حسن مدن : الثّقافة كمضادٍ ل السوبر ماركت
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن يعطي سمير أمين تعريفاً محدداً لما يقصده بالمثقف، الذي هو حسب تقديره من يشترك في إنتاج المشروع المجتمعي في مجال معين من مجالات احتياجات إقامة هذا المشروع، ويشير إلى أن مجالات هذا الإنتاج متنوعة ومتعددة لتشمل، فيما تشمل، طرح نظم القيم وأهم الأفكار والتصورات المنسجمة مع المشروع المعتبر، وإنتاج الصور الفنية التي تلعب دوراً فعالاً في تقديم هذا المشروع.لا يمكن، والحال كذلك، اعتماد النموذج الأوروبي نموذجاً مثالياً أوحد، على شعوب العالم الأخرى الاقتداء به، وفي هذا المجال يصبح واجباً على المثقفين أن يكونوا قاطعين في رفض النظرة أو المشروع العالمي الذي يدعو لتجانس الإنسانيّة من خلال تعميم النمط الغربي، والتخلص من الخصوصيات الثّقافيّة باعتبارها مسؤولة عن تخلف هذه الشعوب، حسب أصحاب هذا المشروع، ليصلوا إلى أهميّة تأكيد هذه الخصوصيات واحترامها، منطلقاً لمشروع التحديث الذي يدفع بمجتمعاتنا نحو استحقاقات العصر.نستحضر هذا حين التّفكير في الدّور الذي يتعين على الثّقافة والمثقفين في بلدان الخليج العربي الاضطلاع به، ونحن نتتبع مسار التّحوّلات الاجتماعيّة السريعة في بلداننا خلال العقود الماضية، ليس من خلال منظور الاقتصاد السياسي وحده، خاصة لجهة التركيز على الآثار الحاسمة لاستخراج وصناعة وتسويق النفط في تلك التحوّلات، وإنما من خلال حقل برهن على خصوبته أيضاً في رصد وتحليل ما تشهده المجتمعات من تغيّرات، وهو حقل علم اجتماع الثّقافة الذي لا يُعنى برصد مصادر تكوين ثقافة المجتمع والنّخبة الثّقافية فيه فحسب، بل يشمل التفاعل المتبادل بين الثّقافة وهذه التحولات، وتأثير كل منهما في الآخر.ثمة وفرة في الدّراسات النّقدية التّطبيقيّة على النصوص الإبداعيّة الجديدة في مجالات الشعر والقصة القصيرة والرواية قام بها نقاد من أبناء المنطقة، وفي أغلب الأحيان نقاد من البلدان العربيّة الشّقيقة، وليس أدل على ذلك من حجم الدراسات النّقديّة المكتوبة عن الأدب الجديد في دولة الإمارات وسلطنة عمان، على سبيل المثال، لكن يلاحظ أن أغلبيّة الدراسات النقديّة إما أنها اهتمت بالجوانب التقنيّة في هذه الأعمال الأدبيّة، أي دراستها كعوالم إبداعيّة مستقلة عن دلالاتها الاجتماعيّة والتّاريخيّة، وإما أنها بالغت في الإسقاط السياسي الاجتماعي لهذه النصوص، من دون أن تتنبه كفاية إلى النظر إليها بصفتها إبداعاً . لكن الحقل الغائب أو المُغيّب في هذا المجال هو ذاك الذي نعتناه ب"علم اجتماع الثّقافة" التي تذكرنا بها بعض الدّراسات الجادة التي صدرت في بلدان المغرب العربي، حين يصبح المطلوب رؤية الحركة الثقافيّة رؤية شاملة في تجلياتها المختلفة، بوصفها مظهراً من مظاهر المجتمع المدني في تعبيراته الرمزيّة، وعاكساً لأشكال ومظاهر الوعي الاجتماعي والاتجاهات الفكريّة والسّياسيّة في المجتمع في سيرورته ولحظات تحوّله من حال إلى حال، وليس من مدخل مؤثر وعميق كدراسة مصادر تكوين المثقف المحلي وسيلة لولوج هذا الحقل .والواقع أن ثمة دراسات خليجيّة مهمة في هذا السياق، ويمكن الإشارة، على سبيل المثال، إلى بعض مؤلفات الراحل خلدون النقيب ومحمد الرميحي وخليفة الوقيّان من الكويت، وإبراهيم غلوم وباقر النجار من البحرين، ومثلهم دارسين مثابرين من بلدان أخرى، ولكن يظل أنّ هذا الموضوع ما زال بحاجة إلى المزيد من الدراسة والتعمق والتفصيل، باستخدام المناهج الحديثة في البحث، خاصة منها تلك التي تُعنى بدراسة ثقافة ما بعد الكولونياليّة، للوقوف على التّعبيرات والرّموز الثّقافية في دولنا التي عُزلت عن محيطها العربي على مدار عقود ط ......
