سامي عبد العال : لماذا تغيب الفلسفة؟.. باثولوجيا الثقافة 5
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " غياب الفلسفة مجرد عرض لحزمة أمراض ثقافية مُزمنة لم تُكتشف كل جذورها البعيدة بعد" السؤال كالتالي: ما هي بدائل غياب الفلسفة حين تتوارى عن استعمالات العقل؟ ربما الإجابة شبه واضحة، إذ أنه ما لم يكن ثمة ( زراعة ) لدور الفلسفة، فإنَّها تدفع المجتمعات لمعاناة غيابها ( انتقام تعويضي كما يقول كانط ) في نواحٍ أخرى من التفكير. وهذا نوع من ( القصاص الثقافي ) لحياة مهدرة لا تتبنى أسئلةً جوهريةً حول الموضوعات العمومية ولا تعتني برؤى الحياة وكيف تتيح تاريخاً حيوياً للأفراد. ولذلك تُشتق البدائل دائماً من ( جسم الثقافة ولحمها الحي ) تحت غطاء السلطة كما أشرت. هذه ( السلطة السائدة) التي تقرر ما إذا كانت ثمة بدائل ثقافية أنجع من سواها في تحقيق مآربها أم لا؟ وبذلك يكون دفع الثمن التعويضي نتيجة غياب الفلسفة مزدوجاً في حياة الناس: أولاً: انحسار الأفاق الفلسفية لمسارات التفكير ونتائجها في الواقع. وبالتالي ضياع بوصلة التفكير الكلي الذي لا يغرق في تفاصيل الحياة اليومية.ثانياً: الحركة التعويضية- بشكل مقلوب- لأخطاء التصورات في المجتمع والسياسة والمعرفة. أي أن هناك تغليباً لبعض الأخطاء في شكل ممارسات عامةٍ لا تأخذ بالعقلانية والمنطق والمعرفة العلمية المتطورة.ذهنيات شفاهية على خلفية غياب المفاهيم الفلسفية، ظهرت ذهنيات سردية narrative وشفاهية oral في مجال الفكر. حيث كان نموذج المعرفة هو الإدراك والتفكير عن طريق الأذن. العقل في ثقافتنا العربية هو الأذن ليس أكثر. وأقرب الأمثلة قصص (ألف ليلة وليلة ) التي شكلت حاشية الخيال العربي ردحاً طويلاً من الزمان. إن مجتمعاً يعتمد خيالُّه على الحكايات الشفاهية ( القيل والقال ثم الحفظ و التلقين ومن قبل العنعنات ) لن يستطيع صناعة المفاهيم دون صعوبةٍ. العقل لدينا يعاني من ضعف التفكير بطريقة المفاهيم. فالأخيرة تفترض فكرة ورؤية نسقية وعلاقة بالمفاهيم الأخرى على نطاق أكبر دائماً. إذ يفترض القدرة على الاصطلاح الدال على المعنى العام والمقنن له في شكل معين. عندئذ فإن فضاء المفهوم بمثابة المنطق الذي يبلور المعنى والممارسة جنباً إلى جنب. أي يضع العقل داخل سياق التفكير العملي، حتى وإنْ كان في قضايا نظرية. لأنه يستند إلى شبكة من المفاهيم كما أنَّه يشق طريقاً عملياً موازياً. والمفهوم يسترشد بالكلمة اليونانية الدالة علىه (إيدوسeidos) وتعني الشكل أو القدرة على الإبصار بالعقل( logos ) كما استخدمها بارمنيدس في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد. فالمفهوم نوع من البصيرة التي تفسر وتضفي منطقاً على الأفكار المستقاة. ويُذكر المفهوم في إطار الحقيقة، يصف بارمنيدس في مقدمة قصيدةٍ (نفسه) وهو يركب عربة تجرها الخيل من الظّلام إلى النور، وعند بلوغه الباب قادَته العذارى إلى الآلهة, يقول: واستقبلتني الآلهة بترحاب وأخذت يدي اليمنى بين راحتيها، وخاطبتني بهذه الألفاظ: لقد أُرسلت في هذه الطّريق بأمر العدَالة وإنه لطريقُ بعيدٌ عن أقدَام البشر. ويجبُ أن تتعلّم كلّ شيء، عن قلب الحقيقَة الجيدة الاستدارة الذي يتزعزع، وعن ظنون البشَر، وفي هذه الأشياء لا تضعنّ أيه ثقة. ورغم هذا، فإنه يجب أن تعرفها هي أيضاً، وأن تعرف كيفَ توجد المظاهر بحسب هذه الظنون". بينما كانت الخطابات البديلة في الثقافة العربية انفعالية عاطفية أحياناً وغوئائية غريزية دون منطق أحياناً أخرى. وربما لا تهدف إلى شيء بقدر ما تهدف إلى حشد الجماهير تحت فكرة السمع والطاعة. وهي تسييس الأجساد والرؤوس داخل ......
#لماذا
#تغيب
#الفلسفة؟..
#باثولوجيا
#الثقافة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750497
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " غياب الفلسفة مجرد عرض لحزمة أمراض ثقافية مُزمنة لم تُكتشف كل جذورها البعيدة بعد" السؤال كالتالي: ما هي بدائل غياب الفلسفة حين تتوارى عن استعمالات العقل؟ ربما الإجابة شبه واضحة، إذ أنه ما لم يكن ثمة ( زراعة ) لدور الفلسفة، فإنَّها تدفع المجتمعات لمعاناة غيابها ( انتقام تعويضي كما يقول كانط ) في نواحٍ أخرى من التفكير. وهذا نوع من ( القصاص الثقافي ) لحياة مهدرة لا تتبنى أسئلةً جوهريةً حول الموضوعات العمومية ولا تعتني برؤى الحياة وكيف تتيح تاريخاً حيوياً للأفراد. ولذلك تُشتق البدائل دائماً من ( جسم الثقافة ولحمها الحي ) تحت غطاء السلطة كما أشرت. هذه ( السلطة السائدة) التي تقرر ما إذا كانت ثمة بدائل ثقافية أنجع من سواها في تحقيق مآربها أم لا؟ وبذلك يكون دفع الثمن التعويضي نتيجة غياب الفلسفة مزدوجاً في حياة الناس: أولاً: انحسار الأفاق الفلسفية لمسارات التفكير ونتائجها في الواقع. وبالتالي ضياع بوصلة التفكير الكلي الذي لا يغرق في تفاصيل الحياة اليومية.ثانياً: الحركة التعويضية- بشكل مقلوب- لأخطاء التصورات في المجتمع والسياسة والمعرفة. أي أن هناك تغليباً لبعض الأخطاء في شكل ممارسات عامةٍ لا تأخذ بالعقلانية والمنطق والمعرفة العلمية المتطورة.ذهنيات شفاهية على خلفية غياب المفاهيم الفلسفية، ظهرت ذهنيات سردية narrative وشفاهية oral في مجال الفكر. حيث كان نموذج المعرفة هو الإدراك والتفكير عن طريق الأذن. العقل في ثقافتنا العربية هو الأذن ليس أكثر. وأقرب الأمثلة قصص (ألف ليلة وليلة ) التي شكلت حاشية الخيال العربي ردحاً طويلاً من الزمان. إن مجتمعاً يعتمد خيالُّه على الحكايات الشفاهية ( القيل والقال ثم الحفظ و التلقين ومن قبل العنعنات ) لن يستطيع صناعة المفاهيم دون صعوبةٍ. العقل لدينا يعاني من ضعف التفكير بطريقة المفاهيم. فالأخيرة تفترض فكرة ورؤية نسقية وعلاقة بالمفاهيم الأخرى على نطاق أكبر دائماً. إذ يفترض القدرة على الاصطلاح الدال على المعنى العام والمقنن له في شكل معين. عندئذ فإن فضاء المفهوم بمثابة المنطق الذي يبلور المعنى والممارسة جنباً إلى جنب. أي يضع العقل داخل سياق التفكير العملي، حتى وإنْ كان في قضايا نظرية. لأنه يستند إلى شبكة من المفاهيم كما أنَّه يشق طريقاً عملياً موازياً. والمفهوم يسترشد بالكلمة اليونانية الدالة علىه (إيدوسeidos) وتعني الشكل أو القدرة على الإبصار بالعقل( logos ) كما استخدمها بارمنيدس في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد. فالمفهوم نوع من البصيرة التي تفسر وتضفي منطقاً على الأفكار المستقاة. ويُذكر المفهوم في إطار الحقيقة، يصف بارمنيدس في مقدمة قصيدةٍ (نفسه) وهو يركب عربة تجرها الخيل من الظّلام إلى النور، وعند بلوغه الباب قادَته العذارى إلى الآلهة, يقول: واستقبلتني الآلهة بترحاب وأخذت يدي اليمنى بين راحتيها، وخاطبتني بهذه الألفاظ: لقد أُرسلت في هذه الطّريق بأمر العدَالة وإنه لطريقُ بعيدٌ عن أقدَام البشر. ويجبُ أن تتعلّم كلّ شيء، عن قلب الحقيقَة الجيدة الاستدارة الذي يتزعزع، وعن ظنون البشَر، وفي هذه الأشياء لا تضعنّ أيه ثقة. ورغم هذا، فإنه يجب أن تعرفها هي أيضاً، وأن تعرف كيفَ توجد المظاهر بحسب هذه الظنون". بينما كانت الخطابات البديلة في الثقافة العربية انفعالية عاطفية أحياناً وغوئائية غريزية دون منطق أحياناً أخرى. وربما لا تهدف إلى شيء بقدر ما تهدف إلى حشد الجماهير تحت فكرة السمع والطاعة. وهي تسييس الأجساد والرؤوس داخل ......
#لماذا
#تغيب
#الفلسفة؟..
