الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رشيد لمهوي : التصفيق شكل من أشكال الإعتراف
#الحوار_المتمدن
#رشيد_لمهوي إن الأساس الصَّلب الذي يوجه حياة الانسان في حياته هو رغبته في أن يحظى بالاعتراف. أن يكون محط اعتراف من طرف الجميع بوصفه كائن إنساني يتمتع بالاستقلالية ، وقادر على العطاء والمردودية، ويساهم في بناء المجتمع من خلال الدور الذي مُنح إليه، ويعمل بكل تفان وجدية على أدائه وإنجازه إنجازا تاما خال من أي ثغرة أو هفوة قد تصيبه بالإخفاق والتداعي. من هذا المنطلق يظهر لنا جليا أن الوجود الإنساني كوجود في العالم لن يستقيم ويتجذَّر إلا بمنحه هذا الوسام ألا وهو وسام الاعتراف. بدونه سيفقد وجوده ويغدو مثل آلة من ضمن آلات الطبيعة تتحرك وتشتغل لكن بدون أفق غائي يمنحها معنى لحياتها. ومن الجدير بالذكر، وزيادة في التأكيد على أن كل سلوك أو عمل مهما كان حجم عطائه فهو منذور بطبعه الداخلي إلى أن يتلقَّف هذا الوسام الشرفي، وسام الاعتراف المبجَّل، العظيم. يبدو لنا جليا أن محرك الكائن الإنساني هو أن يُعترف به، ويُعترف بما أنجزه وأضافه إلى الوجود، فالإنسان الذي يحظى بنجاح ما في ميدان ما يرغب رغبة شديدة بأن ينال نصيبا وافرا من الاستحسان؛ فالكاتب الذي يصدر مؤلفا يشاركه مع الرأي العام ويود أن ينال نصيه من الاعتراف، والرياضي الذي يفوز بمسابقة ما أو يحطم رقما قياسيا يود من صميم قلبه أن يحظى بالتنويه و التشجيع و الاعتراف، وما عساه أن تكون موسوعة غينيس سوى تجسيدا مثاليا للاعتراف. عموما، فالإنسان بطبعه ميَّال إلى تلقي التقدير والاستحسان. وأي فتورفي عدم إعلاء من شأن قيمته سيحوله إلى كائن مغلف بالكآبة والتذمر. في هذا الصدد يقول فرانسيس فوكوياما: " أن الناس تعتقد أن لهم قيمة وإذا عاملهم الآخرون وكأن قيمتهم أقل من ذلك فإنهم يشعرون بانفعال الغضب. وبالمقابل عندما لا يرفع الناس حياتهم إلى مستوى ما يعتبرونه قيمتهم ، فإنهم يشعرون بالخجل، وأخيرا عندما يقيمون بشكل صحيح يتناسب مع قيمتهم، فإنهم يشعرون بالاعتزاز". (1) إن رغبة الاعتراف في اعتقادي الشخصي قد تصل إلى تخوم اللامتناهي محاولة تخطيه، فلا شيء يردعها ويوجهها إلى الوجهة الآمنة، هي طليقة العنان تدب وتنط كيفما تشاء دون حسيب يحاسبها ولارقيب يراقبها ويرصد تحركاتها العمياء، وهي رغبة تشد الكائن إلى أن يؤمن إيمانا راسخا، شديدا أنه متفوق على الآخرين، هو السيد الذي لا يشق له غبار، هو الآمر والناهي، لا شيء يكون قابلا للتنفيذ إلا بمشورته، وأي خلل في عدم الاعتراف به كونه حدثا استثنائيا حلَّ بالمجتمع الإنساني فهو في نظره حط وتبخيس لكرامته وغروره من خلال اعتقاده الراسخ أنه كائن يعلو على باقي المخلوقات التي تمشي على الأرض هونا. في هذا السياق، تشكل النزعة الترامبية – نسبة إلى الرئيس الأمريكي ترامب- التجسيد المجهري لهذه الرغبة الجامحة في أن يُعترف بكينونته على أنه متفوق على الآخرين الذين من المفروض فيهم حسب زعمه أن يخضعوا له وينحنوا له بوصفه السيد المطلق. على الرغم من أن السيد ترامب يمتلك مشاريع تُدِر عليه أرباحا طائلة على أساس أنه رجل أعمال ناجح، إلا أن الرغبة في مجاراة الأخرين والتفوق عليهم تسكنه حد النخاع، بحيث أن سعيه الدؤوب و المحموم إلى امتلاك السلطة هو مؤشر صريح عن رغبته التي تنحو أن تنال الرضى والاعتراف من طرف المجتمع. وما هذا التمسك المجنون بالمنصب إلى آخر رمق ، وهذا التحكم في المصائر سوى الجري نحو نيل الاعتراف ، اعتراف بالذات واعتراف بالتفوق على الأخرين . إنها رغبة جنونية قد تحفر مسالك خطيرة من أجل الاحتفاظ بالسلطة بما هي مركز حساس ينال بموجبه المرء اعجاب واعتراف من طرف الآخرين سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الكوني. كما تلاحظ ترامب شبيه بالس ......
#التصفيق
#أشكال
#الإعتراف

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709049