مشرق جبار : الليتوست والعنف الأسري
#الحوار_المتمدن
#مشرق_جبار " كان طالب يستحم مع زميلته، وهي فتاة رياضية في حين هو لم يتقن السباحة. اذ كان يسبح ببطء وبمشقة. ولما كانت الطالبة تعشقهُ أخذت تسبح معه بنفس البطء. وقد شارفت الحصة على الأنتهاء، شأت أن تطلق العنان لغريزتها الرياضية، فانطلقت على الجهة الأخرى سباحة سريعة. بذل الطالب جهده لمجاراتها لكنه فشل وابتلعت رأته الماء، وشعر بالليتوست حين تراءت له طفولته المريضة من دون تمارين، مشمولا بعناية امه، فانتابه اليأس من نفسه وحياته. ولما صعدا الطريق معا ظلا صامتين، وغمرته رغبة لا تقاوم في ضربها. وعندما سألته "ما بك؟" اخذ يلومها! كانت تعلم أن التيار قوي قرب الضفة الاخرى، وأنه منعها من السباحة هناك؛ لأن في ذلك خطر على حياتها، ثم لطمها على وجهها. شرعت الفتاة تبكي، وعندما رأى دموعها اخذته الشفقة وضمها الى صدره، وهنا ذهبت عنهُ الليتوست! يُعرف هنا ميلان كونديرا الليتوست في روايتهِ "الضحك والنسيان" وهي كلمة تشيكية ليس لها معنى مرادف في اللغات الأخرى، بأنها حالة من العذاب الناشئة عن مشهد بؤسنا الخاص المنكشف فجأة. ويشكل الحب أحد علاجات المألوفة من بؤسنا الخاص هذا، لأن الشخص المحبوب حباً تاماً لا يمكن أن يكون بئيساً.. اذ نرى هذي القصة والمصطلح تنطبق تماماً على ما يحدث في المجتمعات التي تعاني من العنف الأسري. حيث الأب او الاخ او الأم الذين تكون بيدهم السلطة الأبوية على غيرهم تنشأ لديهم حالة من الليتوست عند مواجهة حدث ما في العائلة؛ بسبب معاناتهم حين كانوا قاصرين. وبالتالي حين يتم فعل من احد ابناء العائلة وخاصة من قبل الفتاة ستعنف من احد ذويها! مع وضع تبرير للعنف بأن ما حدث هو لحمياتها من الأخطاء التي من الممكن ان تدمر حياتها! بينما في الحقيقة هم يعانون من الليتوست بسبب العنف الذي عانوه من قبل اهلهم، ومن قصورهم في الحياة التي كانوا يعيشونها في الماضي. ويجدون انفسهم في الوقت الحاضر ضعيفين لا يقدرون على المواجهة في الحياة امام ابنائهم. كل ذلك يوضع تحت تبرير بمسمى الحب والحماية! وايضاً احد مسببات العنف هو الغيرة وعدم التكافئ، حيث يجد الاباء والأمهات او الاخوة البكر، انهم اقل مرتبة من الجيل الحديث، بسبب عدم توفر الامكانيات الحديثة في عدهم. او الزوج أقل مرتبة من الزوجة بسبب عدم توفر الفرص الحياة للتساوي بينهما، وهذا سوف يخلق نوع من الليتوست التي تسبب العنف مع من يعيشون ولنفس التبرير اعلاه. يقول كونديرا "إن من خَبِرَ نقص الأنسان أمِن نسبياً من صدمات الليتوست، أذ يصبح مشهد بؤسه الخاص شيئاً مألوفاً لديه ولا قيمه له! الليتوست هو نقص الخبرة!" اذن معرفة الأنسان بنفسه، ودفع ذلك للحصول على خبرات واكتشافات جديدة التي تؤهل الانسان ليكون متكافئ مع غيره في العائلة، وكذلك توفر الانظمة الجيدة والمساوية في الحقوق، وتوفر العمل وسبل العيش؛ ستقلل من العنف الاسري او الليتوست. ......