#باثولوجيا
#الثقافة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750497
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - لماذا تغيب الفلسفة؟.. باثولوجيا الثقافة(5)
سامي عبد العال : باثولوجيا الثقافة ..- الجاهل -
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال يظل الفكر العربي في أمس الحاجة لإنشاء ( مبحث فلسفي ) خاص بـ " أمراض الثقافة " pathology of culture. ليس من باب نحت المصطلحات ورفع اللافتات وكفى. لكنه بمثابة ( القدرة الفلسفية والمعرفية ) على التشخيص والتَّحقُق من جذور الظواهر ومعرفة بنية التحولات الثقافية وكيف ستؤول في المستقبل. وهو مبحث يجب أن يستفيد من كافة تطورات المعرفة واتجاهات العلوم الإنسانية ومن أبرز نظرياتها في اكتشاف طبيعة الإنسان والمجتمعات. لأنَّ التنظير بقصد ( القول الفلسفي ) عبر مجالات الفكر والممارسة إنما ينبني على أمراضٍ ثقافية تشوّه المشروعات وبرامج الإصلاح والتطوير. وفي النهاية سنقول إنَّ هذا المشروع أو ذاك فاشل، لكنه سيكون قد فَرَّخ تشوهات في جوانب المجتمع والحياة. وكلُّ ذلك دون أنْ ندرك بدقةٍ: لماذا فشل قبل أنْ يُولد لا لمجرد الإخفاق في التعبير عنه. ومن ثم ستصبح أية محاولة تالية ضرباً من العبث الذي لن يُضيف جديداً. وعلم الأمراض أو الباثولوجيا الثقافية لا يُعنى بتوجيه اللوم الفكري أو الإشارة بالسلب( أو مجرد النقد ) إلى شخصٍ بعينه ولا إلى عصرٍ محددٍ، لكنه طُرق ومعارف ومفاهيم مبتكرة تتجاوز التصنيفات والقضايا الخاصة، لتضع أناملها الفاحصة على الأبنية التي تنتج الظواهر العامة وتضمن استمراريتها، وتتعرف على حدود وصياغة القوانين والآليات الثقافية التي تتجلى بها وتُشرِّح الطبائع والوظائف والتغيرات الفكرية الطارئة في كافة المجالات. قد يقول قائل بأننا في غنى عن ذلك تماماً، لكوننا ينبغي أنْ نعالج المشكلات الفعلية ونطرح أفكاراً تهم الناس مباشرةً وأن نعرف الواقع الحقيقي. وهذا القول غير دقيق بل ساذج، لأن المشكلة لا تُعالَّج بمشكلة أخرى والواقع ليس واقعاً إلاَّ بالمعرفة والفكر، الواقع يستحيل معرفته إلا باشكال وأدوات المعارف المختلفة. كما أنَّه قول يغفل أنَّ المريض لا يتعافي دون تشخيص المرض أولاً، وأنَّه لو ظن كونه قد تعافي من غير معرفة جذور الداء والأمراض ستحدث له إنتكاسةٌ مرة أخرى. وهذا ما حدث ويحدث طوال عصور الثقافة العربية بكل تجلياتها من مرحلة لآخرى. لأنَّ البناء(أي بناء ) القائم على التشوهات إنما هو مثل البناء على جرف هارٍ، يمكن أن يُسقط كامل المبنى في أي وقت من الأوقات. والأمر في الثقافة أبعد خطراً وأوضح تجلياً، فالتشخيص ومعرفة الأمراض الثقافية أكثر نجاعةً في طرح الحلول، بل هما المقدمة الضرورية لأي حلٍّ ممكن. هما شرط لا بد منه ويستحيل قطع المراحل فوق ثغرات وأمراض ثقافية قاتلة. وبخاصة أنَّ أغلب المشتغلين بالفكر والفلسفة لا يدركون أنَّهم أنفسهم قد يكونوا (الداء العُضال) لما يتحدثون عنه ولما يحاولوا معالجته. ليس ذلك بسوء نيةٍ أو بطريقة المؤامرة منهم أو من المتابع، إنما لكونهم ( نتاجاً ثقافياً ) موضوعياً يعمل في المناطق الرخوة من حياتنا وعقولنا، ويعيد قولبة وتنميط أصحابه بحسب القوانين التي ينتظمها تاريخياً. أبرز عمليات القولبة هي المتمثلة في نمط( الجاهل ) ضمن مسارات الثقافة العربية، فنتيجة ظروف تاريخية( سياسية واجتماعية) تسيد الجاهل المَشَاهد العامة(السياسية والعلمية والمعرفية..) على أنه القائم بمهام المكانة التي يحتلها. فالمهام- سواء أكانت منصباً أم فكرةً أم قيمةً أم موقعاً أم وظيفةً أم رؤية أم رمزاً أم صوراً- مهام حقيقية بالفعل، غير أن القائم بها ليس حقيقياً بما فيه الكفاية. وللتأكيد على ذلك، فهذا النمط موجود وقوي النشاط داخل المجتمعات العربية ويسهم في تدعيم ثقافة التفاهة والإبتذال والسطحية واستهلاك العقول واستنفاد ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#الجاهل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750708
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال يظل الفكر العربي في أمس الحاجة لإنشاء ( مبحث فلسفي ) خاص بـ " أمراض الثقافة " pathology of culture. ليس من باب نحت المصطلحات ورفع اللافتات وكفى. لكنه بمثابة ( القدرة الفلسفية والمعرفية ) على التشخيص والتَّحقُق من جذور الظواهر ومعرفة بنية التحولات الثقافية وكيف ستؤول في المستقبل. وهو مبحث يجب أن يستفيد من كافة تطورات المعرفة واتجاهات العلوم الإنسانية ومن أبرز نظرياتها في اكتشاف طبيعة الإنسان والمجتمعات. لأنَّ التنظير بقصد ( القول الفلسفي ) عبر مجالات الفكر والممارسة إنما ينبني على أمراضٍ ثقافية تشوّه المشروعات وبرامج الإصلاح والتطوير. وفي النهاية سنقول إنَّ هذا المشروع أو ذاك فاشل، لكنه سيكون قد فَرَّخ تشوهات في جوانب المجتمع والحياة. وكلُّ ذلك دون أنْ ندرك بدقةٍ: لماذا فشل قبل أنْ يُولد لا لمجرد الإخفاق في التعبير عنه. ومن ثم ستصبح أية محاولة تالية ضرباً من العبث الذي لن يُضيف جديداً. وعلم الأمراض أو الباثولوجيا الثقافية لا يُعنى بتوجيه اللوم الفكري أو الإشارة بالسلب( أو مجرد النقد ) إلى شخصٍ بعينه ولا إلى عصرٍ محددٍ، لكنه طُرق ومعارف ومفاهيم مبتكرة تتجاوز التصنيفات والقضايا الخاصة، لتضع أناملها الفاحصة على الأبنية التي تنتج الظواهر العامة وتضمن استمراريتها، وتتعرف على حدود وصياغة القوانين والآليات الثقافية التي تتجلى بها وتُشرِّح الطبائع والوظائف والتغيرات الفكرية الطارئة في كافة المجالات. قد يقول قائل بأننا في غنى عن ذلك تماماً، لكوننا ينبغي أنْ نعالج المشكلات الفعلية ونطرح أفكاراً تهم الناس مباشرةً وأن نعرف الواقع الحقيقي. وهذا القول غير دقيق بل ساذج، لأن المشكلة لا تُعالَّج بمشكلة أخرى والواقع ليس واقعاً إلاَّ بالمعرفة والفكر، الواقع يستحيل معرفته إلا باشكال وأدوات المعارف المختلفة. كما أنَّه قول يغفل أنَّ المريض لا يتعافي دون تشخيص المرض أولاً، وأنَّه لو ظن كونه قد تعافي من غير معرفة جذور الداء والأمراض ستحدث له إنتكاسةٌ مرة أخرى. وهذا ما حدث ويحدث طوال عصور الثقافة العربية بكل تجلياتها من مرحلة لآخرى. لأنَّ البناء(أي بناء ) القائم على التشوهات إنما هو مثل البناء على جرف هارٍ، يمكن أن يُسقط كامل المبنى في أي وقت من الأوقات. والأمر في الثقافة أبعد خطراً وأوضح تجلياً، فالتشخيص ومعرفة الأمراض الثقافية أكثر نجاعةً في طرح الحلول، بل هما المقدمة الضرورية لأي حلٍّ ممكن. هما شرط لا بد منه ويستحيل قطع المراحل فوق ثغرات وأمراض ثقافية قاتلة. وبخاصة أنَّ أغلب المشتغلين بالفكر والفلسفة لا يدركون أنَّهم أنفسهم قد يكونوا (الداء العُضال) لما يتحدثون عنه ولما يحاولوا معالجته. ليس ذلك بسوء نيةٍ أو بطريقة المؤامرة منهم أو من المتابع، إنما لكونهم ( نتاجاً ثقافياً ) موضوعياً يعمل في المناطق الرخوة من حياتنا وعقولنا، ويعيد قولبة وتنميط أصحابه بحسب القوانين التي ينتظمها تاريخياً. أبرز عمليات القولبة هي المتمثلة في نمط( الجاهل ) ضمن مسارات الثقافة العربية، فنتيجة ظروف تاريخية( سياسية واجتماعية) تسيد الجاهل المَشَاهد العامة(السياسية والعلمية والمعرفية..) على أنه القائم بمهام المكانة التي يحتلها. فالمهام- سواء أكانت منصباً أم فكرةً أم قيمةً أم موقعاً أم وظيفةً أم رؤية أم رمزاً أم صوراً- مهام حقيقية بالفعل، غير أن القائم بها ليس حقيقياً بما فيه الكفاية. وللتأكيد على ذلك، فهذا النمط موجود وقوي النشاط داخل المجتمعات العربية ويسهم في تدعيم ثقافة التفاهة والإبتذال والسطحية واستهلاك العقول واستنفاد ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#الجاهل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750708
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - باثولوجيا الثقافة ..- الجاهل -
سامي عبد العال : باثولوجيا الثقافة .. الجاهل 2
