مصطفى عبداللاه : ميثرا و يسوع و الأسطورة
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_عبداللاه تأسيسالدين هو منتج حضاري وتراث بشري يخضع لقوانين التطور التاريخي والمعرفي ، فأي تراث ما هو إلا نتاج تطور تراث أدنى منه زمناً ، ويكون التطور تلبية لمتطلبات وتغيرات الواقع ، فكما أن التراث متأثر بالواقع الذي نشأ فيه إلا أنه يؤثر فيه أيضاً في عجلة تبادلية لا تتوقف ، وإذا أردنا أن ندرس ونفهم تراث بعينه علينا أن ندرس الظروف التي أفرزته و التراث السابق عليه لأنه يكون حجر أساس للتراث موضع البحث ، فلا يمكن أن نفهم التاريخ وأي تاريخ ونحن نقطعه من جذوره وسياقه ونترك مبدأ السبب والسببية جانباً . المسيحية مدخل للفهم :وتأسيساً على ما سبق ، إذا أردنا أن نفهم العقيدة المسيحية ونفهم عقائدها وطقوسها علينا أن نرجع إلى أمرين ، إلى الوضع الاجتماعي والسياسي للمجتمع التي نشأت فيه تلك العقيدة ، ومن المعلوم أن ولدت في العقود الأولى من القرن الأول داخل المجتمع اليهودي ، وإذا نظرنا من الناحية الاجتماعية و السياسية لذلك المجتمع :الاحتلال الروماني وحلم المسيا :في العقود الأخيرة قبل الميلاد كان اليهود يعيشون في ظل الحكم الروماني لليهودية ( أورشليم ) تحت حكم هيرود الخاضع لحكم قيصر ، ولم يكن اليهود يعتبروا الحكم الروماني إلا مجرد أحتلال وثني للأرض اليهودية ولكن المخيلة اليهودية كانت في انتظار المسيا أو المخلص الذي سيخلص اليهود من الذل بل سيعيد لهم مملكتهم كمملكة سليمان المزعومة ، ولم يكن حلم المسيا بجديد على الفكر اليهودي في تلك الفترة بل أنه يرجع الى عهد السبي البابلي الأول 597 ق.م حيث ظهر ونشأ في تلك الفترة إِبَّانُ تدوين الأسفار الأولى للعهد القديم، فكان كلما وقع اليهود تحت سبي أو احتلال استعادوا حلم المسيا مرة أخرى ، وفي تلك العقود الأخيرة ظهرت العديد من حركات التمرد على الرومان تحت اسم المسيا وهو ما يورده لنا المؤرخ اليهودي يوسيفوسوف : و في القرن الأول ظهرت العديد من الحركات اليهودية المسلحة ولقب أتباع تلك الحركات أصحابها بالمسحاة إلا أن أكثر تلك الدعوات انتهت بالفشل.. (1) (وسيفوس : تاريح اليهود)وفي تلك الظروف وفي ظل وجود الدولة الرومانية بقواتها كان من المستحيل أن يظهر مسيا اليهود الحقيقي المنتظر من سيقود اليهود لحكم الأرض وإعادة المملكة اليهودية مرة أخرى ، فكان على اليهود تغيير التكتيك الخاص بالمسيا بالأحرى صنع مسيا أخرى مناسب للواقع ، في ظل استحالة ظهور مملكة أرضية تتحول تلك المملكة الى مملكة سماوية ويتحول من المسيح مقاتل و قائد عسكري الى مسيح مسالم يعطي مال قيصر لقيصر ، فكان من الواجب تطوير أسطورة موجودة ومؤثرة في تلك البيئة وتحويلها إلى المسيح المنتظر .الميثراوية :الميثراوية هي الديانات الشرقية القديمة تعود في منشأها إلى 1500 قبل الميلاد في بلاد فارس والهند وهي فرع من فروع الزرادشتية كما يذهب كان فرانز كومونت، إلا أن الميثراوية ظهرت متأخرة في روما تحديداً في القرن الأخير قبل الميلاد كما يذهب المؤرخ الفارسي أبو لالا سودافار مستشهداً و معتمداً في ذلك بالمفكر اليوناني بلوتارخ ، وكانت الميثراوية ديانة روما الأولى أن ذاك وظلت تصارع في المسيحية في قرونها الأولى بسبب اتهام أتباع ميثرا المسيحيين بسرقة عقائدهم كما يقول يذهب روج أرنست في كتابه أصول المسيحية .بين المسيحية و الميثراوية :يعد أقدم الأناجيل كتابتاً هو إنجيل مرقس المدون حوالي 70 ميلادي ويأتي أنجيل لوقا ومتى بين عام 80 وعام 90 والأخير يوحنا بين 100 و 110 ميلادياً ، مما يعني أن الثلاث الأخيرة متى و لوقا و يوحنا دونت بعد ......
