توما حميد : لماذل فشل النظام الصحي الراسمالي في مواجهة جائحة كورونا؟!
#الحوار_المتمدن
#توما_حميد ان التفسير الاساسي الذي يقدم لفشل النظام الصحي في مواجهة وباء كورونا هو نقص الاموال التي تصرف على قطاع الصحة. ولكن في الحقيقة هذا هو سبب من مجموعة الاسباب التي ادت الى هذا الاخفاق المدوي، ولكنه ليس السبب الرئيسي على الاقل عندما يتعلق الامر بجائحة كورونا. فمثلا صرفت الولايات المتحدم في عام 2018 مبلغ 3.65 ترليون دولار على الصحة، اي بالضبط صرفت 11212 دولار للفرد، وهو مايعادل تقريبا ضعف ماتصرفه اي من دول اعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي الدول المتقدمة. ولكن رغم هذا فان الولايات المتحدة هي في ذيل قائمة هذه الدول من حيث النتائج الصحية حسب المنشورات الصحية التي تستخدم لقياس كفاءة النظام الصحي. لذا فان الاموال التي تصرف على الصحة مهمة، ولكن هي ليست كل شيئ وخاصة فيما يتعلق بجائحة كورونا.لا اود هنا التقليل من عواقب عقود من هجمات النيوليبرالية على الخدمات الاجتماعية، بما فيها القطاع الصحي، وخاصة بعد ازمة 2008 التي شملت تقليص الاستثمارات والانفاق في هذا القطاع وخصخصة مرافقه حتى في الدول المتقدمة. لقد ادت هذه الهجمات الى مشاكل مثل قلة الاسرة في المستشفيات، بما فيها اسرة العناية المركزة وتقليص حجم الكادر الصحي والفني وقدرة المختبرات الفحصية الخ. فمثلا في العقد الاخير استقطعت مايزيد عن 40 مليار دولار عن النظام الصحي الوطني الايطالي، البلد الذي شهد كارثة بسبب كورونا. ولكن بنظري السبب الاساسي في الاخفاق في مواجهة وباء كورونا هي طبيعة الاقتصاد الرأسمالي ومنطق النظام الرأسمالي في الانتاج.فكما قلنا ان الاموال التي تصرف على الصحة في امريكا هي هائلة، ولكن منطق الربح الذي يستند عليه النظام الرأسمالي يؤدي الى ان تنفق هذه الاموال في المجالات التي تحقق الربح بدلا من المجالات التي تخدم صحة الانسان مثل كريمات حب الشباب ومستحضرات التجميل والعمليات التجميلية مثلا بدلا من اسرة العناية المركزة وقدرات اقسام الطوارئ او في مجال الوقاية الصحية الذي هو اهم قطاع صحي. كما ان معظم تلك الاموال تهدر على الكلفة الباهظة للخدمات الطبية والاسعار الاحتكارية التي تفرضها شركات الادوية والمسشفيات والاطباء. في الحقيقية هناك الان اجماع بان هناك مايسمى بالمجمع الصناعي الصحي على غرار المجمع الصناعي العسكري، وهو مؤلف من شركات التامين الصحي، وشركات تصنيع الادوية والمعدات الطبية، المستشفيات، والاطباء. لهذ المجمع، مثل المجمع الصناعي العسكري، تاثير على قرارات الدولة الامريكية بحيث حسب علمي الحكومة الامريكية هي الحكومة الوحيدة التي لاتتفاوض مع شركات الادوية على اسعار منتجاتها وتدعها تفرض الاسعار التي ترغب بها والتي "يتحملها" السوق. فمثلا يبلغ سعر عقار الادرينالين الذي يستخدم من قبل الافراد الذين لهم حساسية مفرطة والتي قد تؤدي الى الوفاة 38 دولار استرالي في استراليا بينما يبلغ سعره 600 دولار امريكي في الولايات المتحدة. رغم ان فيروس كورونا هو فيروس مستجد، الا ان انتشار الفيروسات هو ليس امر جديد. وجدت الفيروسات على الكرة الارضية حتى قبل وجود الانسان. في اخر قرن حدثت الكثير من الاوبئة واهمها و وباء الانفلونزا الاسبانية الذي اودى بحياة اكثر من 50 مليون انسان في عام 1918. لقد ادى هذا الوباء الى وفاة هذا العدد الهائل من البشر بسبب الحرب العالمية الاولى ومارافقها من انخفاض مناعة السكان نتيجة استخدام الاغذية المعلبة قليلة الفوائد ونقص الاغذية بشكل عام والاجهاد العصبي نتيجة الحرب. وظهر في اخر عقدين عدد من الفيروسات مثل فيروس السارس الذي برز في الصين في 2003 وانتشر الى 17 دولة ......
#لماذل
#النظام
#الصحي
#الراسمالي
#مواجهة
#جائحة
#كورونا؟!
