الحسان عشاق : الطاكسي 69 والديوث
#الحوار_المتمدن
#الحسان_عشاق استفقت على رنين الهاتف المزعج ، لعنت المتصل في الساعة المتاخرة من الليل ، من عادتي اغلاق الهاتف لاتجنب الازعاج من مطالب مستعصية منفلثة من قاموس السقوط في الاخطاء ، مرة ايقظني صديق ورجاني ان ازوره في المستشفى لان والده مريض والطبيب المداوم رفض تقديم الاسعافات الاولية ، في الشهر الفائت ناشدني جاري في الرابعة صباحا ان ارافقه الى المخفر لان ابنه اعتقل في حالة سكر طافح ، نحن في دولة تحتاج دائما الى شفيع وقوة لتهش بها الهياكل المتقاعسة وتقلم اظافر البيروقراطية في مؤسسات الشعب، تستعمل علاقاتك الاجتماعية لتقديم خدمة ، في مقابل خدمة غير مشروعة ثمة خدمة اخرى مشابهة ، الهاتف النقال مساوئه اكثر من حسناته ، التكنولوجيا الحديثة لا تصلح ابدا للشعوب المتخلفة ، لا يصلح العلم لروؤس يملؤها العفن والخرافات والحقد، ومن تقرع طبول الحشر وعذابات القبور بين الاضلع ، الشعوب المتخلفة غارقة في أدغال الموانع والمحرمات تحتاج لالاف السنين لتتخلص من وصايا الشيخ والتبعية العمياء للمشعوذين ، دفعت الاغطية جانبا ولطمني البرد وارتشعت مفاصلي، جلست على حافة السرير اتلمس العتمة بتثائب وعياء ما تبقى من حلم مطرز بالدفئ اللذيذ ، الساعة تشير الى الواحدة والنصف صباحا، لم انم سوى بضعة دقائق تقريبا، الهاتف اللعين لا يكف عن الرنين ، رنة لا اعرف من اية مقطوعة موسيقية مبتورة ، تستفزني رنات لمقرئين تحمل جرعات الوعيد وسكرات الموت العبثي لمسافر يزحف نحو الاندثار ، اصوات نشاز تقرع ابواب المخيلة على عجل وتزرع في النفوس احلاما بائسة ، فقهاء يهددون باسم الله وهم اشد اعداء الدين ، رنات لاصوات الشيخات ومغنيي الشقق الحمراء والمراقص الليلية ، اصوات ممزوجة بمشاعر الزهو واللامبالاة والدعوة الى العربدة والمجون ، يقال ان الارتباط بجنس غنائي معين يعكس شخصية الفرد ومستواه الفكري والمعرفي ، فلا يعقل مثلا ان يحتك جاهل باغاني الثورة والثوار وسكير بالابتهالات والبسملة والحمدلة. خيوط النور تتسرب من الزجاجة اللماعة تضيئ الحجرة ، حدقت بامعان في اسم المتصل المتهور احمد الحماري سائق الطاكسي 69 ، لعنته مرة اخرى في الخيال ، الوغد افسد سفري الفيروزي واستلقائي المريح على ارصفة الغياب ، ما زلت أحن جالسا الى شاطئ الاحلام تحت الاغطية ، ضغطت على الزر في اعياء.- الو- لبس مزيان راه جو تاع شتا..وخرج راني قدام الباب- واش غتخلصني ولا غير للشفوي- كلشي ديالك السماء ملبدة بالغيوم الكثيفة ، البرد قارس والرياح تصفع الوجوه ، قطرات المطر في زاوية مستعصية من الفضاء الواسع ، حتما ستمطر بشهادة البرق الذي يمزق السكون ، في جلباب صوفي ثقيل يقمط الجسد الهزيل ، قصير القامة واكثر ما يثير الانتباه الراس الكبيرة الفارغة من الشعر ، راس اشبه برؤوس الكائنات الفضائية في سينما الخيال العلمي ، الشوارع مقفرة الا من بعض الراجلين ، هاتف الحماري لا يكف عن الرنين ، جل المتصلات شابات يحتجن الى توصيلة امنة الى وجهات محددة ، يطوف طواف العاشقين على اماكن اللقاءات السرية يزف الشموع المضيئة للزغاريد الصامتة ، اجساد شبه عارية تركب واخرى تغادر والباب يصفق ، يتركن رائحة العطر او بعضا من القفاشات ، لكل واحدة قصة مختلفة عن الاخرى ، جميعهن متاشبهات في السقوط ومعانقة الحضيض ، باسم الحب فرطن في العرض والشرف ، جميع بنات الليل يتهمن الاخر بالاستغلال الجنسي ، الاخر الخسيس والحقير دفعهن الى الانحراف ، ولا واحدة اعترفت انها مسؤولة عن وضعها المخزي ، يهربن من سؤال لماذا لا يتوقفن عن استئجار الاحواض ، من ......
