الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
مراد سليمان علو : الفزاعة وأغاني المطر
#الحوار_المتمدن
#مراد_سليمان_علو (الفزّاعة وأغاني المطر)للمطر مواسمه المحددة في حوض جبل شنكال، وفي أيام الطفولة كنا نخرج فرحين لاستقبال أول الغيث، نتراكض ونرقص ونغني: "يا مطرا أسرعي أسرعي بالهطول فالعصافير أكلت قمحك"، وعند إنشادها بالكرمانجية تكون ألطف على السمع نتيجة الموسيقى التي تولدها القافية:"بارانى ببار ببار جووكا كه نمى ته خوار". ولا يخفى إن أغنية الأطفال هذه كانت مرتبطة بشكل مباشر بزرع الحبوب وخاصة الحنطة والشعير في المنطقة.ولم يكن الاحتفال بقدوم المطر يقتصر على الأطفال في الشمال، فكان لأهل الجنوب أيضا أغانيهم:"مطر مطر شاشا ... عبر بنات الباشا مطر مطر حلبي ... عبر بنات الجلبي".وقد وظف أغنية الصغار الفلكلورية هذه الشاعر الخالد السيّاب في قصيدته الرائعة "شناشيل ابنة الجلبي". ولكن إذا ما تأخر المطر عن موعده في عام ما يسرع الأطفال وبتشجيع ومشاركة من الأهالي إلى اختيار طفل جريء ومرح ليلبسوه ملابس رثة وغريبة وصنع شوارب ولحية من شعر المعيز أو صوف الغنم ويقومون بالرقص والغناء حواليه ويدورون به من بيت لآخر يطلبون الطحين وفي بعض الأحيان عندما تغفلهم ربّة البيت ترشقهم بالماء وهي لعبة ممتعة أشبه ما تكون بتعويذة لأبعاد النحس والحظ السيئ عن السنة والدعوات لسقوط المطر ليعمّ الخير الجميع. تسمى هذه الفعالية بـ (قردكى قردوش)، وفي بعض الثقافات تستخدم دمية يقومون بتزيينها لتشبه فزاعة الحقول إلى حد بعيد والسير بها على البيوت والإنشاد للاستسقاء، وطبعا من الناحية الدينية هناك صلوات وأدعية خاصة بالاستسقاء.ولكن مواسم الأمطار غيّرت مواعيدها عندنا شيئا فشيئا فاختفى الزرع والمزارعون واختفت معها بعض من تقاليدنا وفولكلورنا الجميل والأصيل من ألعاب وأغاني وأهازيج. وأرجو ألا يفهم من هذا إن المطر قد قاطعنا وغادرنا للأبد فهو يزورنا ويسقط بغزارة ولكن ليس في مواعيده المعتادة يأتي خلسة، ولكن بعد فوات الأوان؛ مما نتج عن تأخره المستمر موسم بعد آخر اختفاء المراعي أيضا فعزف الناس عن تربية الأنعام والمواشي، ورمى الرعاة عصيهم على مضض مثلما حلّ زملائهم الفلاحين أحزمتهم وأنطقتهم وباتوا يتحسرون على أيام زمان وخير أيام زمان مثل موسم الحصاد في عام 1988 مثلا.يسقط المطر بغزارة وسرعة وكأنه هارب من أحضان الغيوم المثقلة بهموم (شنكال) وقراها ويتمخض عن غزارة وشدة وشوق المطر سيول لتدمّر ما تبقى من بيوتنا الطينية وطرقنا الترابية وينهى بذلك جميع معزوفات ليالي المطر الهادئة الرتيبة ولا يطيب العزف والجنجنة إلا بوضع إنجانة أو طاسه من الفافون لتحلو السهرة مع التنقيط المستمر ولا شيء يضاهي تلك المتعة سوى العذاب الذي ابتكره الجيش الفيتنامي ضد أعدائهم من الأسرى الأمريكان حيث كان يثبت رأس الأسير ويعلق فوقه برميلا يحتوي ماءً ويجعل القطرات تتساقط برتابة واستمرار على رأسه مما يجعله يفقد صوابه بعد ساعة ويعترف بما يمتلك من معلومات .تجربة مثيرة نعيشها كلّ سنة في بيوتنا دون أن نقع في الأسر والحمد لله بل تتكرر مرات ومرات في الموسم الواحد وحلاوة عذابها تكمن في وجود أكثر من خرم وشق في السقف فتضع دولكة بلاستيكية تحت إحداها وطاسه فافون تحت الأخرى وربما طاجن من أستيل في مكان آخر وهكذا تتنوع الرنات، واسمع التقسيم أيها الساهر المحظوظ وأطلق الآهات ولتكن القفلة الأخيرة لأغنيتك ساخنة لترضى عليك روح أم كلثوم فالليل طويل والأنغام بعدد النجوم المختبئة وراء الغيوم الحاقدة وما عليك سوى اختيار الكلمات المناسبة وكن مطمئنا فالجالغي سيرافقك دائما وصحبتك ستكون أحلى من المربعات البغدادية وسوالف المرحوم مام (ألياس ق ......
#الفزاعة
#وأغاني
#المطر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691501