أحمد عصيد : إلى السيد أبو يعرب المرزوقي: من حقنا أن نختار -أخف الضررين-
#الحوار_المتمدن
#أحمد_عصيد الدكتور أبو يعرب المرزوقي رمز من رموز الثقافة الإسلامية في تونس، وإن كان البعض ينسبه إلى الفلسفة خطأ، لكن يمكن أن نقول ـ كما هو شأن الدكتور طه عبد الرحمان عندنا في المغرب ـ إنه ممن يعتقدون في إمكان بناء خطاب فلسفي انطلاقا من ثوابت الدين وبديهياته الروحية والعقدية، من أجل إثبات "خصوصية عربية إسلامية" في الفلسفة، ما يجعل فكرهم نوعا من "اللاهوت" وليس الفلسفة تحديدا، أو نوعا من الإيديولوجيا الدينية ذات المرامي المسيّسة، لكننا نعتبر أن كل من قام بجهد التفكير فله فضل ذلك أصاب أو أخطأ.ونحن في هذا المقام لن نناقش الدكتور أبو يعرب في "فلسفته" ولا في عطائه الفكري، بل في مقال له في السياسة نشره بعد الهزيمة الانتخابية المدوّية للإخوان المسلمين بالمغرب، تحت عنوان "انتخابات المغرب، هل هُزم الإسلاميون حقا ؟". وكما حدث مع مارتن هايدغر أو محمد عابد الجابري عندنا وآخرين، فالفيلسوف ليس دائما مصيبا في السياسة، بل قد يكون "مصيبة" عندما يقعُ فريسة للغلو الإيديولوجي أو الانسياق العاطفي. وما دام الدكتور التونسي قد عرض لقضايا بلدنا كما سبق لنا نحن أيضا أن كتبنا عن تونس وقضايا الديمقراطية فيها، فإن من حقنا مناقشته في بعض ما ذهب إليه، ليس لتناول آرائه السياسية التي هو حرّ فيها، لكن بهدف تقديم المعطيات الصحيحة والموضوعية المتعلقة بالسياق المغربي وبحزب "العدالة والتنمية" تحديدا، والأسباب الحقيقية لسقوطه الانتخابي. استهلّ الدكتور المرزوقي مقاله بالإشارة إلى أن هزيمة الإسلاميين المغاربة فيها "كل الخير" لمستقبلهم، وأنها عكس ما يُعتقد "انتصار" وهزيمة للنظام السياسي أي "المخزن" ، واعتبر الدكتور هزيمة إخوانه المغاربة "نكسة" فقط كما اعتبر مَن نظر إلى هزيمتهم على أنها سقوط كبير واقعا في "سطحية التحليل البدائي"، والسيد المرزوقي الذي يرى بأنهم "انتصروا" بسقوطهم هو صاحب الرأي "العميق" والصائب، ولكن لنتحلّ بقدر من الموضوعية ونناقش الدكتور فيما ذهب إليه. فحتى يتمكن من تفسير ظاهرة سقوط "الإخوان" بالمغرب عليه أن يحقق أمورا ثلاثة:ـ التخلي عن عواطف "النصرة" التي يبدو أنها وحدها تحرك قلمه وتدفعه إلى الكتابة في هذا الموضوع، وهي عائق أمام التحليل الموضوعي والعلمي. ـ الإلمام بالوضع المغربي من الداخل ومعرفة مختلف ملابساته وسياقاته ورهاناته، وعلاقة الأطراف المختلفة بعضها ببعض. ـ معرفة سياق الإسلام السياسي في المغرب وخصوصيته وحقيقة علاقته بالنظام أي بـ"المخزن"، وعلاقته بالمجتمع.لقد قدّم الدكتور المرزوقي الإسلاميين المنهزمين بالمغرب كما لو أنهم يمثلون قوة ديمقراطية في مقابل استبداد النظام السياسي، بينما التيار الإسلامي الذي يتحدث عنه ليس تيارا ديمقراطيا يهدف إلى إنجاح الانتقال نحو دولة القانون والمواطنة بالمغرب، بل هو سند للسلطة منذ ما قبل وجوده كحزب سياسي، وإليكم رسالة السيد عبد الإله بنكيران الذي وجّهها في ماضي الأيام إلى وزير داخلية الحسن الثاني، السيء الذكر إدريس البصري، عارضا تعاونه مع السلطة ضدّ القوى التحررية آنذاك التي كان الكثير من رموزها في سجون سنوات الرصاص، وهي الرسالة التي ورد فيها: "من الواجب في رأينا أن يقوم بين المسؤولين والدعاة تعاون قوي لما فيه خير بلادنا"، والتي ختمها بالدعاء للسلطة وعرض خدماته على باب السلطان قائلا: " والله نسأل أن يوفقكم لما فيه الخير ويهدينا وإياكم إلى ما يحبه. الخادم المطيع والداعي لكم بالصلاح والتوفيق في كل حين عبد الإله بنكيران".فـ"الإخوان" الذين يتحدث عنهم السيد المرزوقي "مخزنيون" أكثر من "المخزن" نفسه، وقد ظهر ولاؤهم ال ......
