أمل سالم : فوبيا الأسلاك الشائكة
#الحوار_المتمدن
#أمل_سالم يسكن في منطقة راقية، أطلق عليها أصحابها: "كمبوند". يبدو أنهم كانوا فرحين بتكرار الكلمات الأجنبية في حديثهم، فالبعض منهم كان يقول الكلمة بالعربية، ثم يتبعها بترجمتها بلغة أجنبية، أو العكس!ولأن المبلغ المدفوع في الوحدة السكنية الواحدة يفوق كثيرًا قيمتها الحقيقية؛ فقد وفرت الشركة المسؤولة حارسًا خاصًّا أطلقوا عليه: الأمنSecurity.-العب يا أحمد.-شوط ع الجون ياد.-افتحي يا وردة، اقفلي يا...-هييييييييه.وبالطبع من حقي كعميل أن أهاتف مسؤول الأمن عندما يشوب الأمر قصورٌ ما.-ألو.-ألو يا أفندم.-ممكن أقدم شكوى؟-الاسم، وبيانات الوحدة من فضلك، ونوع الشكوى؟ما هي ألا دقائق ويظهر "جماعة الزرق"! و"جماعة الزرق" ليست جماعة إرهابية كتلك المنتشرة في عصرنا هذا، التي يصعب الحصول على تعريف منطقي لها،وإنما هم رجال الأمن الداخلي المسؤولون عن حفظ الأمن، هم عادة من غير المتعلمين، أسميتهم كذلك لأنهم يرتدون زيًّا أزرق. على الفور يقومون بتفريق جماعات الصبية التي تلعب في الحدائق القريبة من المساكن.لاحظت في الفترة الأخيرة أن رجال الأمن أصبحوا أكثر ليونة مع الأطفال، وأنهم ما إن ينصرفوا حتى يعاود الصغار الذين لا أكن لهم الحب التجمع واللعب مرة أخرى. يلزمني عند ذلك معاودة الاتصال، وبالطبع أصبح حضور "جماعة الزرق" يستلزم مزيدًا من الوقت؛ثم أصبحوا لا يحضرون.-ألو.-نعم.-ممكن أقدم...-تن تن تن تن.أغلقوا خط الهاتف في وجهه بحجة أن الحرارة انقطعت أو أن الشبكة رديئة، وتكرر ذلك الأمر كثيرًا.لاحظ في مرة من المرات وهو يدخل العمارة أن أبًالأحد الصبية يقف مع رجل الأمن المختص، ثم يضع يده في جيبه ويخرج ورقة نقدية، لم يرَ فئتها، ويعطيهإياها!قررت أن أتوجه لأكبر مسؤول للأمن، أكبر مسؤول، وسآخذ حقي، الذي حررت من أجله عقدًا بكل ما أملك، ألا وهو العيش في الأمن والهدوء.سأل عن مقره وذهب إليه، حين دخل المكان وجده أشبه ما يكون بقسم الشرطة؛ فعلى الباب الخارجي يقف أحد أفراد الأمن:-رايح فين يا أستاذ؟-أريد أن أقابل المسؤول عن أمن الكمبوند.اصطحبني إلى الداخل، دون أن ينبس ببنت شفة؛حيث وجدتني في بهو واسع! أوسع من شقتي غالية الثمن. كان على الجانب مكتبًا معدنيًّا مثل ذلك الذي يوجد في أقسام الشرطة، يجلس عليه اثنان قويان من "جماعة الزرق"، تمامًا مثلما يحدث في أقسام البوليس، ويجلس عليه أمناء الشرطة؛ ليستجوبوك قبل الدخول إلى قائدهم الضابط.-ماذا تريد؟-أقابل المسؤول.-الضابط ولاء؟-لا أعرف اسمه.-ما مشكلتك؟-أريد أن أتحدث معه شخصيًّا.-خرج في مرور.قلت لنفسي: "مرور! يستخدمون نفس مصطلحات المؤسسات الأمنية"!-سأنتظره، هل يوجد كرسي لأجلس عليه؟على مضض أحضروا له كرسيًا ووضعوه بجوار حائط، فجلس عليه. طال انتظاره، لكنه كان مستمتعًا بمشاهدة ما يدور حوله، فكل واحد منهم لديه جهاز مثل الذي يستعمله رجال الاستخبارات والتحريات:-أسمعك بقوة خمسة على خمسة، حول يا باشا.-ألو يا أفندم، محمد اتجه إلى الشقة التي سُرقت بالأمس.-السور الخارجي تمام يا أفندم.كل واحد منهم كان يعيش تمامًا دور الشرطي، ولأنه غير مسموح لهم بحمل الأسلحة فقد وضع كل واحد منهم على جانبه الأيمن من الخلف عصًا غليطة طليت باللون الأسود.فجأة حضر الضابط، وعندما همَّ بالدخول صرخ الرجل بالخارج:-اااااانتباااه.-انتفض فردا الأمن على المكتب، ووقفا.أشار أحدهما إليّ بيده أن أقف! ودون تفكير وقفت في الوضع انتباه، الذي كنت تعلمته خلال خدمتي العسك ......
