غازي الصوراني : السفسطائيون
#الحوار_المتمدن
#غازي_الصوراني برزت "السوفسطائية" كظاهرة فلسفية لعصر ديمقراطية العبيد في أثينا، ففي القرن الخامس قبل الميلاد، كان نظام الحكم الديمقراطي العبودي قد حل محل السلطة الارستقراطية القديمة في كثير من المدن اليونانية، وصاحَبَ هذا، ظهور عدد من الهيئات المنتخبة – المحاكم، والمجالس الشعبية، التي لعبت دوراً هاماً للغاية في صراع الطبقات والأحزاب بين السكان الاحرار، فشاع الجدل السياسي والقضائي، وظهرت الحاجة إلى معلمين يلقنون فنون الخطابة، وأساليب المَحَاجَّة واستمالة الجمهور، وأصبح معلمو البيان والجدل القضائي وغيره اساتذة يلقنون المعارف السياسية والخطابة.وبما أن المعرفة لم تكن قد انقسمت بعد إلى فلسفية وعلمية خاصة، ونظراً للمكانة التي أصبحت الفلسفة تتمتع بها في أعين الأوساط المثقفة، كان هؤلاء المعلمون الجدد لا يكتفون، عادة، بتلقين المعارف السياسية والحقوقية، بل ويربطونها بالمعتقدات والقضايا الفلسفية الشاملة، دُعِيَ هؤلاء بالسفسطائيين Sophists أي الحكماء، أساتذة الحكمة، ثم جاء الكُتَّاب، المعادون للنظام الديمقراطي ومؤسساته، ليسحبوا عداءهم على المعلمين، الذين يُعِدُّونَ الشباب للنشاط السياسي والقضائي، وصاروا يطلقون اسم السفسطائيين عليهم"([1]).أشير هنا إلى أن السفسطائية لم تكن تياراً فلسفياً متجانساً، لكن ممثليها، باختلاف اتجاهاتهم انضموا تحت لواء المبدأ القائل بنسبية كافة المفاهيم الانسانية، بما فيها المعايير والقيم الاخلاقية، وقد تجلى هذا المبدأ في القول المأثور عن بروتاغوراس([2]) "الانسان مقياس الاشياء جميعاً : هو مقياس وجود ما يوجد منها، ومقياس لوجود ما لا يوجد"([3])، وكان يقصد بذلك أن الصح والخطأ، الخير والشر، كلها يجب أن تْحدد حسب حاجات الكائن البشري.في هذا السياق يقول إميل برهييه " ان السفسطة، التي وَسَمَتْ بميسمها العقود الخمسة الأخيرة من القرن الخامس (ق.م)، لا تشير إلى مذهب، وانما إلى طريقة في التعليم، فالسفسطائيون معلمون يرتحلون من مدينة إلى أخرى بحثاً عن جمهور في السامعين، ويُعَلِّمون تلامذتهم، لقاء أجر مقرر، وفي خُطَب علنية أو في دروس خاصة، مستخدمين الطرق القمينة بتغليب قضية على أخرى كائنة ما كانت، فعِوضاً عن طلب الحقيقة ونشرها نَشَدَ السفسطائيون النجاح المبني على فن الاقتناع والإفحام والإغراء، وفي هذه الشروط تكون القيم الفكرية الرئيسية هي التبحر، الذي يضع في حوزة الإنسان جميع المعارف النافعة لموضوعه، والأرابة التي تتيح له أن يختار موضوعاته بحسب مناسبتها، وأن يقدمها في صورة أخاذة، ومن هنا "كانت السمتان البارزتان اللتان تميز بهما السفسطائيون: فَهُمْ من جهة أولى تِقَنيون يتباهون بمعرفة جميع الفنون والصنائع النافعة للإنسان وبقدرتهم على تعليمها، وهم من الجهة الثانية طوال الباع في علم البيان وفن الخطابة، ويعلمون الدارسين عليهم كيف يستحوذون على مسامع السامع ويفوزون بعطفه"([4]).نستخلص مما تقدم أن المناقشات كانت في أثينا عاملا في إشعار الناس بالحاجة إلى شيء لم يكن معروفاً فيها من قبل، ونعنى بذلك –حسب ديورانت- "الدراسة العليا المنظمة للآداب، والخطابة، والعلوم والفلسفة، وأساليب الحكم، والسياسة، ولم تقابل هذه الحاجة في بادئ الأمر بتنظيم الجامعات، بل قوبلت بوجود طائفة العلماء الجوالين يستأجرون قاعات المحاضرات، ويدرسون فيها ما يضعونه للتعليم من مناهج، ثم ينتقلون إلى مدن اخرى ليعيدوا فيها هذه الدراسة.وكان بعض هؤلاء المعلمين، ومنهم بروتاغوراس يطلقون على أنفسهم لقب سوفسطاى، أي معلم الحكمة، وكان الناس يفهمون من هذا اللفظ ما نفهمه نحن من ......