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674078
#الحوار_المتمدن
#توما_حميد ان التفسير الاساسي الذي يقدم لفشل النظام الصحي في مواجهة وباء كورونا هو نقص الاموال التي تصرف على قطاع الصحة. ولكن في الحقيقة هذا هو سبب من مجموعة الاسباب التي ادت الى هذا الاخفاق المدوي، ولكنه ليس السبب الرئيسي على الاقل عندما يتعلق الامر بجائحة كورونا. فمثلا صرفت الولايات المتحدم في عام 2018 مبلغ 3.65 ترليون دولار على الصحة، اي بالضبط صرفت 11212 دولار للفرد، وهو مايعادل تقريبا ضعف ماتصرفه اي من دول اعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي الدول المتقدمة. ولكن رغم هذا فان الولايات المتحدة هي في ذيل قائمة هذه الدول من حيث النتائج الصحية حسب المنشورات الصحية التي تستخدم لقياس كفاءة النظام الصحي. لذا فان الاموال التي تصرف على الصحة مهمة، ولكن هي ليست كل شيئ وخاصة فيما يتعلق بجائحة كورونا.لا اود هنا التقليل من عواقب عقود من هجمات النيوليبرالية على الخدمات الاجتماعية، بما فيها القطاع الصحي، وخاصة بعد ازمة 2008 التي شملت تقليص الاستثمارات والانفاق في هذا القطاع وخصخصة مرافقه حتى في الدول المتقدمة. لقد ادت هذه الهجمات الى مشاكل مثل قلة الاسرة في المستشفيات، بما فيها اسرة العناية المركزة وتقليص حجم الكادر الصحي والفني وقدرة المختبرات الفحصية الخ. فمثلا في العقد الاخير استقطعت مايزيد عن 40 مليار دولار عن النظام الصحي الوطني الايطالي، البلد الذي شهد كارثة بسبب كورونا. ولكن بنظري السبب الاساسي في الاخفاق في مواجهة وباء كورونا هي طبيعة الاقتصاد الرأسمالي ومنطق النظام الرأسمالي في الانتاج.فكما قلنا ان الاموال التي تصرف على الصحة في امريكا هي هائلة، ولكن منطق الربح الذي يستند عليه النظام الرأسمالي يؤدي الى ان تنفق هذه الاموال في المجالات التي تحقق الربح بدلا من المجالات التي تخدم صحة الانسان مثل كريمات حب الشباب ومستحضرات التجميل والعمليات التجميلية مثلا بدلا من اسرة العناية المركزة وقدرات اقسام الطوارئ او في مجال الوقاية الصحية الذي هو اهم قطاع صحي. كما ان معظم تلك الاموال تهدر على الكلفة الباهظة للخدمات الطبية والاسعار الاحتكارية التي تفرضها شركات الادوية والمسشفيات والاطباء. في الحقيقية هناك الان اجماع بان هناك مايسمى بالمجمع الصناعي الصحي على غرار المجمع الصناعي العسكري، وهو مؤلف من شركات التامين الصحي، وشركات تصنيع الادوية والمعدات الطبية، المستشفيات، والاطباء. لهذ المجمع، مثل المجمع الصناعي العسكري، تاثير على قرارات الدولة الامريكية بحيث حسب علمي الحكومة الامريكية هي الحكومة الوحيدة التي لاتتفاوض مع شركات الادوية على اسعار منتجاتها وتدعها تفرض الاسعار التي ترغب بها والتي "يتحملها" السوق. فمثلا يبلغ سعر عقار الادرينالين الذي يستخدم من قبل الافراد الذين لهم حساسية مفرطة والتي قد تؤدي الى الوفاة 38 دولار استرالي في استراليا بينما يبلغ سعره 600 دولار امريكي في الولايات المتحدة. رغم ان فيروس كورونا هو فيروس مستجد، الا ان انتشار الفيروسات هو ليس امر جديد. وجدت الفيروسات على الكرة الارضية حتى قبل وجود الانسان. في اخر قرن حدثت الكثير من الاوبئة واهمها و وباء الانفلونزا الاسبانية الذي اودى بحياة اكثر من 50 مليون انسان في عام 1918. لقد ادى هذا الوباء الى وفاة هذا العدد الهائل من البشر بسبب الحرب العالمية الاولى ومارافقها من انخفاض مناعة السكان نتيجة استخدام الاغذية المعلبة قليلة الفوائد ونقص الاغذية بشكل عام والاجهاد العصبي نتيجة الحرب. وظهر في اخر عقدين عدد من الفيروسات مثل فيروس السارس الذي برز في الصين في 2003 وانتشر الى 17 دولة ......
#لماذل
#النظام
#الصحي
#الراسمالي
#مواجهة
#جائحة
#كورونا؟!
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674078
الحوار المتمدن
توما حميد - لماذل فشل النظام الصحي الراسمالي في مواجهة جائحة كورونا؟!