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال هل لدى ( الجاهل ) تبريرٌ لما يُمارس من أفعالٍّ؟! هل بإمكان الجاهل– لو تصورنا ذلك - أنْ يشرح ما يقُوم به من أدوارٍ؟! القضية اللافتة أنَّه ( كنموذج ثقافي ) يبقى مدركاً لما يفعل، ولكنه يتغاضى عما يُقال له من سلبيات، وهو كذلك يعيش حالة من القبول التام بمنطقه البرجماتي. لأنَّ كل شيء من وجهة نظره قابل التسلق والقنص وصولاً إلى مآربه. وأنَّ ما قد يعترضه من مشكلاتٍ يحتاج فقط لوناً من المراوغة ليس أكثر، ثم سرعان ما تمُر الأمورُ إلي النهاية بسلام ووئام!! يحاول الجاهل طوال الوقت أنْ يغطي ما يقوم به بواسطة ( أفعال بديله ) في السياق العام. مثل إدعاء العقلانية أو المهنية أو العلم أو الفكر أو الأصالة أو الخبرة. وهي إدعاءات ليست أكثر من حيل دفاعيةٍ إلى أبعد نقطة ممكنةٍ وتنم عما يفتقده طوال الوقت. وبخاصة أنَّ طلب التبرير يعني أنه سيقدم ( شيئاً مقنعاً ) للمتابع حتى يتفهم الآخرون أفعاله. في حين أنَّه مستغرق تماماً في كيفية ملء ( دلالة أوسع) من وجوده، سواء أكان بالخطاب الزلق أم بعبارات الايهام والخداع أم بالهروب إلى الأمام. يبقى لجوء الجاهل إلى مخزون الحيل والمراوغات بمثابة الشغل الشاغل لتثبيت صورته أمام الناس طوال الوقت.الجاهل والتبرير لعلَّ أشكال التبرير الخاصة التي يبذلها الجاهل غير صحيحة بالمرة، لأنَّ تبريراً شخصياً( نفسياً أو إخلاقياً ) لأفعاله غير دقيق في تلك الحالة. ولأنه كذلك لن يمل الاتيان بالحيل الواحدة وراء الأخرى، فكلما استنفد حيلةً لن تعوزه الأخرى في تلميع صورته والعودة كرةً تالية إلى سيرته الأولى. وليس مطلوباً من ( باثولوجيا الثقافة ) أنْ تبحث عن التبريرات الذاتية من الأساس. فالباثولوجيا كمعرفة فلسفيةٍ تنقب وتتساءل عن العوامل الأخرى التي من جنس تكوين نموذج الجاهل والآليات المشارِكة في إعادة انتاجه. إنَّ النموذج الثقافي للجاهل يُوفر له مكاناً آمناً ضمن المجال العمومي ومؤسساته. بكلماتٍ واضحةٍ أنَّ الثقافة تعطيه كافة الإشباعات النفسية والإجتماعية التي يفتقدها في أي مكان آخر. وهو يختبئ داخل الممارسات الثقافية التي تبدو عشوائية أو حتى محكومة بالقواعد والضوابط الرسمية. وباعتبارها مستوى أكبر من المستويات الفردية، فالثقافة بامكانها أن تقدم لنا ( تبريراً نسقياً ) أو بالأحرى (توضيحاً نسقياً) لما يحدث للجاهل، وكيف أصبح، ولماذا تحول، وبأي منطق يمارس أدواره؟ لنبدأ بتوضيح أنَّ ( نموذج الجاهل ) عبارة عن ( وظيفة ) لا مثال، وعبارة عن ( صورة ) لا ماهية. كل ذلك تبعاً لطريقة أداء الأدوار القائم بها، فهو ليس أكثر من ذلك ( الممثل actor ) الذي تحركه الثقافة لأدوراها في المجتمعات. أي أنَّه يجسد ( ثقافة الانحطاط ) التي هي نوع من الرجعية والنكوص إزاء ما هو إنساني. فقد يعتبر الجاهل – أثناء انتفاخه الأهوج - أنه رمز للتطور والإختلاف، ولكنه في الحقيقة يمثل مرايا الثقافة التي تغرقه في لعبة الصور المنعكسة. لأنَّ الذكاء والألمعية يحتاجان وعياً مغايراً يفتقر إليه على الأصالة لا مجرد إدعاء جديدٍ كل يوم. والغريب أنَّ أبي العلاء المعري طرح القضية بوضوح ثقافي: " لما رأيتُ الجهلَّ في الناس فاشياً، تجاهلُت حتى ظُنَّ أني جاهل". المغزى أنَّ الجهل بات (نظاماً) ينتج الأفكار والذهنيات ويهبط بالوعي إلى مستوى الشيوع الذي لا مفر منه. والمعري يضع يده على الثقافة التي يصعب تجنبها، لأنَّ الجهل أصبح نتيجة حلقاتها المتداخلة في مناحٍ كثيرة. والدلالة لا تخطئها الملاحظة في كون تعامل المعري بتجاهل إزاء ما يحدث قد أودى به إلى ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#الجاهل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751413
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال هل لدى ( الجاهل ) تبريرٌ لما يُمارس من أفعالٍّ؟! هل بإمكان الجاهل– لو تصورنا ذلك - أنْ يشرح ما يقُوم به من أدوارٍ؟! القضية اللافتة أنَّه ( كنموذج ثقافي ) يبقى مدركاً لما يفعل، ولكنه يتغاضى عما يُقال له من سلبيات، وهو كذلك يعيش حالة من القبول التام بمنطقه البرجماتي. لأنَّ كل شيء من وجهة نظره قابل التسلق والقنص وصولاً إلى مآربه. وأنَّ ما قد يعترضه من مشكلاتٍ يحتاج فقط لوناً من المراوغة ليس أكثر، ثم سرعان ما تمُر الأمورُ إلي النهاية بسلام ووئام!! يحاول الجاهل طوال الوقت أنْ يغطي ما يقوم به بواسطة ( أفعال بديله ) في السياق العام. مثل إدعاء العقلانية أو المهنية أو العلم أو الفكر أو الأصالة أو الخبرة. وهي إدعاءات ليست أكثر من حيل دفاعيةٍ إلى أبعد نقطة ممكنةٍ وتنم عما يفتقده طوال الوقت. وبخاصة أنَّ طلب التبرير يعني أنه سيقدم ( شيئاً مقنعاً ) للمتابع حتى يتفهم الآخرون أفعاله. في حين أنَّه مستغرق تماماً في كيفية ملء ( دلالة أوسع) من وجوده، سواء أكان بالخطاب الزلق أم بعبارات الايهام والخداع أم بالهروب إلى الأمام. يبقى لجوء الجاهل إلى مخزون الحيل والمراوغات بمثابة الشغل الشاغل لتثبيت صورته أمام الناس طوال الوقت.الجاهل والتبرير لعلَّ أشكال التبرير الخاصة التي يبذلها الجاهل غير صحيحة بالمرة، لأنَّ تبريراً شخصياً( نفسياً أو إخلاقياً ) لأفعاله غير دقيق في تلك الحالة. ولأنه كذلك لن يمل الاتيان بالحيل الواحدة وراء الأخرى، فكلما استنفد حيلةً لن تعوزه الأخرى في تلميع صورته والعودة كرةً تالية إلى سيرته الأولى. وليس مطلوباً من ( باثولوجيا الثقافة ) أنْ تبحث عن التبريرات الذاتية من الأساس. فالباثولوجيا كمعرفة فلسفيةٍ تنقب وتتساءل عن العوامل الأخرى التي من جنس تكوين نموذج الجاهل والآليات المشارِكة في إعادة انتاجه. إنَّ النموذج الثقافي للجاهل يُوفر له مكاناً آمناً ضمن المجال العمومي ومؤسساته. بكلماتٍ واضحةٍ أنَّ الثقافة تعطيه كافة الإشباعات النفسية والإجتماعية التي يفتقدها في أي مكان آخر. وهو يختبئ داخل الممارسات الثقافية التي تبدو عشوائية أو حتى محكومة بالقواعد والضوابط الرسمية. وباعتبارها مستوى أكبر من المستويات الفردية، فالثقافة بامكانها أن تقدم لنا ( تبريراً نسقياً ) أو بالأحرى (توضيحاً نسقياً) لما يحدث للجاهل، وكيف أصبح، ولماذا تحول، وبأي منطق يمارس أدواره؟ لنبدأ بتوضيح أنَّ ( نموذج الجاهل ) عبارة عن ( وظيفة ) لا مثال، وعبارة عن ( صورة ) لا ماهية. كل ذلك تبعاً لطريقة أداء الأدوار القائم بها، فهو ليس أكثر من ذلك ( الممثل actor ) الذي تحركه الثقافة لأدوراها في المجتمعات. أي أنَّه يجسد ( ثقافة الانحطاط ) التي هي نوع من الرجعية والنكوص إزاء ما هو إنساني. فقد يعتبر الجاهل – أثناء انتفاخه الأهوج - أنه رمز للتطور والإختلاف، ولكنه في الحقيقة يمثل مرايا الثقافة التي تغرقه في لعبة الصور المنعكسة. لأنَّ الذكاء والألمعية يحتاجان وعياً مغايراً يفتقر إليه على الأصالة لا مجرد إدعاء جديدٍ كل يوم. والغريب أنَّ أبي العلاء المعري طرح القضية بوضوح ثقافي: " لما رأيتُ الجهلَّ في الناس فاشياً، تجاهلُت حتى ظُنَّ أني جاهل". المغزى أنَّ الجهل بات (نظاماً) ينتج الأفكار والذهنيات ويهبط بالوعي إلى مستوى الشيوع الذي لا مفر منه. والمعري يضع يده على الثقافة التي يصعب تجنبها، لأنَّ الجهل أصبح نتيجة حلقاتها المتداخلة في مناحٍ كثيرة. والدلالة لا تخطئها الملاحظة في كون تعامل المعري بتجاهل إزاء ما يحدث قد أودى به إلى ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#الجاهل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751413
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - باثولوجيا الثقافة .. الجاهل(2)
سامي عبد العال : باثولوجيا الثقافة .. الوقح
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " الوقاحة لونٌ من الدناءة التي يُلقيها البعضُ فجأةً في وجهك دون مقدماتٍ ..."" لا يليق بالعلاقات المسمُومةِ إلاَّ البتر.. مجاملةُ الأفاعي جريمة ".. دوستويفسكي الوقاحة عنوان لنوع من التبجُح الذي يراه البعض سلوكاً مفضّلاً في الحياة. حيث يمارسها الإنسان تلقائياً للتعبير عما يريد أو حين يشرع في انجاز الأعمال. الأساس أنَّه يضع نفسه في خطوة ( قافزة ) عما كان يجب أنْ يفعله الطرف الآخر. أي يتجاهل مكانةَ الآخر وتقديره منشغلاً بكيفية استغلاله والتجاوز في حقه. فلو أخذ الطرفُ الآخر خطوةً، فإنَّ الوقح يقفز خطوات استباقية للتغطية على أهدافه. والوقاحة لحظة غامضةٌ من( الجرأة والسماجة والإنفلات الأخلاقي والتجاوز والسباب السلوكي ) إزاء الآخرين. أي أنَّ كل وقاحة لا تخلُو من جوانب ( نفسية – فعلية ) تفرض وضعها على المُتوقَّح بحقه. وتبدو الوقاحةُ صامتةً وغيرَ مشعُورٍ بها في غالب الأحيان. لأنَّها تأتيك كصورةٍ عاجزةٍ عن التعبير عن نفسها إلاَّ بهذه الطريقة السمجةِ، كما أنَّها تُعجزك عن الرد المناسب حيث تناقض كل القيم الممكنة. فهل سيُقابل الإنسان وقاحةً بوقاحةٍ أشد؟ هل سيكون الطرف الآخر سمجاً تجاه من يمارس السماجة بشكل فاقع؟! هل هناك حدود للوقاحة لو تخطتها تصبح إهانةً؟ لا تظهر الوقاحةُ في صورة موضوعيةٍ خارج الأفراد مهما كانت، بل الوقاحة يجسدها شخصٌ صفيقٌ في مواقف معينة. هو يظهرها كحالة بشرية شبه مستوفاة خلال شخصيته وأفعاله. كلَّ وقح ينتقي من ( الأفعال الصفيقة ) ما يلائم شخصيته، تماماً على غرار الأفعال الأخرى. لدرجة أنَّه يرى في تلك الأفعال امتداداً طبيعياً لحياته المُنطوية على مزيدٍ من الضعة. ولذلك نحن نتندر على الوقح بأنه قد اختزلها في تصرفاته العامة كأنه اُختص بها دون غيره من البشر. ومثلما أنَّ هناك مميزات نوعيةً تميز جميع الأفراد، فالوقاحة لدى هذا الشخص تعدُّ ( سمة بنيوية ) في معظم سلوكياته، لكنه قد يخفيها تحت سطح الأمور الاعتيادية، لأنه يعرف ما يفعل أثناء هذه الأمور، بحكم تجاربه الكثيرة في هذا الصدد ولو كانت مفهومةً ضمنياً. يحرص الوقحُ على أنْ يبدو هادئاً ومرناً ومتفهماً المواقف، حيث لا تبدو عليه أية علامة من علامات التبجح الاستباقي، وهو الهدوء الذي يغلف النوايا السمجة إذ يخفيها بين طيات الكلام أو المظاهر البراقة. لدرجة أننا يصعب التنبؤ بسلوكه في مواقف معينة وإنْ بداً متنمراً ومنتظراً للكشف عن نواياه. والحرص هو أسلوب الخداع المفضل الذي يطرحه أمام الآخر على نحو غير مباشر. لأنه يعتمد على ( استراتيجية المباغتة ) التي يطلقها، كأنَّها ( قنبلة دُخانيّة ) تمهيداً للإنقضاض على الفعل. يقول آرثر شوبنهور: كلُّ الأوغاد للأسف مؤْنِسون ولطفاء المعشر. يُراهن الوقحُ على الإنغمار في المواقف تلقائياً، لدرجة أنَّ أي شخص بجواره لم يكن ليتوقع صدور الوقاحة منه، بينما هو مُترقب ويظل منتظراً أهدافه الخبيثة تحت جنح الغموض. إنه يفتعل هذا المظهر البراق، حتى يقتحم المشهد بالتهام المنافع التهاماً، حيث ينقلب فجأةً منقضاً وراء ما يهدف ويخفي. ويرفع مصلحته فوق مصالح الآخرين مع ضيق الأفق الشديد. وتدريجياً يتحول هذا الإنسان الهادئ إلى شخصٍ عدواني قميئ، ولا يرى سوى نفسه خلال المواقف الحرجة. وفي حالةٍ لو كان صاحب مسئوليةً تستوجب الحياد والموضوعية، سرعان ما يتخلى عنها مباشرةً دون أن يدرك توصيف المسئولية من واقع القانون والنظام العام. إنه أشبه( بالحيوان المفترس ) الذي ينقض على فريسة محولاً الحياة إلى غابةٍ غير عابئ باللوائح ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#الوقح
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752760
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " الوقاحة لونٌ من الدناءة التي يُلقيها البعضُ فجأةً في وجهك دون مقدماتٍ ..."" لا يليق بالعلاقات المسمُومةِ إلاَّ البتر.. مجاملةُ الأفاعي جريمة ".. دوستويفسكي الوقاحة عنوان لنوع من التبجُح الذي يراه البعض سلوكاً مفضّلاً في الحياة. حيث يمارسها الإنسان تلقائياً للتعبير عما يريد أو حين يشرع في انجاز الأعمال. الأساس أنَّه يضع نفسه في خطوة ( قافزة ) عما كان يجب أنْ يفعله الطرف الآخر. أي يتجاهل مكانةَ الآخر وتقديره منشغلاً بكيفية استغلاله والتجاوز في حقه. فلو أخذ الطرفُ الآخر خطوةً، فإنَّ الوقح يقفز خطوات استباقية للتغطية على أهدافه. والوقاحة لحظة غامضةٌ من( الجرأة والسماجة والإنفلات الأخلاقي والتجاوز والسباب السلوكي ) إزاء الآخرين. أي أنَّ كل وقاحة لا تخلُو من جوانب ( نفسية – فعلية ) تفرض وضعها على المُتوقَّح بحقه. وتبدو الوقاحةُ صامتةً وغيرَ مشعُورٍ بها في غالب الأحيان. لأنَّها تأتيك كصورةٍ عاجزةٍ عن التعبير عن نفسها إلاَّ بهذه الطريقة السمجةِ، كما أنَّها تُعجزك عن الرد المناسب حيث تناقض كل القيم الممكنة. فهل سيُقابل الإنسان وقاحةً بوقاحةٍ أشد؟ هل سيكون الطرف الآخر سمجاً تجاه من يمارس السماجة بشكل فاقع؟! هل هناك حدود للوقاحة لو تخطتها تصبح إهانةً؟ لا تظهر الوقاحةُ في صورة موضوعيةٍ خارج الأفراد مهما كانت، بل الوقاحة يجسدها شخصٌ صفيقٌ في مواقف معينة. هو يظهرها كحالة بشرية شبه مستوفاة خلال شخصيته وأفعاله. كلَّ وقح ينتقي من ( الأفعال الصفيقة ) ما يلائم شخصيته، تماماً على غرار الأفعال الأخرى. لدرجة أنَّه يرى في تلك الأفعال امتداداً طبيعياً لحياته المُنطوية على مزيدٍ من الضعة. ولذلك نحن نتندر على الوقح بأنه قد اختزلها في تصرفاته العامة كأنه اُختص بها دون غيره من البشر. ومثلما أنَّ هناك مميزات نوعيةً تميز جميع الأفراد، فالوقاحة لدى هذا الشخص تعدُّ ( سمة بنيوية ) في معظم سلوكياته، لكنه قد يخفيها تحت سطح الأمور الاعتيادية، لأنه يعرف ما يفعل أثناء هذه الأمور، بحكم تجاربه الكثيرة في هذا الصدد ولو كانت مفهومةً ضمنياً. يحرص الوقحُ على أنْ يبدو هادئاً ومرناً ومتفهماً المواقف، حيث لا تبدو عليه أية علامة من علامات التبجح الاستباقي، وهو الهدوء الذي يغلف النوايا السمجة إذ يخفيها بين طيات الكلام أو المظاهر البراقة. لدرجة أننا يصعب التنبؤ بسلوكه في مواقف معينة وإنْ بداً متنمراً ومنتظراً للكشف عن نواياه. والحرص هو أسلوب الخداع المفضل الذي يطرحه أمام الآخر على نحو غير مباشر. لأنه يعتمد على ( استراتيجية المباغتة ) التي يطلقها، كأنَّها ( قنبلة دُخانيّة ) تمهيداً للإنقضاض على الفعل. يقول آرثر شوبنهور: كلُّ الأوغاد للأسف مؤْنِسون ولطفاء المعشر. يُراهن الوقحُ على الإنغمار في المواقف تلقائياً، لدرجة أنَّ أي شخص بجواره لم يكن ليتوقع صدور الوقاحة منه، بينما هو مُترقب ويظل منتظراً أهدافه الخبيثة تحت جنح الغموض. إنه يفتعل هذا المظهر البراق، حتى يقتحم المشهد بالتهام المنافع التهاماً، حيث ينقلب فجأةً منقضاً وراء ما يهدف ويخفي. ويرفع مصلحته فوق مصالح الآخرين مع ضيق الأفق الشديد. وتدريجياً يتحول هذا الإنسان الهادئ إلى شخصٍ عدواني قميئ، ولا يرى سوى نفسه خلال المواقف الحرجة. وفي حالةٍ لو كان صاحب مسئوليةً تستوجب الحياد والموضوعية، سرعان ما يتخلى عنها مباشرةً دون أن يدرك توصيف المسئولية من واقع القانون والنظام العام. إنه أشبه( بالحيوان المفترس ) الذي ينقض على فريسة محولاً الحياة إلى غابةٍ غير عابئ باللوائح ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#الوقح
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752760
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - باثولوجيا الثقافة .. الوقح
سامي عبد العال : باثولوجيا الثقافة .. الفاشل
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال الفشل أحد أشكال الحياة المعاصرة، وليس مجرد إخفاق شخصي يصف آحاد الناس. ومن سوء التقدير محاولة التفتيش عن جذوره في تفاصيل الأفراد وأعمالهم الخاصة. لأنَّ الفشل مسار عمومي يرسم خريطة الأنظمة المختلفة التي تحمل عناصر إخفاقها في باطنها. حيث تظل أبرز سمات العصر هي ابتلاع الإنسان في باطن الظواهر العابرة للمجتمعات والدول مفرّغةً إياه من المعنى ومن إنسانيته أحياناً. نظراً لأنَّ حياتنا الراهنة غدت حياةً معقدةً ومترامية الأطراف وتتطلب قدرات كثيرة في مواقع المسئولية. وبخاصة أنَّ أية مسئولية تفترض تنظيماً وتطويراً ليس بإمكان أي شخص أنْ يقوم بهما وحده. يمكننا القول إنّه يوجد نظام فاشل لا أشخاص فاشلون، توجد آليات فاشلة لا أفعال فاشلة، يوجد نمط إدارة فاشل لا تصرفات فاشلة، توجد ممارسات عمومية فاشلة لا أعمال فردية فاشلة، توجد استراتيجيات فاشلة لا عقول فاشلة، يُوجد توظيف فاشل لمعطيات معينة لا إرادة فاشلة. الأساس أنَّ الأنظمة المختلفة كفيلة بكشف الأخطاء التي قد يرتكبها الأفراد ومدى قدرتهم على مواكبة تطوراتها أم لا. فلو ظهرت سلبيات أو عوامل فشل، فيجب مراجعة كامل النظام لا جزء من أجزائه، وعليه أنْ يصحح مساراته بنفسه. وإلَّا لما سُمي نظاماً عاماً، فقد نطلق على هذا الشيء أي اسم آخر إلَّا أنْ يكون كذلك. والفاشل من جهة التوصيف يعني: أنَّه لم يفهم معنى العمل العمومي وحقوقه وآلياته وكيف ينحج في ممارسة أدواره الفاعلة على هذا النطاق. أي أنه يفشل في أنْ يصنع من نفسه إنساناً كلياً وعمومياً بهذا المعنى الموضوعي. منذ ظهور فكرة الدولة ( ومؤسساتها ) لايجب التحدث عن الفشل همساً كأنه حدث النفس إلى النفس. ذلك أن الدولة مبنية على نقيض الفشل الفردي الذي يناقض بالأساس فكرة المجال العمومي. كل ما ينتمي إلى هذا المجال العمومي يتعلم ( في ذاته ) آليات وطرائق تجنب الفشل الفردي. فلا توجد قرارات فردية ولا مفاهيم فردية ولا إجراءات إحادية ولا نتائج أحادية، هناك دوماً قدرتنا الديمقراطية الحرة معاً على إدارة الشأن العمومي وهناك عمل مؤسسي يُشكل نظاماً أو لا يكون من حيث المبدأ. وهذا الوضع يفترض النجاح دوماً، لكونه غير متوقف على رؤية وفكر الأشخاص ولدية كم وافر من المرونة في ضوء الرؤى المشتركة. القضية الأكبر في ثقافتنا العربية هي عجزنا عن صناعة الإنسان العمومي القادر على فهم طبيعة المجال الفاعل فيه. نظراً لتراث الإخفاق طويل الأمر في بناء الأنظمة، دوماً يكون النظام لدينا مرهون بالأشخاص والأفراد لدرجة أنهم يصبحون الأهم والأكثر تأثيراً منه. إنَّ نمط الحاكم المطلق هو الذي يهيمن على العقول وعلى شئون المجتمعات بضربةٍ واحدة. فهناك كاريزما وارادة الزعيم المطلق هما الأساس في أعقد المؤسسات وأصغرها. وهذه الفكرة ولّدت ظواهر عمومية من الجنس نفسه الذي يتوقف على الأفراد. والفاشل بهذا المعنى يمثل نظريةً في ثقافةٍ مازالت ترى في الأفراد والنخب والطبقة الحاكمة ورجال السلطة هم الأولى بالإهتمام:1- أن الثقافة بهذا المنحى تُفشِل نفسها بنفسها من مرحلة إلى أخرى، لكونها ترتد بما هو كلي ( وينبغي أنْ يظل كذلك ) إلى شكلٍّ فردي. وهذا هو السبب وراء الإستبداد والديكتاتورية القائمة على الفشل، نظراً لاختزال الشأن الجمعي في صورة حاكم أو مسئول أو نخبة مسيطرة أو طبقة أو عائلة أو جماعة.2- الثقافة لدينا تسير بظهرها إلى غابر الزمن عكس العالم والمستقبل، فهي تعتبر الفرد مفتاحاً لكل الحلول وهو المخلص الأول لكافة المشكلات .. وهذا ما يخفق في النهاية. ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#الفاشل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753533
