حامد خيري الحيدر : دراسة تحليلية لرمزية الإناء النذري المكتشف في مدينة الوركاء
#الحوار_المتمدن
#حامد_خيري_الحيدر يُعتبر الإناء النذري المكتشف في مدينة "الوركاء"/ "أوروك" السومرية خلال تنقيبات البعثة الآثارية الألمانية في هذه المدينة للفترة 1931_1939 برئاسة عالم الآثار "آرنولد نولدكَة"، والذي يرجع تاريخه الى أواخر عصر "الوركاء" وبداية عصر "جمدة نصر" أي بحدود 3200ق.م، والمحفوظ في القاعة السومرية في المتحف الوطني العراقي، أحد أهم وأروع القطع الفنية الرافدينية، حيث كان له قدسية مُميّزة من خلال استخدامه ضمن طقوس خاصة، كانت تُجرى عند مناسبة دينية هامة لدى المجتمع السومري، تتضمن كما توحي الصور المنقوشة عليه بأسلوب النحت البارز مراسيم تقديم القرابين والنذور للآلهة، لذلك عُرف بين الباحثين والآثاريين باسم "الإناء النذري"، كما تتوضح القدسية الكبيرة للإناء من خلال استمرارية استخدامه لفترة طويلة، إذ يبدو أنه قد تم إصلاحه عدة مرات بعد تعرض بعض أجزائه للكسر جراء ذلك على مر الزمن، حيث تم أبدال الأجزاء المتضررة بأخرى جديدة تم نحتها من نفس المادة (المَرمَر) وبنفس الاسلوب الأصلي الذي أتبع في تنفيذه.ولهذا الإناء أهميتين أحدهما فنية وأخرى فكرية، حيث تكمن الأولى في أنه يُمثل صورة واضحة للمدرسة السومرية الناشئة في النحت البارز التي ظهرت في عصر الوركاء 3500ق.م، والتي مهدت لاستقرار الفن الرافديني وبناء قاعدته الرصينة، ثم توجيه بوصلته نحو مفاهيمه واساليبه ومبادئه العامة التي ظلت ثابتة تقريباً ثم انتشرت الى جميع مناطق بلاد وادي الرافدين، وكذلك الأقاليم والمناطق المجاورة التي خضعت لسيطرة بلاد الرافدين الثقافية حتى آخر عهودها التاريخية، كما أنه يُدلل على الخبرة التراكمية والمعرفية للفنان السومري في انجاز واخراج العمل الفني التشكيلي بصورة تُعبّر عن المفاهيم الفكرية التي سادت خلال تلك الفترة، والتي تتميّز باعتماد الأسلوبين الطبيعي الحي والتجريدي الرمزي معاً، رغم أن التركيز كان غالباً ما يتمحور على المفهوم التجريدي، وذلك في الأشكال المنفردة أو الصور ذات التكوينات المتعددة، على أن تكون دوماً في حالة تباين وتناغم متحرك، لتحل الواحدة محل الأخرى وتغلب عليها في ذات الوقت، ولكنها كانت دائماً تحافظ على المبدأ التناظري في عموم العمل التشكيلي أو اللوحة الفنية، وهو شيء بدا أساسياً كي يتم نقل التصور لعملية التزاوج والتناسق بين عناصرها ومكوناتها لإتمام الفكرة المبتغاة منها، وهي بذلك تُعطي إشارة واضحة الى تأسيس مدرسة فنية سومرية متميّزة تحددت صورتها من خلال إبراز الشكل السومري المعروف بالحجم والخطوط الخارجية للملامح القومية لهذا المجتمع. وتبرز الأهمية الثانية في أنه يبيّن ويوضح جانب من الطقوس الدينية التي سادت خلال فترة الألف الرابع قبل الميلاد وما بعدها، وتعكس بعضاً من التفكير الفلسفي لشعب سومر، حيث يُعبّر عن الكشف المعرفي للعقلية الرافدينية في تصوّره ورؤياه الثاقبة لنظم الماهيات الكونية، بوصف صوره التي تمثل رمزاً احتفالياً جماهيرياً، يتصل بالطقوس والممارسات التي تقيمها الجماعة في اعياد المواسم الزراعية، لذلك فهو يُعد بمثابة وسيلة لتوثيق هذه الطقوس وأداة لنشر الأفكار والتقاليد الدينية التي أخذت مفاهيمها العامة بالثبات والرسوخ تدريجياً حتى آخر عهود بلاد وادي الرافدين. علماً أن الأواني الحجرية المنقوشة بأسلوب النحت البارز بشكل عام والمتأتية من فترة النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد، كحال الإناء النذري هذا، كانت تصور موضوعات واقعية مستنبطة من طبيعة الحياة اليومية التي تعكس المنظورين القروي والمدني بشكل متزامن ومترابط، كما انها توضح انعكاسات الفكر الديني الذي يُعبّر عن الاستقرار الناشئ عن ......
