الحوار المتمدن
3.08K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسام عيسى رمضان : الوحش: قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#حسام_عيسى_رمضان الوحشفي البيت كان دوماً يعيد رسم ملامح وجهها الجميل بالتفصيل في عقله. فلا يمكن لتلك الروح الجميلة والمنظر الفريد أن ينسى. وعلى جدار غرفته يصنع من ضوء الشمعة فرشاة يرسم بها ما يشاء، يرسم وطناً بلا حدود، أو أسلاك شائكة أو جدران تحاصره، ولا طائرات تنغص عيشه، وطناً فسيحاً دون ضحايا ويأس يسوق شبابه للموت أو الهرب، يلونه، يحرك أصابعه ويرسم ورداً، وعصفوراً حراً، ثم يرسم كلبا. ما أحوج العالم إلى صفات تلك الرسومات الخالية من الروح. ما أحوجنا لحب صادق وقلب طاهر ووطناً يحتضن أحلامنا. ما أحوجنا في هذا الزمن إلى قلوب العصافير البريئة وأجنحتها الطليقة. كم نتعطش للوفاء الذي أصبح عملة نادرة لا يملكها سوى المساكين وأصحاب الحاجات. ما زال يذكر اللحظة التي تحدى فيها نفسه، وفاض قلبه بجرأة لم تتح له الفرصة أن يفكر ماذا سيفعل أن وبختنه أو اتهمته بأنه عديم الأخلاق. خطواته تتسارع صوبها ، لكن ما إن اقترب منها هذه المرة حتى تنحسر جرأته، إذ لم يتخيل يوما أن تميل روحه لفتاة بيضاء. فهو من بلد طغى لون أرضها البني على أغلب سكانها. وترعرع على رؤية ذلك الصنف من الوجوه. على حين غرة، مرت أمامه وملأت قلبه بأفراح تشبه أفراح العودة للوطن بعد اغتراب طويل، وآهات عجز عقله عن تفسيرها وامتلأت نفسه بأسحار استسلم الكهنة لفكها.استيقظ من سباته، ارتشف قهوته، وتنعمت أذناه بصوت فيروز الصادح "إحكيلي إحكيلي عن بلدي إحكيلي!" انتعل حذائه، وأخذ حقيبته، وخرج إلى عمله ماراً عبر حديقة مليئة بعبارات :"الرجاء عدم الاقتراب من الزهور". ما أن وصل إلى الأمتار الأخيرة لاجتيازها، رأى وردة تنعمت بتراب الأرض، الخجل يأكل بتلاتها. اقترب منها معتذراً، دافع شوكها تاركاً الدماء تسيل على ظاهر يده، لم يعِ ذلك من فرحته. وصل إلى مكان عمله الذي لطالما حلم أن يحظى به في بلاده وتحديداً في مدينته التي يخنقها الحصار لا في البلاد البعيدة، هرع يملأ كأساً ويودع وردته. رفعت رأسها للأعلى ظنا منها أنه عابر سبيل. جلس بجانبها والوردة في يده غير آبه بما ستقوله، وراح ينظر إلى زرقة السماء على وجه الماء الهائج ويحدث نفسه قائلا "ما أجمل صفار السماء وهدوء ماء البحر!" انتظر أن ترد، لكنها لم تتلفظ بأي شيء، حنت رأسها للرمال ضاحكة مقهقهة. تجرأ وسألها عن اسمها وإذ بها تدعى فيرونكا. مد يده وصافحها. الوردة في يدها وابتسامة ساحرة أضاءت وجهها. عرف عن نفسه : أنا من هنالك، من أرض بلا شعب، هكذا يقولون! أبحرت النظر إليه وقالت: كيف أتيت إلى هذه الحياة؟ أولدتك الأرض؟ أم خلقت كما خلق مزمار بان؟ وماذا تفعل هنا؟ أتبحث عن شعب لأرضك؟ أم أنك تبحث عن أرض لشعبك العدم؟ مممم كما يقولون!مر الوقت، غريبان يقتربان عبر حديث عفوي عن طفولتهما المليئة بالشقاء. هي تهوى إطلاق الطائرات الورقية وهو يجيد صنعها. تتمنى لو يعود بها الزمان للوراء لتستمتع بهوايتها المفضلة، التحليق هو الشي الوحيد الذي ينم عن حرية في زمن اعتقلت فيه الحرية وأعدمت. صامتة حزينة، اقترب منها أكثر، علها تخبره ما بها، رسالة من صديقة وصلتها تهريبا من خلف جدار برلين الذي التهم وحصد الآلاف ممن يتوقون لرؤية أقربائهم خلفه. يمنعها الجدار من رؤية صديقتها لأكثر من عشر سنوات، تتوق شوقا لناتالي، صديقة الطفولة التي لا تزال تحتفظ بالطائرة الورقية التي صنعتها لها في صغرهما، تتوق لرؤية من حجب ذلك العملاق وجوههم وكان حجراً في طريق لقاءهم.من قصب الأرض وأكياس كان يحملها صنع لها طائرة ورقية، استطاعت هزم ذلك الوحش الفاصل والعبور إلى الجهة الأخرى من الأرض. صنع لها من رحم الأسر حرية ......
#الوحش:
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703910