#الثّقافة
#كمضادٍ
#السوبر
#ماركت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733225
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن يعطي سمير أمين تعريفاً محدداً لما يقصده بالمثقف، الذي هو حسب تقديره من يشترك في إنتاج المشروع المجتمعي في مجال معين من مجالات احتياجات إقامة هذا المشروع، ويشير إلى أن مجالات هذا الإنتاج متنوعة ومتعددة لتشمل، فيما تشمل، طرح نظم القيم وأهم الأفكار والتصورات المنسجمة مع المشروع المعتبر، وإنتاج الصور الفنية التي تلعب دوراً فعالاً في تقديم هذا المشروع.لا يمكن، والحال كذلك، اعتماد النموذج الأوروبي نموذجاً مثالياً أوحد، على شعوب العالم الأخرى الاقتداء به، وفي هذا المجال يصبح واجباً على المثقفين أن يكونوا قاطعين في رفض النظرة أو المشروع العالمي الذي يدعو لتجانس الإنسانيّة من خلال تعميم النمط الغربي، والتخلص من الخصوصيات الثّقافيّة باعتبارها مسؤولة عن تخلف هذه الشعوب، حسب أصحاب هذا المشروع، ليصلوا إلى أهميّة تأكيد هذه الخصوصيات واحترامها، منطلقاً لمشروع التحديث الذي يدفع بمجتمعاتنا نحو استحقاقات العصر.نستحضر هذا حين التّفكير في الدّور الذي يتعين على الثّقافة والمثقفين في بلدان الخليج العربي الاضطلاع به، ونحن نتتبع مسار التّحوّلات الاجتماعيّة السريعة في بلداننا خلال العقود الماضية، ليس من خلال منظور الاقتصاد السياسي وحده، خاصة لجهة التركيز على الآثار الحاسمة لاستخراج وصناعة وتسويق النفط في تلك التحوّلات، وإنما من خلال حقل برهن على خصوبته أيضاً في رصد وتحليل ما تشهده المجتمعات من تغيّرات، وهو حقل علم اجتماع الثّقافة الذي لا يُعنى برصد مصادر تكوين ثقافة المجتمع والنّخبة الثّقافية فيه فحسب، بل يشمل التفاعل المتبادل بين الثّقافة وهذه التحولات، وتأثير كل منهما في الآخر.ثمة وفرة في الدّراسات النّقدية التّطبيقيّة على النصوص الإبداعيّة الجديدة في مجالات الشعر والقصة القصيرة والرواية قام بها نقاد من أبناء المنطقة، وفي أغلب الأحيان نقاد من البلدان العربيّة الشّقيقة، وليس أدل على ذلك من حجم الدراسات النّقديّة المكتوبة عن الأدب الجديد في دولة الإمارات وسلطنة عمان، على سبيل المثال، لكن يلاحظ أن أغلبيّة الدراسات النقديّة إما أنها اهتمت بالجوانب التقنيّة في هذه الأعمال الأدبيّة، أي دراستها كعوالم إبداعيّة مستقلة عن دلالاتها الاجتماعيّة والتّاريخيّة، وإما أنها بالغت في الإسقاط السياسي الاجتماعي لهذه النصوص، من دون أن تتنبه كفاية إلى النظر إليها بصفتها إبداعاً . لكن الحقل الغائب أو المُغيّب في هذا المجال هو ذاك الذي نعتناه ب"علم اجتماع الثّقافة" التي تذكرنا بها بعض الدّراسات الجادة التي صدرت في بلدان المغرب العربي، حين يصبح المطلوب رؤية الحركة الثقافيّة رؤية شاملة في تجلياتها المختلفة، بوصفها مظهراً من مظاهر المجتمع المدني في تعبيراته الرمزيّة، وعاكساً لأشكال ومظاهر الوعي الاجتماعي والاتجاهات الفكريّة والسّياسيّة في المجتمع في سيرورته ولحظات تحوّله من حال إلى حال، وليس من مدخل مؤثر وعميق كدراسة مصادر تكوين المثقف المحلي وسيلة لولوج هذا الحقل .