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال الفشل أحد أشكال الحياة المعاصرة، وليس مجرد إخفاق شخصي يصف آحاد الناس. ومن سوء التقدير محاولة التفتيش عن جذوره في تفاصيل الأفراد وأعمالهم الخاصة. لأنَّ الفشل مسار عمومي يرسم خريطة الأنظمة المختلفة التي تحمل عناصر إخفاقها في باطنها. حيث تظل أبرز سمات العصر هي ابتلاع الإنسان في باطن الظواهر العابرة للمجتمعات والدول مفرّغةً إياه من المعنى ومن إنسانيته أحياناً. نظراً لأنَّ حياتنا الراهنة غدت حياةً معقدةً ومترامية الأطراف وتتطلب قدرات كثيرة في مواقع المسئولية. وبخاصة أنَّ أية مسئولية تفترض تنظيماً وتطويراً ليس بإمكان أي شخص أنْ يقوم بهما وحده. يمكننا القول إنّه يوجد نظام فاشل لا أشخاص فاشلون، توجد آليات فاشلة لا أفعال فاشلة، يوجد نمط إدارة فاشل لا تصرفات فاشلة، توجد ممارسات عمومية فاشلة لا أعمال فردية فاشلة، توجد استراتيجيات فاشلة لا عقول فاشلة، يُوجد توظيف فاشل لمعطيات معينة لا إرادة فاشلة. الأساس أنَّ الأنظمة المختلفة كفيلة بكشف الأخطاء التي قد يرتكبها الأفراد ومدى قدرتهم على مواكبة تطوراتها أم لا. فلو ظهرت سلبيات أو عوامل فشل، فيجب مراجعة كامل النظام لا جزء من أجزائه، وعليه أنْ يصحح مساراته بنفسه. وإلَّا لما سُمي نظاماً عاماً، فقد نطلق على هذا الشيء أي اسم آخر إلَّا أنْ يكون كذلك. والفاشل من جهة التوصيف يعني: أنَّه لم يفهم معنى العمل العمومي وحقوقه وآلياته وكيف ينحج في ممارسة أدواره الفاعلة على هذا النطاق. أي أنه يفشل في أنْ يصنع من نفسه إنساناً كلياً وعمومياً بهذا المعنى الموضوعي. منذ ظهور فكرة الدولة ( ومؤسساتها ) لايجب التحدث عن الفشل همساً كأنه حدث النفس إلى النفس. ذلك أن الدولة مبنية على نقيض الفشل الفردي الذي يناقض بالأساس فكرة المجال العمومي. كل ما ينتمي إلى هذا المجال العمومي يتعلم ( في ذاته ) آليات وطرائق تجنب الفشل الفردي. فلا توجد قرارات فردية ولا مفاهيم فردية ولا إجراءات إحادية ولا نتائج أحادية، هناك دوماً قدرتنا الديمقراطية الحرة معاً على إدارة الشأن العمومي وهناك عمل مؤسسي يُشكل نظاماً أو لا يكون من حيث المبدأ. وهذا الوضع يفترض النجاح دوماً، لكونه غير متوقف على رؤية وفكر الأشخاص ولدية كم وافر من المرونة في ضوء الرؤى المشتركة. القضية الأكبر في ثقافتنا العربية هي عجزنا عن صناعة الإنسان العمومي القادر على فهم طبيعة المجال الفاعل فيه. نظراً لتراث الإخفاق طويل الأمر في بناء الأنظمة، دوماً يكون النظام لدينا مرهون بالأشخاص والأفراد لدرجة أنهم يصبحون الأهم والأكثر تأثيراً منه. إنَّ نمط الحاكم المطلق هو الذي يهيمن على العقول وعلى شئون المجتمعات بضربةٍ واحدة. فهناك كاريزما وارادة الزعيم المطلق هما الأساس في أعقد المؤسسات وأصغرها. وهذه الفكرة ولّدت ظواهر عمومية من الجنس نفسه الذي يتوقف على الأفراد. والفاشل بهذا المعنى يمثل نظريةً في ثقافةٍ مازالت ترى في الأفراد والنخب والطبقة الحاكمة ورجال السلطة هم الأولى بالإهتمام:1- أن الثقافة بهذا المنحى تُفشِل نفسها بنفسها من مرحلة إلى أخرى، لكونها ترتد بما هو كلي ( وينبغي أنْ يظل كذلك ) إلى شكلٍّ فردي. وهذا هو السبب وراء الإستبداد والديكتاتورية القائمة على الفشل، نظراً لاختزال الشأن الجمعي في صورة حاكم أو مسئول أو نخبة مسيطرة أو طبقة أو عائلة أو جماعة.2- الثقافة لدينا تسير بظهرها إلى غابر الزمن عكس العالم والمستقبل، فهي تعتبر الفرد مفتاحاً لكل الحلول وهو المخلص الأول لكافة المشكلات .. وهذا ما يخفق في النهاية. ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#الفاشل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753533
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - باثولوجيا الثقافة .. الفاشل
سامي عبد العال : باثولوجيا الثقافة .. السَّمْج
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال ترتبط السَمَاجَةُ بالقُبح الذي لا مَلاحَةَ فيه، وغالباً ما تُطلق على ثقل الدم والخُلو من الظُرف واللّطافة وتتعلق كذلك باللُّؤم والخُبث في الأقوال والأفعال. وردَ في تراث اللغة العربية: أنَّ السَّمْج صفة اللبن كثيف الدسم وخبيث الطعم والرائحة. أي أنَّ الشخص السَّمج ذو حضور ثقيل على النفس، وفوق ذلك يمثل مصدراً لأشياء غير مريحةٍ، وأنَّه رديء المعشر ويفتقد إلى خفة الروح الإنساني. ولنلاحظ أنَّ هذه السمات معالم طاغية على سلوكيات بعض الأفراد تجاه الآخرين، وكأنَّها عناصر في تكوينهم النفسي- السلوكي. لأنَّ انعدام القبول ليس أمراً هيناً كي يصبح الانسان مريحاً للمتعاملين معه. وبالتالي يثير السَّمج كوامن "المساحة المشتركة" common area التي نتقابل خلالها، لا من باب الإلتقاء وجهاً لوجه كعادة الكائنالت الإنسانية، بل كل سمج لديه وجه آخر أكثر استفزازاً. وهذه هي المشكلة التي تقف بالسماجة على نقطة التماس مع الناس. وتظل موضوع استفهام حين يقابل أحدُهم شخصاً سمجاً لا يتركه وشأنه!! غير أنَّ ما يهم دوماً هو الأنماط الثقافية التي تنتشر على نحوٍ واسعٍ. ذلك كعادة ( باثولوجيا الثقافة ) التي أراها مناسبة لإلتقاط خيوط الظواهر الثقافية السلبية وكيفية توصيفها جذرياً. فهل السماجَة يمكن أنْ تمثل نمطاً من تلك الأنماط؟ وبأية معنى تكون السماجة أسلوباً قابلاً للتعميم؟ وما هي خلفيات السَمَاجَة كظاهرة؟ وكيف تشكل صوراً مرتبطةً بظواهر العصر مع وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي والكساد السياسي والإجتماعي؟ تبدأ السماجة برغبة الفرد في أنْ يفرض وجوده على الآخرين، وأن يوصل إليهم " إحساساً لزجاً" غير محايد بأنه" هنا والآن". أي أنه يقول: أنظروا إليَّ.. ها أنذا موجود وأمارس حضوراً طاغياً حتى ولو كان غير مريح وحتى لو كان موضع صدود. لا يهم ما إذا كان وجوداً مفتعلاً أم تلقائياً، لكنه في كل الأحوال يعد وجوداً ظاهراً. وهذا الفرض يحوي نوعاً من التدخل غير المبرر في حياتنا العامة أو الخاصة. ولاسيما أنَّ التدخل مؤداه كون السِّمج لا يحق له ممارسة التجاوز خارج ذاته. وكأنَّ وجوده متفرد وغير قابل لمعرفة حدوده خلال المواقف البينية. ويقع هذا التجاوز من السمج نتيجة ما يلي:1- حاجة السمج للإعلان الدائم عن نفسه، والحاجة المستمرة للشعور بتأكيد وجوده الضمني نتيجة الإهمال الواقع عليه من قبل المحيطين به.2- عدم احترام كيان الآخرين كأنَّهم كم مهمل لا قيمة له. وهذا يكشف إزدراء السَّمج لمخالطيه والمتواصلين معه. في محاولة بائسة للنيل منهم على مستوى غير واضح إذ دس أنفه فيما لا يعنيه. 3- فرض الأمر الواقع من جهة الإنطباع الساري حوله، لأنه يريد القول بكونه ذا صفة معينةٍ وعلى الآخرين أنْ يتقبلوا وجوده كما هو. وتأتي المعاندة صورة أخيرة تحول السماجة إلى آلية دفاعية.4- تعزيز مواقفه التي قد لا تُقبل، وفي هذه الحالة يميز وجوده بنوعٍ من انعدام الظرافة مع أنه يرى نفسه صاحبَ مكانة ما.5- الإلحاح على الظهور المفتعل اللافت للنظر. كأنَّ السَّمج يقول ويفعل ما يجعل حضورك قاصراً عن الإستقلال أو التعبير عن نفسه. والسمج يهدف بهذا الاشارة إلى أنَّ وجوده ينتقص من وجودك بالضرورة. تمثل النقاط السابقة نوعاً من الانتهاك الواضح لوجود الآخر، فالسَّمج يضيفُ إلى "الالتقاء معه" عنصرَ عدم الارتياح. وهذا العنصر يُقلقُ كيان الإنسان كأنَّ هناك شيئاً غير مقبول إطلاقاً أنت على أعتابه أو أنت تجلس إليه. وعدمُ الارتياح لا يقلق الإنسان وحسب، بل يعتبر أبلغَ وا ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#السَّمْج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754203