#السفسطائيون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690440
#الحوار_المتمدن
#غازي_الصوراني برزت "السوفسطائية" كظاهرة فلسفية لعصر ديمقراطية العبيد في أثينا، ففي القرن الخامس قبل الميلاد، كان نظام الحكم الديمقراطي العبودي قد حل محل السلطة الارستقراطية القديمة في كثير من المدن اليونانية، وصاحَبَ هذا، ظهور عدد من الهيئات المنتخبة – المحاكم، والمجالس الشعبية، التي لعبت دوراً هاماً للغاية في صراع الطبقات والأحزاب بين السكان الاحرار، فشاع الجدل السياسي والقضائي، وظهرت الحاجة إلى معلمين يلقنون فنون الخطابة، وأساليب المَحَاجَّة واستمالة الجمهور، وأصبح معلمو البيان والجدل القضائي وغيره اساتذة يلقنون المعارف السياسية والخطابة.وبما أن المعرفة لم تكن قد انقسمت بعد إلى فلسفية وعلمية خاصة، ونظراً للمكانة التي أصبحت الفلسفة تتمتع بها في أعين الأوساط المثقفة، كان هؤلاء المعلمون الجدد لا يكتفون، عادة، بتلقين المعارف السياسية والحقوقية، بل ويربطونها بالمعتقدات والقضايا الفلسفية الشاملة، دُعِيَ هؤلاء بالسفسطائيين Sophists أي الحكماء، أساتذة الحكمة، ثم جاء الكُتَّاب، المعادون للنظام الديمقراطي ومؤسساته، ليسحبوا عداءهم على المعلمين، الذين يُعِدُّونَ الشباب للنشاط السياسي والقضائي، وصاروا يطلقون اسم السفسطائيين عليهم"([1]).أشير هنا إلى أن السفسطائية لم تكن تياراً فلسفياً متجانساً، لكن ممثليها، باختلاف اتجاهاتهم انضموا تحت لواء المبدأ القائل بنسبية كافة المفاهيم الانسانية، بما فيها المعايير والقيم الاخلاقية، وقد تجلى هذا المبدأ في القول المأثور عن بروتاغوراس([2]) "الانسان مقياس الاشياء جميعاً : هو مقياس وجود ما يوجد منها، ومقياس لوجود ما لا يوجد"([3])، وكان يقصد بذلك أن الصح والخطأ، الخير والشر، كلها يجب أن تْحدد حسب حاجات الكائن البشري.في هذا السياق يقول إميل برهييه " ان السفسطة، التي وَسَمَتْ بميسمها العقود الخمسة الأخيرة من القرن الخامس (ق.م)، لا تشير إلى مذهب، وانما إلى طريقة في التعليم، فالسفسطائيون معلمون يرتحلون من مدينة إلى أخرى بحثاً عن جمهور في السامعين، ويُعَلِّمون تلامذتهم، لقاء أجر مقرر، وفي خُطَب علنية أو في دروس خاصة، مستخدمين الطرق القمينة بتغليب قضية على أخرى كائنة ما كانت، فعِوضاً عن طلب الحقيقة ونشرها نَشَدَ السفسطائيون النجاح المبني على فن الاقتناع والإفحام والإغراء، وفي هذه الشروط تكون القيم الفكرية الرئيسية هي التبحر، الذي يضع في حوزة الإنسان جميع المعارف النافعة لموضوعه، والأرابة التي تتيح له أن يختار موضوعاته بحسب مناسبتها، وأن يقدمها في صورة أخاذة، ومن هنا "كانت السمتان البارزتان اللتان تميز بهما السفسطائيون: فَهُمْ من جهة أولى تِقَنيون يتباهون بمعرفة جميع الفنون والصنائع النافعة للإنسان وبقدرتهم على تعليمها، وهم من الجهة الثانية طوال الباع في علم البيان وفن الخطابة، ويعلمون الدارسين عليهم كيف يستحوذون على مسامع السامع ويفوزون بعطفه"([4]).نستخلص مما تقدم أن المناقشات كانت في أثينا عاملا في إشعار الناس بالحاجة إلى شيء لم يكن معروفاً فيها من قبل، ونعنى بذلك –حسب ديورانت- "الدراسة العليا المنظمة للآداب، والخطابة، والعلوم والفلسفة، وأساليب الحكم، والسياسة، ولم تقابل هذه الحاجة في بادئ الأمر بتنظيم الجامعات، بل قوبلت بوجود طائفة العلماء الجوالين يستأجرون قاعات المحاضرات، ويدرسون فيها ما يضعونه للتعليم من مناهج، ثم ينتقلون إلى مدن اخرى ليعيدوا فيها هذه الدراسة.وكان بعض هؤلاء المعلمين، ومنهم بروتاغوراس يطلقون على أنفسهم لقب سوفسطاى، أي معلم الحكمة، وكان الناس يفهمون من هذا اللفظ ما نفهمه نحن من ......