#الطاكسي
#والديوث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708394
#الحوار_المتمدن
#الحسان_عشاق استفقت على رنين الهاتف المزعج ، لعنت المتصل في الساعة المتاخرة من الليل ، من عادتي اغلاق الهاتف لاتجنب الازعاج من مطالب مستعصية منفلثة من قاموس السقوط في الاخطاء ، مرة ايقظني صديق ورجاني ان ازوره في المستشفى لان والده مريض والطبيب المداوم رفض تقديم الاسعافات الاولية ، في الشهر الفائت ناشدني جاري في الرابعة صباحا ان ارافقه الى المخفر لان ابنه اعتقل في حالة سكر طافح ، نحن في دولة تحتاج دائما الى شفيع وقوة لتهش بها الهياكل المتقاعسة وتقلم اظافر البيروقراطية في مؤسسات الشعب، تستعمل علاقاتك الاجتماعية لتقديم خدمة ، في مقابل خدمة غير مشروعة ثمة خدمة اخرى مشابهة ، الهاتف النقال مساوئه اكثر من حسناته ، التكنولوجيا الحديثة لا تصلح ابدا للشعوب المتخلفة ، لا يصلح العلم لروؤس يملؤها العفن والخرافات والحقد، ومن تقرع طبول الحشر وعذابات القبور بين الاضلع ، الشعوب المتخلفة غارقة في أدغال الموانع والمحرمات تحتاج لالاف السنين لتتخلص من وصايا الشيخ والتبعية العمياء للمشعوذين ، دفعت الاغطية جانبا ولطمني البرد وارتشعت مفاصلي، جلست على حافة السرير اتلمس العتمة بتثائب وعياء ما تبقى من حلم مطرز بالدفئ اللذيذ ، الساعة تشير الى الواحدة والنصف صباحا، لم انم سوى بضعة دقائق تقريبا، الهاتف اللعين لا يكف عن الرنين ، رنة لا اعرف من اية مقطوعة موسيقية مبتورة ، تستفزني رنات لمقرئين تحمل جرعات الوعيد وسكرات الموت العبثي لمسافر يزحف نحو الاندثار ، اصوات نشاز تقرع ابواب المخيلة على عجل وتزرع في النفوس احلاما بائسة ، فقهاء يهددون باسم الله وهم اشد اعداء الدين ، رنات لاصوات الشيخات ومغنيي الشقق الحمراء والمراقص الليلية ، اصوات ممزوجة بمشاعر الزهو واللامبالاة والدعوة الى العربدة والمجون ، يقال ان الارتباط بجنس غنائي معين يعكس شخصية الفرد ومستواه الفكري والمعرفي ، فلا يعقل مثلا ان يحتك جاهل باغاني الثورة والثوار وسكير بالابتهالات والبسملة والحمدلة. خيوط النور تتسرب من الزجاجة اللماعة تضيئ الحجرة ، حدقت بامعان في اسم المتصل المتهور احمد الحماري سائق الطاكسي 69 ، لعنته مرة اخرى في الخيال ، الوغد افسد سفري الفيروزي واستلقائي المريح على ارصفة الغياب ، ما زلت أحن جالسا الى شاطئ الاحلام تحت الاغطية ، ضغطت على الزر في اعياء.- الو- لبس مزيان راه جو تاع شتا..وخرج راني قدام الباب- واش غتخلصني ولا غير للشفوي- كلشي ديالك السماء ملبدة بالغيوم الكثيفة ، البرد قارس والرياح تصفع الوجوه ، قطرات المطر في زاوية مستعصية من الفضاء الواسع ، حتما ستمطر بشهادة البرق الذي يمزق السكون ، في جلباب صوفي ثقيل يقمط الجسد الهزيل ، قصير القامة واكثر ما يثير الانتباه الراس الكبيرة الفارغة من الشعر ، راس اشبه برؤوس الكائنات الفضائية في سينما الخيال العلمي ، الشوارع مقفرة الا من بعض الراجلين ، هاتف الحماري لا يكف عن الرنين ، جل المتصلات شابات يحتجن الى توصيلة امنة الى وجهات محددة ، يطوف طواف العاشقين على اماكن اللقاءات السرية يزف الشموع المضيئة للزغاريد الصامتة ، اجساد شبه عارية تركب واخرى تغادر والباب يصفق ، يتركن رائحة العطر او بعضا من القفاشات ، لكل واحدة قصة مختلفة عن الاخرى ، جميعهن متاشبهات في السقوط ومعانقة الحضيض ، باسم الحب فرطن في العرض والشرف ، جميع بنات الليل يتهمن الاخر بالاستغلال الجنسي ، الاخر الخسيس والحقير دفعهن الى الانحراف ، ولا واحدة اعترفت انها مسؤولة عن وضعها المخزي ، يهربن من سؤال لماذا لا يتوقفن عن استئجار الاحواض ، من ......
#الطاكسي
#والديوث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708394
الحوار المتمدن
الحسان عشاق - الطاكسي 69 والديوث