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال ترتبط السَمَاجَةُ بالقُبح الذي لا مَلاحَةَ فيه، وغالباً ما تُطلق على ثقل الدم والخُلو من الظُرف واللّطافة وتتعلق كذلك باللُّؤم والخُبث في الأقوال والأفعال. وردَ في تراث اللغة العربية: أنَّ السَّمْج صفة اللبن كثيف الدسم وخبيث الطعم والرائحة. أي أنَّ الشخص السَّمج ذو حضور ثقيل على النفس، وفوق ذلك يمثل مصدراً لأشياء غير مريحةٍ، وأنَّه رديء المعشر ويفتقد إلى خفة الروح الإنساني. ولنلاحظ أنَّ هذه السمات معالم طاغية على سلوكيات بعض الأفراد تجاه الآخرين، وكأنَّها عناصر في تكوينهم النفسي- السلوكي. لأنَّ انعدام القبول ليس أمراً هيناً كي يصبح الانسان مريحاً للمتعاملين معه. وبالتالي يثير السَّمج كوامن "المساحة المشتركة" common area التي نتقابل خلالها، لا من باب الإلتقاء وجهاً لوجه كعادة الكائنالت الإنسانية، بل كل سمج لديه وجه آخر أكثر استفزازاً. وهذه هي المشكلة التي تقف بالسماجة على نقطة التماس مع الناس. وتظل موضوع استفهام حين يقابل أحدُهم شخصاً سمجاً لا يتركه وشأنه!! غير أنَّ ما يهم دوماً هو الأنماط الثقافية التي تنتشر على نحوٍ واسعٍ. ذلك كعادة ( باثولوجيا الثقافة ) التي أراها مناسبة لإلتقاط خيوط الظواهر الثقافية السلبية وكيفية توصيفها جذرياً. فهل السماجَة يمكن أنْ تمثل نمطاً من تلك الأنماط؟ وبأية معنى تكون السماجة أسلوباً قابلاً للتعميم؟ وما هي خلفيات السَمَاجَة كظاهرة؟ وكيف تشكل صوراً مرتبطةً بظواهر العصر مع وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي والكساد السياسي والإجتماعي؟ تبدأ السماجة برغبة الفرد في أنْ يفرض وجوده على الآخرين، وأن يوصل إليهم " إحساساً لزجاً" غير محايد بأنه" هنا والآن". أي أنه يقول: أنظروا إليَّ.. ها أنذا موجود وأمارس حضوراً طاغياً حتى ولو كان غير مريح وحتى لو كان موضع صدود. لا يهم ما إذا كان وجوداً مفتعلاً أم تلقائياً، لكنه في كل الأحوال يعد وجوداً ظاهراً. وهذا الفرض يحوي نوعاً من التدخل غير المبرر في حياتنا العامة أو الخاصة. ولاسيما أنَّ التدخل مؤداه كون السِّمج لا يحق له ممارسة التجاوز خارج ذاته. وكأنَّ وجوده متفرد وغير قابل لمعرفة حدوده خلال المواقف البينية. ويقع هذا التجاوز من السمج نتيجة ما يلي:1- حاجة السمج للإعلان الدائم عن نفسه، والحاجة المستمرة للشعور بتأكيد وجوده الضمني نتيجة الإهمال الواقع عليه من قبل المحيطين به.2- عدم احترام كيان الآخرين كأنَّهم كم مهمل لا قيمة له. وهذا يكشف إزدراء السَّمج لمخالطيه والمتواصلين معه. في محاولة بائسة للنيل منهم على مستوى غير واضح إذ دس أنفه فيما لا يعنيه. 3- فرض الأمر الواقع من جهة الإنطباع الساري حوله، لأنه يريد القول بكونه ذا صفة معينةٍ وعلى الآخرين أنْ يتقبلوا وجوده كما هو. وتأتي المعاندة صورة أخيرة تحول السماجة إلى آلية دفاعية.4- تعزيز مواقفه التي قد لا تُقبل، وفي هذه الحالة يميز وجوده بنوعٍ من انعدام الظرافة مع أنه يرى نفسه صاحبَ مكانة ما.5- الإلحاح على الظهور المفتعل اللافت للنظر. كأنَّ السَّمج يقول ويفعل ما يجعل حضورك قاصراً عن الإستقلال أو التعبير عن نفسه. والسمج يهدف بهذا الاشارة إلى أنَّ وجوده ينتقص من وجودك بالضرورة. تمثل النقاط السابقة نوعاً من الانتهاك الواضح لوجود الآخر، فالسَّمج يضيفُ إلى "الالتقاء معه" عنصرَ عدم الارتياح. وهذا العنصر يُقلقُ كيان الإنسان كأنَّ هناك شيئاً غير مقبول إطلاقاً أنت على أعتابه أو أنت تجلس إليه. وعدمُ الارتياح لا يقلق الإنسان وحسب، بل يعتبر أبلغَ وا ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#السَّمْج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754203
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - باثولوجيا الثقافة .. السَّمْج
سامي عبد العال : باثولوجيا الثقافة .. المُداهِن
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال قد يبلغ اللينُ بالبعض درجةَ التواطؤ إزاء( ما يخشاه أو ما يريده ) مقابل تمرير السلبيات وأعمال الفساد والانحراف. هي درجة المُداهن الذي يعلم أنَّ هناك شيئاً خَطّأً ( باختلاف مستوياته )، ومع ذلك يتماشي مع هذا الحال ويبدي وافر السعة والاحتمال. فكلمات مثل لَان، يَلين، ملاينةً، وتباعاً: دَاهَنَ، يُداهِن، مُداهِن، مُداهنةً، تعبر عن المساومة وتبادل المواقف، بحيث ينتهي الوضعُ بالإنسان إلى نوعٍ من التزلُّف وغض البصر عما ( يفعله ) الآخر. وهي كلمات ترسمُ خريطةَ (الصفقات الضمنية ) التي لا تبدي حِراكاً أمام الظواهر الضارة في المجتمعات. وكذلك تعطي فاعلي الثقافة الضوء الأخضر لاستمرار الممارسات خلال هذا المسار إلى نهايته المعروفة. أن تُداهِن أنْ تُداهِن هو أنْ توافق على ما يفعله الآخرون من أعمال وتتصنع الانخراط في الأوضاع القائمة دون انكار جوانبها السلبية ودون نقد على نطاق واسع. وهو ما يعطي صاحب الأعمال السلبية دفعة لزيادة قبضته، مع الإريحية بكون المداهن مصدقاً على ما يفعل ومدعماً لمواقفه. وتدريجياً سيشعر الأخيرُ أنَّ الإتجاه العام يتيح أمامه الفرصة ليسير كما يريد. كل مُداهنة تعطي خطوة للمداهَن له بأنه على صوابٍ فيما يمارس، وإنْ كانت العلاقة بينهما قائمةً على الحذر. المُداهِن عادةً شخص له سمات خاصة جداً، ويعتبر نفسه دون مقدمات حاملاً لدماغ ذكي، لأنَّه ينتهز الفرص صمتاً إزاء المواقف المرفوضة، وقد إعتقد أنَّ ذلك أدخل في باب حُسن التصرُف وترجيح الأفضل لصالحه. يظل أحدُ المداهنين- على سبيل المثال- يلعق أصابعَ السلطة وأقدام رجالها تزلفاً بمنطق دعه "يمُر ولا يضر". إذ يبقى المُداهِن موافقاً على ما يحدث آملاً في الحصول على بعض المكاسب والغنائم، ولسان حاله يقول: ما شأني أنا بما يجري، فأنا شخص ليسَ مسئولاً عن هذا ولا ذاك؟!، كما أن البحث عن اقتناص المنافع هو بالمقام الأول غاية المرام من أرباب المقام. الطرفان ( المُداهِن – والمُداهَن له ) يفهمان بعضهما جيداً. ومن النادر أنْ يكون أحدهما لا يسمع والآخر لا يتكلم. فالأول( المداهِن) يمرر الأمور ويدخل في مراسم المداهنة صورة وعلامات وقولاً ويبدى تفهماً لها ويتصنع مظهراً وأشياء خلاف ما يبطن، بينما المُداهَن له (صاحب السلطة والقوة) يلتقط ذلك الخيط واضعاً المُداهِن تحت قوة التأثير المباشر، حتى يضمن ولاءه ويؤكد بعين الحال أهمية المواصلة. ثمة لغة مشفرة بين الطرفين، كأن هناك قاموساً موثقاً من واقع الحياة اليومية، يكاد يفهمانه ضمنياً، حتى أبجديات الصمت تبدو مدرجة في الإطار كجزء من كونها لغة الموافقة والمسايرة. فالمداهِن كطرف أول يبذل العلامات التي تظهره متقرباً من الطرف الثاني، وقد بات راضياً بما ينحط إليه الأول، بل قد يمعن الثاني في استدرار المداهنة منه طوال الوقت. حتى تصبح المداهنة ابتزازاً أمام المتابعين في سعي حثيث لتعميمها. ليس هناك مُداهِن إلاَّ ويعود على غيره بالخداع والمراوغة. لأنَّ المداهِن لديه استعداد مؤهلات شخصية ونفسية للقيام بتلك المهمة العسيرة. وهو يكرر أساليب الموائمة عبر المواقف المختلفة حتى تغدو طبعاً لا يتركه بسهولة. أولاً لنجاعتها في التعايش مع أصناف السلطة وتقلباتها، وكذلك ثانياً لقدرة المداهن على التلون واتيان الأفكار والأعمال التي تظهر مناسبة في هذا المجال. المداهنة لا تخلو من الفعل الذي يقبل ضمنياً آثار السلطة ويتوائم معها. وحين يكثر المداهنون ويتزاحمون على رسم الصورة والتكالب على ارسال رسائل الولاء والطاعة، فهذا معناه أن السلطة ق ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#المُداهِن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755105
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال قد يبلغ اللينُ بالبعض درجةَ التواطؤ إزاء( ما يخشاه أو ما يريده ) مقابل تمرير السلبيات وأعمال الفساد والانحراف. هي درجة المُداهن الذي يعلم أنَّ هناك شيئاً خَطّأً ( باختلاف مستوياته )، ومع ذلك يتماشي مع هذا الحال ويبدي وافر السعة والاحتمال. فكلمات مثل لَان، يَلين، ملاينةً، وتباعاً: دَاهَنَ، يُداهِن، مُداهِن، مُداهنةً، تعبر عن المساومة وتبادل المواقف، بحيث ينتهي الوضعُ بالإنسان إلى نوعٍ من التزلُّف وغض البصر عما ( يفعله ) الآخر. وهي كلمات ترسمُ خريطةَ (الصفقات الضمنية ) التي لا تبدي حِراكاً أمام الظواهر الضارة في المجتمعات. وكذلك تعطي فاعلي الثقافة الضوء الأخضر لاستمرار الممارسات خلال هذا المسار إلى نهايته المعروفة. أن تُداهِن أنْ تُداهِن هو أنْ توافق على ما يفعله الآخرون من أعمال وتتصنع الانخراط في الأوضاع القائمة دون انكار جوانبها السلبية ودون نقد على نطاق واسع. وهو ما يعطي صاحب الأعمال السلبية دفعة لزيادة قبضته، مع الإريحية بكون المداهن مصدقاً على ما يفعل ومدعماً لمواقفه. وتدريجياً سيشعر الأخيرُ أنَّ الإتجاه العام يتيح أمامه الفرصة ليسير كما يريد. كل مُداهنة تعطي خطوة للمداهَن له بأنه على صوابٍ فيما يمارس، وإنْ كانت العلاقة بينهما قائمةً على الحذر. المُداهِن عادةً شخص له سمات خاصة جداً، ويعتبر نفسه دون مقدمات حاملاً لدماغ ذكي، لأنَّه ينتهز الفرص صمتاً إزاء المواقف المرفوضة، وقد إعتقد أنَّ ذلك أدخل في باب حُسن التصرُف وترجيح الأفضل لصالحه. يظل أحدُ المداهنين- على سبيل المثال- يلعق أصابعَ السلطة وأقدام رجالها تزلفاً بمنطق دعه "يمُر ولا يضر". إذ يبقى المُداهِن موافقاً على ما يحدث آملاً في الحصول على بعض المكاسب والغنائم، ولسان حاله يقول: ما شأني أنا بما يجري، فأنا شخص ليسَ مسئولاً عن هذا ولا ذاك؟!