#الليتوست
#والعنف
#الأسري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728857
#الحوار_المتمدن
#مشرق_جبار " كان طالب يستحم مع زميلته، وهي فتاة رياضية في حين هو لم يتقن السباحة. اذ كان يسبح ببطء وبمشقة. ولما كانت الطالبة تعشقهُ أخذت تسبح معه بنفس البطء. وقد شارفت الحصة على الأنتهاء، شأت أن تطلق العنان لغريزتها الرياضية، فانطلقت على الجهة الأخرى سباحة سريعة. بذل الطالب جهده لمجاراتها لكنه فشل وابتلعت رأته الماء، وشعر بالليتوست حين تراءت له طفولته المريضة من دون تمارين، مشمولا بعناية امه، فانتابه اليأس من نفسه وحياته. ولما صعدا الطريق معا ظلا صامتين، وغمرته رغبة لا تقاوم في ضربها. وعندما سألته "ما بك؟" اخذ يلومها! كانت تعلم أن التيار قوي قرب الضفة الاخرى، وأنه منعها من السباحة هناك؛ لأن في ذلك خطر على حياتها، ثم لطمها على وجهها. شرعت الفتاة تبكي، وعندما رأى دموعها اخذته الشفقة وضمها الى صدره، وهنا ذهبت عنهُ الليتوست! يُعرف هنا ميلان كونديرا الليتوست في روايتهِ "الضحك والنسيان" وهي كلمة تشيكية ليس لها معنى مرادف في اللغات الأخرى، بأنها حالة من العذاب الناشئة عن مشهد بؤسنا الخاص المنكشف فجأة. ويشكل الحب أحد علاجات المألوفة من بؤسنا الخاص هذا، لأن الشخص المحبوب حباً تاماً لا يمكن أن يكون بئيساً.. اذ نرى هذي القصة والمصطلح تنطبق تماماً على ما يحدث في المجتمعات التي تعاني من العنف الأسري. حيث الأب او الاخ او الأم الذين تكون بيدهم السلطة الأبوية على غيرهم تنشأ لديهم حالة من الليتوست عند مواجهة حدث ما في العائلة؛ بسبب معاناتهم حين كانوا قاصرين. وبالتالي حين يتم فعل من احد ابناء العائلة وخاصة من قبل الفتاة ستعنف من احد ذويها! مع وضع تبرير للعنف بأن ما حدث هو لحمياتها من الأخطاء التي من الممكن ان تدمر حياتها! بينما في الحقيقة هم يعانون من الليتوست بسبب العنف الذي عانوه من قبل اهلهم، ومن قصورهم في الحياة التي كانوا يعيشونها في الماضي. ويجدون انفسهم في الوقت الحاضر ضعيفين لا يقدرون على المواجهة في الحياة امام ابنائهم. كل ذلك يوضع تحت تبرير بمسمى الحب والحماية! وايضاً احد مسببات العنف هو الغيرة وعدم التكافئ، حيث يجد الاباء والأمهات او الاخوة البكر، انهم اقل مرتبة من الجيل الحديث، بسبب عدم توفر الامكانيات الحديثة في عدهم. او الزوج أقل مرتبة من الزوجة بسبب عدم توفر الفرص الحياة للتساوي بينهما، وهذا سوف يخلق نوع من الليتوست التي تسبب العنف مع من يعيشون ولنفس التبرير اعلاه. يقول كونديرا "إن من خَبِرَ نقص الأنسان أمِن نسبياً من صدمات الليتوست، أذ يصبح مشهد بؤسه الخاص شيئاً مألوفاً لديه ولا قيمه له! الليتوست هو نقص الخبرة!" اذن معرفة الأنسان بنفسه، ودفع ذلك للحصول على خبرات واكتشافات جديدة التي تؤهل الانسان ليكون متكافئ مع غيره في العائلة، وكذلك توفر الانظمة الجيدة والمساوية في الحقوق، وتوفر العمل وسبل العيش؛ ستقلل من العنف الاسري او الليتوست. ......
#الليتوست
#والعنف
#الأسري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728857
الحوار المتمدن
مشرق جبار - الليتوست والعنف الأسري