#فوبيا
#الأسلاك
#الشائكة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740602
#الحوار_المتمدن
#أمل_سالم يسكن في منطقة راقية، أطلق عليها أصحابها: "كمبوند". يبدو أنهم كانوا فرحين بتكرار الكلمات الأجنبية في حديثهم، فالبعض منهم كان يقول الكلمة بالعربية، ثم يتبعها بترجمتها بلغة أجنبية، أو العكس!ولأن المبلغ المدفوع في الوحدة السكنية الواحدة يفوق كثيرًا قيمتها الحقيقية؛ فقد وفرت الشركة المسؤولة حارسًا خاصًّا أطلقوا عليه: الأمنSecurity.-العب يا أحمد.-شوط ع الجون ياد.-افتحي يا وردة، اقفلي يا...-هييييييييه.وبالطبع من حقي كعميل أن أهاتف مسؤول الأمن عندما يشوب الأمر قصورٌ ما.-ألو.-ألو يا أفندم.-ممكن أقدم شكوى؟-الاسم، وبيانات الوحدة من فضلك، ونوع الشكوى؟ما هي ألا دقائق ويظهر "جماعة الزرق"! و"جماعة الزرق" ليست جماعة إرهابية كتلك المنتشرة في عصرنا هذا، التي يصعب الحصول على تعريف منطقي لها،وإنما هم رجال الأمن الداخلي المسؤولون عن حفظ الأمن، هم عادة من غير المتعلمين، أسميتهم كذلك لأنهم يرتدون زيًّا أزرق. على الفور يقومون بتفريق جماعات الصبية التي تلعب في الحدائق القريبة من المساكن.لاحظت في الفترة الأخيرة أن رجال الأمن أصبحوا أكثر ليونة مع الأطفال، وأنهم ما إن ينصرفوا حتى يعاود الصغار الذين لا أكن لهم الحب التجمع واللعب مرة أخرى. يلزمني عند ذلك معاودة الاتصال، وبالطبع أصبح حضور "جماعة الزرق" يستلزم مزيدًا من الوقت؛ثم أصبحوا لا يحضرون.-ألو.-نعم.-ممكن أقدم...-تن تن تن تن.أغلقوا خط الهاتف في وجهه بحجة أن الحرارة انقطعت أو أن الشبكة رديئة، وتكرر ذلك الأمر كثيرًا.لاحظ في مرة من المرات وهو يدخل العمارة أن أبًالأحد الصبية يقف مع رجل الأمن المختص، ثم يضع يده في جيبه ويخرج ورقة نقدية، لم يرَ فئتها، ويعطيهإياها!قررت أن أتوجه لأكبر مسؤول للأمن، أكبر مسؤول، وسآخذ حقي، الذي حررت من أجله عقدًا بكل ما أملك، ألا وهو العيش في الأمن والهدوء.سأل عن مقره وذهب إليه، حين دخل المكان وجده أشبه ما يكون بقسم الشرطة؛ فعلى الباب الخارجي يقف أحد أفراد الأمن:-رايح فين يا أستاذ؟-أريد أن أقابل المسؤول عن أمن الكمبوند.اصطحبني إلى الداخل، دون أن ينبس ببنت شفة؛حيث وجدتني في بهو واسع! أوسع من شقتي غالية الثمن. كان على الجانب مكتبًا معدنيًّا مثل ذلك الذي يوجد في أقسام الشرطة، يجلس عليه اثنان قويان من "جماعة الزرق"، تمامًا مثلما يحدث في أقسام البوليس، ويجلس عليه أمناء الشرطة؛ ليستجوبوك قبل الدخول إلى قائدهم الضابط.-ماذا تريد؟-أقابل المسؤول.-الضابط ولاء؟-لا أعرف اسمه.-ما مشكلتك؟-أريد أن أتحدث معه شخصيًّا.-خرج في مرور.قلت لنفسي: "مرور! يستخدمون نفس مصطلحات المؤسسات الأمنية"!-سأنتظره، هل يوجد كرسي لأجلس عليه؟على مضض أحضروا له كرسيًا ووضعوه بجوار حائط، فجلس عليه. طال انتظاره، لكنه كان مستمتعًا بمشاهدة ما يدور حوله، فكل واحد منهم لديه جهاز مثل الذي يستعمله رجال الاستخبارات والتحريات:-أسمعك بقوة خمسة على خمسة، حول يا باشا.-ألو يا أفندم، محمد اتجه إلى الشقة التي سُرقت بالأمس.-السور الخارجي تمام يا أفندم.كل واحد منهم كان يعيش تمامًا دور الشرطي، ولأنه غير مسموح لهم بحمل الأسلحة فقد وضع كل واحد منهم على جانبه الأيمن من الخلف عصًا غليطة طليت باللون الأسود.فجأة حضر الضابط، وعندما همَّ بالدخول صرخ الرجل بالخارج:-اااااانتباااه.-انتفض فردا الأمن على المكتب، ووقفا.أشار أحدهما إليّ بيده أن أقف! ودون تفكير وقفت في الوضع انتباه، الذي كنت تعلمته خلال خدمتي العسك ......
#فوبيا
#الأسلاك
#الشائكة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740602
الحوار المتمدن
أمل سالم - فوبيا الأسلاك الشائكة