، كما أن البحث عن اقتناص المنافع هو بالمقام الأول غاية المرام من أرباب المقام. الطرفان ( المُداهِن – والمُداهَن له ) يفهمان بعضهما جيداً. ومن النادر أنْ يكون أحدهما لا يسمع والآخر لا يتكلم. فالأول( المداهِن) يمرر الأمور ويدخل في مراسم المداهنة صورة وعلامات وقولاً ويبدى تفهماً لها ويتصنع مظهراً وأشياء خلاف ما يبطن، بينما المُداهَن له (صاحب السلطة والقوة) يلتقط ذلك الخيط واضعاً المُداهِن تحت قوة التأثير المباشر، حتى يضمن ولاءه ويؤكد بعين الحال أهمية المواصلة. ثمة لغة مشفرة بين الطرفين، كأن هناك قاموساً موثقاً من واقع الحياة اليومية، يكاد يفهمانه ضمنياً، حتى أبجديات الصمت تبدو مدرجة في الإطار كجزء من كونها لغة الموافقة والمسايرة. فالمداهِن كطرف أول يبذل العلامات التي تظهره متقرباً من الطرف الثاني، وقد بات راضياً بما ينحط إليه الأول، بل قد يمعن الثاني في استدرار المداهنة منه طوال الوقت. حتى تصبح المداهنة ابتزازاً أمام المتابعين في سعي حثيث لتعميمها. ليس هناك مُداهِن إلاَّ ويعود على غيره بالخداع والمراوغة. لأنَّ المداهِن لديه استعداد مؤهلات شخصية ونفسية للقيام بتلك المهمة العسيرة. وهو يكرر أساليب الموائمة عبر المواقف المختلفة حتى تغدو طبعاً لا يتركه بسهولة. أولاً لنجاعتها في التعايش مع أصناف السلطة وتقلباتها، وكذلك ثانياً لقدرة المداهن على التلون واتيان الأفكار والأعمال التي تظهر مناسبة في هذا المجال. المداهنة لا تخلو من الفعل الذي يقبل ضمنياً آثار السلطة ويتوائم معها. وحين يكثر المداهنون ويتزاحمون على رسم الصورة والتكالب على ارسال رسائل الولاء والطاعة، فهذا معناه أن السلطة ق ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#المُداهِن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755105
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - باثولوجيا الثقافة .. المُداهِن
سامي عبد العال : باثولوجيا الثقافة .. - التَيْس بوك -
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " ما أتعسها من تيوسٍ، فقد حررت الوسائط الإفتراضية الفضاءَ المفتوح بلا حدود ..." " التَيْس بوك " .. هل هذا النحت اللغوي ( خطأ أم صَحيح ) حين يتعلق بالأفكار؟ إنَّ بعض الأخطاء- على افتراض تداولها- أكثر إفادةً من المسلمات والحقائق المعروفة. ورُبّ خطأ بإمكانه أنْ يُوصِّف الحالة الفكرية السائدة دون كلامٍ. وبخاصة أنه لا توجد في هذا العصر حدودٌ فاصلة بين الأخطاء والمسلمات الشائعة. وهي تندرج في حدود ( فلتات الثقافة ) التي تُخرج باطن وأمعاء الحياة المعاصرة أمام النقد الفاحص والرؤية الواضحة. وبخاصة أنَّ تعبيراً كهذا ناتج عن تحولات الأفكار مع الممارسات التكنولوجية والتواصلية. فـ" التيس بوك" goat book إعادة نسخ لعنوان " الفيس بوك" face book الشهير من خلال حالة تعامل المستخدمين والمتفاعلين معه. فكرة " التيس بوك" هي ظاهرة الفضاء الرقمي الذي غدا (حظيرة افتراضية) لطرح الكلمات والشعارات القمعية وصور العنف الرمزي والسُباب تحت غطاء القبول الصامت من المتابعين. وفي غياب الوعي بالنقد والفهم الحر ثقافياً، تضخمت المسألة في أدمغة أصحاب مثل هذه الصفحات حتى باتت المُناطّحة كالأفيون، تجلب لهم متعةً زائفةً وممارسات طفوليةً تنتظر علامات الإعجاب والابتسام (الإيموجي) من أمثالهم. والظاهرة السابقة ظاهرة غثة على صفحات إلكترونية بامكانها أن تنهش وعي المتابع مثل عضة الكلب العقور. إنها أخر اختراع غريب انخرطت فيه طغمة المشتغلين بالثقافة (مرتزقة الأوهام والأفكار ). هذا إذا أجيز اضافة مصطلحي (الثقافة والفكر ) إلى جوارهم اللئيم. ولم يعد ممكناً النظر إلى (الآخر ) الاَّ بوصفه خروفاً يتم نطحه أو سلب رأيه أو إدراجه كتابع ذليل. هكذا بين عشيةٍ وضحاها، قد تصبح بوستات وعبارات "الفيس بوك" قُروناً لتيس حرُون ينطح القراء والمتابعين والجوالين الإفتراضيين. ولأول وهلةٍ يتنفس منْ يدخل ( هذه الصفحةَ أو تلك ) كماً لا بأس به من التلوث النفسي والروحي مجاناً. مع أنَّ القارئ قد لا يعرف صاحب الصفحة وربما لم يسمع به من قبل. لأنَّ "التيس بوك" غالباً ما يكُّون شخصاً منفياً في أحراش الثقافة، نظراً لضآلته وعجزه عن الإسهام الأصيل. وبالوقت نفسه هو يتسقّط متجولي الواقع الإفتراضي بحثاً عن أتباع وممارسة مركبات النقص عليهم دون جريرةٍ!! " التيس " بخلاف " الفيس " هو ذكر القطيع من الخراف أو الماعز أو الوعول أو الظباء، إذْ يشعر دوماً بأهمية التمايز عن الإناث والانشغال باطلاق علامات جسدية معبرةٍ عن هيمنته. ويطلب من وقت لآخر أنْ تبادله الإناث والذكور خُضوعاً في مقابل سطوته. وإنْ لم يمتثل إحداها له، سيدخل في صراع وركض لتحقيق غرضه. والتيس يتحصن عادةً بالقطيع إذا شعر بأنَّ هناك تيساً غيره ينازعه السلطة. وقد ينفرد بالطرف الثاني في معركة قاتلة حفاظاً على ممتلكاته من القوة والغلبة. ومن النادر أنْ تطلق أيةُ لغةٍ ( المعاني الثقافية ) الصامتة داخل كلمة (تيس) مثلماً تفعل اللغة العربية في هذا الوقت المتأخر من الاستعمال. وهي ما يُوضح لنا استعمال التيوس الجدد لصفحات الفيس بوك بطريقةٍ متخلفةٍ قميئة. فالتيس في العربية يُشتق من: تَيَّسَ، يُتَيِّس، تتييساً، فهو متَيّس. والإيماءة الخطيرة حين يقال: تيّست العنزُ.. أي صار كالتيس.. وهو مثل يضرب للذليل يتعزز. وبوضوح، فإن التتييس هو إدعاء العزة واسقاط حالة القوة على ذاته بعدما كان أحدهم نكرة ومرمياً كالرأس الخربة بين الناس. وذلك سيفسر مركب النقص الذي ينضح خلال إدعاء (التيس بوك) للمعرفة والفك ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#التَيْس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757111
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " ما أتعسها من تيوسٍ، فقد حررت الوسائط الإفتراضية الفضاءَ المفتوح بلا حدود ..." " التَيْس بوك " .. هل هذا النحت اللغوي ( خطأ أم صَحيح ) حين يتعلق بالأفكار؟ إنَّ بعض الأخطاء- على افتراض تداولها- أكثر إفادةً من المسلمات والحقائق المعروفة. ورُبّ خطأ بإمكانه أنْ يُوصِّف الحالة الفكرية السائدة دون كلامٍ. وبخاصة أنه لا توجد في هذا العصر حدودٌ فاصلة بين الأخطاء والمسلمات الشائعة. وهي تندرج في حدود ( فلتات الثقافة ) التي تُخرج باطن وأمعاء الحياة المعاصرة أمام النقد الفاحص والرؤية الواضحة. وبخاصة أنَّ تعبيراً كهذا ناتج عن تحولات الأفكار مع الممارسات التكنولوجية والتواصلية. فـ" التيس بوك" goat book إعادة نسخ لعنوان " الفيس بوك" face book الشهير من خلال حالة تعامل المستخدمين والمتفاعلين معه. فكرة " التيس بوك" هي ظاهرة الفضاء الرقمي الذي غدا (حظيرة افتراضية) لطرح الكلمات والشعارات القمعية وصور العنف الرمزي والسُباب تحت غطاء القبول الصامت من المتابعين. وفي غياب الوعي بالنقد والفهم الحر ثقافياً، تضخمت المسألة في أدمغة أصحاب مثل هذه الصفحات حتى باتت المُناطّحة كالأفيون، تجلب لهم متعةً زائفةً وممارسات طفوليةً تنتظر علامات الإعجاب والابتسام (الإيموجي) من أمثالهم. والظاهرة السابقة ظاهرة غثة على صفحات إلكترونية بامكانها أن تنهش وعي المتابع مثل عضة الكلب العقور. إنها أخر اختراع غريب انخرطت فيه طغمة المشتغلين بالثقافة (مرتزقة الأوهام والأفكار ). هذا إذا أجيز اضافة مصطلحي (الثقافة والفكر ) إلى جوارهم اللئيم. ولم يعد ممكناً النظر إلى (الآخر ) الاَّ بوصفه خروفاً يتم نطحه أو سلب رأيه أو إدراجه كتابع ذليل. هكذا بين عشيةٍ وضحاها، قد تصبح بوستات وعبارات "الفيس بوك" قُروناً لتيس حرُون ينطح القراء والمتابعين والجوالين الإفتراضيين. ولأول وهلةٍ يتنفس منْ يدخل ( هذه الصفحةَ أو تلك ) كماً لا بأس به من التلوث النفسي والروحي مجاناً. مع أنَّ القارئ قد لا يعرف صاحب الصفحة وربما لم يسمع به من قبل. لأنَّ "التيس بوك" غالباً ما يكُّون شخصاً منفياً في أحراش الثقافة، نظراً لضآلته وعجزه عن الإسهام الأصيل. وبالوقت نفسه هو يتسقّط متجولي الواقع الإفتراضي بحثاً عن أتباع وممارسة مركبات النقص عليهم دون جريرةٍ!! " التيس " بخلاف " الفيس " هو ذكر القطيع من الخراف أو الماعز أو الوعول أو الظباء، إذْ يشعر دوماً بأهمية التمايز عن الإناث والانشغال باطلاق علامات جسدية معبرةٍ عن هيمنته. ويطلب من وقت لآخر أنْ تبادله الإناث والذكور خُضوعاً في مقابل سطوته. وإنْ لم يمتثل إحداها له، سيدخل في صراع وركض لتحقيق غرضه. والتيس يتحصن عادةً بالقطيع إذا شعر بأنَّ هناك تيساً غيره ينازعه السلطة. وقد ينفرد بالطرف الثاني في معركة قاتلة حفاظاً على ممتلكاته من القوة والغلبة. ومن النادر أنْ تطلق أيةُ لغةٍ ( المعاني الثقافية ) الصامتة داخل كلمة (تيس) مثلماً تفعل اللغة العربية في هذا الوقت المتأخر من الاستعمال. وهي ما يُوضح لنا استعمال التيوس الجدد لصفحات الفيس بوك بطريقةٍ متخلفةٍ قميئة. فالتيس في العربية يُشتق من: تَيَّسَ، يُتَيِّس، تتييساً، فهو متَيّس. والإيماءة الخطيرة حين يقال: تيّست العنزُ.. أي صار كالتيس.. وهو مثل يضرب للذليل يتعزز. وبوضوح، فإن التتييس هو إدعاء العزة واسقاط حالة القوة على ذاته بعدما كان أحدهم نكرة ومرمياً كالرأس الخربة بين الناس. وذلك سيفسر مركب النقص الذي ينضح خلال إدعاء (التيس بوك) للمعرفة والفك ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#التَيْس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757111