#ميثرا
#يسوع
#الأسطورة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760278
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_عبداللاه تأسيسالدين هو منتج حضاري وتراث بشري يخضع لقوانين التطور التاريخي والمعرفي ، فأي تراث ما هو إلا نتاج تطور تراث أدنى منه زمناً ، ويكون التطور تلبية لمتطلبات وتغيرات الواقع ، فكما أن التراث متأثر بالواقع الذي نشأ فيه إلا أنه يؤثر فيه أيضاً في عجلة تبادلية لا تتوقف ، وإذا أردنا أن ندرس ونفهم تراث بعينه علينا أن ندرس الظروف التي أفرزته و التراث السابق عليه لأنه يكون حجر أساس للتراث موضع البحث ، فلا يمكن أن نفهم التاريخ وأي تاريخ ونحن نقطعه من جذوره وسياقه ونترك مبدأ السبب والسببية جانباً . المسيحية مدخل للفهم :وتأسيساً على ما سبق ، إذا أردنا أن نفهم العقيدة المسيحية ونفهم عقائدها وطقوسها علينا أن نرجع إلى أمرين ، إلى الوضع الاجتماعي والسياسي للمجتمع التي نشأت فيه تلك العقيدة ، ومن المعلوم أن ولدت في العقود الأولى من القرن الأول داخل المجتمع اليهودي ، وإذا نظرنا من الناحية الاجتماعية و السياسية لذلك المجتمع :الاحتلال الروماني وحلم المسيا :في العقود الأخيرة قبل الميلاد كان اليهود يعيشون في ظل الحكم الروماني لليهودية ( أورشليم ) تحت حكم هيرود الخاضع لحكم قيصر ، ولم يكن اليهود يعتبروا الحكم الروماني إلا مجرد أحتلال وثني للأرض اليهودية ولكن المخيلة اليهودية كانت في انتظار المسيا أو المخلص الذي سيخلص اليهود من الذل بل سيعيد لهم مملكتهم كمملكة سليمان المزعومة ، ولم يكن حلم المسيا بجديد على الفكر اليهودي في تلك الفترة بل أنه يرجع الى عهد السبي البابلي الأول 597 ق.م حيث ظهر ونشأ في تلك الفترة إِبَّانُ تدوين الأسفار الأولى للعهد القديم، فكان كلما وقع اليهود تحت سبي أو احتلال استعادوا حلم المسيا مرة أخرى ، وفي تلك العقود الأخيرة ظهرت العديد من حركات التمرد على الرومان تحت اسم المسيا وهو ما يورده لنا المؤرخ اليهودي يوسيفوسوف : و في القرن الأول ظهرت العديد من الحركات اليهودية المسلحة ولقب أتباع تلك الحركات أصحابها بالمسحاة إلا أن أكثر تلك الدعوات انتهت بالفشل.. (1) (وسيفوس : تاريح اليهود)وفي تلك الظروف وفي ظل وجود الدولة الرومانية بقواتها كان من المستحيل أن يظهر مسيا اليهود الحقيقي المنتظر من سيقود اليهود لحكم الأرض وإعادة المملكة اليهودية مرة أخرى ، فكان على اليهود تغيير التكتيك الخاص بالمسيا بالأحرى صنع مسيا أخرى مناسب للواقع ، في ظل استحالة ظهور مملكة أرضية تتحول تلك المملكة الى مملكة سماوية ويتحول من المسيح مقاتل و قائد عسكري الى مسيح مسالم يعطي مال قيصر لقيصر ، فكان من الواجب تطوير أسطورة موجودة ومؤثرة في تلك البيئة وتحويلها إلى المسيح المنتظر .الميثراوية :الميثراوية هي الديانات الشرقية القديمة تعود في منشأها إلى 1500 قبل الميلاد في بلاد فارس والهند وهي فرع من فروع الزرادشتية كما يذهب كان فرانز كومونت، إلا أن الميثراوية ظهرت متأخرة في روما تحديداً في القرن الأخير قبل الميلاد كما يذهب المؤرخ الفارسي أبو لالا سودافار مستشهداً و معتمداً في ذلك بالمفكر اليوناني بلوتارخ ، وكانت الميثراوية ديانة روما الأولى أن ذاك وظلت تصارع في المسيحية في قرونها الأولى بسبب اتهام أتباع ميثرا المسيحيين بسرقة عقائدهم كما يقول يذهب روج أرنست في كتابه أصول المسيحية .بين المسيحية و الميثراوية :يعد أقدم الأناجيل كتابتاً هو إنجيل مرقس المدون حوالي 70 ميلادي ويأتي أنجيل لوقا ومتى بين عام 80 وعام 90 والأخير يوحنا بين 100 و 110 ميلادياً ، مما يعني أن الثلاث الأخيرة متى و لوقا و يوحنا دونت بعد ......
#ميثرا
#يسوع
#الأسطورة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760278
الحوار المتمدن
مصطفى عبداللاه - ميثرا و يسوع و الأسطورة