#السيد
#يعرب
#المرزوقي:
#حقنا
#نختار
#-أخف
#الضررين-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731454
#الحوار_المتمدن
#أحمد_عصيد الدكتور أبو يعرب المرزوقي رمز من رموز الثقافة الإسلامية في تونس، وإن كان البعض ينسبه إلى الفلسفة خطأ، لكن يمكن أن نقول ـ كما هو شأن الدكتور طه عبد الرحمان عندنا في المغرب ـ إنه ممن يعتقدون في إمكان بناء خطاب فلسفي انطلاقا من ثوابت الدين وبديهياته الروحية والعقدية، من أجل إثبات "خصوصية عربية إسلامية" في الفلسفة، ما يجعل فكرهم نوعا من "اللاهوت" وليس الفلسفة تحديدا، أو نوعا من الإيديولوجيا الدينية ذات المرامي المسيّسة، لكننا نعتبر أن كل من قام بجهد التفكير فله فضل ذلك أصاب أو أخطأ.ونحن في هذا المقام لن نناقش الدكتور أبو يعرب في "فلسفته" ولا في عطائه الفكري، بل في مقال له في السياسة نشره بعد الهزيمة الانتخابية المدوّية للإخوان المسلمين بالمغرب، تحت عنوان "انتخابات المغرب، هل هُزم الإسلاميون حقا ؟". وكما حدث مع مارتن هايدغر أو محمد عابد الجابري عندنا وآخرين، فالفيلسوف ليس دائما مصيبا في السياسة، بل قد يكون "مصيبة" عندما يقعُ فريسة للغلو الإيديولوجي أو الانسياق العاطفي. وما دام الدكتور التونسي قد عرض لقضايا بلدنا كما سبق لنا نحن أيضا أن كتبنا عن تونس وقضايا الديمقراطية فيها، فإن من حقنا مناقشته في بعض ما ذهب إليه، ليس لتناول آرائه السياسية التي هو حرّ فيها، لكن بهدف تقديم المعطيات الصحيحة والموضوعية المتعلقة بالسياق المغربي وبحزب "العدالة والتنمية" تحديدا، والأسباب الحقيقية لسقوطه الانتخابي. استهلّ الدكتور المرزوقي مقاله بالإشارة إلى أن هزيمة الإسلاميين المغاربة فيها "كل الخير" لمستقبلهم، وأنها عكس ما يُعتقد "انتصار" وهزيمة للنظام السياسي أي "المخزن" ، واعتبر الدكتور هزيمة إخوانه المغاربة "نكسة" فقط كما اعتبر مَن نظر إلى هزيمتهم على أنها سقوط كبير واقعا في "سطحية التحليل البدائي"، والسيد المرزوقي الذي يرى بأنهم "انتصروا" بسقوطهم هو صاحب الرأي "العميق" والصائب، ولكن لنتحلّ بقدر من الموضوعية ونناقش الدكتور فيما ذهب إليه. فحتى يتمكن من تفسير ظاهرة سقوط "الإخوان" بالمغرب عليه أن يحقق أمورا ثلاثة:ـ التخلي عن عواطف "النصرة" التي يبدو أنها وحدها تحرك قلمه وتدفعه إلى الكتابة في هذا الموضوع، وهي عائق أمام التحليل الموضوعي والعلمي. ـ الإلمام بالوضع المغربي من الداخل ومعرفة مختلف ملابساته وسياقاته ورهاناته، وعلاقة الأطراف المختلفة بعضها ببعض. ـ معرفة سياق الإسلام السياسي في المغرب وخصوصيته وحقيقة علاقته بالنظام أي بـ"المخزن"، وعلاقته بالمجتمع.لقد قدّم الدكتور المرزوقي الإسلاميين المنهزمين بالمغرب كما لو أنهم يمثلون قوة ديمقراطية في مقابل استبداد النظام السياسي، بينما التيار الإسلامي الذي يتحدث عنه ليس تيارا ديمقراطيا يهدف إلى إنجاح الانتقال نحو دولة القانون والمواطنة بالمغرب، بل هو سند للسلطة منذ ما قبل وجوده كحزب سياسي، وإليكم رسالة السيد عبد الإله بنكيران الذي وجّهها في ماضي الأيام إلى وزير داخلية الحسن الثاني، السيء الذكر إدريس البصري، عارضا تعاونه مع السلطة ضدّ القوى التحررية آنذاك التي كان الكثير من رموزها في سجون سنوات الرصاص، وهي الرسالة التي ورد فيها: "من الواجب في رأينا أن يقوم بين المسؤولين والدعاة تعاون قوي لما فيه خير بلادنا"، والتي ختمها بالدعاء للسلطة وعرض خدماته على باب السلطان قائلا: " والله نسأل أن يوفقكم لما فيه الخير ويهدينا وإياكم إلى ما يحبه. الخادم المطيع والداعي لكم بالصلاح والتوفيق في كل حين عبد الإله بنكيران".فـ"الإخوان" الذين يتحدث عنهم السيد المرزوقي "مخزنيون" أكثر من "المخزن" نفسه، وقد ظهر ولاؤهم ال ......
#السيد
#يعرب
#المرزوقي:
#حقنا
#نختار
#-أخف
#الضررين-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731454
الحوار المتمدن
أحمد عصيد - إلى السيد أبو يعرب المرزوقي: من حقنا أن نختار -أخف الضررين-