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - باثولوجيا الثقافة .. - التَيْس بوك -
سامي عبد العال : باثولوجيا الثقافة .. حالةُ كذبٍ
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال ما معنى أنْ يكذبُ شَخصٌ، ثمَّ كأنَّ شيئاً لم يكُّن؟ ... للإجابة عن هذا السؤال نفترض مبدئياً إنَّه شخص لا يأبه باستخدام الأكاذيب على أنها الحقيقة أو بوصفها أمراً من أمور الواقع. ولكن ما جوهر هذا السلوك لدى ( شخص أو مجموعة ) ربما تراها في مواقع المسئولية أو خلال الحياة إجمالاً؟ بل وكيف يُضيف هذا الإنسانُ رصيدَ الكذب إلى توازنه النفسي والمنطقي؟ ... ذلك بالفعل ما يتطلب ( فهماً فلسفياً- ثقافياً ) واسع النطاق بناء على طبيعة الكذب وآثاره ضمن تلك الحالة. وهنا قد يقول القارئُ لننتظر قليلاً، وأَعِدْ ثانيةً ما تسأل عنه: أَأنْتَ قلت توازناً منطقياً مع الكذب؟ إذن ما علاقة المنطق ( الذي يُفترض بُعده عن الكذب ) بحالة الكذب هذه؟ وأصلاً: هل لحالة الكذب منطق يحكم أساليبه وعلاقته بالكلام؟! إنَّ أعتى أنواع الكذب هو الكذب الذي يتعامل معه صاحبُه كأنَّه اللاشيء مهما كَبُر. وهو الكذب المحير حين يعتبره الكاذب مجرد مرحلة لكذبة جديدة أو تبريراً مختلّقاً للكذبة التالية ... وهكذا دواليك. وذلك من غير أنْ يشعر هذا الإنسان بخطورة ما يفعل ولا بإمكانه تقدير النتائج السلبية بين المحيطين. إنه الكذب الذي يتحصَّن بآلية النسيان والاستغراق في سياق الكلام دون مراجعةٍ متوهماً أنَّ المتلقي غارق في الحالة ذاتها. وهنا ربما يمتلك صاحب الكذب من وافر (الايهام والاحتيال)، حتى على نفسه ما يجعله ( حالة ) تحتاج إلى تعريةٍ دائمة.فعل الكذب ليست حالة الكذب هذه حالة سيكولوجية خالصة وإنْ كانت مليئة بالاشارات والإيحاءات النفسية، لكنها ذات جذور وطبيعة ثقافية بالدرجة الأولى. قل ما شئت عما يعتمل في نفس الكاذب من دوافع وأهواء وعمليات معقدة، غير أن استعمال الأكاذيب يجسد جوانب معرفية وتواصلية، ويشكل لدينا موضوعاً لإعمال أدوات الفكر النقدي وكشف الصورة المنطقية التي تحققها. لأن كل حالة كذب نوع من التعامل الواعي مع عناصر معرفية وثقافية في الواقع، ولا تخلو من بنية ممتدة الإيقاع والتكوين. هكذا توجد جوانب أخرى لهذه ( الحالة الفريدة )، ستؤول دلالتها وتكشف خط سيرها كالتالي:1- هناك عدم إنكار( تجاهل) من الشخص الكاذب لما يُمارس من أفعال وأحاديث غير صحيحةٍ. وحتى عندما يكذب كذباً بائناً أمام الناس، فلا يَسيرُ إلاَّ بوضعية التبجُح.2- الخلط بين الواقع والزيف، لأنَّ الكاذب يقول الكلام مُصدَّقاً لديه فقط ما يزعم، ثم سرعان ما يُسقطه على الواقع بصرف النظر عن المرجعية أو الحقيقة.3- المكابرة اللزجة التي تفرض حالةَ كذب الشخص على الآخرين نهباً للفُرص واستثماراً لتناقضات الواقع والحياة.4- استعمال الآخر كأنَّه ( وسيلة رديئة ) لأغراض الكاذب الخاصة دون النظر لإنسانية الإنسان، ولا حتى لإحترام الذات التي من المفترض ألَّا تتورط في إهانة الآخر والنيل من كرامته.5- العيش الدائم عبر صور الخداع والتزلف، فيظن الإنسان أنَّ الكذب- باعتباره من عدةِ النصب- هو حالة الأصل في الواقع، بينما الصدق أمر طارئ وعرضي.6- الاختباء المتواصل عن الانظار فيما يقول الكاذب مُستغلاً صمت الآخرين عن إراقة ماء وجهه.7- استمراء التدني من قبل الكاذب أمام الاشخاص الأعلى مكانة أو سلطة أو قوة أو غلبةٍ، ثم تمرير الأحوال معهم بخنوعه الرخيص. ومن هنا سرعان ما يتماسك في الواقع ليكذب على الشخص الأقل منه موقعاً، إذ أنَّ ذلك الأمر كأنَّه لون من( التعويض المستحق) لشخصه.8- الإستقواء بأوهام التأثير في المواقف من خلال الاستناد إلى سلطة أو شخص ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#حالةُ
#كذبٍ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760269
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال ما معنى أنْ يكذبُ شَخصٌ، ثمَّ كأنَّ شيئاً لم يكُّن؟ ... للإجابة عن هذا السؤال نفترض مبدئياً إنَّه شخص لا يأبه باستخدام الأكاذيب على أنها الحقيقة أو بوصفها أمراً من أمور الواقع. ولكن ما جوهر هذا السلوك لدى ( شخص أو مجموعة ) ربما تراها في مواقع المسئولية أو خلال الحياة إجمالاً؟ بل وكيف يُضيف هذا الإنسانُ رصيدَ الكذب إلى توازنه النفسي والمنطقي؟ ... ذلك بالفعل ما يتطلب ( فهماً فلسفياً- ثقافياً ) واسع النطاق بناء على طبيعة الكذب وآثاره ضمن تلك الحالة. وهنا قد يقول القارئُ لننتظر قليلاً، وأَعِدْ ثانيةً ما تسأل عنه: أَأنْتَ قلت توازناً منطقياً مع الكذب؟ إذن ما علاقة المنطق ( الذي يُفترض بُعده عن الكذب ) بحالة الكذب هذه؟ وأصلاً: هل لحالة الكذب منطق يحكم أساليبه وعلاقته بالكلام؟! إنَّ أعتى أنواع الكذب هو الكذب الذي يتعامل معه صاحبُه كأنَّه اللاشيء مهما كَبُر. وهو الكذب المحير حين يعتبره الكاذب مجرد مرحلة لكذبة جديدة أو تبريراً مختلّقاً للكذبة التالية ... وهكذا دواليك. وذلك من غير أنْ يشعر هذا الإنسان بخطورة ما يفعل ولا بإمكانه تقدير النتائج السلبية بين المحيطين. إنه الكذب الذي يتحصَّن بآلية النسيان والاستغراق في سياق الكلام دون مراجعةٍ متوهماً أنَّ المتلقي غارق في الحالة ذاتها. وهنا ربما يمتلك صاحب الكذب من وافر (الايهام والاحتيال)، حتى على نفسه ما يجعله ( حالة ) تحتاج إلى تعريةٍ دائمة.فعل الكذب ليست حالة الكذب هذه حالة سيكولوجية خالصة وإنْ كانت مليئة بالاشارات والإيحاءات النفسية، لكنها ذات جذور وطبيعة ثقافية بالدرجة الأولى. قل ما شئت عما يعتمل في نفس الكاذب من دوافع وأهواء وعمليات معقدة، غير أن استعمال الأكاذيب يجسد جوانب معرفية وتواصلية، ويشكل لدينا موضوعاً لإعمال أدوات الفكر النقدي وكشف الصورة المنطقية التي تحققها. لأن كل حالة كذب نوع من التعامل الواعي مع عناصر معرفية وثقافية في الواقع، ولا تخلو من بنية ممتدة الإيقاع والتكوين. هكذا توجد جوانب أخرى لهذه ( الحالة الفريدة )، ستؤول دلالتها وتكشف خط سيرها كالتالي:1- هناك عدم إنكار( تجاهل) من الشخص الكاذب لما يُمارس من أفعال وأحاديث غير صحيحةٍ. وحتى عندما يكذب كذباً بائناً أمام الناس، فلا يَسيرُ إلاَّ بوضعية التبجُح.2- الخلط بين الواقع والزيف، لأنَّ الكاذب يقول الكلام مُصدَّقاً لديه فقط ما يزعم، ثم سرعان ما يُسقطه على الواقع بصرف النظر عن المرجعية أو الحقيقة.3- المكابرة اللزجة التي تفرض حالةَ كذب الشخص على الآخرين نهباً للفُرص واستثماراً لتناقضات الواقع والحياة.4- استعمال الآخر كأنَّه ( وسيلة رديئة ) لأغراض الكاذب الخاصة دون النظر لإنسانية الإنسان، ولا حتى لإحترام الذات التي من المفترض ألَّا تتورط في إهانة الآخر والنيل من كرامته.5- العيش الدائم عبر صور الخداع والتزلف، فيظن الإنسان أنَّ الكذب- باعتباره من عدةِ النصب- هو حالة الأصل في الواقع، بينما الصدق أمر طارئ وعرضي.6- الاختباء المتواصل عن الانظار فيما يقول الكاذب مُستغلاً صمت الآخرين عن إراقة ماء وجهه.7- استمراء التدني من قبل الكاذب أمام الاشخاص الأعلى مكانة أو سلطة أو قوة أو غلبةٍ، ثم تمرير الأحوال معهم بخنوعه الرخيص. ومن هنا سرعان ما يتماسك في الواقع ليكذب على الشخص الأقل منه موقعاً، إذ أنَّ ذلك الأمر كأنَّه لون من( التعويض المستحق) لشخصه.8- الإستقواء بأوهام التأثير في المواقف من خلال الاستناد إلى سلطة أو شخص ......
#باثولوجيا
#الثقافة
#حالةُ
#كذبٍ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760269
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - باثولوجيا الثقافة .. حالةُ كذبٍ