#دراسة
#تحليلية
#لرمزية
#الإناء
#النذري
#المكتشف
#مدينة
#الوركاء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698218
#الحوار_المتمدن
#حامد_خيري_الحيدر يُعتبر الإناء النذري المكتشف في مدينة "الوركاء"/ "أوروك" السومرية خلال تنقيبات البعثة الآثارية الألمانية في هذه المدينة للفترة 1931_1939 برئاسة عالم الآثار "آرنولد نولدكَة"، والذي يرجع تاريخه الى أواخر عصر "الوركاء" وبداية عصر "جمدة نصر" أي بحدود 3200ق.م، والمحفوظ في القاعة السومرية في المتحف الوطني العراقي، أحد أهم وأروع القطع الفنية الرافدينية، حيث كان له قدسية مُميّزة من خلال استخدامه ضمن طقوس خاصة، كانت تُجرى عند مناسبة دينية هامة لدى المجتمع السومري، تتضمن كما توحي الصور المنقوشة عليه بأسلوب النحت البارز مراسيم تقديم القرابين والنذور للآلهة، لذلك عُرف بين الباحثين والآثاريين باسم "الإناء النذري"، كما تتوضح القدسية الكبيرة للإناء من خلال استمرارية استخدامه لفترة طويلة، إذ يبدو أنه قد تم إصلاحه عدة مرات بعد تعرض بعض أجزائه للكسر جراء ذلك على مر الزمن، حيث تم أبدال الأجزاء المتضررة بأخرى جديدة تم نحتها من نفس المادة (المَرمَر) وبنفس الاسلوب الأصلي الذي أتبع في تنفيذه.ولهذا الإناء أهميتين أحدهما فنية وأخرى فكرية، حيث تكمن الأولى في أنه يُمثل صورة واضحة للمدرسة السومرية الناشئة في النحت البارز التي ظهرت في عصر الوركاء 3500ق.م، والتي مهدت لاستقرار الفن الرافديني وبناء قاعدته الرصينة، ثم توجيه بوصلته نحو مفاهيمه واساليبه ومبادئه العامة التي ظلت ثابتة تقريباً ثم انتشرت الى جميع مناطق بلاد وادي الرافدين، وكذلك الأقاليم والمناطق المجاورة التي خضعت لسيطرة بلاد الرافدين الثقافية حتى آخر عهودها التاريخية، كما أنه يُدلل على الخبرة التراكمية والمعرفية للفنان السومري في انجاز واخراج العمل الفني التشكيلي بصورة تُعبّر عن المفاهيم الفكرية التي سادت خلال تلك الفترة، والتي تتميّز باعتماد الأسلوبين الطبيعي الحي والتجريدي الرمزي معاً، رغم أن التركيز كان غالباً ما يتمحور على المفهوم التجريدي، وذلك في الأشكال المنفردة أو الصور ذات التكوينات المتعددة، على أن تكون دوماً في حالة تباين وتناغم متحرك، لتحل الواحدة محل الأخرى وتغلب عليها في ذات الوقت، ولكنها كانت دائماً تحافظ على المبدأ التناظري في عموم العمل التشكيلي أو اللوحة الفنية، وهو شيء بدا أساسياً كي يتم نقل التصور لعملية التزاوج والتناسق بين عناصرها ومكوناتها لإتمام الفكرة المبتغاة منها، وهي بذلك تُعطي إشارة واضحة الى تأسيس مدرسة فنية سومرية متميّزة تحددت صورتها من خلال إبراز الشكل السومري المعروف بالحجم والخطوط الخارجية للملامح القومية لهذا المجتمع. وتبرز الأهمية الثانية في أنه يبيّن ويوضح جانب من الطقوس الدينية التي سادت خلال فترة الألف الرابع قبل الميلاد وما بعدها، وتعكس بعضاً من التفكير الفلسفي لشعب سومر، حيث يُعبّر عن الكشف المعرفي للعقلية الرافدينية في تصوّره ورؤياه الثاقبة لنظم الماهيات الكونية، بوصف صوره التي تمثل رمزاً احتفالياً جماهيرياً، يتصل بالطقوس والممارسات التي تقيمها الجماعة في اعياد المواسم الزراعية، لذلك فهو يُعد بمثابة وسيلة لتوثيق هذه الطقوس وأداة لنشر الأفكار والتقاليد الدينية التي أخذت مفاهيمها العامة بالثبات والرسوخ تدريجياً حتى آخر عهود بلاد وادي الرافدين. علماً أن الأواني الحجرية المنقوشة بأسلوب النحت البارز بشكل عام والمتأتية من فترة النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد، كحال الإناء النذري هذا، كانت تصور موضوعات واقعية مستنبطة من طبيعة الحياة اليومية التي تعكس المنظورين القروي والمدني بشكل متزامن ومترابط، كما انها توضح انعكاسات الفكر الديني الذي يُعبّر عن الاستقرار الناشئ عن ......
#دراسة
#تحليلية
#لرمزية
#الإناء
#النذري
#المكتشف
#مدينة
#الوركاء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698218
الحوار المتمدن
حامد خيري الحيدر - دراسة تحليلية لرمزية الإناء النذري المكتشف في مدينة الوركاء