#السفسطائيون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690440
الحوار المتمدن
غازي الصوراني - السفسطائيون
فلاح أمين الرهيمي : السفسطائيون معلمي فلسفة الحكمة والخطابة في التاريخ
#الحوار_المتمدن
#فلاح_أمين_الرهيمي برزت هذه الجماعة للوجود في القرن الخامس قبل الميلاد وكانوا يعتمدون على السرد الكلامي حيث كانوا يعقدون الاجتماعات في الساحات العامة يتجادلون بما يفهمون وأحياناً لا يفهمون وقد لعب هؤلاء دوراً تنويرياً حيث كانوا ينشرون المعارف بين الناس ولهم يدين الفكر والفلسفة اليونانية بمعالجة عدد من الأساليب المنطقية في الجدل والبرهان عن طريق السرد الكلامي والجدل فكانت هذه المبادرة الجديدة قد ساعدت وفسحت المجال للوصول إلى المعرفة وكان تعتبر الأساس للولوج إلى بابها فكان هيرويس يقرأ تسجيله للتاريخ حين يبين معلوماته عن الأقطار التي طاف بها وعن شعوبها وثقافتها وربابنتها وآلهتها كما كانوا يتجادلون في نظرية أرخميدس في الطبيعيات وفي نظريات أبو قراط في الطب دون أن يفهموا أو يؤمنوا كثيراً في هذه النظريات .. غير أن عدم فهمهم لهذه النظريات لا يمنع من الإقرار بأنه كان للجدل الكلامي أثر بالغ فيها أن تعيش هذه النظريات إلى الوقت الذي بدأ العالم يتفهمها ويأخذ بها فكان لجماعة السفسطائيين فضل في حفظها ارثاً علمياً إلى يومنا هذا ... فقد كان هيروديس أول من سجل أحداث التاريخ فلقبه العالم بأبي التاريخ وكان أبو قراط أول من انتشل فن الطبابة من عالم الشعوذة والسحر وأدخله في عالم العلم ووضع له الأسس الإنسانية العلمية. تعتبر هذه النخبة من السفسطائيين السباقة الأولى التي فتحت أبواب المعرفة والعلم والفلسفة على مصراعيه فكانت من خلال سردها للأحداث والجدل عليه ترسم الصورة فقط وتترك للآخرين تحليلها والاستدلال عنها والبحث بها فظهرت أفكار تقول أن أية ظاهرة في الوجود تكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل وظهرت أفكار أخرى تقول أن التاريخ لا يجوز أن يكون مجرد سرد للحوادث بل يجب أن يكون مع السرد تحليل هذه الحوادث وإرجاع النتائج إلى أسبابها ومسبباتها. ......
#السفسطائيون
#معلمي
#فلسفة
#الحكمة
#والخطابة
#التاريخ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740693
#الحوار_المتمدن
#فلاح_أمين_الرهيمي برزت هذه الجماعة للوجود في القرن الخامس قبل الميلاد وكانوا يعتمدون على السرد الكلامي حيث كانوا يعقدون الاجتماعات في الساحات العامة يتجادلون بما يفهمون وأحياناً لا يفهمون وقد لعب هؤلاء دوراً تنويرياً حيث كانوا ينشرون المعارف بين الناس ولهم يدين الفكر والفلسفة اليونانية بمعالجة عدد من الأساليب المنطقية في الجدل والبرهان عن طريق السرد الكلامي والجدل فكانت هذه المبادرة الجديدة قد ساعدت وفسحت المجال للوصول إلى المعرفة وكان تعتبر الأساس للولوج إلى بابها فكان هيرويس يقرأ تسجيله للتاريخ حين يبين معلوماته عن الأقطار التي طاف بها وعن شعوبها وثقافتها وربابنتها وآلهتها كما كانوا يتجادلون في نظرية أرخميدس في الطبيعيات وفي نظريات أبو قراط في الطب دون أن يفهموا أو يؤمنوا كثيراً في هذه النظريات .. غير أن عدم فهمهم لهذه النظريات لا يمنع من الإقرار بأنه كان للجدل الكلامي أثر بالغ فيها أن تعيش هذه النظريات إلى الوقت الذي بدأ العالم يتفهمها ويأخذ بها فكان لجماعة السفسطائيين فضل في حفظها ارثاً علمياً إلى يومنا هذا ... فقد كان هيروديس أول من سجل أحداث التاريخ فلقبه العالم بأبي التاريخ وكان أبو قراط أول من انتشل فن الطبابة من عالم الشعوذة والسحر وأدخله في عالم العلم ووضع له الأسس الإنسانية العلمية. تعتبر هذه النخبة من السفسطائيين السباقة الأولى التي فتحت أبواب المعرفة والعلم والفلسفة على مصراعيه فكانت من خلال سردها للأحداث والجدل عليه ترسم الصورة فقط وتترك للآخرين تحليلها والاستدلال عنها والبحث بها فظهرت أفكار تقول أن أية ظاهرة في الوجود تكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل وظهرت أفكار أخرى تقول أن التاريخ لا يجوز أن يكون مجرد سرد للحوادث بل يجب أن يكون مع السرد تحليل هذه الحوادث وإرجاع النتائج إلى أسبابها ومسبباتها. ......
#السفسطائيون
#معلمي
#فلسفة
#الحكمة
#والخطابة
#التاريخ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740693
الحوار المتمدن
فلاح أمين الرهيمي - السفسطائيون معلمي فلسفة الحكمة والخطابة في التاريخ