والواقع أن ثمة دراسات خليجيّة مهمة في هذا السياق، ويمكن الإشارة، على سبيل المثال، إلى بعض مؤلفات الراحل خلدون النقيب ومحمد الرميحي وخليفة الوقيّان من الكويت، وإبراهيم غلوم وباقر النجار من البحرين، ومثلهم دارسين مثابرين من بلدان أخرى، ولكن يظل أنّ هذا الموضوع ما زال بحاجة إلى المزيد من الدراسة والتعمق والتفصيل، باستخدام المناهج الحديثة في البحث، خاصة منها تلك التي تُعنى بدراسة ثقافة ما بعد الكولونياليّة، للوقوف على التّعبيرات والرّموز الثّقافية في دولنا التي عُزلت عن محيطها العربي على مدار عقود ط ......
#الثّقافة
#كمضادٍ
#السوبر
#ماركت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733225
الحوار المتمدن
حسن مدن - الثّقافة كمضادٍ ل(السوبر ماركت)
حسن مدن : عقلانيّة التعليم كمضاد للتطرف والإرهاب
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن ليس عبثاً الحديث عن ضرورة إعادة النظر في مناهج التربية والتعليم في بلداننا العربية، في ضوء غلواء التطرف والتعصب اللذين يستحوذان على أذهان أعداد ليست بالقليلة من الشبان العرب، الذين قذفت بهم تيارات الإسلام السياسي في نسخه المختلفة إلى أتون التهلكة .ليست مناهج التعليم وحدها هي المسؤولة عن ذلك، كي نكون منصفين، فالتطرف ظاهرة مركّبة تتشابك عوامل مختلفة في استفحالها واستشراء نفوذها، لكن اليقين أن مناهج التعليم تلعب دوراً فارقاً في الحالين: إما تهيئة الشباب لتقبل الأفكار التكفيرية الناقمة على العصر والمجتمع، لا على السلطات وحدها، وإما تحصين أذهانهم بوجه الترهات التي تبثها التنظيمات المتطرفة والتي تتخذ من العنف والتكفير منهجين لها .في ثقافتنا العربية الإسلامية تراث حافل بقيم العقلانية والتسامح والانفتاح على الآخر، وسبق أن تساءلنا هنا لو أن تراث رواد النهضة العربية الموءودة، وجميعهم آتون من تأسيس ديني وفقهي مكين ومتين، وجدت لها مكاناً في مناهجنا التعليمية والتربوية، وفي التكوين الثقافي للناشئة أما كانت أحوالنا أفضل؟على صلة بهذا، علينا السؤال عن المساحة التي يحتلها تدريس مادة مثل الفلسفة في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، ولو سعينا للإجابة نلاحظ أن هذه المادة بالذات تكاد تكون مغيبة، لا بل منبوذة، وفي الكثير من البلدان جرى استبعادها من مقررات ما قبل الجامعة، وإن وجدت ضمن مقررات الجامعة فيتم النظر إليها على أنها مادة ثانوية وغير ضرورية، وقليلة هي الجامعات العربية التي تخصص أقساماً خاصة بها .ثمة حاجة للتوضيح أننا حين نتحدث عن أهمية هذه المادة، كونها تربي مهارات التفكير العقلاني عند الشباب، وتوسّع من أفقهم، فإننا ندرك أنها مادة معقّدة، وربما تبدو ثقيلة الدم، في أعين الكثيرين، بالنظر لتعميم نظرة الازدراء لها، وبالتالي فليس المطلوب حشو أذهان التلاميذ والطلبة بمقولات فلسفية جامدة أو صماء، فلا يجدون سبيلاً لرؤية تجلياتها في الواقع، وإنما المطلوب هو انفتاح المقررات الدراسية الأخرى في التاريخ والاقتصاد والقانون وعلمي الاجتماع والنفس على الفلسفة، فذلك ييسر للدارس متابعة الجديد المعرفي في عالم اليوم، ويحقق في الآن ذاته دخول الفلسفة الى المنظومة التعليمية والتربوية، وعبرها إلى الحياة، أي إلى نمط التفكير .مهمة مثل هذه تشترط أن يكون القائمون على التعليم، هم أنفسهم عقلانيين. ......
