطلاقات همجية خلت فيها ضمائر قاتليها من جينات الرحمة وماتت باتيل في ذلك الوادي السحيق لتنهش جثتها الضباع بعد ان تعطرت ارض الوادي بدمائها الباردة.بقت دموع ابي تشتعل حزناً كلما تذكر قصة الحب والموت في آن واحد .وبقت آلامها في الحزن الانساني ترافق مخيلته وهو يستذكر تلك الفاجعة حتى مماته.فلم تستطع نواعير اعالي الفرات والشام كلها من استدامة الحياة لنساء ارمنيات عزل قتلن ضحية الانتقام بين قادة امم فاسدة اصطدمت بينها على نهب ثروات الشعوب وتوسيع الاطماع.وانتهى العراق بعد عام من ذلك التاريخ الدامي بالاحتلال البريطاني وازحيت الدولة العثمانية في العام ١-;-٩-;-١-;-٧-;- لندخل في دوامات صراع الامبراطوريات مجدداً على ارض الرافدين. ......
#باتيل
#صانعة
#الجوارب:
#الحب
#الدامي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717977
#الحوار_المتمدن
#مظهر_محمد_صالح ————————————————صحت مدينة (عنه) تلك الحاضرة التي اصطفت لآلاف السنين على هدير مياه اعالي الفرات لتصحوا يومها في سنة ١-;-٩-;-١-;-٥-;- على ضجيج معسكر عج بالنساء دون الرجال وضم الكبار والصبايا والصغار من الارمنيات ليستقروا في بقعة ارض خالية كانت مجاورة لبستان نخيل باسق يطل على الفرات ضم بيت جدي وجدتي .مرت الايام القصار ولغة الاشارات كانت هي اداة التفاهم مع القادمين من الغرباء ترافقها بعض الكلمات التركية كي تتشكل بمرور الايام القصيرة انسجة الود والمحبة بينهن وافراد المجتمع المحلي وبانسانية أديمها الفطرة البشرية. كان ابي وقت ذاك بعمر ١-;-٠-;- سنوات وهو الطفل الذي يتمتهُ أمه بوقت مبكر منذ الصغر وهو يقترب كل يوم من معسكر النساء القادمات من شرق الانضول ربما كان ابي يبحث عن الامومة المفقودة . وتحت قوة حماية وحدة عسكرية من الجندرمة ...وفي خضم ازيز نواعير المياه التي كان تسقي معسكر النساء بماء الفرات انطلق رحيق الود والمحبة في مشاغل الحياة المبهمة في ذلك المعسكر تحركها دواليب شديدة الانسانية.مرت ايام قليلة ومتسارعة تعلق خلالها أبي الصبي العربي الصغير بشابة ارمنية كانت هي بسن المراهقة وفي دائرة ود وانسجام ومحبة عاجلة انتهت بحياكة كميات من الاصواف احضرها لها ابي على عجل من موارد بيت جدتي لتصنع منها تلك الفتاة وصال الدفيء التي تلخصت بزوجين من جوارب الصوف ....وفي الليلة التي سلمت فيها (باتيل ) الفتاة الارمنية (أبي) تلك القطع المحاكة من الصوف، صحت المدينة كلها ومنذ بزوغ الفجر على اشلاء معسكر الارمنيات الذي خلا من نساءه بأستثناء اعمدة قصيرة من الدخان هي بقايا موائد الطبخ من حطب البساتين و تركت مشتعلة على عجالة الانتقال والتدافع نحو المجهول . هكذا اختفت (باتيل) ومن معها في مسيرة الموت واصيب (ابي) الصبي العاشق الصغير بالفزع الاكبر دون الاصغر وحطت به نكبة لا تضاهيها الا نكبة موت والدته يوم كان بعمر خمس سنوات.هنا علم ابي الصبي العاشق ان المعسكر النسوي قد جرى تهجيره قسراً صوب حدود الشام مع مسار النهر لبلوغ دائرة الموت!!! ... ففي ليلة شديدة الظلمة من نهايات العام ١-;-٩-;-١-;-٥-;- او مطلع العام ١-;-٩-;-١-;-٦-;- غادر الجندرمة الترك وبصحبتهم عشرات النساء الارمنيات صوب الحدود الغربية لبلاد مابين النهرين لينتهوا جميعاً بعد ليلتين من العناء والجوع والعطش في وادي صحراوي سحيق محاذي لمدينة دير الزور لتنهال عليهم بنادق الموت بلا رحمة وبلا شفقة وقُتل منهن من قتل وهرب منهن من هرب صوب المدينة السورية المجاورة.. وظلت (باتيل) صانعة جوارب ابي تلطع جراحها باطلاقات همجية خلت فيها ضمائر قاتليها من جينات الرحمة وماتت باتيل في ذلك الوادي السحيق لتنهش جثتها الضباع بعد ان تعطرت ارض الوادي بدمائها الباردة.بقت دموع ابي تشتعل حزناً كلما تذكر قصة الحب والموت في آن واحد .وبقت آلامها في الحزن الانساني ترافق مخيلته وهو يستذكر تلك الفاجعة حتى مماته.فلم تستطع نواعير اعالي الفرات والشام كلها من استدامة الحياة لنساء ارمنيات عزل قتلن ضحية الانتقام بين قادة امم فاسدة اصطدمت بينها على نهب ثروات الشعوب وتوسيع الاطماع.وانتهى العراق بعد عام من ذلك التاريخ الدامي بالاحتلال البريطاني وازحيت الدولة العثمانية في العام ١-;-٩-;-١-;-٧-;- لندخل في دوامات صراع الامبراطوريات مجدداً على ارض الرافدين. ......
#باتيل
#صانعة
#الجوارب:
#الحب
#الدامي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717977
الحوار المتمدن
مظهر محمد صالح - باتيل صانعة الجوارب: الحب الدامي