#عقلانيّة
#التعليم
#كمضاد
#للتطرف
#والإرهاب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734890
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن ليس عبثاً الحديث عن ضرورة إعادة النظر في مناهج التربية والتعليم في بلداننا العربية، في ضوء غلواء التطرف والتعصب اللذين يستحوذان على أذهان أعداد ليست بالقليلة من الشبان العرب، الذين قذفت بهم تيارات الإسلام السياسي في نسخه المختلفة إلى أتون التهلكة .ليست مناهج التعليم وحدها هي المسؤولة عن ذلك، كي نكون منصفين، فالتطرف ظاهرة مركّبة تتشابك عوامل مختلفة في استفحالها واستشراء نفوذها، لكن اليقين أن مناهج التعليم تلعب دوراً فارقاً في الحالين: إما تهيئة الشباب لتقبل الأفكار التكفيرية الناقمة على العصر والمجتمع، لا على السلطات وحدها، وإما تحصين أذهانهم بوجه الترهات التي تبثها التنظيمات المتطرفة والتي تتخذ من العنف والتكفير منهجين لها .في ثقافتنا العربية الإسلامية تراث حافل بقيم العقلانية والتسامح والانفتاح على الآخر، وسبق أن تساءلنا هنا لو أن تراث رواد النهضة العربية الموءودة، وجميعهم آتون من تأسيس ديني وفقهي مكين ومتين، وجدت لها مكاناً في مناهجنا التعليمية والتربوية، وفي التكوين الثقافي للناشئة أما كانت أحوالنا أفضل؟على صلة بهذا، علينا السؤال عن المساحة التي يحتلها تدريس مادة مثل الفلسفة في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، ولو سعينا للإجابة نلاحظ أن هذه المادة بالذات تكاد تكون مغيبة، لا بل منبوذة، وفي الكثير من البلدان جرى استبعادها من مقررات ما قبل الجامعة، وإن وجدت ضمن مقررات الجامعة فيتم النظر إليها على أنها مادة ثانوية وغير ضرورية، وقليلة هي الجامعات العربية التي تخصص أقساماً خاصة بها .ثمة حاجة للتوضيح أننا حين نتحدث عن أهمية هذه المادة، كونها تربي مهارات التفكير العقلاني عند الشباب، وتوسّع من أفقهم، فإننا ندرك أنها مادة معقّدة، وربما تبدو ثقيلة الدم، في أعين الكثيرين، بالنظر لتعميم نظرة الازدراء لها، وبالتالي فليس المطلوب حشو أذهان التلاميذ والطلبة بمقولات فلسفية جامدة أو صماء، فلا يجدون سبيلاً لرؤية تجلياتها في الواقع، وإنما المطلوب هو انفتاح المقررات الدراسية الأخرى في التاريخ والاقتصاد والقانون وعلمي الاجتماع والنفس على الفلسفة، فذلك ييسر للدارس متابعة الجديد المعرفي في عالم اليوم، ويحقق في الآن ذاته دخول الفلسفة الى المنظومة التعليمية والتربوية، وعبرها إلى الحياة، أي إلى نمط التفكير .مهمة مثل هذه تشترط أن يكون القائمون على التعليم، هم أنفسهم عقلانيين. ......
#عقلانيّة
#التعليم
#كمضاد
#للتطرف
#والإرهاب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734890
الحوار المتمدن
حسن مدن - عقلانيّة التعليم كمضاد للتطرف والإرهاب